تعتبر حوادث المرور من أكثر المشاكل التي تواجه المجتمعات البشرية في الوقت الراهن ، لما تسببه من أضرار جسيمة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية على المجتمع ، وفي السلطنة أولت الحكومة قدراً كبيراً من التوعية بهذا الموضوع ، ويتمثل ذلك في الاهتمام السامي من لدن صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه - من خلال خطاباته ولقااءته بمجلس الوزراء ومجلسي الدولة والشورى والمواطنين في الجولات السامية ، والذي أكد فيه جلالته على ضرورة تعاون الجميع في وضع حد لحوادث الطرق في السلطنة ، كما أن للجهات المعنية بموضوع السلامة المرورية دورا بارزا في الحد من حوادث الطرق ، متمثلا بالبرامج التوعوية والندوات والمؤتمرات التي نفذت في هذا الخصوص .
إن مناقشة هذا الموضوع يحتاج له منبر خاص وليس عمودا واحدا للتوعية عنه ، ولكننا في هذا الطرح سنتناول الموضوع من جانب الضرر الاجتماعي ، ولن نناقش الجوانب الأخرى ، مثل ما هي مسببات هذه الحوادث ؟ هل السائق نفسه أم هناك عوامل أخرى ؟ وسنركز فقط على الآثار التي سيجنيها المجتمع وخصوصا الشخص المصاب في الحادث أو المتسبب بالحادث ، كما أننا سنتطرق للموضوع بكل شفافية بعيدا عن أي تجريح لأي فرد ، حيث سنطلب من السائق الذي تعود على قيادة سيارته بالطرقات بصورة مخالفة عما هو مشرع بالقانون ، أن يجيب على بعض الأسئلة بكل واقعية ، فنقول له أليس أحد من أسرتك كأبيك أو أمك أو أخوتك أو أي فرد من عائلتك يقود سيارة أو تقوم سيارة بنقله من مكان إلى آخر عبر هذه الطرقات ، هل تتمنى لاقدر الله أن أحدهم يصاب بحادث مروري نتيجة سرعة سائق لم يستطع السيطرة على قيادته ؟ من ناحية أخرى نطرح تساؤلا آخر ، أخي السائق/السائقة لو افترضنا أنك أصبت أنت بالحادث ، ألن تتوقف مصالحك ؟ هل تتوقع أنك الوحيد الذي سيتألم بسبب هذا الحادث ؟ ما ذنب أبوك وأمك وأسرتك ؟ وإذا كنت متزوجا كيف سيكون حال زوجتك/زوجك وأبنائك ؟ هل ترضى أن يقوموا هم برعايتك بعدما كانت الفطرة أنك أنت من تقوم برعايتهم ؟هل جعلت لهذه الافتراضات جزء من تفكيرك ؟لماذا تتسبب في منع الابتسامة والسعادة عن وجوه أهلك وأطفالك وأحبابك ؟ قد تقول إن معي هواية ومهارة السياقة وأحب أن أمارسها ، ونقول لك لم لا تطور مهارتك الخاصة بفن قيادة السيارة بالأماكن المخصصة لذلك ؟ ومن ثم تستطيع أن تشارك في المحافل المحلية والدولية باسم وطنك وأسرتك ، وعندها الكل سيكون معك ويدعو لك ، أخي / أختي السائق إن الموضوع ليس مخالفة سير وستدفع ، أو ضرر سيارة وستستبدل بأخرى غيرها ، إن القضية تخص الروح البشرية التي أكرمها الله تعالى وأمر بالمحافظة عليها فقال رب العزة في كتابه العزيز ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) ، لا تكن سببا في إدخال البؤس والحزن لبيت أو أسرة في أي رقعة بوطنك أو خارجه ، وإنما كن حبة المطر التي أحيت الزهور والورود بكل مكان ، دع الناس تقول بارك الله فيه وليس عجل الله في أجله ، لذلك علينا جميعا نحن وأنت أن نقتنع بأن حوادث المرور تخلف آثارا اجتماعية عظيمة ، فمن جراء حوادث الطرق ، سنجد أن أرواحا تزهق وأجساما تشل وتعاق ، وعائلات وأطفال تتيتم ، وبيوت يتم إغلاق أبوابها نهائيا ، فكم من زوجة ترملت ، وكم من شخص أصبح معاقا وآخر مبتورا ، فلك أن تختار أن تكون السبب في ما ذكر ، أو أن تقوم بالنصح والإرشاد حول خطورة حوادث السيارات على المجتمع ، وأن تؤمن بأن لها آثار اجتماعية كبيرة وخطيرة..
د.حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com