بداية ليت مجتمعاتنا العربية والإسلامية بها يوم مخصص للاحتفال بحفظة كتاب الله ، كما هو نصيب كثير من المسميات والمواقف والإنجازات والمهن التي يحتفل بها سنويا في يوم يخصص من أيام السنة وذلك لعظمة شأنها وتذكير المجتمع بها ، ولا أعتقد أنه يوجد شي أعظم ممن يحفظون ويرتلون كلام رب الأرض والسماء ، وخصوصا في ظل هذه الحياة العصرية الحديثة التي أشغلتنا عن تأدية أصغر العبادات ، فما بالكم بمن يخصصون جزء من يومهم لتلاوة وترتيل وحفظ آيات وسور كتاب الله العزيز ، لذلك أحيانا يهيم بي الفكر في الأسباب التي تجعل تسليط الضوء بصورة أكبر على فسافس الأمور ضمن حياة المجتمع ، في حين تجد المدارس والمساجد والمعاهد والمبادرات والمسابقات التي تتشرف بتربية النشىء على الاستقاء من ينابيع خير الكلام ضعف في الاهتمام ، ما الذي يجعلنا نخجل من الافتخار وزيادة الأخبار عن عظيم ما يقوم به حفظة كتاب الله ، ولأُقرب لكم صورة الواقع فيما يخص هذا الموضوع ، هو ما نشاهده عندما يتم الإعلان عن الرغبة لتمويل ودعم بعض الفعاليات ، التي تتعلق بترفيه وتسلية بعض برامج المجتمع ولا نختلف مع أصحاب هذا الشأن ، الذين تنهمر عليهم التبرعات والتبريكات من الأفراد والمؤسسات ، ولكن يحزننا الأمر عندما تأتي الدعوة لدعم المؤسسات السابق ذكرها المعنية بتكريم من يقوم بحفظ وترتيل الكتاب الذي أمرنا الله بوجوب ترتيله وتلاوته ، وكثيرا ما نسمع تصريح الأفراد الذين يعملون في هذا المجال الطيب المبارك ، حين لم يجدوا من يقوم بدعمهم وتعزيزهم لتكريم حفظة الكتاب العزيز ، ولذلك يكون التكريم شي بسيط ولا يرقى بحجم وعظيم ما أنجزه أولئك المثابرون ، ناهيك عن ضعف في الحضور الرسمي والمجتمعي وكذلك في التغطية الاعلامية لمثل هذه المناسبات .
أعزائي ما أود طرحه اليوم ليس العتب على ضعف التمويل لتعزيز أولئك النخبة المباركة وحسب ، ولكني أود أن أبعث رسالة لحفظة القرآن وللمؤسسات والجمعيات والمبادرات التي تعنى بتربية الأفراد على التعلق بكتاب الله ، أن سعيكم وجهدكم مبارك بإذن الله وأن لم تجدون تعاطف بعض البشر ومعهم بعض المؤسسات ، ولكن تيقنوا أن المجتمع يفخر ويفاخر بكم ويدعو الله أن يبارك في عملكم وطاعتكم ، كذلك هناك رسالة تقدير لكل أب وأم أو أي ولي أمر يقوم بغرس طاعة الله ورسوله في سلوك أبناءه منذ نشأتهم ، وخصوصا تعويدهم في المحافظة على تلاوة وترتيل وحفظ كتاب الله العزيز الحكيم ، كم هو جميل أن تفتخر بطفلك وهو يحفظ سورة أو حزب أو جزء من القرآن الكريم ، وكم هو جميل ومبارك أن يتمكن طفلك من حفظ كتاب الله كاملا ، فما أعظمها من نعمة وما أشرفها من تربية ، بارك الله تلك اللحظات والساعات التي خصصت من الوالدين والعائلة ومن يقوم بتعليم الناشئة نحو حفظ وتجويد وترتيل كتاب الله ، ورسالة أخرى مغلفة بعظيم الشكر والامتنان لكل فرد أو مؤسسة ساهم ولو بالشيء البسيط نحو دعم وتعزيز من أعطى وقته لترتيل وتلاوة القران الكريم ، سائلين الله أن ينعم عليكم بالخير والبركة في الحال والمال ، وفي الختام نذكركم أننا على مشارف دخول شهر الصيام ، الذي تكثر فيه المبادرات المباركة ليتنافس الأفراد على حفظ وترتيل أجزاء وسور القران العظيم ، فما أعظمها من تجارة وما أشرفها من خدمة وعطاء لمن يحظى بشرف دعم أحباب الله وكتابه العزيز ، الذين يمكن وصفهم بالنجوم التى تتلألأ في هذه الحياة ، الذين يستحقون من الجميع الدعاء لهم وكذلك تعزيزهم ودعمهم وتكريمهم .
حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.
com
الخميس:-2019/5/2م
http://www.omandaily.om/?p=695150