مع نهاية إجازة العيد حريٌّ بنا أن نسلط الضوء على تلك الأرواح التي تعمل وتسهر لأجل إسعاد غيرها، حيث ينتشرون في كل ربوع الوطن الغالي، يعملون بكل جهد وإخلاص وتفانٍ، لا تسمع لهم همسًا ولا ضجرًا ولا تذمرًا، إنها الأرواح المخلصة التي تعمل لأجل رفعة شأن هذا الوطن، وكذلك لمساهمتها في استمرار عملية التنمية والعطاء على هذه الأرض الطيبة، إنها السواعد التي تعمل في أوقات يكون الجميع فيها مستمتع بفرحة الإجازات مع الأهل والأصدقاء، لذلك منهم من يوجد في ظروف بيئية غير مستقرة كالرياح والأمطار والأنواء المناخية الصعبة ، إنها العيون التي تحرس حدود الوطن وتسهر على نشر تباشير الأمن والأمان في كل شبر من أرض عمان، إنها الأنفس التي تعمل على تقديم الرعاية والعلاج لكل مصاب أو مريض ممن يعيشون على أرض هذه البلاد، إنها الأيدي التي تعمل في البحر والسهل من أجل أن تضمن استمرار تدفق موارد الإنتاج، إنها مختلف الوظائف بلا استثناء ممن حرمت لذة الاستمتاع بالمشاركة في الأفراح والمناسبات، إنها الأرواح التي ربما يجهل الكثير منا أهميتها وقيمة العمل الذي تبذله من أجل أن يشعر غيرها بالراحة والسعادة والاطمئنان، إنها الأجساد التي تتصبب عرقا من أجل أن تضمن للمجتمع استمرار نبض الحياة.
فشكرا لهذه الأنفس التي أخلصت في عملها وأسعدت غيرها، شكرا للأيدي التي تعمل خلف الكواليس وبعيدا عن الأضواء، شكرا لمن يخلصون في مواقع العمل لأجل سعادة الجميع دون أن نعلم من هم وأين يوجدون، شكرا لمن يعملون لأجل تطور ونماء واستقرار المجتمع، شكرا لمن منحونا السعادة في غمرة أفراح العيد، وأجبرتهم ظروف العمل أن يكونوا بعيدين عن أهلهم وأحبتهم ، شكرا من الأعماق للأرواح التي لم نتمكن من إلقاء السلام عليها في أيام العيد لارتباطها ووجودها بالعمل خدمة وتضحية لهذا الوطن.
وختاماً كل الشكر والتقدير نقولها لمن عمل من أجل عمان، وكل عام والجميع بخير وعساكم من عواده.
د. حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
التعديل الأخير بواسطة المشرف: