الربيعي
¬°•| مشرف سابق|•°¬
يـــــــــــــــــــــــا أبــــــا عُمير ... مــــــــــــــــــــا فعل النُغير ؟!!
من منّا لا يُحب الأطفال ؟!!
من المؤكد بأن الإجابة ستكون بالإيجاب ... ^__^
الطفل ...
ذلك الإنسان ُ الصغير ... كُل شيء فيه صغير ...!!
ما أجمل يديه الصغيرتين الجميلتين حين تلتف حول أصبعك ...!!
ما أجمل نظرات عينيه الواسعتين حين يُحدق إليك ...
ما أجمل ثغره حين يبتسم ..
ما أجمله حين يبكي ... فيُسرع إلى الصدر الحنون ويضع رأسه ُ الصغير عليه ليُشعره بالأمان..
لقد تأملت هذا الإنسان ...
وصادقته ...
وأحببته ُ بقلب صادق ...
لأنه ُ ما إن يبدأ بالكلام .. لا يعرف معنا ً للكذب ..!!
ولا يعرف معنى للمُجاملة أو الحسد أو البغضاء أو الضغينة أو .....
لأنه ُ كالمِرآة ... يعكسُ ما في قلبه لك ... فتراه ُ جليا ً واضحا ً شفافا ً جميلا ً ...
وكم هو جميل ٌ حين يُحب ...
فهو يُحب بصدق ٍ عميق ٍ ضارب ٌ بجذوره ِ في صميم القلب ...!!
نعم .. صدقوني .. لقد أظهر لي البشر الكثير من الحُب ...
ولكن للأسف ... غالبا ً ما يكون حُبا ً زائفا ً .. كالرماد تذروه الرياح ..!!
أمّا حُب البشري الصغير ( الطفل ) ...
يكون مُختلفا ً .. لأنه ُ حُب ٌ صادق لا يعرف الشر البتة ...!!
وعالمُ الأطفال عالم ٌ جميل ٌ جدا ً مليءٌ بالحب والعاطفة والصدق ...
ولكن ... للأسف ترى البعض من البشر من يقسو على هذا الكائن الصغير ..!!
فيكون ضحية والد ٍ مُستهتر لا يكترث بأبناءه ويريهم صنوف العقاب ...!!
أو ضحية أم ٍ قد نُزعَ من قلبها كُل معنا ً للأمومة من فؤادها ....!!
أو ضحية مُجتمع .... وبيئة فاسدة ينشأ فيها هذا الطفل نشأة ً لم يَذق فيها طعما ً للحنان
أو الحُب أو الرحمة و الشفقة ..!!
لقد كان أعظمُ إنسان ٍ وطأت قدماهُ الأرض يُداعبُ الصغار ويُقبلهُم ويحن عليهم ، وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم....
فعن أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قبّل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الحسن بن علي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- وعنده الأقرع بن حابس فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقال: (من لا يَرحم لا يُرحم). أخرجه البخاري كتاب الأدب باب رحمته الولد وتقبيله ومعانقته (10/440) رقم (5998).
وقال الإمام البخاري : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمًا وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا"
البخاري في الأدب : باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل (6203).
هذا قدوتُنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهذا منهجه النبوي مع الأطفال ...
فالننهج كلُنا نهج الحبيب المُصطفي ...
ونحب بصدق هذا الطفل الذي أحبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ...
ولنمازح أحبتنا الصغار ، كما كان الحبيب المُصطفي يُمازح أبا عُمير ويقول له :
يـــــــــــــــــــا أبـــــــــــــا عُمير ... مـــــــــــا فعل النُغير ؟!!
أدامكم الله على المحبة الصادقة ^____^
بقلمي / الربيعي
التعديل الأخير بواسطة المشرف: