قضية كورنا والحياة الاجتماعية

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
113
الإقامة
?!?!
لقد كان من السهل جدا تناول جوانب الحياة الاجتماعية وكتابتها دون أن نواجه صعوبه في رصد تلك الجوانب وملاحظتها والتفكير في الكتابة عنها.

ولكن حينما نقرر الكتابة عن تأثير كورونا على الحياة الاجتماعية فنجد أننا بحاجة إلى التأمل فنحن في زمن كورونا , فترة زمنية غير معلومة التأثير وغير واضحة المعالم ..

المعروف أن للمجتمع العماني مجموعة من الطقوس والعادات المحببة التي لطالما التزم بها لسنوات عديدة على سبيل المثال ما هو متعارف عليه عند السلام كالمصافحة باليد أو السلام بالأنف وأحيانا بالقبل على الخدين.

فلنا أن نتخيل كيف استطاع المجتمع الالتزام بفكرة التباعد الجسدي ذلك وكيف أن هناك فئة لم تستطع فعل ذلك من باب (العيب) وأن العادات والتقاليد لا تسمح بذلك فجنت ثمار ذلك الاستهتار.

فعلى الرغم من مناضلة الكثيرون للتخلص من طقوس وعادات معينة وبالتحديد تلك العادات السيئة والغير صالحة إلا أنها ظلت باقية حتى أصبحت تتمدد ولم تعيرهم هي وأنصارها أي اهتمام ولكن كورونا أوقفها دون سابق انذار تلك العادات السيئة أمثال المبالغة في التجهيزات للأعياد الرسمية والاحتفالات المبالغ بها كأيام الميلاد وغيرها والتي لا تعد ضرورية ..

كذلك لنا أن نتفكر قليلا كيف استطاع البعض التخلي عن فكرة إقامة الأعراس والمبالغة في ذلك والأكتفاء بحفلة بسيطة جدا في منزل العروسين , فهذا يجعلنا نستعيد النظر قليلا في قدرتنا على التخلي عن الطقوس المبالغ فيها عند اقامة الأعراس.

فنستيطع أن نقول بأننا استهلمنا الكثيرمن العبر من هذا المخلوق الضعيف وأظهر هذا الوباء الكثير من الأشياء المخفية سواء كانت جيدة أم سيئة , فأدرك رب الأسرة ضروة تخصيص وقت لأسرته وأدركت الحكومات ضروة مراجعة سياساتها وأساليب إدارة مواردها وحاجتها للبدء بالحكومة الالكترونية ,وأدرك رجل الأعمال كيف أنه يستطيع إدارة أعماله من المنزل والتأثير الايجابي لذلك , وامنا بأن الله يجعل قدرته في أضعف مخلوقاته.



ومما لاشك فيه فأن حال ما قبل كورونا لا يمكن أن يكون مثل ما بعد كورونا ومع كل ذلك نسأل الله أن يرفع عنا هذا البلاء والوباء وأن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من كل سوء.


أبرار ناصر الحضرمية
السبت:- 30/5/2020م
 
أعلى