" لا تحبطوا فرحة قدوم شهر رمضان "

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
113
الإقامة
?!?!
99060F30-40CD-4928-8C2D-C2A189CFFE36.jpeg


مع قدوم شهر رمضان المبارك لا تجعلوا وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً لبث الإحباط والضعف واليأس وأننا هذا العام طردنا من رحمة الله وأغلقت المساجد ، علينا أن نثق بأن أمر المؤمن كله خير وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :-( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له )..( رواه مسلم ) ، والمؤمن الصادق يعلم أنه ما مِن شدّة إلا وسوف تزول ، وما من حزن إلا ويعقبه فرح ، وأن مع العسر يسرا ، ولذلك إن حُرمنا من الصلاة في المساجد فلنجعل كل بيوتنا مساجد يذكر فيها اسم الله ، علينا أن نهيئ أنفسنا وعائلاتنا ومجتمعنا لاحتمالية أن نقضي معظم شهر رمضان هذه السنة في بيوتنا ، وبعون الله لن ينقص شي من الطاعات والعبادات من كان مخلصا فيها ، فإن لم نتمكن من تأدية الصلوات وقراءة القرآن في المساجد كما تعودنا كل عام ، علينا أن نجعل بيوتنا هي القبلة والمسجد يقول الله تعالى :-
‏﴿ وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
افرحوا بشهر رمضان مهما كانت الظروف واستبشروا خيرًا بقدومه ، فهو الشهر العظيم الذي تتضاعف فيه الحسنات وتستجاب فيه
الدعوات وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه السيئات ، فضائل هذا الشهر لا علاقة لها باغلاق المساجد وانتشار الوباء والبقاء في المنازل ، لذلك يعُد شهر رمضان من أفضل شهور السنة عند الله تعالى ، فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وهذا الشهر خصه الله بليلة القدر التي بين فيها الرسول الكريم أنها خير من ألف شهر ، فلا مجال للتهاون فيه بحجة أننا متواجدون في البيوت .
نعم لن تعود التجمعات العائلية والإفطار الجماعي في الساحات والمساجد كما كانت كل عام ، لن نتمكن من حضور صلوات الجماعة والتراويح والاستماع لأصوات التلاوات ، لن نتمكن من تبادل أطباق الوجبات قبل أذان المغرب بين الجيران كما تعودنا ذلك منذ سنوات ، ولكن علينا تعويض تلك الأعمال والفعاليات في الساعات التي نقضيها هذا العام مع عائلاتنا ونحن ملتزمون بالبقاء في المنازل ، علينا أن نكيف أنفسنا لبرنامج يومي يتخلله العديد من الأعمال التعبدية والترفيهية ، الصلاة جماعة مع العائلة وأوقات مخصصة لتلاوة القرآن ، والمساهمة بعض الوقت في أعمال المنزل ووقت للترفيه والتسلية وغيرها من الأعمال المفيدة التي يمكن أن نقوم بها في المنزل ، شهر رمضان هدية من الله تعالى لنا نحن كمسلمين لما فيه من الخير والأجر المضاعف ، فلنستقبل هذه الهدية بروح فرحه ولنحمد الله الذي أمد في أعمارنا لحضور شهر رمضان هذا العام ، ولنترحم على أرواح نحبها كانت معنا في شهر رمضان المنصرم ، ودعتنا هذا العام لبلوغ الأجل ولندعو الرب الكريم أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها الفردوس الأعلى من الجنة..آمين ، انثروا الفرحة والابتسامة بقدوم هذا الشهر الفضيل على أهلكم وأحبتكم وذكروهم بعظمة شهر الصيام ، وأسالوا المولى الكريم أن يرفع هذا الوباء عن البشرية ولنتمكن بإذن الله أن نلتقى مجتمعين في القريب العاجل ، وقبل الختام نوجه كلمة شكر للأرواح المخلصة التي تواجه هذا الوباء في الخطوط الأمامية ، من الكوادر الطبية والأمنية والعسكرية والتطوعية والإعلامية ومأجورين بإذن الله تعالى ، ومبارك على الجميع قدوم شهر رمضان المبارك ..

د.حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
 
أعلى