أبدت منظمة التجارة العالمية رفضها لأي تحرك خليجي يرمي إلى رفع الرسوم الجمركية على التبغ.. وهو التحرك الذي كان يهدف إلى خفض نسبة المدخنين بين دول مجلس التعاون الخليجي الست. مصادر مطلعة كشفت عن ذلك في تصريحات خاصة لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية نشرت اليوم الأحد 19-10-2008.
وقطعت المنظمة الدولية برفضها للإجراء الخليجي الآمال التي علقها وزراء الصحة في الدول الست على مقترح كانوا يسعون من ورائه لمضاعفة تلك الرسوم لتصل إلى 200 % وهو ما عارضته المنظمة جملة وتفصيلا.
وتجادل منظمة التجارة العالمية في سياق رفضها هذا، بوجود دولتين خليجيتين على الأقل، هما الكويت، والبحرين، وصلت التزاماتهما داخل المنظمة إلى السقف الأعلى، وهو ما لا يتيح لهما فرض رسوم جمركية أكثر مما يستقطع حاليا.
وبالرغم من معارضة (التجارة العالمية) لهذا الإجراء، إلا أنها لم تمانع ـ طبقا للمصادر المطلعة - من أن تتخذ الدول الخليجية خطوات مختلفة للحد من تفشي التدخين في أوساط مجتمعات المنطقة، ومنها على سبيل المثال، فرض رسوم تحت مسمى ضريبة الصحة، على أن يكون خارج البيانات الجمركية، لئلا تحتسب ضمن الرسوم المفروضة ويتم استحصالها كضريبة مشابهة للضريبة المضافة.
وستقوم أمانة مجلس التعاون الخليجي، بتضمين تقريرها حول موضوع مقترح رفع الرسوم الجمركية على واردات التبغ، رفض منظمة التجارة العالمية لهذا المقترح، وسيأخذ الوزراء المعنيون علما بالموضوع في أول اجتماعاتهم المقبلة.
وجاء رفض منظمة التجارة العالمية، في الوقت الذي كانت تتحرك أطراف خليجية لجس نبض المنظمة إزاء مثل هذا المقترح.
وكانت لجنة الاتحاد الجمركي الخليجي قد عهدت في اجتماعاتها التي عقدت في أغسطس الماضي إلى أمانة مجلس التعاون الخليجي، دراسة إمكانية رفع التعرفة الجمركية على واردات السجائر، بنسبة 200 %، بدلا من النسبة المعمول بها الآن، وهي 100 %.
وتؤكد أحدث الأرقام والإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ارتفاع أعداد المدخنين بين الأطفال العرب في الفئة العمرية من 13إلى 15 عاما؛ حيث بلغت نسبة المدخنين بين الأطفال في هذه المرحلة العمرية 22. كما تؤكد الأرقام ارتفاع معدلات التدخين بين الفتيات في ذات الفئة العمرية، حيث بلغت 6% في مصر وبعض دول الخليج. وفي السعودية، ينفق سكان مدينة الرياض وحدها 200 مليون ريال سنويا لشراء وحرق 170 ألف علبة سجائر، حيث نجد أن 70% من المدخنين أعمارهم تتراوح بين 20 إلى 30 عاما.
رسالة الاسلام
