أسباب حياة القلب - الذكر وتلاوة القرآن

الغــريب

¬°•| نعم نعم |•°¬
إنضم
25 سبتمبر 2007
المشاركات
6,418
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


أسباب حياة القلب - الذكر وتلاوة القرآن
أسباب حياة القلب وأغذيته النافعة (1-4)



أسباب حياة القلب وأغذيته النافعة:

اعلم أن الطاعات لازمة لحياة قلب العبد لزوم الطعام والشراب لحياة الجسد، وجميع المعاصي بمثابة الأطعمة المسمومة التي تفسد القلب ولابد، والعبد محتاج إلى عبادة ربه عزّ وجلّ فقير إليه فقراً ذاتياً، وكما يأخذ العبد بالأسباب لحياة جسده من المداومة على تناول الأغذية النافعة في أوقات متقاربة، وإذا تبين له أنه تناول طعاماً مسموماً عن طريق الخطأ أسرع في تخليص جسده من الأخلاط الرديئة، فحياة قلب العبد أوْلى بالاهتمام من جسده، فإن كانت حياة الجسد تؤهله لمعيشة غير منغصة بالمرض في الدنيا، فحياة القلب تؤهله لحياة طيبة في الدنيا وسعادة غير محدودة في الآخرة، وكذلك موت الجسد يقطعه عن الدنيا، وموت القلب تبقى آلامه أبد الآباد.

وقال أحد الصالحين: " يا عجباً من الناس يبكون على من مات جسدهُ ولا يبكون على من مات قلبه وهو أشد "، فإذن الطاعات كلها لازمة لحياة القلب وتخص هذه بالذكر - لضرورتها لقلب العبد وشدة الحاجة إليها - ذكر الله عز وجل، وتلاوة القرآن، والاستغفار، والدعاء، والصلاة على النبي – عليه الصلاة والسلام - وقيام الليل.

1- الذكر وتلاوة القرآن:

وضرورة الذكر للقلب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية- قدس الله روحه - : " الذكر للقلب كالماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء"، وقد ذكر الإمام شمس الدين ابن القيّم ما يقرب من ثمانين فائدة في كتابه : " الوابل الصيب "، فننقل بعضها بإذن الله تعالى، وننصح بالعودة إلى الكتاب المذكور لعظيم نفعه، ومن هذه الفوائد :

أن الذكر قوت القلب والروح، فإذا فقه العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته، ومنها أنه يطرد الشيطان ويقمعه، ويكسره، ويرضى الرحمن عزّ وجلّ ويزيل الهمّ والغمّ عن القلب، ويجلب له الفرح والسرور والبسط، وينور القلب والوجه، ويكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة، ويورثه محبة الله عزّ وجل، وتقواه، والإنابة إليه، وكذلك يورث العبدّ ذكر الله عزّ وجل، كما قال تعالى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } ( البقرة : الآية 152 ).

ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً ويورث جلاء القلب من الغفلة، ويحط الخطايا.

ورغم أنه من أيسر العبادات، العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.

عن أبى هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قديرٌ، في اليوم مائة مرة كانت له عدل عشرة رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ". (1).[1]

وعن جابر عن النبي – عليه الصلاة والسلام - قال: " من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة " (2)[2].وقال ابن مسعود: " لأن أسبح الله تعالى تسبيحات أحب إليّ من أن أنفق عددهم دنانير في سبيل الله عزّ وجلّ ".

والذكر دواء لقسوة القلوب، كما قال رجل للحسن : يا أبا سعيد : أشكو إليك قسوة قلبي، قال : " أذبه بالذكر"، وقال مكحول : " ذكر الله شفاءٌ وذكر الناس داءٌ "، قال رجل لسلمان: أي الأعمال أفضل ؟ فقال : أما تقرأ القرآن { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } ( العنكبوت : الآية : 45 ).

وعن أبى موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: " مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت " (3).[3]

ودوام الذكر تكثير لشهود العبد يوم القيامة، وسبب لاشتغال العبد عن الكلام الباطل من الغيبة والنميمة وغير ذلك، فإما لسان ذاكر وإما لسان لاغِ، فمن فُتح له بابُ الذكر فقد فُتح له بابُ الدخول على الله عز وجل، فليتطهر وليدخل على ربه عز وجل، يجد عنده ما يريد، فإن وجد ربه عز وجل وجد كل شيء، وإن فاته ربه عز وجل فاته كل شيء.

وللذكر أنواع : منها : ذكر أسماء الله عز وجل، وصفاته، ومدحه، والثناء عليه بها، نحو : " سبحان الله "، و " الحمد الله "، و " لا إله إلا الله "، ومنها: الخبر عن الله عز وجل بأحكام أسمائه وصفاته، نحو : الله عز وجلّ يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم، ومنها : ذكر الأمر والنهي كأن تقول : إن الله عز وجل أمر بكذا، ونهى عن كذا.

ومن ذكره سبحانه وتعالى ذكرُ آلائه وإحسانه، وأفضل الذكر تلاوة القرآن، وذلك لتضمنه لأدوية القلب وعلاجه من جميع الأمراض، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ } ( يونس : الآية : 57 ).

وقال الله تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } ( الإسراء : الآية : 82 )

وأمراض القلب تجمعها أمراض الشبهات والشهوات،والقرآن شفاء للنوعين، ففيه من البينات والبراهين القطعية ما يبين الحق من الباطل فتزول أمراض الشبه المفيدة للعلم والتصور والإدراك بحيث يرى الأشياء على ما هي.

من درس القرآن وخالط قلبه أبصر الحق والباطل وميزّ بينهما، كما يميز بعينيه بين الليل والنهار، وأما شفاؤه لمرض الشهوات فذلك بما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة، بالتزهيد في الدنيا، والترغيب في الآخرة.

وبالجملة فأنفع شيء للعبد هو ذكر الله عزّ وجلّ : { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ( الرعد :28).

وأفضل الذكر تلاوة كتاب الله عزّ وجل ّ.

قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } ( فاطر :29 - 30).

وعن عثمان قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " [4].[4]

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر فيه مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " [5].[5]

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: " إن من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " [6].[6]

وقال خباب: " تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه ".

وقال عثمان بن عفان: " لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم ".

وقال ابن مسعود: " من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن، فإن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله ".






---------------------------------------------

[1] - أخرجه البخاري (3293) ومسلم (7018)

[2] - أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (288) والبزار في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (2159)

[3] - أخرجه البخاري (6407) ومسلم (1859).

[4] - أخرجه البخاري (5027).

[5] - أخرجه البخاري (4653) ومسلم (1898).

[6] - أخرجه الترمذي (2910).









http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=125&aid=4211
 

حشيمة القلب

<font color="#DA0202"><b> ¬°•| إدارية سابقة |•°¬<
إنضم
29 يوليو 2008
المشاركات
24,489
العمر
38
الإقامة
°• مِنْ رَحِمْ الحُزنْ أتيتْ .. وسأبقىْ ..! °•
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- قدس الله روحه - : " الذكر للقلب كالماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء"


فعلا الانسان لازم يذكر الله سبحانه وتعالى ويتقرب لله ويقرا القران
لو ماسوى هالشي يكون قلبه ميت وماعنده ضمير

لان ماتقرب لله يوم من الايام ولا ذكره يموت ضميره وقلبه كالسمك بدون ماء



بارك الله فيك اخوي الغريب ع الطرح القيم يعطيك الف عافيه
 

السَعيدي

<font color="#ff0000">¬°•| إداري سابق|•°¬</span></
إنضم
21 سبتمبر 2007
المشاركات
9,912
الإقامة
توام
v3.gif


الا بذكر الله تطمئن القلوب


الف شكر لك يالغريب

جزاك الله خير


v3.gif

v2.gif

الأرجنتيني البار
 

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
113
الإقامة
?!?!
فعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب

يعطيكـ العافيه أخوي الغريب ...........
 

الغافري

¬°•|عُضوٍ شًرٍفٌ |•°¬
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
2,351
الإقامة
دار النشــــــا محافظة البريمي ـــــــما
أخي الغريب فعلاً للذكر عدة فوائد ... منها أنه مدعاة للتقرب لله عز وجل

ما شاء الله موضوع غني بالمعارف ...... جزيت خيراً على الطرح

((( يثبت لما فيه من فائدة )))

5.gif
 

♦L♦

زعيم المبدعين
إنضم
27 أغسطس 2008
المشاركات
4,828
الإقامة
.♣In The Sadness♣.
((الذاكرين الله كثير والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عضيما))
.
موضوع في غاية الروعة أخوي العزيز الغريب الله لايحرمك الأجرعلى ماقدمت
.
وأسمحلى أقيم موضوعك بالنجوم الخمس نضير للموضوع المميز
.
الله يجزيك خير
.
واصل التميز
.
Solid Snake
 

رَحِيْلُ الْودّ

¬°•| مراقبة سابقة|•°¬
إنضم
2 نوفمبر 2008
المشاركات
1,633
الإقامة
عَابِرَةُ سَـبِيْل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

قرأت الجزء الثاني ، مما اضطرني للبحث عن الجزء الأول ،،

دُرر الحديث ورأس الأمور ، أسهل العبادات وأجلها ،

وكم للذكر من لذة لا يستشعرها إلا الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ،

موضوع يحيي القلب ، وينير دهاليز معتمة في النفس المنشغلة بملاهي الحياة ،

الفاضل / الغريب

بارك الله فيك


تحية وتقدير​
 
أعلى