قبل أن أقفل الخط كنت أود أن أحكي لكِ شيئاً، لكنني نسيت..... صوتكِ ينسيني حتى اسمي، تصدّقين أنّي أحياناً عندما تنطقين اسمي أستغرق ثانية أو ثانيتين لأتذكّر أنّه اسمي. على كلّ حال لقد تذكّرت الآن ماذا أردت أن أخبرك. هناك ما لاتشبع العيون من النظر له، كيف لي أن أشرح لكِ ياترى!!!!....دعيني أبحث عن مثل.....وجدته، أنتِ مثلاً، لايمكن لعين أن تشبع من النظر لكِ.
حاولت مراراً اكتشاف السرّ، لا تقولي لي ببساطة إنّه الجمال.....الكلّ يعرف أنكِ الأجمل، ما أريد اكتشافه بالضبط هو سرّ هذا الجمال. أحسّ الآن بقيمة فعلية لعقل سقراط وسيفه القاطع في تعريف الأشياء.
لحظة.....سأحاول تقمّص شخصيته وأتخيلكِ أمامي....فلنبدأ...سأتخيّل أنّي التقيتكِ صدفة في حقل نعناع
-ما هذا!!!....ما هذا أيها المحترم؟!....إنّك تنظر لي منذ جئت!...من أنت وماذا تريد؟
-آه...آه...أنا!!!...
-نعم عرفتك، أنت الفيلسوف سقراط. أهلاً بك....كم هو شرف لي أن ألتقي بك.
-فيلسوف!!!....أنا فيلسوف؟!....إن كنت فعلاً كما تقولين يا سيّدتي فاعلمي أنّي أرمي كل فلسفتي عند قدميكِ الطاهرتين.
-ولماذا تفعل ذلك يا سقراط؟!....أنا آسفة لسؤالي، لكنّي لا أعرف ماذا يفعلون بالفلسفة. هل يرمونها عند الأقدام عادةً؟!.
-لا يا سيّدتي، ليس الأمر كذلك، الفلسفة هي الحكمة وأعتقد أن مكانها الرأس......على الأقل كما أذكر.
-إذاً لماذا تريد إلقائها عند قدميّ؟.....كنت أحسب أنّك رجل طيّب، والآن تريد إيذاء قدمي بفلسفتك....أنا ذاهبة من هنا.
-لا....أرجوكِ يا سيّدتي....أنا لست كذلك، لكنّي عندما رأيت عينيكِ علمت أنّ فلسفتي لا تساوي شيئاً، وقلت لنفسي....على الأقل أجعلها قرباناً لقدميكِ.
-أنت تخدعني.....لعلّك لا تريد أن أخبر أحداً عن نيتك السابقة بإيذاء قدمي.
-أقسم لكِ لا....وألف لا....إنما أنا....
-أنت ماذا؟
-أنا خجل منكِ ومع هذا سأخبركِ...لقد كنت أعتقد أن الجمال يأتي من التناسق....هكذا كنت أدّعي أمام الناس، وحين رأيت النعناع ينبت ويورق حيث تنظرين خجلت من غبائي......
سأتوقف هنا عن تقمصي لسقراط، فقد كاد الرجل الفيلسوف أن يجنّ بك......بالله عليكِ أخبريني، ماذا أفعل أنا المسكين وسقراط قد ألقى بحكمته عند قدميكِ!!!
حاولت مراراً اكتشاف السرّ، لا تقولي لي ببساطة إنّه الجمال.....الكلّ يعرف أنكِ الأجمل، ما أريد اكتشافه بالضبط هو سرّ هذا الجمال. أحسّ الآن بقيمة فعلية لعقل سقراط وسيفه القاطع في تعريف الأشياء.
لحظة.....سأحاول تقمّص شخصيته وأتخيلكِ أمامي....فلنبدأ...سأتخيّل أنّي التقيتكِ صدفة في حقل نعناع
-ما هذا!!!....ما هذا أيها المحترم؟!....إنّك تنظر لي منذ جئت!...من أنت وماذا تريد؟
-آه...آه...أنا!!!...
-نعم عرفتك، أنت الفيلسوف سقراط. أهلاً بك....كم هو شرف لي أن ألتقي بك.
-فيلسوف!!!....أنا فيلسوف؟!....إن كنت فعلاً كما تقولين يا سيّدتي فاعلمي أنّي أرمي كل فلسفتي عند قدميكِ الطاهرتين.
-ولماذا تفعل ذلك يا سقراط؟!....أنا آسفة لسؤالي، لكنّي لا أعرف ماذا يفعلون بالفلسفة. هل يرمونها عند الأقدام عادةً؟!.
-لا يا سيّدتي، ليس الأمر كذلك، الفلسفة هي الحكمة وأعتقد أن مكانها الرأس......على الأقل كما أذكر.
-إذاً لماذا تريد إلقائها عند قدميّ؟.....كنت أحسب أنّك رجل طيّب، والآن تريد إيذاء قدمي بفلسفتك....أنا ذاهبة من هنا.
-لا....أرجوكِ يا سيّدتي....أنا لست كذلك، لكنّي عندما رأيت عينيكِ علمت أنّ فلسفتي لا تساوي شيئاً، وقلت لنفسي....على الأقل أجعلها قرباناً لقدميكِ.
-أنت تخدعني.....لعلّك لا تريد أن أخبر أحداً عن نيتك السابقة بإيذاء قدمي.
-أقسم لكِ لا....وألف لا....إنما أنا....
-أنت ماذا؟
-أنا خجل منكِ ومع هذا سأخبركِ...لقد كنت أعتقد أن الجمال يأتي من التناسق....هكذا كنت أدّعي أمام الناس، وحين رأيت النعناع ينبت ويورق حيث تنظرين خجلت من غبائي......
سأتوقف هنا عن تقمصي لسقراط، فقد كاد الرجل الفيلسوف أن يجنّ بك......بالله عليكِ أخبريني، ماذا أفعل أنا المسكين وسقراط قد ألقى بحكمته عند قدميكِ!!!