" بدية أسطورة الجمال "

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
113
الإقامة
?!?!
BC517A83-906A-4134-806B-73F3CB598ACD.jpeg

ما إن انتهى الملتقى الرابع عشر الذي تُواصل مجموعة الدراسات العليا ، للطلبة العمانيين الخريجين والدارسين في الجامعات المصرية على تنفيذه مرتين في كل عام ، ملتقى يكون مع قدوم فصل الشتاء والثاني يكون على مائدة إفطار شهر رمضان ، كانت الوجهة هذه المرة إلى الولاية الساحرة بجمال طبيعتها وبإخلاق وكرم وشهامة أهلها ، وهنا المكان يُعرف من عنوانه إنها ولاية بدية منبع الأطباع الحاتمية خلال الفترة من : 6-2019/12/7م ، إلا أنني وقفت حائراً في وصف جمال ما شاهدته في هذا الملتقى ، هل أكتب عن جمال الطبيعة والصحراء والمناظر الخلابة التي تتميز بها ولاية بدية ، أم كتابتي ستذهب لسرد جمال قلوب وأرواح أهالي وسكان هذه الولاية الجميلة ، وهنا سأحاول أن أكون متوازناً في السرد والوصف بين روعة المكان وأهل المكان ، لذلك تحرك المشاركون فجر يوم الجمعة الموافق السادس من شهر ديسمبر لهذا العام من مختلف الولايات والمحافظات العمانية بما يقارب من 130 مشاركا ، لتكون محطة تجمعهم ذلك الصباح في استراحة الخمائل التي تقع مع مدخل ولاية بدية ، حيث استقبلتهم اللجنة المنظمة وأهالي الولاية بالترحيب والابتسامة والبشاشة وأخذ العلوم ومن ثم تبعها كرم الضيافة العربية الأصيلة ، ليبدأ بعدها برنامج الملتقى الرابع عشر ، الذي تميز بفعاليات فنية وثقافية وترفيهية ورياضية وزيارة لسوق الحرف التقليدية وجولات في الصحراء وعلى الكثبان الرملية ، لتكون محطة المبيت في مخيم الراحة الذي يبعد عن مركز الولاية 12 كم ، حيث تحيط من حوله تلك الكثبان الذهبية ليعيش المشاركون ليلة بعيداً عن الضوضاء وصخب المدينة ، مستمتعين بسماع أعذب الأبيات في الأمسية الشعرية ، وحين اشتدت ظلمة الليل كانت رؤية النجوم وما جاورها من الكواكب والمجرات في مشهد جمالي لا يتحقق إلا في مثل هذه المواقع الطبيعية ، ومع ختام صلاة الفجر لليوم الثاني تحرك المشاركون مباشرة وعلى الأقدام إلى قمم تلك الكثبان الرملية لتلتقط عدسات الكامرات رؤية شروق الشمس في مشهد رباني جميل لم تعتاد الأعين على مشاهدته في مواقع تزدحم بالمباني والمنشآت والأشجار ، ساعات فجرية رائعة عاشها كل من تواجد فوق تلك القمم الرملية ، بعد هذا النشاط الصباحي المنعش توجه المشاركون لاستكمال برنامجهم بتنفيذ عدة مسابقات متنوعة ، ليختتم الملتقى بعد ذلك بحفر التنور الذي وضع فيه لحم الشواء في الليلة السابقة ، لتكون وجبة الغداء بالطريقة التقليدية هي آخر مناشط ملتقى ولاية بدية الرابع عشر .
في الحقيقة توفق الاعلامي أحمد المعمري حين وصف هذه الولاية ( بدية اسطورة الجمال ) ، وهي تستحق ذلك ولم يكن اختيار مجموعة الدراسات العليا ليكون الملتقى الرابع عشر صدفة في هذه الولاية ، ولكن جاء الاختيار لما تتميز به من أجواء طبيعية منعشة ومن مناظر خلابة ، لذلك جولة في وسط الرمال وعلى الكثبان الذهبية مع تناول فنجان من القهوة العربية ينسيك هموم الحياة ، ويخرجك من ضغوطات العمل وهموم ما تشاهده وتسمعه من أخبار الحروب والكوارث عبر نشرات القنوات الإخبارية .
بدية تستحق الزيارة لوجود عدد من المخيمات تحمل مواصفات وبيئة أهل البادية ، بدية تستحق الزيارة لأن مجتمعها يجبرك للعودة إليها مرات عديدة ، ترحيب من الصغير والكبير واحترام وتقدير من الجميع ، تستحق الزيارة لإنها المكان المناسب للنزهة والاسترخاء ، تستحق الزيارة لأنها موقع طبيعي خالي من الشوائب ومن ضجيج المصانع وأصوات السيارات .
ولكن قبل أن نختم المقال أود أن أبعث همسات لكل من يعنيه تطوير السياحة في السلطنة ، أن
بدية وما جاورها من الولايات التي تتميز بالكثبان الرملية تستحق الاهتمام بها ، وخصوصا أن الأجواء المنعشة الباردة تستتمر لأكثر من أربعة أشهر ، فلماذا لا تكون وجهة سياحية شتوية مثل خريف صلالة ، ولكن في ظل الأوضاع الحالية من نقص للخدمات وقلة المخيمات ، لن تكون هذه المواقع ذات جذب سياحي كبير ، إلا إذا فكرنا خارج الصندوق ، معوقات السياحة في عمان معروفة لدى الجميع ولا داعي لسردها من جديد ، وسأختم مقالي بالشكر والتقدير والامتنان نيابة عن جميع المشاركين للجنة المنظمة للملتقى الرابع عشر ولمشايخ وأهالي بدية جميعا لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وللأوقات الجميلة التي قضيناها في ولاياتكم الماجدة بدية أسطورة الجمال .

د.حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com

الخميس:-2019/12/19م
https://www.omandaily.om/?p=753197
"

ما إن انتهى الملتقى الرابع عشر الذي تُواصل مجموعة الدراسات العليا ، للطلبة العمانيين الخريجين والدارسين في الجامعات المصرية على تنفيذه مرتين في كل عام ، ملتقى يكون مع قدوم فصل الشتاء والثاني يكون على مائدة إفطار شهر رمضان ، كانت الوجهة هذه المرة إلى الولاية الساحرة بجمال طبيعتها وبإخلاق وكرم وشهامة أهلها ، وهنا المكان يُعرف من عنوانه إنها ولاية بدية منبع الأطباع الحاتمية خلال الفترة من : 6-2019/12/7م ، إلا أنني وقفت حائراً في وصف جمال ما شاهدته في هذا الملتقى ، هل أكتب عن جمال الطبيعة والصحراء والمناظر الخلابة التي تتميز بها ولاية بدية ، أم كتابتي ستذهب لسرد جمال قلوب وأرواح أهالي وسكان هذه الولاية الجميلة ، وهنا سأحاول أن أكون متوازناً في السرد والوصف بين روعة المكان وأهل المكان ، لذلك تحرك المشاركون فجر يوم الجمعة الموافق السادس من شهر ديسمبر لهذا العام من مختلف الولايات والمحافظات العمانية بما يقارب من 130 مشاركا ، لتكون محطة تجمعهم ذلك الصباح في استراحة الخمائل التي تقع مع مدخل ولاية بدية ، حيث استقبلتهم اللجنة المنظمة وأهالي الولاية بالترحيب والابتسامة والبشاشة وأخذ العلوم ومن ثم تبعها كرم الضيافة العربية الأصيلة ، ليبدأ بعدها برنامج الملتقى الرابع عشر ، الذي تميز بفعاليات فنية وثقافية وترفيهية ورياضية وزيارة لسوق الحرف التقليدية وجولات في الصحراء وعلى الكثبان الرملية ، لتكون محطة المبيت في مخيم الراحة الذي يبعد عن مركز الولاية 12 كم ، حيث تحيط من حوله تلك الكثبان الذهبية ليعيش المشاركون ليلة بعيداً عن الضوضاء وصخب المدينة ، مستمتعين بسماع أعذب الأبيات في الأمسية الشعرية ، وحين اشتدت ظلمة الليل كانت رؤية النجوم وما جاورها من الكواكب والمجرات في مشهد جمالي لا يتحقق إلا في مثل هذه المواقع الطبيعية ، ومع ختام صلاة الفجر لليوم الثاني تحرك المشاركون مباشرة وعلى الأقدام إلى قمم تلك الكثبان الرملية لتلتقط عدسات الكامرات رؤية شروق الشمس في مشهد رباني جميل لم تعتاد الأعين على مشاهدته في مواقع تزدحم بالمباني والمنشآت والأشجار ، ساعات فجرية رائعة عاشها كل من تواجد فوق تلك القمم الرملية ، بعد هذا النشاط الصباحي المنعش توجه المشاركون لاستكمال برنامجهم بتنفيذ عدة مسابقات متنوعة ، ليختتم الملتقى بعد ذلك بحفر التنور الذي وضع فيه لحم الشواء في الليلة السابقة ، لتكون وجبة الغداء بالطريقة التقليدية هي آخر مناشط ملتقى ولاية بدية الرابع عشر .
في الحقيقة توفق الاعلامي أحمد المعمري حين وصف هذه الولاية ( بدية اسطورة الجمال ) ، وهي تستحق ذلك ولم يكن اختيار مجموعة الدراسات العليا ليكون الملتقى الرابع عشر صدفة في هذه الولاية ، ولكن جاء الاختيار لما تتميز به من أجواء طبيعية منعشة ومن مناظر خلابة ، لذلك جولة في وسط الرمال وعلى الكثبان الذهبية مع تناول فنجان من القهوة العربية ينسيك هموم الحياة ، ويخرجك من ضغوطات العمل وهموم ما تشاهده وتسمعه من أخبار الحروب والكوارث عبر نشرات القنوات الإخبارية .
بدية تستحق الزيارة لوجود عدد من المخيمات تحمل مواصفات وبيئة أهل البادية ، بدية تستحق الزيارة لأن مجتمعها يجبرك للعودة إليها مرات عديدة ، ترحيب من الصغير والكبير واحترام وتقدير من الجميع ، تستحق الزيارة لإنها المكان المناسب للنزهة والاسترخاء ، تستحق الزيارة لأنها موقع طبيعي خالي من الشوائب ومن ضجيج المصانع وأصوات السيارات .
ولكن قبل أن نختم المقال أود أن أبعث همسات لكل من يعنيه تطوير السياحة في السلطنة ، أن
بدية وما جاورها من الولايات التي تتميز بالكثبان الرملية تستحق الاهتمام بها ، وخصوصا أن الأجواء المنعشة الباردة تستتمر لأكثر من أربعة أشهر ، فلماذا لا تكون وجهة سياحية شتوية مثل خريف صلالة ، ولكن في ظل الأوضاع الحالية من نقص للخدمات وقلة المخيمات ، لن تكون هذه المواقع ذات جذب سياحي كبير ، إلا إذا فكرنا خارج الصندوق ، معوقات السياحة في عمان معروفة لدى الجميع ولا داعي لسردها من جديد ، وسأختم مقالي بالشكر والتقدير والامتنان نيابة عن جميع المشاركين للجنة المنظمة للملتقى الرابع عشر ولمشايخ وأهالي بدية جميعا لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وللأوقات الجميلة التي قضيناها في ولاياتكم الماجدة بدية أسطورة الجمال .

د.حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com

الخميس:-2019/12/19م
https://www.omandaily.om/?p=753197
 
أعلى