المحبة السلام
¬°•| صاحبة الروح النقيّة |•°¬
محمد الشكيلي
لا ريْبَ أن الإشاعات التي تنتشر في المجتمعات وبين الأفراد كانتشار النار في الهشيم لها آثار سلبية بالغة الأثر على الفرد والمجتمع لأنها تقوّضُ أركانَ المجتمعِ فيتهاوى ، وتنخرُ أساسَه فينهار ، وتُشيع بين أفراده العداوة والخصومةَ بل يتعدّى الأمر ليصِلَ أثرها إلى كِيان الأسرة فيفكّكها ويقطّع أوصالها .
أيها المسلمُ الحريصُ على سلامة دينكَ وعِرْضِكَ ومجتمعكَ من آفة الإشاعات الكاذبةِ عليكَ أن تكونَ سبباً من أسباب وأدِ هذه الآفةِ ومنْعِ انتشارها أو تمكّنها من نفوس الناس ولن يتأتّى ذلكَ إلا حين تستشعر خطرها وتعي آثارها المدمّرة وتدرك أبعادها الكثيرة .
والذي يقودكَ نحوَ ذلكم الاستشعار والوعي والإدراك كتابُ الله وسنّة نبيّه الأوّاه صلى الله عليه وسلّم ... فاقرأ هذا النداء الربّاني وأصخ له سمعكَ جيّداً ليأرِزَ إلى شغاف قلبك فيلامسه ملامسةً تفيضُ إيماناً وتسليماً
قال الله تعالى : "ولا تقفُ ما ليس لك به علمٌ إنّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئك كان عنه مسئولا" .
ويقول الحقُّ جلّ في علاه : "إذ تلقّوْنه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونَه هيّناً وهو عند الله عظيم"
هل قرأتَ الآيتيْن الكريمتيْن قراءةً متأنية ماذا وجدت فيهما ؟؟
لقد تكرّرت كلمة في كليْهما ألا وهي " ما ليس لك وما ليس لكم به علم" لترشدانِكَ إلى أنّ الخوْضَ في ما لا علمَ لكَ به عاقبته وخيمة فلتكفَّ لسانِكَ أسلمُ لكَ .
هل قرأتَ في كتاب الله ما دار بين سليْمان -عليه السلام- وبين الهدهدِ الذي غابَ عن أنظاره والجزاء الذي توعّده به لو لم يأته بعذرٍ لغيابه ؟؟
لقد غابَ الهدهدُ وتأخّرَ مغيبُه لأنه وجدَ امرأةً تملكُ قوماً يسجدون للشمس من دون الله فلما أتى بهذا النبأ لسليمانَ -عليه السلام- لم يقطع بصحّته ولم يصدّقه مباشرة بل قال للهدهدِ : "سننظرُ أصدقْتَ أم كنتَ من الكاذبين" تحرّياً للحقِّ حتى لا يقعَ في ما نهى الله عنه في قوله الحكيم :
"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" .
لقد رسمَ لنا سيّدنا سليمان بما فعله تجاه نبأ الهدهد عن بلقيسَ منهجاً قويماً ورائعاً عند تعاملنا مع الإشاعات فلا يجيئنا جاءٍ أو يأتينا آتٍ بإشاعةٍ بلسانه أو عن طريق رسائل الهاتف النقال فنصدّقها هكذا دون تمحيصٍ لصحّتها والتثبّت من صدقها .
إنّ العواقبَ والآثار لآفة الإشاعات وخيمة جدّاً لا تعْزُبُ عن بال أحدٍ منا وخطرها اليوم عبر وسائل الاتصالات أشدُّ وقْعاً لأنّ سرعةَ انتشارها لا يأخذُ وقتاً طويلاً لتصِلَ للقاصي والداني في نفس اللحظة .
ينشر البعضُ إشاعةً عن أشخاصٍ ما بهدفِ الوقوع في أعراضهم لتكون النتيجة أن يرفعَ المُدّعى عليه بلاغاً يُدينُ به المُدّعي عليه زرواً وبهتاناً .
ينشرُ البعضُ إشاعةً عن عالمٍ بهدف تشكيك الناس في دينه وعلمه لتكون النتيجة كراهية العلماء والصالحين .
ينشرُ البعضُ إشاعةً عن مسؤولين في الدولةِ بهدف التشكيك في نزاهتهم دون تقديم ما يُعضّدُ دعواه لتكون النتيجة الزجُّ به السجن خلف قضبان الألم والندم .
ينشر البعضُ إشاعة ً عن زوجٍ أو زوجةٍ بهدف الحسد أو البغض أو الضغينة لتكون النتيجة تقويض بناء الأسرة وتفكّكها .
وهلمّ جرى من الأمثلة التي يعلمها الجميع تكونُ سبباً في تدمير المجتمعات وإشاعة الخوف والهلع في الأفراد ، وإن لم يقف الجميع لدرْءِ هذه الآفة المقيتة مجنّداً إمكانياته وطاقاته لعضّ أصابع الندم .... فالأب والأم ينبغي أن يربّيان الأولادَ تعاليمَ الدين والحنيف كما ربّى لقمانُ الحكيم ابْنَه تربيةَ إيمانية بدءًْ بتوحيد الله وانتهاءً بالآداب الإسلامية الرفيعة .
والمسجد كذلك ينبغي أن يطْرقَ في خُطَبِ الجُمُعةِ هذه المواضيع ليعيَها الجميع ، وكذا بالنسبة للمعلّمين في مدارسهم عليهم غرس هذه المواضيع في نفوس الطلبة لأنّ ما يوجّهون به طلابَهم يتردّد في أسماعهم فهم يروْن المعلّمَ القدوة الحسنة .
أما أنت أخي قارئ هذه الرسالة فلتتمعّن فيها طويلاً ولتقف معَ نفْسِكَ وِقْفةً متأنّية بها التؤدة والأناة لتسألها :
هل أنا ممّن وقعوا في شرَكِ الإشاعات فباتت بالنسبة لي تسلية أتسلّى بها عند فراغي ؟؟
هل أنا ممّن استساغ الإشاعات الكاذبة فاستقبلتها بصدر رحْبٍ تقودني العاطفة ويقودني الحماس لنشرها بين أقراني لأكونَ السبّاقُ في الترويج لها ؟؟
هل أنا ممّن مررتُ مرورَ الكرام على الآيات والأحاديث النبوية المحذّرة من الخوْضِ فيما ليس لي به علم ، فأعميتُ بصري عنها وغلّفت قلبي تدبّراً لها ، وأصممت أذنايَ عند الاستشهاد بها من قِبَلِ الناصحِ المشفق خلاصة القوْلِ أيها الأحبّةُ في الله لنكن وقّافينَ عند حدود الله والتي لم يشرّعها هباءً أو سُدى فلا نصدّق كلّ ما يرِدُنا من إشاعات تتناقلها الألسنُ أو الرسائل عبر الهواتف ... ولننصح الآخرين بالبعد عن هذه الآفة مبيّنين لهم خطرها ومخالفتها لهدي الكتاب والسنة .
لا ريْبَ أن الإشاعات التي تنتشر في المجتمعات وبين الأفراد كانتشار النار في الهشيم لها آثار سلبية بالغة الأثر على الفرد والمجتمع لأنها تقوّضُ أركانَ المجتمعِ فيتهاوى ، وتنخرُ أساسَه فينهار ، وتُشيع بين أفراده العداوة والخصومةَ بل يتعدّى الأمر ليصِلَ أثرها إلى كِيان الأسرة فيفكّكها ويقطّع أوصالها .
أيها المسلمُ الحريصُ على سلامة دينكَ وعِرْضِكَ ومجتمعكَ من آفة الإشاعات الكاذبةِ عليكَ أن تكونَ سبباً من أسباب وأدِ هذه الآفةِ ومنْعِ انتشارها أو تمكّنها من نفوس الناس ولن يتأتّى ذلكَ إلا حين تستشعر خطرها وتعي آثارها المدمّرة وتدرك أبعادها الكثيرة .
والذي يقودكَ نحوَ ذلكم الاستشعار والوعي والإدراك كتابُ الله وسنّة نبيّه الأوّاه صلى الله عليه وسلّم ... فاقرأ هذا النداء الربّاني وأصخ له سمعكَ جيّداً ليأرِزَ إلى شغاف قلبك فيلامسه ملامسةً تفيضُ إيماناً وتسليماً
قال الله تعالى : "ولا تقفُ ما ليس لك به علمٌ إنّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئك كان عنه مسئولا" .
ويقول الحقُّ جلّ في علاه : "إذ تلقّوْنه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونَه هيّناً وهو عند الله عظيم"
هل قرأتَ الآيتيْن الكريمتيْن قراءةً متأنية ماذا وجدت فيهما ؟؟
لقد تكرّرت كلمة في كليْهما ألا وهي " ما ليس لك وما ليس لكم به علم" لترشدانِكَ إلى أنّ الخوْضَ في ما لا علمَ لكَ به عاقبته وخيمة فلتكفَّ لسانِكَ أسلمُ لكَ .
هل قرأتَ في كتاب الله ما دار بين سليْمان -عليه السلام- وبين الهدهدِ الذي غابَ عن أنظاره والجزاء الذي توعّده به لو لم يأته بعذرٍ لغيابه ؟؟
لقد غابَ الهدهدُ وتأخّرَ مغيبُه لأنه وجدَ امرأةً تملكُ قوماً يسجدون للشمس من دون الله فلما أتى بهذا النبأ لسليمانَ -عليه السلام- لم يقطع بصحّته ولم يصدّقه مباشرة بل قال للهدهدِ : "سننظرُ أصدقْتَ أم كنتَ من الكاذبين" تحرّياً للحقِّ حتى لا يقعَ في ما نهى الله عنه في قوله الحكيم :
"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" .
لقد رسمَ لنا سيّدنا سليمان بما فعله تجاه نبأ الهدهد عن بلقيسَ منهجاً قويماً ورائعاً عند تعاملنا مع الإشاعات فلا يجيئنا جاءٍ أو يأتينا آتٍ بإشاعةٍ بلسانه أو عن طريق رسائل الهاتف النقال فنصدّقها هكذا دون تمحيصٍ لصحّتها والتثبّت من صدقها .
إنّ العواقبَ والآثار لآفة الإشاعات وخيمة جدّاً لا تعْزُبُ عن بال أحدٍ منا وخطرها اليوم عبر وسائل الاتصالات أشدُّ وقْعاً لأنّ سرعةَ انتشارها لا يأخذُ وقتاً طويلاً لتصِلَ للقاصي والداني في نفس اللحظة .
ينشر البعضُ إشاعةً عن أشخاصٍ ما بهدفِ الوقوع في أعراضهم لتكون النتيجة أن يرفعَ المُدّعى عليه بلاغاً يُدينُ به المُدّعي عليه زرواً وبهتاناً .
ينشرُ البعضُ إشاعةً عن عالمٍ بهدف تشكيك الناس في دينه وعلمه لتكون النتيجة كراهية العلماء والصالحين .
ينشرُ البعضُ إشاعةً عن مسؤولين في الدولةِ بهدف التشكيك في نزاهتهم دون تقديم ما يُعضّدُ دعواه لتكون النتيجة الزجُّ به السجن خلف قضبان الألم والندم .
ينشر البعضُ إشاعة ً عن زوجٍ أو زوجةٍ بهدف الحسد أو البغض أو الضغينة لتكون النتيجة تقويض بناء الأسرة وتفكّكها .
وهلمّ جرى من الأمثلة التي يعلمها الجميع تكونُ سبباً في تدمير المجتمعات وإشاعة الخوف والهلع في الأفراد ، وإن لم يقف الجميع لدرْءِ هذه الآفة المقيتة مجنّداً إمكانياته وطاقاته لعضّ أصابع الندم .... فالأب والأم ينبغي أن يربّيان الأولادَ تعاليمَ الدين والحنيف كما ربّى لقمانُ الحكيم ابْنَه تربيةَ إيمانية بدءًْ بتوحيد الله وانتهاءً بالآداب الإسلامية الرفيعة .
والمسجد كذلك ينبغي أن يطْرقَ في خُطَبِ الجُمُعةِ هذه المواضيع ليعيَها الجميع ، وكذا بالنسبة للمعلّمين في مدارسهم عليهم غرس هذه المواضيع في نفوس الطلبة لأنّ ما يوجّهون به طلابَهم يتردّد في أسماعهم فهم يروْن المعلّمَ القدوة الحسنة .
أما أنت أخي قارئ هذه الرسالة فلتتمعّن فيها طويلاً ولتقف معَ نفْسِكَ وِقْفةً متأنّية بها التؤدة والأناة لتسألها :
هل أنا ممّن وقعوا في شرَكِ الإشاعات فباتت بالنسبة لي تسلية أتسلّى بها عند فراغي ؟؟
هل أنا ممّن استساغ الإشاعات الكاذبة فاستقبلتها بصدر رحْبٍ تقودني العاطفة ويقودني الحماس لنشرها بين أقراني لأكونَ السبّاقُ في الترويج لها ؟؟
هل أنا ممّن مررتُ مرورَ الكرام على الآيات والأحاديث النبوية المحذّرة من الخوْضِ فيما ليس لي به علم ، فأعميتُ بصري عنها وغلّفت قلبي تدبّراً لها ، وأصممت أذنايَ عند الاستشهاد بها من قِبَلِ الناصحِ المشفق خلاصة القوْلِ أيها الأحبّةُ في الله لنكن وقّافينَ عند حدود الله والتي لم يشرّعها هباءً أو سُدى فلا نصدّق كلّ ما يرِدُنا من إشاعات تتناقلها الألسنُ أو الرسائل عبر الهواتف ... ولننصح الآخرين بالبعد عن هذه الآفة مبيّنين لهم خطرها ومخالفتها لهدي الكتاب والسنة .