حميد الشبلي
يتميز عالمنا العربي وللأسف الشديد بتفوقه الكبير في موضوع القص واللصق والتقليد الأعمى وكذلك الجري خلف كل فقاعة ، كما إن منابرنا الإعلامية والثقافية أصبحت تضع إمكاناتها البشرية والمادية في متابعة وتغطية أمور وقضايا لا تروي ظمأ الأمة ، فموضوع أطول فستان زفاف أو خبر زواج سيدة من كلب وأخرى تزوجت حمار ، أو فوز عاهرة في مسابقة الحياة بلا حياء ، قد حازت متابعة معظم مؤسساتنا التنويرية ، وكذلك اهتمام عدد كبير من أفراد مجتمعنا العربي ، ناهيك عن مشاهدة برامج صناعة شباب المستقبل في الغرف المظلمة أو التي وهبت مواردها في تبني مواهب كسر الحشمة والحياء ، أموال تصرف وطاقات تهدر وإمكانات تسخر ، ليس لأجل تطور ونماء وتنوير العقول البشرية في امتنا العربية ، ولكن لأجل تحقيق مآرب وأطماع أصحاب المال من اللذين نظروا للمادة وبكل جدارة ، وليس لأجل أن نكون في الصدارة.
لم نعد نسمع برامج تسمى (ستار أخلاقي) ولا (عرب الكرامة) ولا (شباب العفة) ، كل ما نسمعه ونشاهده هو عكس هذا ، بل هو تضاد وتنافر بين ذا وذاك ، اليوم نسمع عن مسلسلات(الدراما الاجتماعية) ، ولكن للأسف بعضها وجب أن نسميه ب(الدراما التدميرية) ، كنا نمني النفس في معالجة قضايا اجتماعية هامة ، كمشاكل التفكك الأسري والانحراف أو التي تعنى بمعالجة الحفاظ على الهوية وكذلك ما يتعلق بالعادات والتقاليد الجميلة ، أو تلك التي تهتم بقضايا الشباب في الألفية الجديدة ، وإذا بنا نعاني من زيادة النسب في هذه الظواهر والقضايا الاجتماعية ، وذلك بسبب ما أحدثته بعض هذه البرامج من تقليد أعمى عند بعض الشباب المراهق ، هناك تناقض عجيب بين ما تعالجه هذه البرامج وبين ما تقوم به من تجاوزات في بعض السلوكيات والظواهر التي لم يعتاد عليها المجتمع المحلي ، ومعظمها تقليد أعمى من ثقافات لمجتمعات أخرى لا تنتمي إلينا لا من قريب ولا من بعيد ، ولم يكن من الضرورة الزج بها أو تقليدها ، مع التأكيد بوجود برامج نالت من رضى ومتابعة المشاهد العربي ، وكذلك ساهمت في طرح قضايا هامة في الحياة الاجتماعية.
هناك مسابقات ومنافسات كثيرة تقام في وطننا العربي ، منها ما يخص المجال المعرفي والعلمي والثقافي والفني وكذلك الرياضي ، ولكنها لم تحظى بتلك الأهمية الإعلامية ولا اهتمام أصحاب المؤسسات المعنية بالأمر ، كم من فتاة أو شاب عربي عاد إلى وطنه وقد سجل اسمه من ضمن فئة أصحاب الابتكار والاختراع ، أو نال شرف الفوز في إحدى المسابقات الدولية في مجال العلم والمعرفة ، ولكنه دخل مطار بلاده وحاله كحال عودة أي مسافر قادم من نزهة أو رحلة ، وقارن بين عودته وعودة شخص أخر ممن يسمون أبطال العصر في مجال لا يعترف بأن هناك فئة تسمى نساء وأخرى رجال.
إلى متى سوف تظل مؤسساتنا الإعلامية والثقافية وغيرها من المؤسسات التي تعنى بتطور وازدهار الأمة ، في سباق شديد للاهتمام بالفقاعات التي تصلنا يوميا من هنا وهناك ، إلى متى سوف نهتم بأراذل الأمور ، ونكون بعيدين عن المجالات التي توصل بنا إلى مراتب المجد والفخر بين الحضارات والشعوب ، يجب أن تتغير لدينا عادة القص واللصق وكذلك التقليد الأعمى للثقافات التي لا تساهم في رخاء أو استقرار وسطنا الاجتماعي ، متى سوف نتوقف عن الجري خلف الثقافات الأخرى ، وخصوصا تلك التي لا تضيف لمجتمعاتنا أي رصيد أو مردود ايجابي ، متى سوف نفهم أن التطور مع الحضارة والحداثة لا يجب أن يصل بنا إلى براميل القمامة.
حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
يتميز عالمنا العربي وللأسف الشديد بتفوقه الكبير في موضوع القص واللصق والتقليد الأعمى وكذلك الجري خلف كل فقاعة ، كما إن منابرنا الإعلامية والثقافية أصبحت تضع إمكاناتها البشرية والمادية في متابعة وتغطية أمور وقضايا لا تروي ظمأ الأمة ، فموضوع أطول فستان زفاف أو خبر زواج سيدة من كلب وأخرى تزوجت حمار ، أو فوز عاهرة في مسابقة الحياة بلا حياء ، قد حازت متابعة معظم مؤسساتنا التنويرية ، وكذلك اهتمام عدد كبير من أفراد مجتمعنا العربي ، ناهيك عن مشاهدة برامج صناعة شباب المستقبل في الغرف المظلمة أو التي وهبت مواردها في تبني مواهب كسر الحشمة والحياء ، أموال تصرف وطاقات تهدر وإمكانات تسخر ، ليس لأجل تطور ونماء وتنوير العقول البشرية في امتنا العربية ، ولكن لأجل تحقيق مآرب وأطماع أصحاب المال من اللذين نظروا للمادة وبكل جدارة ، وليس لأجل أن نكون في الصدارة.
لم نعد نسمع برامج تسمى (ستار أخلاقي) ولا (عرب الكرامة) ولا (شباب العفة) ، كل ما نسمعه ونشاهده هو عكس هذا ، بل هو تضاد وتنافر بين ذا وذاك ، اليوم نسمع عن مسلسلات(الدراما الاجتماعية) ، ولكن للأسف بعضها وجب أن نسميه ب(الدراما التدميرية) ، كنا نمني النفس في معالجة قضايا اجتماعية هامة ، كمشاكل التفكك الأسري والانحراف أو التي تعنى بمعالجة الحفاظ على الهوية وكذلك ما يتعلق بالعادات والتقاليد الجميلة ، أو تلك التي تهتم بقضايا الشباب في الألفية الجديدة ، وإذا بنا نعاني من زيادة النسب في هذه الظواهر والقضايا الاجتماعية ، وذلك بسبب ما أحدثته بعض هذه البرامج من تقليد أعمى عند بعض الشباب المراهق ، هناك تناقض عجيب بين ما تعالجه هذه البرامج وبين ما تقوم به من تجاوزات في بعض السلوكيات والظواهر التي لم يعتاد عليها المجتمع المحلي ، ومعظمها تقليد أعمى من ثقافات لمجتمعات أخرى لا تنتمي إلينا لا من قريب ولا من بعيد ، ولم يكن من الضرورة الزج بها أو تقليدها ، مع التأكيد بوجود برامج نالت من رضى ومتابعة المشاهد العربي ، وكذلك ساهمت في طرح قضايا هامة في الحياة الاجتماعية.
هناك مسابقات ومنافسات كثيرة تقام في وطننا العربي ، منها ما يخص المجال المعرفي والعلمي والثقافي والفني وكذلك الرياضي ، ولكنها لم تحظى بتلك الأهمية الإعلامية ولا اهتمام أصحاب المؤسسات المعنية بالأمر ، كم من فتاة أو شاب عربي عاد إلى وطنه وقد سجل اسمه من ضمن فئة أصحاب الابتكار والاختراع ، أو نال شرف الفوز في إحدى المسابقات الدولية في مجال العلم والمعرفة ، ولكنه دخل مطار بلاده وحاله كحال عودة أي مسافر قادم من نزهة أو رحلة ، وقارن بين عودته وعودة شخص أخر ممن يسمون أبطال العصر في مجال لا يعترف بأن هناك فئة تسمى نساء وأخرى رجال.
إلى متى سوف تظل مؤسساتنا الإعلامية والثقافية وغيرها من المؤسسات التي تعنى بتطور وازدهار الأمة ، في سباق شديد للاهتمام بالفقاعات التي تصلنا يوميا من هنا وهناك ، إلى متى سوف نهتم بأراذل الأمور ، ونكون بعيدين عن المجالات التي توصل بنا إلى مراتب المجد والفخر بين الحضارات والشعوب ، يجب أن تتغير لدينا عادة القص واللصق وكذلك التقليد الأعمى للثقافات التي لا تساهم في رخاء أو استقرار وسطنا الاجتماعي ، متى سوف نتوقف عن الجري خلف الثقافات الأخرى ، وخصوصا تلك التي لا تضيف لمجتمعاتنا أي رصيد أو مردود ايجابي ، متى سوف نفهم أن التطور مع الحضارة والحداثة لا يجب أن يصل بنا إلى براميل القمامة.
حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com