فاعـل خـير
¬°•| عضو مبتدى |•°¬
- إنضم
- 23 يونيو 2018
- المشاركات
- 26
- العمر
- 34
تعريف الأدب
هو فن من الفنون الجميلة التي تصور الحياة وأحداثها بما فيها من أفراح وأتراح، وآمال وآلام، من خلال ما يختلج في نفس الأديب ويجيش فيها من عواطف وأفكار، بأسلوب جميل، وصورة بديعة، وخيال رائع.
استعمل الجاهليون كلمة (أدْب) – بسكون الدال – بمعنى الدعوة إلى الطعام، والدعوة إلى الطعام خصلة حميدة وخلق فاضل.
قال ابن المبارك: والأدِب هو الداعي إلى الطعام الذي أعد المأدبة.
كما استعملوا أيضا (آداب) بمعنى أخلاق، ففي كتاب النعمان بن المنذر إلى كسرى مع وفد العرب وقد أوفدتُ – أيها الملك – رهطاً من العرب لهم فضل في أحسابهم وأنسابهم وعقولهم وآدابهم.
في العصر الإسلامي أخذ مدلول هذه الكلمة يتسع ليشمل التهذيب اللساني إلى جانب التهذيب الخلقي الذي هو النشأة الصالحة وحب الفضيلة والابتعاد عن الرذيلة.
فقد ورد في الدرر المنتثرة: أخرج ابن عساكر من طريق محمد بن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عن جده: أن أبا بكرٍ قال: يا رسول الله لقد طفتُ في العرب وسمعت فصحاءهم فما سمعت أفصح منك فمن أدبك؟ قال: (أدبني ربي ونشأت في بني سعد) [الضعيفة 72 – ضعيف الجامع 250].
وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله لابنه: (يا بني انسب نفسك تصل رحمك، واحفظ محاسن الشعر يحسن أدبك).
وهناك تقارب بين المعنى الذي استخدمت فيه في الجاهلية والإسلام، فالتهذيب النفسي واللساني اللذان برزا في مدلولها في العصر الإسلامي مظهر من مظاهر الخلق الحسن الذي نتج عنه الدعوة إلى الطعام كما استعملت في العصر الجاهلي.
وحينما نصل إلى العصر الأموي نجد أن الكلمة ضمّت إلى معنى التهذيب الخلقي واللساني معنىً آخر: هو إطلاقها على المعلمين الذين يؤدبون أولاد الخلفاء وغيرهم بتلقينهم الشعر والخطب وأخبار العرب وأيامهم، فسمي هؤلاء بالمؤدبين.
ولما جاء العصر العباسي واتسعت العلوم والمعارف، اتسع مدلول كلمة (أدب) فأطلقت على الأشعار والأخبار وعلى الأحاديث والوصايا والخطب، لما لها من أثر في تهذيب الأخلاق وتقويم اللسان، فالمطالع لها يتأدب بها، أي يأخذ نفسه بما فيها من آداب.
ومن هنا نجد ابن المقفع سمى كتابيه (لأدب الصغير، والأدب الكبير) لتضمنهما مجموعة من الحكم والنصائح الخلقية والسياسية.
في صحيح البخاري (الأدب) هو ترويض النفس على محاسن الأخلاق وفضائل الأقوال والأفعال التي استحسنها الشرع وأيدها العقل، وهو استعمال ما يحمد قولا وفعل.
وهو مأخوذ من المأدبة وهو طعام يصنع ثم يدعى الناس إليه سمي بذلك لأنه مما يدعى كل أحد إليه، والمراد هنا بيان طرق الأدب وبيان أنواعه وما يتحقق به.
وكذا الإمام البخاري أطلق هذا اللفظ على قسم من كتابه (الجامع الصحيح) سماه (كتاب الأدب) جمع فيه الأحاديث التي تدل على حسن الخلق من طاعة الوالدين والعطف على الأيتام ومراعاة حق الجار والصبر، إلى غير ذلك من الفضائل، بل أفرد البخاري مصنفا كاملا وسماه (الأدب المفرد).
وفي القرن الثالث الهجري نجد أن كلمة (أدب) أصبحت تطلق على مادة التعليم الأدبي خاصة، وهي الشعر والنثر وما يتصل بهما من الأخبار والأيام والطرائف، وعلى هذا استقر مدلول الكلمة.
وألفت كتب في الأدب تجمع هذه الأنواع مثل: (البيان والتبيين للجاحظ، والكامل في اللغة والأدب للمبرد، والأمالي لأبي علي القالي، والعقد الفريد لا بن عبد ربه) وغيرها.
فالأدب من خلال النظرة الإسلامية هو كل قول أو فعل يؤثر في النفس ويهذب الخلق ويدعو إلى الفضيلة ويبعد عن الرذيلة، بأسلوب جميل.
منقول من كتاب الأدب الأدب لفضيلة الشيخ محمد نبيه
هو فن من الفنون الجميلة التي تصور الحياة وأحداثها بما فيها من أفراح وأتراح، وآمال وآلام، من خلال ما يختلج في نفس الأديب ويجيش فيها من عواطف وأفكار، بأسلوب جميل، وصورة بديعة، وخيال رائع.
استعمل الجاهليون كلمة (أدْب) – بسكون الدال – بمعنى الدعوة إلى الطعام، والدعوة إلى الطعام خصلة حميدة وخلق فاضل.
قال ابن المبارك: والأدِب هو الداعي إلى الطعام الذي أعد المأدبة.
كما استعملوا أيضا (آداب) بمعنى أخلاق، ففي كتاب النعمان بن المنذر إلى كسرى مع وفد العرب وقد أوفدتُ – أيها الملك – رهطاً من العرب لهم فضل في أحسابهم وأنسابهم وعقولهم وآدابهم.
في العصر الإسلامي أخذ مدلول هذه الكلمة يتسع ليشمل التهذيب اللساني إلى جانب التهذيب الخلقي الذي هو النشأة الصالحة وحب الفضيلة والابتعاد عن الرذيلة.
فقد ورد في الدرر المنتثرة: أخرج ابن عساكر من طريق محمد بن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عن جده: أن أبا بكرٍ قال: يا رسول الله لقد طفتُ في العرب وسمعت فصحاءهم فما سمعت أفصح منك فمن أدبك؟ قال: (أدبني ربي ونشأت في بني سعد) [الضعيفة 72 – ضعيف الجامع 250].
وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله لابنه: (يا بني انسب نفسك تصل رحمك، واحفظ محاسن الشعر يحسن أدبك).
وهناك تقارب بين المعنى الذي استخدمت فيه في الجاهلية والإسلام، فالتهذيب النفسي واللساني اللذان برزا في مدلولها في العصر الإسلامي مظهر من مظاهر الخلق الحسن الذي نتج عنه الدعوة إلى الطعام كما استعملت في العصر الجاهلي.
وحينما نصل إلى العصر الأموي نجد أن الكلمة ضمّت إلى معنى التهذيب الخلقي واللساني معنىً آخر: هو إطلاقها على المعلمين الذين يؤدبون أولاد الخلفاء وغيرهم بتلقينهم الشعر والخطب وأخبار العرب وأيامهم، فسمي هؤلاء بالمؤدبين.
ولما جاء العصر العباسي واتسعت العلوم والمعارف، اتسع مدلول كلمة (أدب) فأطلقت على الأشعار والأخبار وعلى الأحاديث والوصايا والخطب، لما لها من أثر في تهذيب الأخلاق وتقويم اللسان، فالمطالع لها يتأدب بها، أي يأخذ نفسه بما فيها من آداب.
ومن هنا نجد ابن المقفع سمى كتابيه (لأدب الصغير، والأدب الكبير) لتضمنهما مجموعة من الحكم والنصائح الخلقية والسياسية.
في صحيح البخاري (الأدب) هو ترويض النفس على محاسن الأخلاق وفضائل الأقوال والأفعال التي استحسنها الشرع وأيدها العقل، وهو استعمال ما يحمد قولا وفعل.
وهو مأخوذ من المأدبة وهو طعام يصنع ثم يدعى الناس إليه سمي بذلك لأنه مما يدعى كل أحد إليه، والمراد هنا بيان طرق الأدب وبيان أنواعه وما يتحقق به.
وكذا الإمام البخاري أطلق هذا اللفظ على قسم من كتابه (الجامع الصحيح) سماه (كتاب الأدب) جمع فيه الأحاديث التي تدل على حسن الخلق من طاعة الوالدين والعطف على الأيتام ومراعاة حق الجار والصبر، إلى غير ذلك من الفضائل، بل أفرد البخاري مصنفا كاملا وسماه (الأدب المفرد).
وفي القرن الثالث الهجري نجد أن كلمة (أدب) أصبحت تطلق على مادة التعليم الأدبي خاصة، وهي الشعر والنثر وما يتصل بهما من الأخبار والأيام والطرائف، وعلى هذا استقر مدلول الكلمة.
وألفت كتب في الأدب تجمع هذه الأنواع مثل: (البيان والتبيين للجاحظ، والكامل في اللغة والأدب للمبرد، والأمالي لأبي علي القالي، والعقد الفريد لا بن عبد ربه) وغيرها.
فالأدب من خلال النظرة الإسلامية هو كل قول أو فعل يؤثر في النفس ويهذب الخلق ويدعو إلى الفضيلة ويبعد عن الرذيلة، بأسلوب جميل.
منقول من كتاب الأدب الأدب لفضيلة الشيخ محمد نبيه