قبل شهرين كنت متواجدا خارج البلاد ، حينها تواصلِ معي أحد الإخوة عبر الواتساب متسائلاً عن مكان تواجدي ، وبعد معرفته بأنني خارج البلد طلب مني التواصل معه بعد عودتي مباشرة لأمر هام ، وعند العودة للبلد ولله الحمد تم التواصل مع الأخ صاحب الاتصال ، حيث اتضح لي أنه يحمل حسا وطنيا وحرص على سلامة ثروات وخيرات هذا الوطن ، كما تبين لي أنه من عشاق الطبيعة وخصوصا الشواطئ والبحار ، ولذلك كان هدفه من هذا اللقاء هو إيصال رسالة وصرخة للمختصين بسلامة البحار والشواطئ في السلطنة ، سواء كانت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ، أو وزارة الزراعة والثروة السمكية أو أي مؤسسة أخرى معنية بهذا الموضوع .
حيث تكمن القضية التي يحملها هذا الشخص في الوسائل الضارة وغير الصحية التي يستخدمها (بعض) الصيادين في عملية صيد الأسماك ، حيث يستخدم بعضهم إطارات السيارات التالفة في عملية تشييد الشعاب المرجانية الصناعية والمعروفة محليا بعملية (الشدود)، وهي وسيلة يستخدمها الصيادون في عملية جذب الأسماك ، فتتجمع الأسماك حول تلك الإطارات كما أنها تعتبر مناطق مناسبة للتزاوج فيما بينها.
إلا أن الواقع يشير إلى أن هذه الأدوات المستخدمة (الإطارات) ضررها أكبر من فائدتها ، حيث حذرت أكثر من منظمة وهيئة دولية معنية بحماية الطبيعة ، من أن مخلفات إطارات السيارات (الجزيئات البلاستيكية الدقيقة الناجمة عن احتكاكها) ، تنتهي إلى أن تشكل مادة بلاستيكية سائلة تلوث المحيطات والبحار ، ولذلك نجد أن هذا التلوث تتضرر منه النباتات البحرية والأسماك وكذلك الشواطئ التي تصل إليها تلك الجزيئات ، ناهيك أن الإنسان في عرضة مباشرة لتلك المواد السامة ، من خلال الأسماك التي يتناولها وهي مصابة بتلك السموم ، أو من خلال السباحة في مياه البحار التي اختلطت فيها تلك المواد السامة.
ولذلك حاول هذا الشخص أن يصل بملاحظته إلى بعض الموظفين في الجهات المعنية بالموضوع ، من خلال زيارته لتلك المؤسسات حيث تم وعده باتخاذ إجراء حيال هذا الموضوع ، ولكن يقول إنه لا جديد في الموضوع ولم يتحرك ساكن ، وعملية إدخال الإطارات للبحر في ازدياد ، ولذلك أراد اليوم أن يصل بصوته عبر إحدى القنوات الإعلامية الرسمية للمسؤولين المختصين بهذا الأمر ، ولذلك يتمنى من جريدة عمان أن تصل برسالته وصرخته لأصحاب العلاقة والقرار في المؤسسات المعنية بهذه القضية ، وبكل تأكيد نحن جميعا متعاطفون مع أهمية حماية البحار والشواطئ من أي تلوث بيئي ، لأجل أن ينعم المجتمع بالصحة والعافية ، وأن يستمتع الجميع بالثروات الطبيعية التي أكرمنا بها الله تعالى ، وأن يتم التخلص من الإطارات المستخدمة بطريقة لا تؤثر سلبا على حياة الإنسان أو الحيوان أو النبات .
كما نتمنى من الجهات المختصة مواصلة تكثيف توجيه وإرشاد الصيادين نحو الطرق السليمة التي لا تعود عليهم بالضرر ، وكذلك في محاولة توفير بدائل أخرى لهم غير الإطارات في عمليات تكوين الشعب المرجانية الصناعية البديلة ، أو من خلال دعم الصيادين بمعدات وتقنيات الصيد الحديثة التي تسهل عليهم عمليات الصيد وتوفر عليهم الوقت والجهد .
حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
الخميس:-2019/8/22م
https://www.omandaily.om/?p=723149
التعديل الأخير: