" مجلس الدفاع .. وفاء وأمانة "

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
113
الإقامة
?!?!
038634AF-8EF5-4247-8370-880CAD1A5B7D.jpeg

إن القَسم الذي يؤديه أبناء الوطن المنتسبين لقوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية ( الإيمان بالله والولاء للسلطان والذود عن الوطن ) ، يظل أمانة يحافظ عليها كل فرد من منتسبي تلك المؤسسات التي تشرفت في المحافظة والدفاع عن اسم وكيان هذا البلد العزيز ، وهو المنهج الذي يُرافق أقوالهم وأفعالهم امتثالاً لطاعة ربهم ونبيهم ودينهم ، وهو تجسيد للتربية الصالحة والأخلاق الحميدة التي تميزت بها الأسرة العمانية في تربية الناشئة ، لذلك فإن قيم الأخلاق والشجاعة والشهامة والأمانة والوفاء هي السمة التي عُرفت بها مؤسسات الوطن العسكرية والأمنية ، وشهادة لله والتاريخ فإن الفترة المنصرمة التي مر بها الوطن العزيز ، يحق لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة ، أن يفخر ويفاخر بالدور الكبير الذي تقوم به تلك المؤسسات للذود عن هذا الوطن ، في سبيل تقدمه وحفاظاً على أمنه وسلامته ورفعة شأنه ، ولذلك جاءت لحظة الوفاء والأمانة التي تحملها مجلس الدفاع في اللحظات التي وجد فيها شغور لمنصب السلطان ، بعدما تم الإعلان في صباح السبت الحزين عن وفاة الوالد والقائد جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه ، ومع عظم المصاب الجلل والحزن الشديد على جميع أفراد الوطن ، إلا أن تلك المؤسسات بقيت على عهدها ووفائها للقائد رحمه الله ، في مواصلة المحافظة على مكتسبات ومنجزات وترابط ووحدة الوطن الذي شيده وأفنى من أجله جل عمره جلالة السلطان طيب الله ثراه ، حيث شهد العالم انتقال سلس للسلطة في السلطنة بعدما قام مجلس الدفاع بالخطوات اللازمة لضمان استقرار البلاد ، وبتوفيق من الله ومن ثم جهود مجلس الدفاع وحكمة العائلة المالكة الكريمة ، ما هي إلا ساعات معدودة حتى مضت الأمور بهذه السلاسة في انفاذ وصية جلالته ، بالاتفاق حول من اختاره السلطان قابوس رحمه الله ، وايماناً بحكمة جلالته طيب الله ثراه ، وفي تلك اللحظات الفارقة من تاريخ السلطنة ، شاهد الجميع وفاء أفراد المؤسسات العسكرية والأمنية حتى الوداع الأخير لفقيد الوطن وموارة الثرى على جسده الطاهر في مقبرة الأسرة المالكة .
إن حماة الوطن لهم تاريخ مشرف في التضحية بأرواحهم للحفاظ على استقلال ووحدة هذا البلد الغالي ، وشواهد التاريخ كثيرة وعديدة منذ عهد بعيد كانوا حصون رادعة لكل الغزاة والطامعين ، ومع بزوغ عهد النهضة المباركة التي شيدها جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه ، كانت الالتفافة حول قيادته من أجل اخماد لهيب الفتن والتمرد في بعض جبهات الوطن ، حتى أصبحت جميع أجزاء السلطنة ترفرف تحت راية واحدة وتنشد ( يا ربنا احفظ لنا جلالة السلطان والشعب بالأوطان بالعز والآمان ) ، ولذلك أولى جلالة السلطان رحمه الله كثير من الرعاية والاهتمام ، حيث قوبلت هذه الرعاية السامية بمزيد من الاخلاص والأمانة والوفاء ، كذلك لم تكن شواهد التضحية والوطنية الخالصة موجودة فقط في ميادين الدفاع والقتال ، بل شواهدها في جميع الظروف والمحن والأزمات التي مرت على هذا الوطن ، ففي أحوال الطقس الصعبة والحوادث المرورية والحرائق ولحظات الأنواء المناخية الخطرة ، لم تتوجه السلطنة إلا بالدعاء للرب الكريم بأن يلطف بالعباد والبلاد ، ومن ثم بسواعد رجالها البواسل الذين سطروا أروع ملاحم التضحية والوفاء لهذا الوطن الغالي ، وهناك مواقف كثيرة لميادين العز والشرف لأبناء الوطن البواسل لا يسمح الوقت في ذكرها عبر هذا المقال الموجز ، إلا أنني ما كنت لأترك هذه الفترة التي مر بها بلدي العزيز سلطنة عمان دون أن يكون لي مشاركة أقدم فيها التحية والشكر والاحترام لجميع منتسبي قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية أفراداً وقادة ، لما يبذلوه من جهود مخلصة للإرتقاء بالوطن وأفراده ، من أجل أن يعيش المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة منعماً بالطمأنينة والأمن والأمان ، سواء كان ذلك في عهد مؤسس نهضة عمان الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه ، وكذلك في ظل القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور - حفظه الله ورعاه - ، سائلين الله العلي القدير أن يحفظ هذا الوطن العزيز من شر الكوارث والفتن ، إنه سميع عليم .. آمين .

د.حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
 
أعلى