استبشر السياح من داخل السلطنة وخارجها الذين اعتادوا الذهاب إلى الموسم السياحي عن طريق البر ، بالأخبار والمنجزات في بعض المشاريع التي تم الاعلان عنها خلال الأشهر المنصرمة والمتمثلة في ( افتتاح خط الباطنة السريع - أخبار عن مشروع الشارع المزدوج بين هيماء وأدم واحتمالية افتتاح اجزاء كبيرة مع منتصف العام - وقرب افتتاح الخط البري بين سلطنة عمان والمملكة السعودية ) وكلها مؤشرات تدعم زيادة السياحة عبر الطريق البري إلى مدينة الضباب والخضرة محافظة ظفار .
إن الأخبار التي سبق ذكرها تستوجب من جميع المؤسسات أن تكون هذا العام ، مستعدة لاستقبال السائحين بنهج وخطة تتناسب مع العدد الكبير المتوقع ذهابه لقضاء عطلة الصيف في خريف صلالة ، وذلك من خلال مراجعة ملاحظات وسلبيات الاعوام المنصرمة ، والتي تحدث وعانا منها كثير من السائحين على طول الطريق المؤدي إلى أرض اللبان ، وشخصيا العام الماضي ألغيت الرحلة البرية إلى خريف صلالة ، لما شاهدته ولامسته من عناء الرحلة التي قمت بها مع العائلة في العام الذي قبله ، بعض محطات الوقود كانت تعاني من النقص المتكرر لكمية النفط في خزاناتها ، والاعمال الانشائية على طول الطريق كانت كذلك مصدر ازعاج ، والسير بطريق فيه مسار واحد يضعك في مواجهة أصحاب القيادة المتهورة ، وفيما يخص الاستراحات والمحطات فحدث ولا حرج من الازدحام على المصليات ودورات المياه لقلة عددها ، مؤسف بعض المناظر السيئة التي سجلتها بعض تلك المحطات وفي دورات المياه بوجه الخصوص ، وكذلك مشاهدة بعض الأفراد يقوم مضطراً بانزال أطفاله في الطريق لقضاء الحاجة ، ناهيك من عملية الازدحام على المطاعم والشقق الفندقية القليلة على طول الطريق .
إن ما نأمله هذا العام أن تكون جميع المؤسسات متعاونة في تهيئة الطريق بمختلف الخدمات ، مع التأكيد أن هذا العمل لا يقتصر فقط على عمل وزارة السياحة أو البلديات ، ولكن يجب أن يكون هناك تعاون من جميع القطاعات ابتداء من مكاتب أصحاب السعادة المحافظين والولاة وبقية المؤسسات التي تشرف على الخدمات الموجودة في كل محافظة وولاية يمر بها الطريق إلى محافظة ظفار ، لذلك ارتأينا أن يكون التذكير لهذا الموضوع مبكراً ، حتى يتسنى لجميع المؤسسات الاستعداد في وضع جميع الخطط لتهيئة سلامة طريق المسافرين إلى صلالة ، أتمنى التحرك من الان لتقييم خدمات جميع المحطات والاستراحات والمساجد على طول الطريق ، من حيث التأكيد والإستعداد الجيد لموسم الخريف القادم بإذن الله ، وإرشادهم لتصليح الاعطال الموجودة في بعض تلك المنشآت ( أبواب - دورات مياه - توصيلات الماء والكهرباء - إضافات أخرى ) ، مع التأكيد على ضرورة توفير عمال نظافة ومتواجدين على مدار الساعة وخصوصا في شهر يوليو وأغسطس ، كذلك نقترح على وزارة السياحة ووزارة البلديات الاقليمية وبعض المؤسسات الأخرى في تشكيل لجنة مشتركة ، تعمل على متابعة وتقييم الخدمات المطلوبة في جميع الولايات التي يمر بها السائح إلى ظفار ، وكذلك في توفير مصليات ودورات مياه متحركة ، يتم وضعها في عدة مواقع على طول الطريق ولا يمنع أن تكون الخدمة مقابل مبلغ مالي معقول .
وختاما نقدر جميع الجهود التي تبذلها جميع المؤسسات وخصوصاً في فترة الصيف لخدمة مرتادي طريق صلالة ، ولكن نتمنى هذا الصيف أن يكون الاستعداد أكبر وخصوصا أنه متوقع تسجيل أعداد كبيرة بعد الأخبار التي تحدثت عن انتهاء مشاريع الصيانة لبعض الطرق ، وقرب افتتاح الشارع المزدوج لمسافة طويلة من هيماء وحتى ولاية أدم ، فهل سيجد السائح هذا العام خدمات وتسهيلات بأرض الواقع بطول الطريق إلى مدينة صلالة أم ستبقى المعاناة كالمعتاد ، وخصوصا إذا ما علمنا أنه يوجد كثير من الأفراد مصابون بأمراض مزمنة والعياذ بالله ، يحتاجون إلى قسط من الراحة ومضطرون لدخول دورات المياه بين حين وأخر ، فهل سيتم متابعة وتقييم جودة الخدمات الواجب توفرها في هذا الطريق الصحراوي الطويل ، أملنا في الله كبير ومن ثم في جهود المؤسسات ومعها جهود المخلصين من أبناء هذا الوطن المعطاء .
حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
الخميس:-2019/3/28م
http://www.omandaily.om/?p=685176