في الحقيقة تعتبر الابتسامة اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة ، وهي المفتاح الأول لكل القلوب المغلقة ، تدخل المودة والمحبة في القلب وتذهب الحقد والكره والبغضاء من الأنفس ، كما أنها أسرع وسيلة لكسب قلوب البشر ، نادت بها الشريعة فقال حبيب الأمة صلى الله عليه وسلم
تبسمك في وجه أخيك صدقة ) وقوله عليه أفضل الصلاة والسلام لا تحقِرَنَّ من المعروفِ شيئاً ولو أن تلقى أخاكَ بوجه طلق ).في الحياة العامة أدوار الابتسامة متعددة ، الأم ابتسامتها لأطفالها مؤثرة ولزوجها جاذبة حيث يقول (كارل ساندبرغ )إن ابتسامة المرأة شعاع تفوق سرعته سرعة الضوء ، ووجود الابتسامة في تعامل الأفراد تزيد من الألفة فيما بينهم ، وابتسامة المعلم لطلبته ترفع من قدره وكذلك الأمر للمسئول عندما يخاطب أو يتعامل مع موظفيه وهو مبتسم فإن ذلك يدفعهم لمزيد من التقدير له ويولد لديهم شعور من الراحة النفسية التي تؤثر في عملية إخلاصهم بالعمل وزيادة الإنتاج بالمؤسسة ، لذلك فالابتسامة هي المدرسة التي تخرج أجيالا من المتفائلين ، كما أن الابتسامة الرقيقة تطفئ أحيانا بركان من الغضب وهي علاج فعال لإذابة الهموم والأحزان .
إن للابتسامة العديد من الفوائد الصحية والوقائية حيث تعمل على تنشيط الدورة الدموية للإنسان وتساعد على إزالة التوتر العصبي وأيضا تعمل على تخفيف حموضة المعدة ، كما إن بعض الأبحاث العلمية أثبتت أن الابتسامة لها فوائد وقائية في تأخير ظهور التجاعيد على الوجه ، لذلك نقول ابتسم ولا تحرم نفسك من الأجر عندما تدخل الفرح والسرور في قلوب الآخرين ، ابتسم للفقير واليتيم ولو كنت منهكا لأن في ابتسامتك تخفيف لهم وشعورا طيبا لآلامهم ، ابتسم لعامل النظافة في الشارع لأن ابتسامتك ستكون الغيمة التي ستحجب الشمس عن جباههم وهم يعملون ، ابتسم للمرضى لأن ابتسامتك علاجا سحريا تنسي بها أوجاعهم ، ابتسم لتشعر بأن الحياة جميلة ، ابتسم لأنه لا شي يستحق الحزن والقلق في هذا الوجود ، وحول أهمية الابتسامة قديما قيل (إذا ابتسم المهزوم فقد المنتصر لذة النصر ، وأفضل بكثير أن تنسى وتبتسم على أن تتذكر وتحزن) أما وصية لقمان لابنه فكانت(لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطاً تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء)لذا اجعل الابتسامة عنوان شخصيتك ، وابتسم لكي يبتسم الآخرون ، وأخيرا كن مبتسما وأنت تقرأ هذا المقال ..
د.حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com