أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
113
الإقامة
?!?!
حميد بن فاضل الشبلي
5360B55A-C984-4FEC-BE9B-0256F575E53B.jpeg

الجعجعة هي الصوت المرتفع والطحين هو الدقيق ، ويضرب المثل عندما تكون هناك شعارات جوفاء وضجيجاً ووعودا ً ، دون أن نرى لها ترجمة على أرض الواقع .
ولذلك فان هذه الجعجعة سوف ترى لها مشاهد وأمثلة كثيرة في الحياة العامة ، وخصوصا في هذا الزمن الذي تعيشه البشرية الحديثة ، والذي غالبا ما تكثر فيه هذه الشعارات والوعود البراقة والأماني المبتغاة ، وهي ليست مقصورة على مؤسسة معينة أو شخصية بذاتها ، وإنما تشمل جميع الأفراد والمؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة وكذلك الأهلية .
أحيانا تطالعنا إحدى المؤسسات بخطط وبرامج تثير للفئة المستهدفة اللعاب من شدة الإعجاب والانبهار لما احتوته هذه الخطة من تطلعات مشرقة ، ولكن مع مرور الأيام تنظم هذه المؤسسة إلى منتسبي مفهوم الجعجعة ، ويبقى أولئك الأفراد متأملين في الحصول على الدقيق أو الطحين ، هناك كثير من الشواهد التي تحكي قصص الشعارات الجميلة ، والعبارات المنمقة ، ولكن للأسف الشديد يقابلها قلة الأفعال ، فكم من عملية انتخابية سواء كانت انتخابات برلمانية أو بلدية أو في بقية الانتخابات الأخرى والتي تخدم مجالات وأنشطة ومؤسسات المجتمع المختلفة ، حيث سارع الأفراد لانتخاب مرشح قدم مجموعة من الروئ المستقبلية التي تخدم المجتمع وأفراده ، ولكن سرعان ما أخذت تلك الأحلام والوعود والآمال في الاندثار والزوال ، وأصبح مرشحهم لا علم له بها بل بلغت لديه الجرأة في التنصل والإنكار.
إن هذه الظاهرة ليست مقصورة على مجتمع معين ، ولكن للأسف بدأت العدوى تستشري بسرعة بين مختلف المجتمعات الأخرى ، فما الذي يجعل هذه المجتمعات بهذه الرجعية في حدوث وانتشار مثل هذه الظواهر والقضايا الاجتماعية ، والتي دوما ما تكون هي السبب المباشر في تأخر التنمية والتطور بين جنبات هذه الأمة ، في الحقيقة هناك الكثير من العوامل التي ساعدت على تفشي ظاهرة الجعجعة بين مجتمعاتنا ، والتي طالما كان أفرادها ينتظرون حصتهم من عملية طحن الدقيق ، فإذا بهم يكتشفون أن ما سمعوه من ضجيج ما هي إلا جعجعة فارغة ، وان كل ما سمعوه من وعود وآمال لم يحن لها أن تتحقق ، ولذلك ربما يكون ضعف الإدارة وكذلك فساد النية هما من ضمن الأسباب العديدة التي تساعد على وجود هذه الظاهرة ، فمتى ما وجد التخطيط الإداري المنظم ومعه أصحاب النيات الصادقة في الإخلاص بالعمل وخدمة المجتمع ، فبكل تأكيد سوف نجد تحقيق لكل الخطط والبرامج والأهداف والشعارات التي دائما ما نشاهدها ونسمعها ونقراها في خطط حملات وبرامج المؤسسات والأفراد التي تتقدم في أي حملة انتخابية.
في مجتمعنا المحلي طرحت مسبقا كثير من المشاريع فيما يخص تطوير وتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية والرياضية والعلمية والثقافية والتعليمية والاستثمارية وغيرها الكثير من البرامج والمشاريع المختلفة التي تخدم هذا الوطن الغالي وشعبه الأصيل ، والتي نسال الله لها الظهور إلى حيز النور ، وأن تكون لها ترجمة على أرض الواقع ، وأن تبتعد عن مسارات الضجيج والشعارات الجوفاء ، خوفا من الوقوع في بحر الجعجعة المفرغة.

حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
 
أعلى