ساعات قليلة تفصلنا عن قدوم وبداية يوم الأربعاء ، ليقول لأبناء عُمان الأوفياء واصلوا البناء والتعمير لهذا الوطن الغالي ، كما أوصاكم به الوالد والقائد الراحل ابن سعيد طيب الله ثراه ، ليقول لكم أنتم شعب يؤمن بقضاء الله وقدره وهو ما أمنتم به صباح فجر السبت الحزين الماضي ، ومع المصاب الجلل والحزن العميق والفراق الآليم لباني نهضة عُمان الحديثة ، سيد الحكمة وحكيم السلاطين ورجل الانسانية ، والدنا المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله تعالى ، يأتي صباح الأربعاء وهو اليوم الذي تعود فيه مؤسسات الدولة لحياة العمل من أجل النهوض بهذا البلد العزيز ، والذي يتطلب من كل مواطن عاشق له أن يثبت وفاءه وعشقه لقائده الراحل في مواصلة مسيرة العطاء والتنمية ، فلا قيمة للرثاء والحزن الشديد إذا لم يصاحبه عهد ووفاء نحو مواصلة ما بناه وشيده سلطان القلوب رحمه الله تعالى ، وفي هذا الصدد سطرت العائلة المالكة الكريمة صباح السبت الحزين بخبر الوفاة موقف سوف يخلده التاريخ بأحرف من ذهب ، اكراماً ووفاءً للقائد الراحل وللوطن الغالي ، حيث اجتمعت العائلة الكريمة في أقل من ساعة بعد اعلان المجلس العسكري خبر المصاب الجلل ، لتعلن عبر كلمة سيذكرها التاريخ عبر الأزمان لصاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء ، قال فيها ( للعلم مجلس العائلة قد اجتمع في وقت سابق ، وقد وافق على تثبيت من هو في الوصية التي تفضل بها جلالته ، اكراما لهذا الرجل وتقديرا له وتعزيزاً لمكانته ولسمعته ولسمعة عُمان أمام الغير ، فنحن كلنا أمام مسؤوليات جسام ، وعلينا أن نبذل كل جهد في سبيل هذا البلد ، وفي سبيل تقدمه وحفاظاً على أمنه وسلامته ).
الأخوة والأخوات أبناء الوطن الغالي ، إن الدور الكبير الذي قام به المجلس العسكري والعائلة المالكة الكريمة في السير بالوطن نحو بر الآمان ، والذي هو بدوره تعبير عن مدى الاخلاص والوفاء لما كان يوصي به القائد الراحل رحمه الله في جميع لقاءاته وخطاباته ، ليؤكد ضرورة حرص أفراد المجتمع ومؤسساته نحو مواصلة هذا الوفاء الذي عاهدتم الله عليه مع خير السلف جلالة السلطان قابوس بن سعيد تغمد الله روحه بواسع رحمته ، ليكون حاضراً مع خير الخلف مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم - حفظه الله ورعاه - ، لتستمر عملية التقدم والتطور والتنمية كما أراد لها مؤسس نهضة عمان الحديثة جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه.
كونوا أوفياء في العودة إلى أعمالكم وحياتكم ووظائفكم ، لا أن يكون كما قال البعض بأن شدة الحزن تمنعنا من العودة إلى العمل صباح الأربعاء ، ليس هكذا يكون الوفاء ، وليست هذه من علامات حسن الايمان ، نعم المصاب الجلل كان مؤلما علينا جميعاً ، ولكن هكذا هي سنة الحياة وهذا هو أمر الله ، وعلينا أن نكمل مسيرة الوفاء نحو هذا الوطن فهو أمانة على عاتق الجميع ، كونوا أوفياء بدعواتكم وصلواتكم وصدقاتكم لروح والدكم وقائدكم الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا على فراقك يا قابوس لمحزونون ، اللهم ارض عنه واغفر له وارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة..آمين
د.حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com