" رمضان قادم .. ولكن "

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
113
الإقامة
?!?!
5145D5A2-2886-4E5C-99DC-E1BB13B78AEB.jpeg

أيام وليالٍ قليلة ويحل علينا ضيف كريم ، وبقدومه تبتهج الأنفس وتسعد القلوب ، إنها ليالي شهر رمضان المبارك ، شهر الصفاء والمحبة والعبادة والإحسان ، ومع قدوم هذا الشهر الفضيل اعتدنا سنويا تذكير أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا حول كيفية استقبال هذا الضيف العزيز ، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أهم الثقافات والعادات التي اعتاد بعض أفراد المجتمع العربي والإسلامي والعماني الاهتمام بها ، أكثر من اهتمامه بالجو الإيماني والروحاني والإنساني الذي يفترض استخلاصه من وجود هذا الشهر الكريم ، ولهذا نسعى إلى توعية المجتمع حول الحذر من استقبال هذا الشهر بأمور لا تتناسب مع روحانية شهر الصيام ، وتأتي في مقدمة هذه الظواهر ارتفاع التكلفة الشرائية الاستهلاكية للأسرة المسلمة ، وهذا ما نلاحظه في هذه الأيام مع استعداد أفراد المجتمع من استقبال شهر رمضان ، ويكتمل المشهد مع حلول الليالي المباركة حيث تتعدد الموائد الرمضانية بالعديد من الأكلات والمشروبات ، وهنا يحدث المحذور حين يقوم البعض برمي كثير من الأطعمة في صناديق القمامة ، مع أن الحكمة من فرض الصوم في شهر رمضان تلخصه لنا الآية الكريمة ( لعلكم تتقون) اي فرض عليكم الصوم رجاء ان تتقوا ومن اجل ان تحصلوا على التقوى ، والمقصود هنا هو الابتعاد عما نهى الله عنه من المعاصي والذنوب ، كذلك هي فرصة لكي يستشعر العبد المسلم بظروف بعض البشر الذين ابتلاهم الله بالفقر ، حيث لا يجدون ما يسدون به جوعهم ولا ظمأهم ، لذلك لا مانع من قيام الناس بالاستمتاع بالوجبات الخاصة التي يشتهر بها شهر رمضان ، ولكن التنبيه والتوجيه هنا حول الابتعاد عن الإسراف والمبالغة في إعداد الطعام والشراب ، وللأسف الشديد الموائد الرمضانية الخليجية اليوم أصبحت تتباهى بكمية ونوعية الأصناف الغذائية التي تفرش على موائد دعوات الإفطار بين الأسر والأفراد والمجموعات ، حيث يحاول كل طرف أن يتفوق على الطرف الآخر في كمية المعروض من هذه الأطعمة والمشروبات ، مع إن ديننا الحنيف وسنة نبينا الكريم ، لم تدعُ لهذا التنافس المادي والشكلي ، بقدر الاهتمام والدعوة بزيادة روابط المحبة والتواصل بين الأفراد بما يرضي الله ورسوله ، لا بما يتنافى مع التعليمات والتشريعات ، مع التذكير أنه لا يعني ذلك أن يكون الإنسان بخيلا على أهله بحجة أنه لا يريد أن يكون مسرفا ومبذراً ، كل ما في الأمر المطلوب وجود الاعتدال ، لذا أتمنى أن يساهم الجميع في التوعية بعدم البذخ والإسراف في موائد رمضان ، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال وجود القدوة ، فليكن كل واحد منا هو القدوة في بيته ومع أهله ومجتمعه ، رمضان قادم بإذن الله ولذا يجب علينا الاستعداد له ، بتطهير الأنفس من وساوس الشيطان وكذلك من الحقد والحسد والبغض لبني الإنسان ، يجب أن نستعد له بقلوب محبة وساعية لفعل الخير ، نستعد له بالتسامح والمودة والإحساس بظروف الغير ، رمضان قادم ليس لإظهار ما نملك من المال والغذاء والشراب ، رمضان قادم لكي نتعلم ونعلم الأجيال القادمة بأهمية أن نحمد الله للنعم التي أنعم الله علينا بها ، وجعل الحكمة في حرمان غيرنا من التنعم بها ، رمضان قادم ليعلمنا أن الذي تكفل بتوزيع الأرزاق والخيرات هو الله سبحانه ، لذا علينا أن نحسن عبادته وطاعته وخصوصا في ليالي وأيام شهر رمضان المبارك ، رمضان قادم ليذكرنا أن التبذير والإسراف أعمال شيطانية لا يحبها الله ، حيث يقول رب العزة في سورة الأعراف ( إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) وفي سورة الإسراء( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) ، رمضان قادم ليذكرنا بالآخرين والإحساس بالفقراء والمحتاجين ، فكم من فقير ومحروم ويتيم في هذه الحياة لا أحد يستشعر بوضعه ومأساته ، لذلك رمضان فرصة لمحاسبة النفس والشعور بأحوال تلك الحالات الإنسانية المنسية ، وأخيرا رمضان قادم ليستمتع الجميع ببركة وبجمال الليالي الرمضانية مع أهله ومجتمعه في هذا الشهر الفضيل .

حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
 
أعلى