طالبة الثاني عشر
مشرفة قسم صفوف الـ 11 و 12
- إنضم
- 23 فبراير 2015
- المشاركات
- 553
- العمر
- 26
شرح قصيدة معلقة طرفة
-------------------------------------------------------------
المنطلق: الفرد لا قيمة له خارج قبيلته، فلا بدّ من رابطة دمويّة ينتسب بها إلى مجموعة يستمدّ منها خويّته كما لا مناص له من تحمّل تبعات هذه الرابطة " ذود عن حياضها – أخذ بثاراتها – تخلّق بأخلاقها – بلاء في أيّامها ".
الفكرة العامّة: يُصوِّر الشاعر جحود قومه لقيمته رغم ما له عليهم من وافر الفضل.
بنية المعلّقة داخليّا وخارجيّا ( القصيدة الجاهليّة عامّة )
-------------------------------------------------------------
علّل : تُعتبر القصيدة الجاهليّة مفكّكة.
ج:لأنّها: 1- تعتمد على وحدة البيت.... 2- تتعدّد فيها الأغراض.....
البنية المقطعيّة:
الأولــــى ( الأبيـــات 1-4 ): افتخار الشاعر بفضله على قومه. " توهّج الذات (الأنا) ".
الثانيـــــة ( الأبيات 5- 10 ): الشكوى والعتاب. " انحدار اللهجة لبيان توجّع الذات في غير جريرة ".
الثالثـــــة ( الأبيات 11- 14): الحكمــــــة " يرتفع المتكلّم بالذات لمصافّ المواقف الإنسانيّة الكلّيّة ".
المقطوعــة الأولى
المقطوعة الثانيـة
المقطوعـــة الثالثــــة
مباهاة
فــــشكـــوى فـــــتأمّـــــل
افتخــــــار
فــــــانكســـار
فــــــاعتبــار
-------------------------------------------------------------
مطلع معلقته :
لخولة أطلال ببرقة ثهمد لوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
خولة : اسم امرأة كلبية .
أطلال : بقايا الديار .
ببرقة : مكان اختلط به ترابه بحجارة و حصى .
ثهمد : موضع .
تلوح : تلمح .
الوشم : ما غرز ظاهر اليد و غيره .
-------------------------------------------------------------
المقطوعة أ
1) إذا القومُ قالوا مَنْ فتى؟ خلتُ أنّـني عُــنيتُ فلمْ أكسلْ ولمْ أتبلّد ِ
مَنْ فتى؟: المقصود مَن الفتى المغوار الشجاع الذي يعيننا في أمرنا .
خلت : ظننت ،حسبت .
عنيت : قصدت .
أكسل و أتبلد : ترادف.
أتبلد : أكسل . ( المقصود لم أتردّد في تلبية ندائهم بالمساعدة ).
الشرح : يعلن الشاعر على أنه مشهور و معروف بشجاعته و اقدامه بين أقرانه و كأنه المنادي لا يقصد غيره اذا صاح من الفتى عن إذن لم يجد منه الا الجواب السريع .
البيت : خالي من الصور البلاغية .
القوم : فاعل لفعل محذوف .
الكلمات الدالة على الشجاعة : عنيت ، لم أكسل ، لم أتبلد .
-------------------------------------------------------------
2- ولستُ بحلاّل التــلاع مخــــافــــة ً ولكن متـى يسترفـــــد ِ القومُ أرفـــــد ِ
حلاّل: كثير الحلول ( صيغة مبالغة ) .
التلاع: جمع تلعة، وهي مجرى الماء من أعلى الجبل إلى الوادي.
يسترفد: يطلب الرَفَد، والرفد هو العطاء ، أرفد: أقدّم العطاء.
الشرح: ان ذهابه الى تلاع ليس هربا من الضعف و المحتاج فهو يعين القوم اذا استعانوا به أو قتال عدوه .
البيت : لم يحتوي على الصور البلاغية .
-------------------------------------------------------------
3- وإنْ يلتـــق ِ الحــيُّ الجميعُ تلاقــني إلى ذروة البيت الشريـــف المُصـــمّد ِ
البيت المصمد : البيت القوي الذي يقصد طلاب الحاجات .
يلتقي الحي : يجتمع أهل الحي للتفاخر .
البيت المُصمّد: القويّ الذي يقصده طلاّب الحاجات.
ذروة البيت : أعلاه .
الشرح : اذا اجتمع القوم للمفاخرة كانوا أعلاهم نسبا و أكرمهم بيتا ة على الرغم من تباعده و رحيله الدائم .
صورة بلاغية : ذروة البيت الشريف : يشبه الشاعر نسبه (استعارة تصريحية) مثل المكان العالي سر الجمال : تجسيد ، المشبه : الذروة ، المشبه به : غير موجود .
-------------------------------------------------------------
4- رأيتُ بنــي غبــراء لا يُنكرونَنـــي ولا أهلُ هــذاك الطــــراف المُــمـــدَّد ِ
الغبراء: الأرض، وبنو الغبراء هم الصعاليك والفقراء ( كناية عن موصوف ).
الطراف الممدّد: البيت الواسع المُتّخذ من جلد، وأهل الطراف الممدّد هم الأغنياء والأشراف( كناية عن موصوف ).
لا ينكرونني : دلالة على الافتخار بنفسه .
تواضع الشاعر و أنه يجالس جميع الطبقات .
الطراف الممدد : كناية عن الأغنياء
الشرح : معاشرة الصعاليك و الفقراء معروف للناس جميعا عند أهل الحضر و أهل البدو ( الطراف ).
--------------------------------------------------------------
الفكرة الرئيسة : اعتزاز الشاعر بذاته و افتخاره بفضله على قومه.
الأساليب التي اعتمدها الشاعر لبيان ذاته والفخر بها " توهّج الذات (الأنا) "
عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب والطرائق لبيان فخره بذاته، وقد جاءت هذه الأساليب على عدّة مستويات، منها المستوى الإيقاعي، والمستوى الصرفي،والمستوى المعجمي، والمستوى التركيبي، والمستوى البلاغي.
أوّلا: المستوى الإيقاعي:
1- الوزن: استخدام البحر الطويل بما يوفـِّره من كثرة لتفعيلات، وما يضمنه من طول النفَس الشعري الذي يتناسب والفخر، وعلى الخصوص أنّ الفخر يقوم على الاسترسال في الكلام.
2- التكرار: بما يفيده من تعظيم، بنوعيه:
• اشتقاقي: يسترفد / أرفد – يلتقي / تلاقني.
• غير اشتقاقي: لم / لم – لا / لا.
3- الترديد: وهو تكرار الشاعر في حشو بيت من أبياته لفظا تقدَّم في نفس البيت، مثل قول طرَفة:
وإن يلتق ِ الحيّ الجميع تلاقنــــي إلى ذرة البيت الشريف المصمّّد ِ
4- التصدير: قريب من الترديد، والفرق بينهما أنّ التصدير مخصوص بالقوافي، مثل قول طرَفة:
ولستُ بحــلاّل التــلاع مخافة ً ولكن متـــــى يسترفدِ القومُ أرفد ِ
ثانيا: المستوى الصرفي
يقوم هذا المقطع على تكريس الأفعال والضمائر لبيان تفوّق الأنا ( للمفاضلة بين الأنا والهم ) فقد قام هذا المستوى على التقابل بين ضمير المتكلّم المفرد ( خلـتُ – عُنيـتُ – لســتُ – تلاقــني ...) وضمير الغائب الجمع (القوم قالوا – يلتقي الحيّ ... ) من حيث:
1- العدد والحضور والغيبة في مقابل الهم: فالأنا في حضورها في الأبيات أكثر من الهم (خلـتُ – عُنيتُ – لم أكسل ( أنا ) – لم أتبلّد( أنا ) - لستُ – أرفد ( أنا ) – تلاقني – لا بنكرونني ) وذلك في مقابل الهـــم (القوم قالوا – يسترفد القوم - يلتقي الحيّ ) ، والأنــا ( الشاعر ) حاضــر متى طلــب منــه الهــم ( قومه ) التواجد.
2- أفعال الطلب من الجماعة " الهــم " في مقابل أفعال الاستجابة من الشاعر " الأنــــا " في قولــه " متى يسترفد ِ القومُ أرفد ِ ": فالجماعــــة " القوم " تقوم بالطلب لنفسها ولفائدتها " يسترفد القوم " بينما يقوم الشاعر بالفعل لنفسه ولفائدة غيره، ممّا يعني نكرانه لذاته لأجلهم " القوم " وبالتالي يعكس أفضليّته عليهم.
ثالثا: المستوى المعجمي
يقابل الشاعر بين حقلين معجميّين هما ( حقل الذم، وحقل المدح )؛ سعيا لإبراز ذاته، وذلك من خلال نفي المفردات الذمّيّة عن نفسه، وتثبيت المفردات المدحيّة لها، وذلك كما يلي:
• حقل الـــذم: " الكسل، التبلّد، الخوف، الإنكار " ( ينفيها الشاعر عن نفسه: لم أكسل، لم أتبلّد).
• حقل المدح: " فتى، الرفد، الذروة، الشريف، المصمّد " ( يثبّتها الشاعر لنفسه: أرفد، تلاقني إلى ذروة البيت الشريف المصمّد).
رابعا: المستوى التركيبي
عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب لبيان فخره بذاته، أبرزها:
1- أسلوبا النفي والإثبات: يُسنِـدُ الشاعر لنفسه القيم الإيجابيّة مستخدما أسلوب الإثبات، ويجرّد عن ذاته القيم السلبيّة مستخدما أسلوب النفي، كما يلي:
• أسلوب النفـــي: ( لم أكسل/ لم أتبلّد/ لستُ بحلاّل التلاع مخافة/ لا ينكرونني/ ولا أهل ....).
• أسلوب الإثبات: ( خلتُ أنّني عُنيتُ / أرفد/ تلاقني إلى ذروة البيت الشريف المصمّد).
2- أسلوب الاستدراك:
ولستُ بحلاّل التــلاع مخــــافــــة ً ولكن متـى يسترفـــــد ِ القومُ أرفـــــد ِ
فما بعد لكنّ يُـبْـطِـل حكم ما قبلها، ويحلّ محلّه، والملاحظ من خلال البيت أنّ ما قبل لكنّ قيمة سلبيّة، بينما الذي بعدها قيمة إيجابيّة، الأمر الذي يؤكّد نفي الشاعر القيم السلبيّة عن ذاته، وترسيخ القيم الإيجابيّة لها.
3- أسلوب الشرط: إذا القوم قالوا..... خلتُ أنّني... / متى يسترفد القوم أرفد / وإنْ يلتق ِ الحيّ.... تلافني.
يستخدم الشاعر أسلوب الشرط للفخر بذاته، بما يحمله الشرط من معاني التأكيد، وبما يحمله من معنى التلازم والتواتر، فجواب الشرط واقعٌ ما وقع الشرط، فمتى طلَب قوم الشاعر الرفدَ منه رفدهم، ومتى استنفروه أجابهم، وعليه فقد استطاع الشاعر من خلال الشرط أن يثبّت مجموعة من الصفات، ويجعلها ملازمة لذاته، كما نفهم ممّا يلي:
• إذا القوم قالوا..... خلتُ أنّني... = صفة النفرة والمساعدة.
• متـــى يستـــرفـــد القـــوم أرفد = صفة العطاء والإجارة.
• وإنْ يلتق ِ الحيّ.... تلافنــــــي = صفة السيادة، وعلى الخصوص إذا ما علمنا أن اللقاء في صدر البيت الثالث إنّما يكون للمفاخرة، وبما أنّ الشاعر في حالة التفاخر ينتمي للبيت الذي يقصده طلاّب الحاجات، فهذا يعني أنّه من السادة والأشراف؛ لأنّ الناس إنّما تقصد بيوت الأشراف والسادة لحاجاتها.
خامسا:المستوى البلاغي
لجأ الشاعر لاستخدام الجمل الخبريّة؛ رغبة منه في إسناد الخصال الجليلة لنفسه، إضافة لكونه في مقام التقرير والإخبار عن ذاته فخرا وإشادة.
-------------------------------------------------------------
المقطوعة ب
5- فمالي أرانــــي وابن عمّي مالكــــــا متــــى أدنُ منــــه ينـــأَ عــنّي ويبعد ِينأى: يبتعد.
أدنو و ينأ : تضاد .
الشرح : التقرب منه و أمنحه حبي و مودتي لكنه يتباعد و يمعن في التباعد .
البيت : خالي من الصور البلاغية .
-------------------------------------------------------------
6- يلومُ ومــــا أدري عــلامَ يلومنــــــي كما لامني في الحيّ قرط بن معبــــد
يلوم: يعاتب.
الشرح : لم يكتف مالك بالبعد عن الشاعر و انما أخذ يلومه فهذا الأمر استغرب الشاعر منه و أخذ يقول علام يلومني ان صنعه معه صنع الكارهين .
البيت : خلوه من الصور البلاغية .
7- وآيسني مــن كلّ خـيـــــر طلبــتُــه كأنّـا وضعنــاه إلى رمــسِ مُلحَــــد ِ
أيسني : اليأس .
رمس: قبر .
مُلْحَد: مقبور.
تشبيه : المشبه : الطلب ، المشبه به : الرجل الذي يوضع فيه حتى لقد يأست منه و قطعت الأمل من كل خير طلبته .
-------------------------------------------------------------
8- علي غير ذنب ٍ قلتُه غيــــر أنّـــني نشدتُ فلمْ أغفـــلْ حمــولة معبــــــد ِ
نشدت : طلبتها .
ينفي الشاعر عن الذنب الذي جناه من خلال البيت ؟ لم أغفل حمولة معبد .
نشدتُ : طلبتُ .
الحمولة: الإبل التي يحمل عليها.
معبد: أخو طرفة
الشرح : لقد جهدت نفسي في حفاظ على ابل أخي ما استطعت .
-------------------------------------------------------------
9- وإن يقذفوا بالقـــذع عِرضك أسقهـــم بكأس حيــــاض الموتِ قبل التهـــــدّد ِ
القذع: السب والكلام القبيح .
التهدد : التهديد .
عرض : موضع الذم و المدح في الانسان .
حياض : الحوض .
بيني عاطفة الشاعر اتجاه أخيه وولد عمه في أي بيت : البيت التاسع
الشرح : و أنني و لا أحتمل أت يسمه أذى فان رماه أحد بمسبة انتقمت له عالفور و بدون تهديد .
حياض الموت : تشبيه بليغ .
يقذفوا عرضك : استعارة كنية .
البيت بأكمله : كناية عن انتقام الشاعر الشديد ، و يوحي حب الشاعر لعمه و دفاعه عنه .
.
10- وظلمُ ذوي القربــى أشدّ مضاضـــة ً على النفس ِ من وقــع الحســام المهنّـد ِ
مضاضة: الإيلام .
الحسام: السيف القاطع .
المهنّد: المصنوع في الهند.
الشرح : ان ظلم الأقرباء هو أشد ما يؤلم القلب انه أشد على النفس من وقع السيف القاطع ، ظلم الأقارب أشد تأثيرا في تهيج نار حزن و الغضب من وقع السيف القاطع .
صورة بلاغية : وظلمُ ذوي القربــى أشدّ مضاضة ً (استعارة كنية).شبه أشد وقعة على النفس بالسيف القاطع .
-------------------------------------------------------------
الفكرة الرئيسة : شكوى الشاعر وعتابه لابن عمّه وقومه.
الأساليب التي اعتمدها الشاعر لبيان شكواه " توجّع الذات (الأنا) "
عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب والطرائق لبيان توجّع ذاته وشكواه، وقد جاءت هذه الأساليب على عدّة مستويات، منها المستوى الإيقاعي، والمستوى الصرفي،والمستوى المعجمي، والمستوى التركيبي، والمستوى البلاغي.
أوّلا: المستوى الإيقاعي:
التكرار: وهو تكرار بحكم السياق " سياق الشكوى جيء به على وجه التوجّه؛ استعطافا للسامع، وقد جاء على مستويين:
1- الأصوات:
• تكرار حروف اللام " مالي - مالك - يلوم – علام .."
• تكرار حروف الميم " مالي - مالك - متى - يلوم – علام .."
• تكرار حروف النون " أراني - ابن - أدنو.."
2- الكلمات: " يلوم/ لامني – معبد / معبد – غير/غير – معبد/ يبعد – يقذفوا/ القذع ...".
ثانيا: المستوى الصرفي
في سبيل بيان توجّع ذات الشاعر، لجأ الشاعر إلى:
التقابل بين الفعل المسند إلى المتكلّم " أنا/ الشاعر " والفعلين المسندين للمفرد الغائب " هو/ مالك " في قوله : " متى أدنُ منه ينأ عنّي ويبعد " إضافة لاستخدام الأداتين " من وعن " أدنُ منه = الوصل والقرب في مقابل ينأَ عنّي = القطيعة والبعد.
إذنْ فالعلاقة بين " الأنا/ الشاعر " و " الهو/ مالك " محكومة بعدم التكافؤ من حيث النوع والعدد فالشاعر يقوم بفعل إيجابيّ واحد " أدنو منه " فيما يقوم مالك في المقابل بفعلين سلبيّين " ينأ ويبعد ".
ويواصل الشاعر تأكيد المقاطعة التي تلقـّـتها الأنا وتهويلها من خلال ذكر مجموعة من الأفعال والمصادر الدالّة عليها " يلوم، آيسني، يقذفوا، القذع، التهدّد، ظلم " ومن خلال إسناد فعل المقاطعة إلى فاعل آخر وهو قرط بن معبد، أو ضمير الجمع " ذوي القربى " بما يعكسه ذلك من تهويل الشكوى وتضخيمها، وبالتالي بيان مدى توجّع الأنا وظلامتها.
ثالثا: المستوى المعجمي:
لجأ الشاعر لاستخدام حقلين معجميّين هما ( حقل الإيذاء، وحقل التجنّي )؛ سعيا لإبراز معاناته وتوجّع ذاته، كما يلي:
• حقل الإيذاء: " ينأى – يبعد – يلوم – لام – يقذفوا – التهدّد – مضاضة " استخدم الشاعر حقل الإيذاء؛ لأنّ الشكاية لا تقوم إلاّ لأنّ الشاكي لحِـقَـه الإيذاء.
• حقل التجنّي: " الظلم – الذنب " استخدم الشاعر حقل التجـنّي، فقرن حقل الإيذاء بحقل التجنّي؛ لأنّ التشكّي لا يقتصر على تأذّي الشاكي فقط، بل ينبغي أن يكون التأذّي غير مبرّر له أي أن يكون جناية، وهذا ما فعله الشاعر بقوله: " وما أدري علامَ يلومني " و " على غير ذنب ".
رابعا: المستوى التركيبي:
• أكثر الشاعر في الأبيات من استعمال الجمل الفعليّة التقريريّة؛ سردا للوقائع المشكَّلة لتجربة الشاعر مع بعض أقربائه، وقد لجأ الشاعر لتهويل ما مورس في حقّه من إيذاء، وعلى الخصوص بعدما أظهره الشاعر من اعتداد بنفسه وفخر في المقطوعة السابقة، فالشاعر بدل الاعتراف بفضله وقيمته يلقى الهجر والإقصاء والنكران.
• لجأ الشاعر في البيت العاشر إلى استخدام الجمل الاسميّة، والتي دلّت على الديمومة والاستمرار، وبالتالي صار المضمون المعبَّر عنه حقيقة دائمة مقرَّرة ومفادها أنّ إيذاء الأقارب آلم الإيذاءات وأوجعها، وقد اقترب هذه البيت من الحكمة، من حيث تقريره لحقيقة تنطبق على أزمنة مختلفة.
• يشدَّد الشاعر على براءته من كلَِّ ذنب من خلال استخدام أسلوب النفي، الصريح كما في قوله : " على غير ذنب قلته " والضمني كما في قوله : " وما أدري علامَ يلومني ".
خامسا: المستوى البلاغــي:
التعجبّ الذي استهلّ به الشاعر المقطع يعكس استبعاده لأن يتوقّع ما بدر من أقاربه، كما يعكس المفارقة بين ما ينبغي أن يكون وما هو كائن وعلى الخصوص بالنظر إلى ما ساقه الشاعر في المقطوعة الأولى من مظاهر الاعتداد بالنفس ومدى ما يقدِّمه الشاعر لقومه، ومن هنا نلمح كثرة المتضادّات في المقطوعة التي تعكس المفارقة بين ما يقوم به الشاعر وما يقوم به ابن عمِّه وقومه، من مثل: " أدنُ منه ينأ عنّي ويبعد ".
-------------------------------------------------------------
المقطوعة ج
11- لعمـــركَ مـــــا أمري عليّ بغمَّـــةٍ نهـاري ولا ليلــي عليَّ بســرمدي
الغمّة: الأمر الغمّة أي الملتبس المبهم.
سرمد: الذي لا نهاية له.
نهاري و ليلي : تضاد .
لعمرك : قسم انشائي غير طلبي .
السرمد : الدائم ، الخالد .
في الختام :الشاعر يبين طريقة معيشة .
الشرح : أن الشاعر له تجربة في هذه الحياة و ا، طريقة كانت واضحة لا لبوس فيها و لا غموض و اذا هم الى شي مضى اليه دون تردد أو خوف .
أبيات الحكمة : خالية من الصور البلاغية لأنها تخاطب العقل و لا تخاطب القلب .
-------------------------------------------------------------
12- أرى الموتَ أعداد النفوس ولا أرى بعيــدا غــداً ما أقــربَ اليومَ من غــدِ
بعيد ، أقرب(تضاد).
اليوم ، الغد (تضاد).
انه يوقد أن الموت غاية كل حين و انه ملازم للمرء منذ ولادته .
الشطر الثاني : الحقائق الخفية ستنكشف مع الأيام و يظهر في الغد ما يختفي اليوم .
أرى الموت : استعارة مكنية .
أعداد النفوس: جمع " عِدّ " والمقصود الموارد الذي ترد منها كلّ النفوس.
-------------------------------------------------------------
13- ستبدي لــك الأيّـــام ما كنتَ جاهلا ويأتيكَ بالأخبار مَــنْ لــم تُـــزوَّدِ
ستبدي الأيام (استعارة مكنية).
-------------------------------------------------------------
14- لعمـركَ مـــا الأيّـــام إلاّ معـارةٌ فما اسطعتَ من معـــروفها فتــــــزوّدِ
ختم الشاعر : بأسلوب قسم .
اسطعت : استطعت .
تزود: اجعله زاد لك .
معارة : عارية مشتركة .
الشرح : و اذا كانت هذه الحياة فما على العاقل الا أن يستفيد من عمره القصير و يحصل منه على كل ما يستطيع من معروف ، الانسان كأنه معارف في هذه الدنيا و أيامه مستعارة فعليه قبل أن تنتهيه مدة اادتخ أي موته أن يصنع المعروف بقدر ما يستطيع و جاء بالقسم لعمرك ليؤكد ما يقوله و يؤثر في نفس السامع و القائل .
-------------------------------------------------------------الفكرة الرئيسة : من حكمة الشاعر في الحياة.
الأساليب التي اعتمدها الشاعر لبيان تأمّل (الأنا) واعتبارها
أوّلا: المستوى الإيقاعي
جاء على عدّة مستويات:
- التكرار الصوتي: تكرار حرف الراء ( لعمري – أمري – نهاري – سرمدي – أرى .... ).
- التكرار اللفظيّ: ( اليوم/ الأيّام ) ، ( معارة / معروف )، ( لعمرك / معارة )، ( لعمرك / لعمرك )....
- التكرار التركيبيّ: ( ما أمري عليّ بغمّة / لا ليلي عليّ بسرمدي ).
ثانيا: المستوى الصرفي
استخدام الفعل " أرى " وهو فعل من أفعال القلوب للدلالة على الرؤية الذهنيّة التأملّيّة، خلافا للفعل " أرى " في المقطوعة الثانية الذي استخدمه الشاعر للدلالة على الرؤية الحسّيّة لمظاهر القطيعة بين المتكلّم وابن عمّه. الأمر الذي يوصلنا إلى أنّ الشاعر خرج في هذا المقطع من مقام سرد الأحداث والوقائع والانفعال بها إلى مقام التأمّل، لتتحوّل بذلك تجربته من تألّم إلى تأمّل.
ثالثا: المستوى المعجمي
استخدم الشاعر في سبيل تصوير تجربته إلى حقلين معجميين هما:
- معجم التبـيّـن: " نهار – أرى – أقرب - تبدي .. ".
- معجم الالتباس: " غمّة – لا أرى – ليل – جاهلا ".
وهذه المادّة المعجميّة تجعل من العلم بحقيقة الحياة أمرا دونه حُجُب، وتجعل من فعل التعلّم اختراقا لتلك الحجب بالتأمّل.
رابعا: المستوى التركيبي
عمَدَ الشاعر لمجموعة من الأساليب، منها:
- النفي: " ما أمري عليّ بـ / لا ليلي عليّ بسرمدي / ولا أرى بعيدا غدا ".
- الإثبات: " أرى الموت أعداد النفوس / ما الأيّام إلاّ معارة ".
يرقى الشاعر بنفسه إلى مقام عرفانيّ يدرك به جوانب الحياة الخفيّة التي لا ينالها إلاّ مَنْ أعملَ عقله.
خامسا:المستوى البلاغي
لأنّ الشاعر في مقام التقريري؛ انطلاقا من مقام الحكمة الذي هو بصدده فقد أكثر من استخدام الأسلوب الخبري، غير أنّه رصّع المقطع بعبارات إنشائيّة (( لعمرك 2 ( قسم ) + ما أقرب اليوم من غد ( التعجّب ) + فتزوّد ( أمر) )) وهي أساليب إنشائيّة ساقها الشاعر على سبيل تأكيد مضمون الخبر، كما هو الحال في القـَـسَم المتكرّر والتعجّب الدالّ على المبالغة في التقرير.
وفيما يتعلّق بالصور الخياليّة نجد التشبيه البليغ في قوله " ما الأيّام إلاّ معارة " إلاّ أنّنا نلمح قلّةً في الصور الخياليّة؛ لأنّ الشاعر في مقام الحكمة التي تقتضي مخاطبة العقل.
تعليق:
نَهَضّ كلّ فنّ من الفنون الشعريّة عند طرفة في القصيدة ( الفخر – الشكوى – الحكمة ) على مجموعة أسس اعتمدها العرب في تلك الفنون، وهي كما يلي:
1- الفخر:
- أن يجعل المتكلّم في الشعر الفخري نفسه موضوعا لكلامه.
- أن يُسند إليها القيم الإيجابيّة؛ إعلاءً لها، وأن يجرّدها من القيم السلبيّة ؛ تنزيها لها.
- أن يفوّقها على غيرها فردا كان أو جماعة، على أن يكون هذا الغير متى كان فردا مشهورا بالصفة التي يتمّ فيها التفوّق.
- أن يبالغ المتكلّم في درجة نسبة النفاسة لنفسه.
2- الشكوى:
- نفي استحقاق الشاكي للإيذاء .
- تأكيد جناية المشتكى منه على المشتكي، وذلك عبر سرد الأفعال الممارسة في حقِّ المشتكي، وعبر المبالغة في تهويل الأذى اللاحق بالشاكي.
- توجّع الشاكي واستعطافه المشتكى إليه.
3- الحكمة:
- يتجاوز فيه الفرديّ إلى الكونيّ، والجزئيّ إلى الكلّيّ، والظاهر إلى الباطن.
- أن يظهر أنّه تعلّم واعتبر ( استخلاص التعاليم ).
- أن يهدف إلى تعليم ما توصّل إليه من تعاليم وخبرات.
-------------------------------------------------------------
الخصائص الفنية للنص :
• وحدة الوزن والقافية.
• البدء بالوقوف على الإطلال أوّ الغزل.
• تعدّد الأغراض في القصيدة ( وقوف على الأطلال (الغزل ) – وصف " نفسه ، محبوبته، دابّـته ألم الفراق" – موضوع أساسي – حكمة ).
• جزالة الألفاظ؛ انطلاقا من طبيعة الحياة البدويّة.
• انتزاع الصور من بيئة الشاعر.
• الاعتماد على وحدة البيت، فكلّ بيت له معنى قائم بذاته وهو وإنْ ارتبط ببقيّت الأبيات فهو لا يعتمد عليها اعتمادا تامّا؛ لذلك يغدو بالإمكان التقديم والتأخير والحذف ( وهذا خلافا للوحدة العضويّة ).
• صدق العاطفة .
• استخدام المحسنات البديعية .
• التنويع في الأساليب الخبرية و الانشائية .
• استخدام الصور البلاغية .
أسلوب الشاعر :
- دقة التصوير .
- جزالة الألفاظ .
- صدق العاطفة .
- الوضوح و ترتيب الأفكار.
- خلو النص من التكلف .
الكلمات التي تدل أثر البيئة في النص :
- الحسام ، الوشم ، الطراف ، التلاع ، رمس ، حياض الموت ، الابل(الحمولة ).
-------------------------------------------------------------
الأسئلة :
1- ( التلاع – يسترفد )
2- ما الفكرة الرئيسية في هذه الابيات ؟
3- بم افتخر الشاعر في البيت الثاني ؟
4- انثر البيتين الثالث والرابع باسلوب ادبي ؟
5- بم توحي الألفاظ التالية ( حلال – الممدد )
6- المواطن يحمي وطنه ويدعو له بالخير .
اجعل المبتدأ في العبارة السابقة مثنى مذكر والجمع بنوعيه .
7- استخرج من البيت الرابع كناية وبين نوعها وسر جمالها .
8- بين ثلاثة من مظاهر البيئة في الجاهلية في ضوء الابيات السابقة
*
معلقة طرفة بن العبد
1- يصف الشاعر أنه كان مارا على راحلته فترآت مكان ديار محبوبته و شبه بقايا المحبوبة ببقايا الوشم في اليد.
2- أطال الشاعر الوقوف و ظهرت مظاهر الحزن عليه عليه و هنا يواسيه صاحبه و يقول له لا تحزن و اصبر.
3- يصف الشاعر محبوبته ان شفافها قاتمة اللون المائلة إلى سواد و يشبه محبوبته برشاقتها و عنقها الجميل التي تتزين به بالمجوهرات بالغزال.
4- شبه الشاعر وجه محبوبته من صفاءها و إشراقها بضوء الشمس النقي فكأن الشمس أعطت من لون أشعتها.
5-يتخلص الشاعر من همومه بالتنقل على راحلته الرشيقة السريعة.
6- يكمل الشاعر وصفه لناقته: نشيطة تميل إلى جانب - تدفق في سيرها - عظيمة الرأس (مرتفعة الطول كأنها البناء العالي).
7- يخبرنا الشاعر بأنه كان يتنقل في الصحراء من مكان إلى آخر على ناقته و قد رءاه صاحبه فخاف عليه فأخبره أنه لو بيده لحماه و حمى نفسه.
8- يؤكد الشاعر أن ناقته سريعة و تستطيع تجاوز الجبال الوعرة بسهولة كأنها كتلة واحدة لفت بقماش واحد.
9- يعلن الشاعر هنا أنه فارس قومه و إذا طلبوا منه المساعدة فإنه لم يتخاذل أو يتكاسل و لبى النداء مسرعا.
10- يفتخر الشاعر هنا بأنه في قمة الشرف و انه سيد من أسياد قبيلته حيث يجتمع عند الأشراف من قبيلته لأخذ المشورة منه.
11- يجمع الشاعر هنا بين الجد و الهزل حيث في وقت الجد يساعد القوم في مجالسهم و في وقت الهزل نجده في الحوانيت يشرب الخمر.
12- يخبرنا الشاعر هنا أنه يقضي حياته بالإنفاق على شرب الخمر على الرغم من ممانعة عشيرته.
13-يخبرنا الشاعر ان عشيرته و قومه قد تجنبوه فلم ترضى بلهوه فقامت بعزله عنهم فأصبح كالبعير المعبد الذي عزل عن عشيرته بسبب إصابته بمرض الجرب.
14- يلوم القوم الشاعر على عدم مشاركته في الحرب و على انفاقه على اللهو و شرب الخمر ولكن الشاعر لم يقتنع بكلامهم فالشاعر يعلم أنه غير مخلد فيريد الإستفادة من حياته و التمتع بها.
15- يخاطب الشاعر معاتبه على ما بدر منها فقال له: إذا كنت لا تستطيع تأخير أجلي و إطالة حياتي فدعني أمتع نفسي و حياتي عن طريق الإنفاق و الإسراف على لهوي.
16- يخبنا الشاعر على أن عمر الإنسان كالكنز يتناقص كل ليلة و هنا حكمة.
17- يقول الشاعر بأنه كريم مبذر على نفسه يشبع حياته باللهو و شرب الخمر و هو يريد ان يموت هكذا لا أن يموت و هو محروم من اللذات.
18-يرى الشاعر ان الموت يختار أفضل الأشخاص و أغناهم و الموت لا يميز بين أموال الأغنياء و الفقراء.
19- يرى الشاعر هنا ان الموت ينزل على كل إنسان و لا ينس أحد مهما كان عمره، و قد شبه الموت بصاحب القطيع الذي يختار الإبل الذ يريد ذبحه فيربط عنقه بحبل فيشد الحبل فلا يخطئ.
20- يقول الشاعر بأن الأيام كفيلة بإظهار الحقائق التي كانت غير واضحة من قبل بدون أن يتكلف الإنسان نفسه و يسأل
-------------------------------------------------------------
المنطلق: الفرد لا قيمة له خارج قبيلته، فلا بدّ من رابطة دمويّة ينتسب بها إلى مجموعة يستمدّ منها خويّته كما لا مناص له من تحمّل تبعات هذه الرابطة " ذود عن حياضها – أخذ بثاراتها – تخلّق بأخلاقها – بلاء في أيّامها ".
الفكرة العامّة: يُصوِّر الشاعر جحود قومه لقيمته رغم ما له عليهم من وافر الفضل.
بنية المعلّقة داخليّا وخارجيّا ( القصيدة الجاهليّة عامّة )
-------------------------------------------------------------
علّل : تُعتبر القصيدة الجاهليّة مفكّكة.
ج:لأنّها: 1- تعتمد على وحدة البيت.... 2- تتعدّد فيها الأغراض.....
البنية المقطعيّة:
الأولــــى ( الأبيـــات 1-4 ): افتخار الشاعر بفضله على قومه. " توهّج الذات (الأنا) ".
الثانيـــــة ( الأبيات 5- 10 ): الشكوى والعتاب. " انحدار اللهجة لبيان توجّع الذات في غير جريرة ".
الثالثـــــة ( الأبيات 11- 14): الحكمــــــة " يرتفع المتكلّم بالذات لمصافّ المواقف الإنسانيّة الكلّيّة ".
المقطوعــة الأولى
المقطوعة الثانيـة
المقطوعـــة الثالثــــة
مباهاة
فــــشكـــوى فـــــتأمّـــــل
افتخــــــار
فــــــانكســـار
فــــــاعتبــار
-------------------------------------------------------------
مطلع معلقته :
لخولة أطلال ببرقة ثهمد لوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
خولة : اسم امرأة كلبية .
أطلال : بقايا الديار .
ببرقة : مكان اختلط به ترابه بحجارة و حصى .
ثهمد : موضع .
تلوح : تلمح .
الوشم : ما غرز ظاهر اليد و غيره .
-------------------------------------------------------------
المقطوعة أ
1) إذا القومُ قالوا مَنْ فتى؟ خلتُ أنّـني عُــنيتُ فلمْ أكسلْ ولمْ أتبلّد ِ
مَنْ فتى؟: المقصود مَن الفتى المغوار الشجاع الذي يعيننا في أمرنا .
خلت : ظننت ،حسبت .
عنيت : قصدت .
أكسل و أتبلد : ترادف.
أتبلد : أكسل . ( المقصود لم أتردّد في تلبية ندائهم بالمساعدة ).
الشرح : يعلن الشاعر على أنه مشهور و معروف بشجاعته و اقدامه بين أقرانه و كأنه المنادي لا يقصد غيره اذا صاح من الفتى عن إذن لم يجد منه الا الجواب السريع .
البيت : خالي من الصور البلاغية .
القوم : فاعل لفعل محذوف .
الكلمات الدالة على الشجاعة : عنيت ، لم أكسل ، لم أتبلد .
-------------------------------------------------------------
2- ولستُ بحلاّل التــلاع مخــــافــــة ً ولكن متـى يسترفـــــد ِ القومُ أرفـــــد ِ
حلاّل: كثير الحلول ( صيغة مبالغة ) .
التلاع: جمع تلعة، وهي مجرى الماء من أعلى الجبل إلى الوادي.
يسترفد: يطلب الرَفَد، والرفد هو العطاء ، أرفد: أقدّم العطاء.
الشرح: ان ذهابه الى تلاع ليس هربا من الضعف و المحتاج فهو يعين القوم اذا استعانوا به أو قتال عدوه .
البيت : لم يحتوي على الصور البلاغية .
-------------------------------------------------------------
3- وإنْ يلتـــق ِ الحــيُّ الجميعُ تلاقــني إلى ذروة البيت الشريـــف المُصـــمّد ِ
البيت المصمد : البيت القوي الذي يقصد طلاب الحاجات .
يلتقي الحي : يجتمع أهل الحي للتفاخر .
البيت المُصمّد: القويّ الذي يقصده طلاّب الحاجات.
ذروة البيت : أعلاه .
الشرح : اذا اجتمع القوم للمفاخرة كانوا أعلاهم نسبا و أكرمهم بيتا ة على الرغم من تباعده و رحيله الدائم .
صورة بلاغية : ذروة البيت الشريف : يشبه الشاعر نسبه (استعارة تصريحية) مثل المكان العالي سر الجمال : تجسيد ، المشبه : الذروة ، المشبه به : غير موجود .
-------------------------------------------------------------
4- رأيتُ بنــي غبــراء لا يُنكرونَنـــي ولا أهلُ هــذاك الطــــراف المُــمـــدَّد ِ
الغبراء: الأرض، وبنو الغبراء هم الصعاليك والفقراء ( كناية عن موصوف ).
الطراف الممدّد: البيت الواسع المُتّخذ من جلد، وأهل الطراف الممدّد هم الأغنياء والأشراف( كناية عن موصوف ).
لا ينكرونني : دلالة على الافتخار بنفسه .
تواضع الشاعر و أنه يجالس جميع الطبقات .
الطراف الممدد : كناية عن الأغنياء
الشرح : معاشرة الصعاليك و الفقراء معروف للناس جميعا عند أهل الحضر و أهل البدو ( الطراف ).
--------------------------------------------------------------
الفكرة الرئيسة : اعتزاز الشاعر بذاته و افتخاره بفضله على قومه.
الأساليب التي اعتمدها الشاعر لبيان ذاته والفخر بها " توهّج الذات (الأنا) "
عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب والطرائق لبيان فخره بذاته، وقد جاءت هذه الأساليب على عدّة مستويات، منها المستوى الإيقاعي، والمستوى الصرفي،والمستوى المعجمي، والمستوى التركيبي، والمستوى البلاغي.
أوّلا: المستوى الإيقاعي:
1- الوزن: استخدام البحر الطويل بما يوفـِّره من كثرة لتفعيلات، وما يضمنه من طول النفَس الشعري الذي يتناسب والفخر، وعلى الخصوص أنّ الفخر يقوم على الاسترسال في الكلام.
2- التكرار: بما يفيده من تعظيم، بنوعيه:
• اشتقاقي: يسترفد / أرفد – يلتقي / تلاقني.
• غير اشتقاقي: لم / لم – لا / لا.
3- الترديد: وهو تكرار الشاعر في حشو بيت من أبياته لفظا تقدَّم في نفس البيت، مثل قول طرَفة:
وإن يلتق ِ الحيّ الجميع تلاقنــــي إلى ذرة البيت الشريف المصمّّد ِ
4- التصدير: قريب من الترديد، والفرق بينهما أنّ التصدير مخصوص بالقوافي، مثل قول طرَفة:
ولستُ بحــلاّل التــلاع مخافة ً ولكن متـــــى يسترفدِ القومُ أرفد ِ
ثانيا: المستوى الصرفي
يقوم هذا المقطع على تكريس الأفعال والضمائر لبيان تفوّق الأنا ( للمفاضلة بين الأنا والهم ) فقد قام هذا المستوى على التقابل بين ضمير المتكلّم المفرد ( خلـتُ – عُنيـتُ – لســتُ – تلاقــني ...) وضمير الغائب الجمع (القوم قالوا – يلتقي الحيّ ... ) من حيث:
1- العدد والحضور والغيبة في مقابل الهم: فالأنا في حضورها في الأبيات أكثر من الهم (خلـتُ – عُنيتُ – لم أكسل ( أنا ) – لم أتبلّد( أنا ) - لستُ – أرفد ( أنا ) – تلاقني – لا بنكرونني ) وذلك في مقابل الهـــم (القوم قالوا – يسترفد القوم - يلتقي الحيّ ) ، والأنــا ( الشاعر ) حاضــر متى طلــب منــه الهــم ( قومه ) التواجد.
2- أفعال الطلب من الجماعة " الهــم " في مقابل أفعال الاستجابة من الشاعر " الأنــــا " في قولــه " متى يسترفد ِ القومُ أرفد ِ ": فالجماعــــة " القوم " تقوم بالطلب لنفسها ولفائدتها " يسترفد القوم " بينما يقوم الشاعر بالفعل لنفسه ولفائدة غيره، ممّا يعني نكرانه لذاته لأجلهم " القوم " وبالتالي يعكس أفضليّته عليهم.
ثالثا: المستوى المعجمي
يقابل الشاعر بين حقلين معجميّين هما ( حقل الذم، وحقل المدح )؛ سعيا لإبراز ذاته، وذلك من خلال نفي المفردات الذمّيّة عن نفسه، وتثبيت المفردات المدحيّة لها، وذلك كما يلي:
• حقل الـــذم: " الكسل، التبلّد، الخوف، الإنكار " ( ينفيها الشاعر عن نفسه: لم أكسل، لم أتبلّد).
• حقل المدح: " فتى، الرفد، الذروة، الشريف، المصمّد " ( يثبّتها الشاعر لنفسه: أرفد، تلاقني إلى ذروة البيت الشريف المصمّد).
رابعا: المستوى التركيبي
عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب لبيان فخره بذاته، أبرزها:
1- أسلوبا النفي والإثبات: يُسنِـدُ الشاعر لنفسه القيم الإيجابيّة مستخدما أسلوب الإثبات، ويجرّد عن ذاته القيم السلبيّة مستخدما أسلوب النفي، كما يلي:
• أسلوب النفـــي: ( لم أكسل/ لم أتبلّد/ لستُ بحلاّل التلاع مخافة/ لا ينكرونني/ ولا أهل ....).
• أسلوب الإثبات: ( خلتُ أنّني عُنيتُ / أرفد/ تلاقني إلى ذروة البيت الشريف المصمّد).
2- أسلوب الاستدراك:
ولستُ بحلاّل التــلاع مخــــافــــة ً ولكن متـى يسترفـــــد ِ القومُ أرفـــــد ِ
فما بعد لكنّ يُـبْـطِـل حكم ما قبلها، ويحلّ محلّه، والملاحظ من خلال البيت أنّ ما قبل لكنّ قيمة سلبيّة، بينما الذي بعدها قيمة إيجابيّة، الأمر الذي يؤكّد نفي الشاعر القيم السلبيّة عن ذاته، وترسيخ القيم الإيجابيّة لها.
3- أسلوب الشرط: إذا القوم قالوا..... خلتُ أنّني... / متى يسترفد القوم أرفد / وإنْ يلتق ِ الحيّ.... تلافني.
يستخدم الشاعر أسلوب الشرط للفخر بذاته، بما يحمله الشرط من معاني التأكيد، وبما يحمله من معنى التلازم والتواتر، فجواب الشرط واقعٌ ما وقع الشرط، فمتى طلَب قوم الشاعر الرفدَ منه رفدهم، ومتى استنفروه أجابهم، وعليه فقد استطاع الشاعر من خلال الشرط أن يثبّت مجموعة من الصفات، ويجعلها ملازمة لذاته، كما نفهم ممّا يلي:
• إذا القوم قالوا..... خلتُ أنّني... = صفة النفرة والمساعدة.
• متـــى يستـــرفـــد القـــوم أرفد = صفة العطاء والإجارة.
• وإنْ يلتق ِ الحيّ.... تلافنــــــي = صفة السيادة، وعلى الخصوص إذا ما علمنا أن اللقاء في صدر البيت الثالث إنّما يكون للمفاخرة، وبما أنّ الشاعر في حالة التفاخر ينتمي للبيت الذي يقصده طلاّب الحاجات، فهذا يعني أنّه من السادة والأشراف؛ لأنّ الناس إنّما تقصد بيوت الأشراف والسادة لحاجاتها.
خامسا:المستوى البلاغي
لجأ الشاعر لاستخدام الجمل الخبريّة؛ رغبة منه في إسناد الخصال الجليلة لنفسه، إضافة لكونه في مقام التقرير والإخبار عن ذاته فخرا وإشادة.
-------------------------------------------------------------
المقطوعة ب
5- فمالي أرانــــي وابن عمّي مالكــــــا متــــى أدنُ منــــه ينـــأَ عــنّي ويبعد ِينأى: يبتعد.
أدنو و ينأ : تضاد .
الشرح : التقرب منه و أمنحه حبي و مودتي لكنه يتباعد و يمعن في التباعد .
البيت : خالي من الصور البلاغية .
-------------------------------------------------------------
6- يلومُ ومــــا أدري عــلامَ يلومنــــــي كما لامني في الحيّ قرط بن معبــــد
يلوم: يعاتب.
الشرح : لم يكتف مالك بالبعد عن الشاعر و انما أخذ يلومه فهذا الأمر استغرب الشاعر منه و أخذ يقول علام يلومني ان صنعه معه صنع الكارهين .
البيت : خلوه من الصور البلاغية .
7- وآيسني مــن كلّ خـيـــــر طلبــتُــه كأنّـا وضعنــاه إلى رمــسِ مُلحَــــد ِ
أيسني : اليأس .
رمس: قبر .
مُلْحَد: مقبور.
تشبيه : المشبه : الطلب ، المشبه به : الرجل الذي يوضع فيه حتى لقد يأست منه و قطعت الأمل من كل خير طلبته .
-------------------------------------------------------------
8- علي غير ذنب ٍ قلتُه غيــــر أنّـــني نشدتُ فلمْ أغفـــلْ حمــولة معبــــــد ِ
نشدت : طلبتها .
ينفي الشاعر عن الذنب الذي جناه من خلال البيت ؟ لم أغفل حمولة معبد .
نشدتُ : طلبتُ .
الحمولة: الإبل التي يحمل عليها.
معبد: أخو طرفة
الشرح : لقد جهدت نفسي في حفاظ على ابل أخي ما استطعت .
-------------------------------------------------------------
9- وإن يقذفوا بالقـــذع عِرضك أسقهـــم بكأس حيــــاض الموتِ قبل التهـــــدّد ِ
القذع: السب والكلام القبيح .
التهدد : التهديد .
عرض : موضع الذم و المدح في الانسان .
حياض : الحوض .
بيني عاطفة الشاعر اتجاه أخيه وولد عمه في أي بيت : البيت التاسع
الشرح : و أنني و لا أحتمل أت يسمه أذى فان رماه أحد بمسبة انتقمت له عالفور و بدون تهديد .
حياض الموت : تشبيه بليغ .
يقذفوا عرضك : استعارة كنية .
البيت بأكمله : كناية عن انتقام الشاعر الشديد ، و يوحي حب الشاعر لعمه و دفاعه عنه .
.
10- وظلمُ ذوي القربــى أشدّ مضاضـــة ً على النفس ِ من وقــع الحســام المهنّـد ِ
مضاضة: الإيلام .
الحسام: السيف القاطع .
المهنّد: المصنوع في الهند.
الشرح : ان ظلم الأقرباء هو أشد ما يؤلم القلب انه أشد على النفس من وقع السيف القاطع ، ظلم الأقارب أشد تأثيرا في تهيج نار حزن و الغضب من وقع السيف القاطع .
صورة بلاغية : وظلمُ ذوي القربــى أشدّ مضاضة ً (استعارة كنية).شبه أشد وقعة على النفس بالسيف القاطع .
-------------------------------------------------------------
الفكرة الرئيسة : شكوى الشاعر وعتابه لابن عمّه وقومه.
الأساليب التي اعتمدها الشاعر لبيان شكواه " توجّع الذات (الأنا) "
عَمَد الشاعر لمجموعة من الأساليب والطرائق لبيان توجّع ذاته وشكواه، وقد جاءت هذه الأساليب على عدّة مستويات، منها المستوى الإيقاعي، والمستوى الصرفي،والمستوى المعجمي، والمستوى التركيبي، والمستوى البلاغي.
أوّلا: المستوى الإيقاعي:
التكرار: وهو تكرار بحكم السياق " سياق الشكوى جيء به على وجه التوجّه؛ استعطافا للسامع، وقد جاء على مستويين:
1- الأصوات:
• تكرار حروف اللام " مالي - مالك - يلوم – علام .."
• تكرار حروف الميم " مالي - مالك - متى - يلوم – علام .."
• تكرار حروف النون " أراني - ابن - أدنو.."
2- الكلمات: " يلوم/ لامني – معبد / معبد – غير/غير – معبد/ يبعد – يقذفوا/ القذع ...".
ثانيا: المستوى الصرفي
في سبيل بيان توجّع ذات الشاعر، لجأ الشاعر إلى:
التقابل بين الفعل المسند إلى المتكلّم " أنا/ الشاعر " والفعلين المسندين للمفرد الغائب " هو/ مالك " في قوله : " متى أدنُ منه ينأ عنّي ويبعد " إضافة لاستخدام الأداتين " من وعن " أدنُ منه = الوصل والقرب في مقابل ينأَ عنّي = القطيعة والبعد.
إذنْ فالعلاقة بين " الأنا/ الشاعر " و " الهو/ مالك " محكومة بعدم التكافؤ من حيث النوع والعدد فالشاعر يقوم بفعل إيجابيّ واحد " أدنو منه " فيما يقوم مالك في المقابل بفعلين سلبيّين " ينأ ويبعد ".
ويواصل الشاعر تأكيد المقاطعة التي تلقـّـتها الأنا وتهويلها من خلال ذكر مجموعة من الأفعال والمصادر الدالّة عليها " يلوم، آيسني، يقذفوا، القذع، التهدّد، ظلم " ومن خلال إسناد فعل المقاطعة إلى فاعل آخر وهو قرط بن معبد، أو ضمير الجمع " ذوي القربى " بما يعكسه ذلك من تهويل الشكوى وتضخيمها، وبالتالي بيان مدى توجّع الأنا وظلامتها.
ثالثا: المستوى المعجمي:
لجأ الشاعر لاستخدام حقلين معجميّين هما ( حقل الإيذاء، وحقل التجنّي )؛ سعيا لإبراز معاناته وتوجّع ذاته، كما يلي:
• حقل الإيذاء: " ينأى – يبعد – يلوم – لام – يقذفوا – التهدّد – مضاضة " استخدم الشاعر حقل الإيذاء؛ لأنّ الشكاية لا تقوم إلاّ لأنّ الشاكي لحِـقَـه الإيذاء.
• حقل التجنّي: " الظلم – الذنب " استخدم الشاعر حقل التجـنّي، فقرن حقل الإيذاء بحقل التجنّي؛ لأنّ التشكّي لا يقتصر على تأذّي الشاكي فقط، بل ينبغي أن يكون التأذّي غير مبرّر له أي أن يكون جناية، وهذا ما فعله الشاعر بقوله: " وما أدري علامَ يلومني " و " على غير ذنب ".
رابعا: المستوى التركيبي:
• أكثر الشاعر في الأبيات من استعمال الجمل الفعليّة التقريريّة؛ سردا للوقائع المشكَّلة لتجربة الشاعر مع بعض أقربائه، وقد لجأ الشاعر لتهويل ما مورس في حقّه من إيذاء، وعلى الخصوص بعدما أظهره الشاعر من اعتداد بنفسه وفخر في المقطوعة السابقة، فالشاعر بدل الاعتراف بفضله وقيمته يلقى الهجر والإقصاء والنكران.
• لجأ الشاعر في البيت العاشر إلى استخدام الجمل الاسميّة، والتي دلّت على الديمومة والاستمرار، وبالتالي صار المضمون المعبَّر عنه حقيقة دائمة مقرَّرة ومفادها أنّ إيذاء الأقارب آلم الإيذاءات وأوجعها، وقد اقترب هذه البيت من الحكمة، من حيث تقريره لحقيقة تنطبق على أزمنة مختلفة.
• يشدَّد الشاعر على براءته من كلَِّ ذنب من خلال استخدام أسلوب النفي، الصريح كما في قوله : " على غير ذنب قلته " والضمني كما في قوله : " وما أدري علامَ يلومني ".
خامسا: المستوى البلاغــي:
التعجبّ الذي استهلّ به الشاعر المقطع يعكس استبعاده لأن يتوقّع ما بدر من أقاربه، كما يعكس المفارقة بين ما ينبغي أن يكون وما هو كائن وعلى الخصوص بالنظر إلى ما ساقه الشاعر في المقطوعة الأولى من مظاهر الاعتداد بالنفس ومدى ما يقدِّمه الشاعر لقومه، ومن هنا نلمح كثرة المتضادّات في المقطوعة التي تعكس المفارقة بين ما يقوم به الشاعر وما يقوم به ابن عمِّه وقومه، من مثل: " أدنُ منه ينأ عنّي ويبعد ".
-------------------------------------------------------------
المقطوعة ج
11- لعمـــركَ مـــــا أمري عليّ بغمَّـــةٍ نهـاري ولا ليلــي عليَّ بســرمدي
الغمّة: الأمر الغمّة أي الملتبس المبهم.
سرمد: الذي لا نهاية له.
نهاري و ليلي : تضاد .
لعمرك : قسم انشائي غير طلبي .
السرمد : الدائم ، الخالد .
في الختام :الشاعر يبين طريقة معيشة .
الشرح : أن الشاعر له تجربة في هذه الحياة و ا، طريقة كانت واضحة لا لبوس فيها و لا غموض و اذا هم الى شي مضى اليه دون تردد أو خوف .
أبيات الحكمة : خالية من الصور البلاغية لأنها تخاطب العقل و لا تخاطب القلب .
-------------------------------------------------------------
12- أرى الموتَ أعداد النفوس ولا أرى بعيــدا غــداً ما أقــربَ اليومَ من غــدِ
بعيد ، أقرب(تضاد).
اليوم ، الغد (تضاد).
انه يوقد أن الموت غاية كل حين و انه ملازم للمرء منذ ولادته .
الشطر الثاني : الحقائق الخفية ستنكشف مع الأيام و يظهر في الغد ما يختفي اليوم .
أرى الموت : استعارة مكنية .
أعداد النفوس: جمع " عِدّ " والمقصود الموارد الذي ترد منها كلّ النفوس.
-------------------------------------------------------------
13- ستبدي لــك الأيّـــام ما كنتَ جاهلا ويأتيكَ بالأخبار مَــنْ لــم تُـــزوَّدِ
ستبدي الأيام (استعارة مكنية).
-------------------------------------------------------------
14- لعمـركَ مـــا الأيّـــام إلاّ معـارةٌ فما اسطعتَ من معـــروفها فتــــــزوّدِ
ختم الشاعر : بأسلوب قسم .
اسطعت : استطعت .
تزود: اجعله زاد لك .
معارة : عارية مشتركة .
الشرح : و اذا كانت هذه الحياة فما على العاقل الا أن يستفيد من عمره القصير و يحصل منه على كل ما يستطيع من معروف ، الانسان كأنه معارف في هذه الدنيا و أيامه مستعارة فعليه قبل أن تنتهيه مدة اادتخ أي موته أن يصنع المعروف بقدر ما يستطيع و جاء بالقسم لعمرك ليؤكد ما يقوله و يؤثر في نفس السامع و القائل .
-------------------------------------------------------------الفكرة الرئيسة : من حكمة الشاعر في الحياة.
الأساليب التي اعتمدها الشاعر لبيان تأمّل (الأنا) واعتبارها
أوّلا: المستوى الإيقاعي
جاء على عدّة مستويات:
- التكرار الصوتي: تكرار حرف الراء ( لعمري – أمري – نهاري – سرمدي – أرى .... ).
- التكرار اللفظيّ: ( اليوم/ الأيّام ) ، ( معارة / معروف )، ( لعمرك / معارة )، ( لعمرك / لعمرك )....
- التكرار التركيبيّ: ( ما أمري عليّ بغمّة / لا ليلي عليّ بسرمدي ).
ثانيا: المستوى الصرفي
استخدام الفعل " أرى " وهو فعل من أفعال القلوب للدلالة على الرؤية الذهنيّة التأملّيّة، خلافا للفعل " أرى " في المقطوعة الثانية الذي استخدمه الشاعر للدلالة على الرؤية الحسّيّة لمظاهر القطيعة بين المتكلّم وابن عمّه. الأمر الذي يوصلنا إلى أنّ الشاعر خرج في هذا المقطع من مقام سرد الأحداث والوقائع والانفعال بها إلى مقام التأمّل، لتتحوّل بذلك تجربته من تألّم إلى تأمّل.
ثالثا: المستوى المعجمي
استخدم الشاعر في سبيل تصوير تجربته إلى حقلين معجميين هما:
- معجم التبـيّـن: " نهار – أرى – أقرب - تبدي .. ".
- معجم الالتباس: " غمّة – لا أرى – ليل – جاهلا ".
وهذه المادّة المعجميّة تجعل من العلم بحقيقة الحياة أمرا دونه حُجُب، وتجعل من فعل التعلّم اختراقا لتلك الحجب بالتأمّل.
رابعا: المستوى التركيبي
عمَدَ الشاعر لمجموعة من الأساليب، منها:
- النفي: " ما أمري عليّ بـ / لا ليلي عليّ بسرمدي / ولا أرى بعيدا غدا ".
- الإثبات: " أرى الموت أعداد النفوس / ما الأيّام إلاّ معارة ".
يرقى الشاعر بنفسه إلى مقام عرفانيّ يدرك به جوانب الحياة الخفيّة التي لا ينالها إلاّ مَنْ أعملَ عقله.
خامسا:المستوى البلاغي
لأنّ الشاعر في مقام التقريري؛ انطلاقا من مقام الحكمة الذي هو بصدده فقد أكثر من استخدام الأسلوب الخبري، غير أنّه رصّع المقطع بعبارات إنشائيّة (( لعمرك 2 ( قسم ) + ما أقرب اليوم من غد ( التعجّب ) + فتزوّد ( أمر) )) وهي أساليب إنشائيّة ساقها الشاعر على سبيل تأكيد مضمون الخبر، كما هو الحال في القـَـسَم المتكرّر والتعجّب الدالّ على المبالغة في التقرير.
وفيما يتعلّق بالصور الخياليّة نجد التشبيه البليغ في قوله " ما الأيّام إلاّ معارة " إلاّ أنّنا نلمح قلّةً في الصور الخياليّة؛ لأنّ الشاعر في مقام الحكمة التي تقتضي مخاطبة العقل.
تعليق:
نَهَضّ كلّ فنّ من الفنون الشعريّة عند طرفة في القصيدة ( الفخر – الشكوى – الحكمة ) على مجموعة أسس اعتمدها العرب في تلك الفنون، وهي كما يلي:
1- الفخر:
- أن يجعل المتكلّم في الشعر الفخري نفسه موضوعا لكلامه.
- أن يُسند إليها القيم الإيجابيّة؛ إعلاءً لها، وأن يجرّدها من القيم السلبيّة ؛ تنزيها لها.
- أن يفوّقها على غيرها فردا كان أو جماعة، على أن يكون هذا الغير متى كان فردا مشهورا بالصفة التي يتمّ فيها التفوّق.
- أن يبالغ المتكلّم في درجة نسبة النفاسة لنفسه.
2- الشكوى:
- نفي استحقاق الشاكي للإيذاء .
- تأكيد جناية المشتكى منه على المشتكي، وذلك عبر سرد الأفعال الممارسة في حقِّ المشتكي، وعبر المبالغة في تهويل الأذى اللاحق بالشاكي.
- توجّع الشاكي واستعطافه المشتكى إليه.
3- الحكمة:
- يتجاوز فيه الفرديّ إلى الكونيّ، والجزئيّ إلى الكلّيّ، والظاهر إلى الباطن.
- أن يظهر أنّه تعلّم واعتبر ( استخلاص التعاليم ).
- أن يهدف إلى تعليم ما توصّل إليه من تعاليم وخبرات.
-------------------------------------------------------------
الخصائص الفنية للنص :
• وحدة الوزن والقافية.
• البدء بالوقوف على الإطلال أوّ الغزل.
• تعدّد الأغراض في القصيدة ( وقوف على الأطلال (الغزل ) – وصف " نفسه ، محبوبته، دابّـته ألم الفراق" – موضوع أساسي – حكمة ).
• جزالة الألفاظ؛ انطلاقا من طبيعة الحياة البدويّة.
• انتزاع الصور من بيئة الشاعر.
• الاعتماد على وحدة البيت، فكلّ بيت له معنى قائم بذاته وهو وإنْ ارتبط ببقيّت الأبيات فهو لا يعتمد عليها اعتمادا تامّا؛ لذلك يغدو بالإمكان التقديم والتأخير والحذف ( وهذا خلافا للوحدة العضويّة ).
• صدق العاطفة .
• استخدام المحسنات البديعية .
• التنويع في الأساليب الخبرية و الانشائية .
• استخدام الصور البلاغية .
أسلوب الشاعر :
- دقة التصوير .
- جزالة الألفاظ .
- صدق العاطفة .
- الوضوح و ترتيب الأفكار.
- خلو النص من التكلف .
الكلمات التي تدل أثر البيئة في النص :
- الحسام ، الوشم ، الطراف ، التلاع ، رمس ، حياض الموت ، الابل(الحمولة ).
-------------------------------------------------------------
الأسئلة :
1- ( التلاع – يسترفد )
2- ما الفكرة الرئيسية في هذه الابيات ؟
3- بم افتخر الشاعر في البيت الثاني ؟
4- انثر البيتين الثالث والرابع باسلوب ادبي ؟
5- بم توحي الألفاظ التالية ( حلال – الممدد )
6- المواطن يحمي وطنه ويدعو له بالخير .
اجعل المبتدأ في العبارة السابقة مثنى مذكر والجمع بنوعيه .
7- استخرج من البيت الرابع كناية وبين نوعها وسر جمالها .
8- بين ثلاثة من مظاهر البيئة في الجاهلية في ضوء الابيات السابقة
*
معلقة طرفة بن العبد
1- يصف الشاعر أنه كان مارا على راحلته فترآت مكان ديار محبوبته و شبه بقايا المحبوبة ببقايا الوشم في اليد.
2- أطال الشاعر الوقوف و ظهرت مظاهر الحزن عليه عليه و هنا يواسيه صاحبه و يقول له لا تحزن و اصبر.
3- يصف الشاعر محبوبته ان شفافها قاتمة اللون المائلة إلى سواد و يشبه محبوبته برشاقتها و عنقها الجميل التي تتزين به بالمجوهرات بالغزال.
4- شبه الشاعر وجه محبوبته من صفاءها و إشراقها بضوء الشمس النقي فكأن الشمس أعطت من لون أشعتها.
5-يتخلص الشاعر من همومه بالتنقل على راحلته الرشيقة السريعة.
6- يكمل الشاعر وصفه لناقته: نشيطة تميل إلى جانب - تدفق في سيرها - عظيمة الرأس (مرتفعة الطول كأنها البناء العالي).
7- يخبرنا الشاعر بأنه كان يتنقل في الصحراء من مكان إلى آخر على ناقته و قد رءاه صاحبه فخاف عليه فأخبره أنه لو بيده لحماه و حمى نفسه.
8- يؤكد الشاعر أن ناقته سريعة و تستطيع تجاوز الجبال الوعرة بسهولة كأنها كتلة واحدة لفت بقماش واحد.
9- يعلن الشاعر هنا أنه فارس قومه و إذا طلبوا منه المساعدة فإنه لم يتخاذل أو يتكاسل و لبى النداء مسرعا.
10- يفتخر الشاعر هنا بأنه في قمة الشرف و انه سيد من أسياد قبيلته حيث يجتمع عند الأشراف من قبيلته لأخذ المشورة منه.
11- يجمع الشاعر هنا بين الجد و الهزل حيث في وقت الجد يساعد القوم في مجالسهم و في وقت الهزل نجده في الحوانيت يشرب الخمر.
12- يخبرنا الشاعر هنا أنه يقضي حياته بالإنفاق على شرب الخمر على الرغم من ممانعة عشيرته.
13-يخبرنا الشاعر ان عشيرته و قومه قد تجنبوه فلم ترضى بلهوه فقامت بعزله عنهم فأصبح كالبعير المعبد الذي عزل عن عشيرته بسبب إصابته بمرض الجرب.
14- يلوم القوم الشاعر على عدم مشاركته في الحرب و على انفاقه على اللهو و شرب الخمر ولكن الشاعر لم يقتنع بكلامهم فالشاعر يعلم أنه غير مخلد فيريد الإستفادة من حياته و التمتع بها.
15- يخاطب الشاعر معاتبه على ما بدر منها فقال له: إذا كنت لا تستطيع تأخير أجلي و إطالة حياتي فدعني أمتع نفسي و حياتي عن طريق الإنفاق و الإسراف على لهوي.
16- يخبنا الشاعر على أن عمر الإنسان كالكنز يتناقص كل ليلة و هنا حكمة.
17- يقول الشاعر بأنه كريم مبذر على نفسه يشبع حياته باللهو و شرب الخمر و هو يريد ان يموت هكذا لا أن يموت و هو محروم من اللذات.
18-يرى الشاعر ان الموت يختار أفضل الأشخاص و أغناهم و الموت لا يميز بين أموال الأغنياء و الفقراء.
19- يرى الشاعر هنا ان الموت ينزل على كل إنسان و لا ينس أحد مهما كان عمره، و قد شبه الموت بصاحب القطيع الذي يختار الإبل الذ يريد ذبحه فيربط عنقه بحبل فيشد الحبل فلا يخطئ.
20- يقول الشاعر بأن الأيام كفيلة بإظهار الحقائق التي كانت غير واضحة من قبل بدون أن يتكلف الإنسان نفسه و يسأل