تأهل منتخبا غانا وكوت ديفوار إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأمم الأفريقية بعد فوز المنتخب الغاني على نظيره النيجيري بهدفين مقابل هدف وتخطي أفيال كوت ديفوار بسهوله للمنتخب الغيني بخمسة أهداف دون رد في الدور ربع النهائي من البطولة.
وفي اللقاء الأول افتتح المنتخب النيجيري التسجيل عن طريق مهاجمه ياكوبو إيغيبيني في الدقيقة 35 من ضربة جزاء وتعادل مايكل إسيان للمنتخب الغاني في الدقيقة 45، وفي الدقيقة 84 أحرز أغوغو هدف الفوز للمنتخب الغاني.
أما في اللقاء الثاني فقد افتتح التسجيل للمنتخب الإفواري عبد القادر كيتا في الدقيقة 24، وأضاف دروغبا الهدف الثاني في الدقيقة 70، وبعد ذلك بدقيقتين تمكن سالومون كالو من إحراز الهدف الثالث، ثم عاد كالو ليضيف الهدف الرابع في الدقيقة 81، واختتم كونيه مسلسل الأهداف الإفوارية في الدقيقة 86.
عرض شيق للأفيال
وبالذهاب إلى أحداث لقاء كوت ديفوار وغينيا نجد أن بداية اللقاء جاءت هادئة وانعدمت الفرص على المرميين في العشر دقائق الأولى من زمن الشوط الأول، وأصبح اللعب سجالاً بعد ذلك بين المنتخبين، وإن بدا واضحاً تركيز المنتخب الغيني على الانكماش الدفاعي، وغلق العمق تماماً أمام لاعبي المنتخب الإفواري، وفي مقدمتهم الرباعي دينداني ودروغبا وكالو وكيتا، وبالفعل مرت الربع ساعة الأولى من اللقاء بسلام على مرمى الحارس الغيني إبراهيما كمارا.
واعتمد المنتخب الغيني على الهجمات المرتدة عن طريق الثلاثي فودي منساري وإسماعيل بانغورا وسوليماني ياوالا. وكاد المنتخب الغيني يحرز أول أهداف اللقاء عندما مرر منساري كرة عرضية أرضية خطرة إلى ياوالا الذي تأهب لتسديدها في المرمى لولا تدخل قلب الدفاع عبدالله مايتي في الوقت المناسب، حيث حولها ضربة ركنية.
ولم يستمر هدوء الأفيال كثيراً، ففي الدقيقة 24 تقدم لاعب الوسط المهاجم الإفواري عبد القادر كيتا واستخلص الكرة بقوة من المدافع الغيني مامادو باه على حدود منطقة الجزاء الغينية من الناحية اليسرى، وتقدم كيتا بخفة ورشاقة ثم سدد الكرة مباشرة في المرمى محرزاً هدف التقدم للمنتخب الإفواري، وبدا للجميع أن الأمور ستسير بسهولة ويسر في مصلحة الأفيال.
ولم ييأس المنتخب الغيني بعد ذلك، حيث حاول أن يعود إلى اللقاء عن طريق شن هجمات منظمة سريعة، ووضح تماماً تأثر الغينيين بغياب صانع ألعابهم وقائدهم الأول في وسط الملعب باسكال فيندونو، المتغيب عن اللقاء بسبب الإيقاف.
وحاول إسماعيل بانغورا صانع ألعاب غينيا في غياب بانغورا إحراز هدف التعادل في أكثر من فرصة إلا أن بوباكر باري حارس الأفيال حال باقتدار دون أن تهتز شباكه.
وقبل نهاية الشوط الأول وتحديداً في الدقيقة 45 كان دروغبا قريباً جداً من إحراز هدف التعزيز لمنتخب بلاده عندما استلم تمريرة كيتا على حدود منطقة الجزاء وسدد كرة ماكرة، في الزاوية العليا للمرمى، إلا أن كمارا حارس غينيا تصدى لها باقتدار في أجمل مشاهد الشوط الأول.
وبدا المنتخب الغيني أكثر تماسكاً في الشوط الثاني، حيث فرض الغينيون رقابة صارمة على مفاتيح اللعب الإفوارية وخاصة كيتا وبوكا إضافة إلى كالو الذي كان في أسوأ حالاته من بداية البطولة.
وعلى الجانب الآخر بدأ المنتخب الإفواري الشوط الثاني هادئاً، وغابت الانطلاقات السريعة عن لاعبيه.
ورغم أن المنتخب الغيني كان الأكثر استحوازاً على الكرة ووصولاً للمرمى إلا أن الفرصة الخطرة جاءت من جانب المنتخب الإفواري عندما انفرد تماماً أرونا دينداني بالمرمى وتخطى الحارس الغيني ثم أطاح بالكرة بغرابة بجوار القائم الأيسر مضيعاً أغرب فرصة في البطولة حتى الآن في الدقيقة 68.
ولم ينتظر المنتخب الإفواري كثيراً، بعد ضياع فرصة أرونا ففي الدقيقة 70 مرر يايا توري كرة رائعة لدروغبا الذي انفرد تماماً بالمرمى ووضع الكرة بثقة داخل المرمى محرزاً الهدف الثاني، وهو هدف قتل الآمال الغينية في العودة إلى اللقاء.
وشعر الجميع بعد الهدف أن لاعبي غينيا قد انهاروا تماماً بفعل الصدمة، وبالفعل وجد لاعبو كوت ديفوار أنفسهم يتناولون الكرة فيما بينهم بسلاسة ويسر حتى ذهبت إلى كالو الذي انفرد بأقل عناء بالمرمى الخالي من الحارس كمارا ووضع الكرة داخل الشباك محرزاً الهدف الثالث في الدقيقة 72.
ولم تهدأ الأفيال الإفوارية خاصة وأن لاعبي غينيا بدو كأشباح في الملعب بعد الهدف الثالث، ومن مجموعة تمريرات قصيرة تكررت كثيراً بين لاعبي كوت ديفوار ذهبت الكرة ليايا توري الذي مر من عمر كالابان ومرر كرة رائعة لكالو فوضعها بسهولة ويسر محرزاً الهدف الرابع في الدقيقة 81، وهو الهدف الثاني له في اللقاء والثالث في البطولة، حيث سجل كالو أول أهداف المنتخب الإفواري في البطولة في لقاءه الأول أمام نيجيريا.
ولم يشعر المنتخب الإفواري بالتعب أو بالإجهاد بل زادتهم الأهداف الأربعة حماس وثقة بالنفس، وفي الدقيقة 86 سدد البديل كونيه تسديدة صاروخية، لم يرها الحارس الغيني إلا وهي تحتضن الشباك معلنة الهدف الخامس للأفيال، ليصعد المنتخب الإفواري بقوة واقتدار على نصف النهائي.
النجوم السوداء أسقطت النسور
وكان المنتخب الغاني قد تخطى نظيره النيجيري بصعوبة في أول لقاءات الدور ربع النهائي، جاءت بداية المباراة هادئة بين المنتخبين الكبيرين ووضح أن كلاهما يقدر الآخر ويعرفه جيداً، وانحصر اللعب في الدقائق العشر الأولى في وسط الملعب مع تركيز الفريقين على الانطلاقات الجانبية السريعة.
وكانت بداية الفرص الخطرة عن طريق لاعب الوسط النيجيري أوشيه الذي توغل في وسط الملعب ومرر كرة أرضية لياكوبو إيغيبيني خارج منطقة الجزاء وسدد كرة مباشرة مرت بجوار المرمى الغاني بسنتيمترات قليلة في الدقيقة 11.
ورد المنتخب الغاني سريعاً على الهجمة النيجيرية عن طريق سولي مونتاري الذي اخترق الناحية اليسرى للدفاع الغاني ومرر كرة أرضية بينية ماكرة أخرجها المدافع النيجيري جوزيف يوبو بصعوبة إلى ضربة ركنية قبل أن تصل للمهاجم الغاني أغوغو في الدقيقة 17.
وبدا المنتخب الغاني الأكثر سيطرة على وسط الملعب والأكثر استحوازاًً على الكرة، وبالفعل تهيأت لمنتخب النجوم السوداء فرصتان خطيرتان على التوالي الأولى كانت عن طريق المهاجم غيان أسامواه الذي انطلق بالكرة في وسط ملعب النسور وأطلق تصويبة قوية ذهبت بجوار القائم الأيمن النيجيري، أما الثانية فكانت عن طريق المهاجم أغوغو الذي استغل انعدام الرقابة واستلم تمريرة لاعب الوسط أسو أبياه وانفرد بالمرمى إلا أن الكرة سبقته وأخرجها الحارس النيجيري إلى ضربة ركنية.
وعلى الرغم من هدوء المنتخب النيجيري إلا أن النسور الخضر فاجأوا المنتخب الغاني بأخطر هجمات المباراة على الإطلاق عندما مرر إيغيبيني تمريرة رائعة إلى الخطير أوشي الذي انفرد تماماً بالمرمى وسددها قوية أنقذها الحارس الغاني بصعوبة.
ويبدو أن هذه الفرصة أدخلت المنتخب النيجيري في المباراة ففي الدقيقة 34 وصلت الكرة إلى أوشي أخطر اللاعبين النيجيريين داخل منطقة الجزاء وتعرض لعرقلة من المدافع جون باينتسيل فاحتسب حكم اللقاء ضربة جزاء للمنتخب النيجيري، انبرى لهى ياكوبو إيغيبيني وسددها بنجاح محرزاً الهدف الأول للمنتخب النيجيري الذي بدا وكأنه عاد إلى مستواه الحقيقي في هذا اللقاء.
وبعد هذا الهدف سيطر المنتخب النيجيري تماماً على مجريات اللعب وأضاع أوبي ميكيل فرصة خطرة للنيجيريين عندما سدد كرة قوية على حدود منطقة الجزاء ذهبت بمحاذاة القائم الأيمن للحارس الغاني ريتشارد كينغستون.
وفجأة مع اقتراب الشوط الأول من نهايته وصلت الكرة إلى لاعب الوسط الغاني النشط أوسو أبياه الذي رفع كرة متقنة داخل منطقة الجزاء النيجيرية أنقض عليها مايكل إسيان برأسه محرزاً هدف التعادل للمنتخب الغاني، في الدقيقة 47، وبدا وكأن إيسيان الذي غاب عن أحداث الشوط الأول تماماً ظهر فجأة مع نهايته ليعيد الحياة إلى المنتخب الغاني, وجمهوره العريض الذي ملأ مدرجات الملعب.
الشوط الثاني
وجاءت بداية الشوط الثاني مثيرة من جانب المنتخب النيجيري، وكاد لاعب وسط النسور الخضر أن يتمكن من إحراز أجمل أهداف البطولة وأكثرها إثارة عندما لمح الحارس الغاني كينغستون متقدماً من مرماه فقام بإرسال كرة ساقطة داخل المرمى الغاني من وسط الملعب أخرجها كينغستون بصعوبة لضربة ركنية في الدقيقة 49.
عقب هذه الكرة توغل المهاجم النيجيري أوديمونغي داخل منطقة الجزاء الغانية بعدما تخطى المدافع الغاني غير الموفق جون باينتسيل وسدد كرة أرضية زاحفة رائعة أمسكها بصعوبة كينغستون، وبدا للجميع وكأن منتخب النجوم السوداء يواجه أوقاتاً عصيبة مع مطلع الشوط الثاني.
ومع حلول الدقيقة 60 كان جميع من في الملعب على موعد مع منعطف هام في هذا اللقاء الملتهب عندما مرر المتألق أوشي كرة لأوديمونغي على الحدود منطقة الجزاء الغانية فتخطى المهاجم النيجيري قلب الدفاع الغاني جون منساه وانفرد تماماً بالمرمى ولم يجد منساه بد من عرقلة اللاعب النيجيري، فاحتسب حكم اللقاء ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء الغانية، ثم أخرج البطاقة الحمراء لمنساه ( وهي حالة الطرد الثانية في البطولة)، لتلعب غانا الوقت المتبقي بعشرة لاعبين.
وعقب الطرد قام كلود لوروا مدرب غانا بإخراج مهاجمه غيان أسامواه ودفع بلاعب الوسط ليريا كينغستون لتأمين وسط ملعبه وحتى يصمد أمام الاختراقات النيجيرية الخطيرة، فيما اعتمد تماماً في الهجوم على أغوغو بمفرده الذي حاول الاختراق بكرة من الناحية اليسرى في الدقيقة 76 إلا أن يوبو قلب الدفاع النيجيري أخرجها لركنية.
ووضح تماماً أن لوروا تمكن من إعادة تنظيم منتخبه، وعاود المنتخب الغاني شن هجماته الخطرة وفي الدقيقة 84 أرسل درامان تمريرة أرضية داخل منطقة الجزاء لمونتاري الذي مررها ماكرة لأغوغو فانقض عليها المهاجم القوي محرزاً الهدف الثاني لغانا، في الوقت القاتل.
وحاول المنتخب النيجيري إنقاذ الموقف وإحراز هدف التعادل في الوقت المتبقي إلا أن لاعبي غانا انكمشوا تماماً داخل منطقة جزاءهم، مدافعين عن مرماهم أمام المحاولات النيجيرية المستميتة، حتى أطلق حكم اللقاء المغربي محمد بنوزه صافرته معلناً نهاية أحد أفضل مباريات البطولة وأكثرها إثارة، ليتأهل المنتخب الغاني للدور نصف النهائي من البطولة، ويضمن منظمو العرس الأفريقي استمرار الحضور الجماهيري.