◊ ◊ من خواطر الأمام ابن الجوزي ◊ ◊

رgعة الـ خ ــآلق !

¬°•| عضو فعّال |•°¬
إنضم
19 نوفمبر 2008
المشاركات
160
الإقامة
وكيف لراحل أن يقيم ..
من خواطر الإمام ابن الجوزي..من كتابه« صيدالخاطر»

من أروع الكتب لا يمل من قرأته.





{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}:




يقول ابن الجوزي:



ضاق بي أمر أوجب غماً لازماً دائماً، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل وجه، فما رأيت طريقاً للخلاص، فعرضت لي هذه الآية:

[وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ]



فعلمت أنّ التقوى سبب للمخرج من كل غم، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج، فلا ينبغي أن يتوكل المؤمن إلا على الله، فالله عزّوجل كافيه، فيقوم بالأسباب ولكن لا يعلق قلبه بها.




من ترك شيئا لله عوضه خيرمنه:




يقول الإمام ابن الجوزي :

قدرت في بعض الأيام على شهوة للنفس، هي عندي أحلى من الماء الزلال في فم الصادي، وقال التأويل: ما ههنا مانع ولا معوق إلانوع ورع، وكان ظاهر الأمر امتناع الجواز، فترددت بين الأمرين فمنعت نفسي عن ذلك،فبقيت حيرتي، فقلت لها: يا نفسي، والله ما من سبيل إلى ما تودين ولا ما دونه،فتقلقلت، فصحت بها، كم وافقتك في مراد ذهبت لذته، وبقي التأسف على فعله، فقدري بلوغ الغرض من هذا المراد، أليس الندم يبقى في مجال اللذة أضعاف زمانها.



فقالت: كيف أصنع؟




فقلت: هأنذا أنتظر من الله عزّ وجل حسن الجزاء على هذا العمل فأسطره إن شاء الله، فإنه قد يعجل جزاء الصبر، وقد يؤخره، فإن عجل سطرته، وإن أخر فما أشك في حسن الجزاء لمن خاف مقام ربه، فإنّ من ترك شيئاً لله، عوضه الله خيراً منه.




والله إني ما تركته إلا لله تعالى، ويكفيني تركه ذخيرة، حتى لو قيللي: أتذكر يوماً آثرت الله على هواك؟



قلت: يوم كذا وكذا.




وكان هذا في سنة 561 هجرية، فلما دخلت سنة 565 هجرية عوضت خيراً من ذلك، فقلت هذا جزاء الترك لأجل الله سبحانه في الدنيا، ولأجر الآخرة خير والحمدلله.




التلطف مع النفس:




يقول الإمام ابن الجوزي:




اعلم أن أصلح الأمور الاعتدال في كل شيء وإذا رأينا أرباب الدنيا قد غلبت آمالهم وفسدت في الخير أعمالهم أمرناهم بذكر الموت والقبور والآخرة‏.‏



فأما إذا كان العالم لا يغيب عن ذكره الموت ‏؛ وأحاديث الآخرة تقرأ عليه وتجري على لسانه فتذكاره الموت زيادة على ذلك لا تفيد إلا انقطاعه بالمرة‏.‏




بل ينبغي لهذا العالم الشديد الخوف من الله تعالى الكثير الذكر للآخرة أن يشاغل نفسه عن ذكر الموت ليمتد نفسه أمله قليلاً فيصنف ويعمل أعمال خير ويقدر على طلب ولد‏.‏



فأما إذا لهج بذكر الموت كانت مفسدته عليه أكثر من مصلحته‏.‏



ألم تسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق عائشة رضي الله عنها فسبقته فسبقها وكان يمزح ويشاغل نفسه‏.




وقد روي عن أحمد بن حنبل رحمة الله عليه‏:‏ أنه سأل الله تعالى أن يفتح عليه باب الخوف ففتح عليه فخاف على عقله‏.‏




فسأل الله أن يرد ذلك عنه‏؛ نتأمل هذا الأصل فإنه لا بد من مغالطة النفس وفي ذلك صلاحها والله الموفق.




هاجس مقلق:




يقول ابن الجوزي:



تأملت حالة أزعجتني وهو أن الرجل قد يفعل مع امرأته كل جميل وهي لا تحبه وكذا يفعل مع صديقه والصديق يبغضه وقد يتقرب إلى السلطان بكل ما يقدر عليه والسلطان لا يؤثره فيبقى متحيراً يقول‏:‏ ما حيلتي‏؛ فخفت أن تكون هذه حالتي مع الخالق سبحانه أتقرب إليه وهو لا يريدني ‏؛ وربما يكون قد كتبني شقياً في الأزل‏.‏



ومن هذا خاف الحسن فقال‏:‏ أخاف أن يكون اطلع على بعض ذنوبي فقال‏:‏ لا غفرت لك‏.‏



فليس إلا القلق والخوف لعل سفينة الرجاء تسلم - يوم دخلوها الشاطئ - من جرف‏.‏





ميزان الرجولة:




يقول ابن الجوزي:




لا يغرك من الرجل طنطنته وما تراه يفعل من صلاة وصوم وعزلة عن الخلق‏، إنما الرجل هو الذي يراعي شيئين‏:‏ حفظ الحدود وإخلاص العمل‏.‏



فكم قد رأينا متعبداً يخرق الحدود بالغيبة وفعل ما لا يجوز مما يوافق هواه‏،وكم قد اعتبرنا على صاحب دين أنه يقصد بفعله غير الله تعالى‏، وهذه الآفة تزيد وتنقص في الخلق‏.‏



والذي يحسن القصد فيكون عمله وقوله خالصاً لله تعالى لا يريد به الخلق ولا تعظيمهم له‏.‏



فرب خاشع ليقال ناسك وصامت ليقال خائف وتارك للدنيا ليقال زاهد‏.‏



وعلامة المخلص أن يكون في جلوته كخلوته وربما تكلف بين الناس التبسم والانبساط لينمحي عنه اسم زاهد‏.‏




فقد كان ابن سيرين يضحك بالنهار فإذا جن الليل فكأنه قتل أهل القرية‏.!!!




واعلم أن المعمول معه لا يريد الشركاء فالمخلص مفرد له بالقصد والمرائي قد أشرك ليحصل له مدح الناس‏، وذلك ينقلب لأن قلوبهم بيد من أشرك معه فهو يقلبها عليه لا إليه‏.‏



فالموفق من كانت معاملته باطنه وأعماله خالصة‏، وذاك الذي تحبه الناس وإن لم يبالهم كما يمقتون المرائي وإن زاد تعبده‏.‏




ثم إن الرجل الموصوف بهذه الخصال لا يتناهى عن كمال العلوم ولا يقصر عن طلب الفضائل‏.‏



فهو يملأ الزمان بأكثر ما يسعه من الخير وقلبه لا يفتر عن العمل القلبي‏، أبى أن يصير شغله بالحق سبحانه وتعالى‏.‏



رأيت خلقاً يفرطون في أديانهم ثم يقولون احملونا إذا متنا إلى مقبرة أحمد‏، أتراهم ما سمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امتنع من الصلاة على من عليه دين وعلى الغال وقال‏:‏ ما ينفعه صلاتي عليه‏.‏




ولقد رأيت أقواماً من العلماء حملهم حب الصيت على أن استخرجوا إذناً من السلطان فدفنوا في دكة أحمد بن حنبل وهم يعلمون أن هناك خلقاً رفات بعضهم على بعض‏، وما فيهم إلا من يعلم أنه ما يستحق القرب من مثل ذلك‏.‏



فأين احتقار النفوس أما سمعوا أن عمر بن عبد العزيز قيل له‏:‏ تدفن في الحجرة فقال‏:‏ لأن ألقى الله بكل ذنب ما خلا الشرك أحب إلي من أن أرى نفسي أهلاً لذلك‏.‏



لكن العادات وحب الرياسة غلبت على هؤلاء فبقي العلم يجري على الألسن عادة لا للعمل به‏.‏



ثم آل الأمر إلى جماعة خالطوا السلاطين وباشروا الظلم يزاحمون على الدفن بمقبرة أحمد ويوصون بذلك‏.‏




فليتهم أوصوا بالدفن في موضع فارغ إنما يدفنون على موتى‏.‏



ويخرج عظام أولئك فيحشرون على ما ألقوا من الظلم حتى في موتهم وينسون أنهم كانوا من أترى ما علموا أن مساعد الظالم ظالم وفي الحديث‏:‏ كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة‏.‏




قال السجان لأحمد بن حنبل‏:‏ هل أنا من أعوان الظلمة فقال‏:‏ لا أنت من الظلمة إنما أعوان الظلمة من أعانك في أمر‏.‏


منقول للفائدة
 

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
113
الإقامة
?!?!
باركـ الله فيج أختي الكريمه ...
موضوع قيم وفقج الله ......
 

السَعيدي

<font color="#ff0000">¬°•| إداري سابق|•°¬</span></
إنضم
21 سبتمبر 2007
المشاركات
9,912
الإقامة
توام


روعه بصراحه

هذي الخواطر الي صح يستمتع القارئ فيها
ويحب المكوث فيها اطول مده

الف شكر على الطرح

بارك الله فيج


 
أعلى