الربيعي
¬°•| مشرف سابق|•°¬
في يوم من الأيام ....
وحين حل المساء .. طرق باب بيتنا طارق ..!!
ففتحنا الباب ، فإذا هو أخي العزيز وزوجه وولداه الحبيبين...
فأخذتنا فرحة عارمة لرؤيته وعائلته ...
فقعدنا نتبادل أطراف الحديث في جو ٍ تملأهُ الفرحة والبسمة ومداعبة الصغار ...
وهكذا كانت حالي ... فرحٌ برؤية عائلتنا يلتم شملها ونرجع بها إلى الأيام الخوالي...
تلك الأيام التي كُنا فيها دائما معا ، ولا نفترق عن بعضنا إلا عند النوم ...
نعم .. شيءٌ جميل جداً لا تصفهُ الكلمات في أسطر معدودة ...!!
فرحة ما بعدها فرحة...
وإذا أنا على هذه الحال وأنظر إلى الإبتسامات المُشرقة التي تتلألأ منهم ...
فأقلب بناظري إلى كل الجهات لأستمتع بها ... ولكني نظرت الى الأسفل قليلاً ... !!
فرأيت امرأة ...!!
تجلس على الأرض ... وتحضن طفل أخي بكل حنان ، حانية ظهرها مُطأطأة رأسها .... !!
لقد ذُهلتُ ...!!
إذ أننا نضحك ونبتسم ونسينا أمرها ، وكأنها ليست موجودة ....!!
تأملتُها كثيراً ... وحركت مشاعري ... ونسيتُ الجميع وصوبت نظري إليها ...!!
لأتأمل هذا الحنان الذي يأخذ بالنفس البشرية إلى حيثُ السكون ....
الجميع جلسوا على الكراسي الناعمة .... وهي توسدت الأرض ....!!
الجميع يضحك ويقهقه .... وهي جامدة المُحيا وكأنها لا تعرف البسمة إليها طريقا...!!
إذ كان كل همها هذا الذي بين يديها ، إبن أخي الصغير ...!!
فأحسست أنها تستشعر أطفالها الصغار الذين هم بعيدون عنها ...!!
وتفكر بحالهم هل هُم كمثلنا نضحك ونمرح ، أم هم عكسنا في تعاسة ...!!
نعم ... لقد كانت لغة النفس البشرية أبلغ من لغة المقال ....
فحركت مشاعري تلك المرأة ...!!
أتعلمون من هي هذه المرأة ؟!!
إنها الخادمة !!!!!!!!!
نعم ... إنها بشر مثلنا .. لديها مشاعر وأحاسيس
لديها عائلة لا تريد مفارقتهم ولو للحظة ....
لولا ظروف المعيشة التي أثقلت كواهلهم ...
فالنتذكر هذا دوماً ... ولنشعرهم بأن المسلمون لا يفرقون بين الخدم والسادة ....
فهم في النهاية بشر بأحاسيس ومشاعر ....
وإن أكرم البشر هم الأتقياء وليس السادة ...
نعم الأتقياء سواءً أكانوا عبيدا أم سادة ... التقوى هي معيار الأفضلية عند الله تعالى
نعم ..... رأيتُها فحركت مشاعري ....!!
بقلمي / الربيعي ^____^
التعديل الأخير بواسطة المشرف: