أبومحمد
¬°•| عضــو شرف |•°¬
- إنضم
- 8 مايو 2012
- المشاركات
- 505
قصة جريج العابد
كان جريج أحد عباد بني إسرائيل الصالحين، حببت إليه العبادة والخلوة لها حتى اتخذ لنفسه صومعة يعبد الله فيها، جاءته أمه يوماً لزيارته ومحادثته فنادته وكان يصلي فلم يجبها، وآثر الاستمرار في صلاته لما يجد من حلاوة المناجاة في عبادة الله تعالى، ثلاث مرات تتكرر عليه أمه تريد الجلوس معه والأنس بحديثه، وهو لا يلقي لها بالا وكان الواجب عليه أن ينصرف من صلاته ويجيب أمه لأن ذلك أولى من صلاة النافلة، إلا أنه لم يجبها وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر فقد قرن الله سبحانه برهما بالأمر بعبادته قال تعالى: -(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)- (الإسراء/23-24. )
وقال صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثة لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ وَالدَّيُّوثُ...» الحديث رواه النسائي وأحمد وغيرهما.لقد أغضب جريج أمه فتعرض لدعوتها عليه، ودعوة الوالدين على الأولاد مستجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ» رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد وغيرهم.
فدعت عليه أمه أن لا يميته الله حتى يريه وجوه الزواني وإذا أراد الله شيئاً هيأ له أسبابه حتى يقع، فلقد تحدث بنوا إسرائيل عن عبادة جريج وصلاحه وورعه، فقامت بغي من البغايا فهونت أمره وقللت من شأنه، وزعمت أنها لو تعرضت له لفتنته عن عبادته، فذهبت تلك البغي إلى جريج العابد فعرضت نفسها عليه، وذلك والله أعلم بسبب دعوة أمه عليه ولكن جريجاً لم يلتفت إليها ولم ينشغل بها، بل عصمه الله من هذه الفتنة العظيمة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ». وبلغ الأسى والحزن والغضب بهذه المرأة البغي مبلغه، حيث خسرت فتنة هذا العابد وكانت قد تعهدت للقوم بفتنته وإيقاعه في حبائلها، فلما رجعت خائبة خاسرة شق عليها ذلك، فمكرت لجريج مكراً عظيما -(وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)- [آل عمران/54] حيث رأت راعياً يرعى يأوي إلى صومعته فذهبت إليه وأمكنته من نفسها، فلما زنى بها وحملت منه ووضعت زعمت أن الغلام من جريج، هو الذي زنى بها، وصلاحه وعبادته التي يظهرها إنما هي كذب ونفاق، وكم يأسى الناس ويألمون عندما يثقون بعباد الله ومن يظهرون التقى والصلاح ثم تنكشف حالهم، ويتبين أنهم مخادعون مراؤون، يتلبسون بالزهد والعبادة ليأكلوا أموال الناس بالباطل ويهتكوا حرماتهم، وقد وثقوا بهم واطمأنوا إليهم، غير أن هذه الحال بحمد الله نادرة في عباد الله المتقين وهي إلى المنافقين أقرب.
فجاء أهل القرية إلى جريج والغضب قد غلى فيهم وأنزلوه من صومعته، وأمروه بترك التعبد الكاذب بزعمهم، فلم يسمع لندائهم ولم يدر ما الخبر فقد كان ماضياً في صلاته وعبادته، فهدموا صومعته وأخذوا يضربونه، فسألهم ما الأمر فأخبروه، لقد كان جريج صادقاً في عبادته واثقاً من استقامته، فلما أجمعت الجموع الثائرة طلب منهم مهلة يصلي فيها ويدعو ربه كشف الكرب الذي ألـمّ به، فلما فرغ من صلاته جاء الغلام الذي لم يمضِ على ولادته إلا ساعات وطعنه في بطنه بأصبعه وخاطبه قائلا: من أبوك:والناس ينظرون في صمت معجبين كيف يخاطب من كان في المهد صبيا، فأنطقه الله عز وجل الذي أنطق كل شيء ليكون آية من آيات الله ودلائل قدرته وعظيم سلطانه، فينطق الغلام بكلام مسموع واضح مفهوم وقال: أبي فلان الراعي فانكشف مكر البغي والحمد لله ونصر الله هذا العبد الصالح وحفظه من أن يفتن في دينه، وأبان للناس أنه عبد صالح وأنهم أخطئوا في إيذائه وتسرعوا في تصديق التهمة -(وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)- (فاطر/43)
فأقبلوا على جريج يقبلونه وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب قال: لا أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات قال الله عز وجل: -(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ*يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)- (غافر/51-52)
وقال صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثة لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ وَالدَّيُّوثُ...» الحديث رواه النسائي وأحمد وغيرهما.لقد أغضب جريج أمه فتعرض لدعوتها عليه، ودعوة الوالدين على الأولاد مستجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ» رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد وغيرهم.
فدعت عليه أمه أن لا يميته الله حتى يريه وجوه الزواني وإذا أراد الله شيئاً هيأ له أسبابه حتى يقع، فلقد تحدث بنوا إسرائيل عن عبادة جريج وصلاحه وورعه، فقامت بغي من البغايا فهونت أمره وقللت من شأنه، وزعمت أنها لو تعرضت له لفتنته عن عبادته، فذهبت تلك البغي إلى جريج العابد فعرضت نفسها عليه، وذلك والله أعلم بسبب دعوة أمه عليه ولكن جريجاً لم يلتفت إليها ولم ينشغل بها، بل عصمه الله من هذه الفتنة العظيمة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ». وبلغ الأسى والحزن والغضب بهذه المرأة البغي مبلغه، حيث خسرت فتنة هذا العابد وكانت قد تعهدت للقوم بفتنته وإيقاعه في حبائلها، فلما رجعت خائبة خاسرة شق عليها ذلك، فمكرت لجريج مكراً عظيما -(وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)- [آل عمران/54] حيث رأت راعياً يرعى يأوي إلى صومعته فذهبت إليه وأمكنته من نفسها، فلما زنى بها وحملت منه ووضعت زعمت أن الغلام من جريج، هو الذي زنى بها، وصلاحه وعبادته التي يظهرها إنما هي كذب ونفاق، وكم يأسى الناس ويألمون عندما يثقون بعباد الله ومن يظهرون التقى والصلاح ثم تنكشف حالهم، ويتبين أنهم مخادعون مراؤون، يتلبسون بالزهد والعبادة ليأكلوا أموال الناس بالباطل ويهتكوا حرماتهم، وقد وثقوا بهم واطمأنوا إليهم، غير أن هذه الحال بحمد الله نادرة في عباد الله المتقين وهي إلى المنافقين أقرب.
فجاء أهل القرية إلى جريج والغضب قد غلى فيهم وأنزلوه من صومعته، وأمروه بترك التعبد الكاذب بزعمهم، فلم يسمع لندائهم ولم يدر ما الخبر فقد كان ماضياً في صلاته وعبادته، فهدموا صومعته وأخذوا يضربونه، فسألهم ما الأمر فأخبروه، لقد كان جريج صادقاً في عبادته واثقاً من استقامته، فلما أجمعت الجموع الثائرة طلب منهم مهلة يصلي فيها ويدعو ربه كشف الكرب الذي ألـمّ به، فلما فرغ من صلاته جاء الغلام الذي لم يمضِ على ولادته إلا ساعات وطعنه في بطنه بأصبعه وخاطبه قائلا: من أبوك:والناس ينظرون في صمت معجبين كيف يخاطب من كان في المهد صبيا، فأنطقه الله عز وجل الذي أنطق كل شيء ليكون آية من آيات الله ودلائل قدرته وعظيم سلطانه، فينطق الغلام بكلام مسموع واضح مفهوم وقال: أبي فلان الراعي فانكشف مكر البغي والحمد لله ونصر الله هذا العبد الصالح وحفظه من أن يفتن في دينه، وأبان للناس أنه عبد صالح وأنهم أخطئوا في إيذائه وتسرعوا في تصديق التهمة -(وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)- (فاطر/43)
فأقبلوا على جريج يقبلونه وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب قال: لا أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات قال الله عز وجل: -(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ*يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)- (غافر/51-52)