جاسم القرطوبي
¬°•| عٌضوٍ شَرًفِ|•°¬
قصة قصيرة بقلمي (سجن التوحد)
مدخل / أحاول في هذه الأحداث السريعة والمتتالية أن أهمس إلى قلب كل أم وأب استثقلوا الضيف الحال في زهرة البيت ( الطفل المتوحد) فلا يحقرن أحدا مثقال ذرة في هذا المجال فلربما انطوى فيه الأمل والفكرة .
انظر إليه ما زال جالسا يتأمل اللاشئ في تلك الغرفة ، الأم تتحدث وهي تحدق إلى ابنها الذي يقبع في سجن التوحد ،أما الأب فلم يزل يرمق ببصره الصور التي التقطها لابنهما منذ بزوغ شمسه الأولى .
لا مركز للتوحد ولا أخصائي ، اللعنة اللعنة ما مصير أبننا ؟ ها هو ينهي ربيعه الثامن وأشجاره تتساقط كأوراق الخريف .كفى ..كفى كالقنبلة المؤقتة أتى صوت الأب بسيناريو دموعه التي كادت تثمر النباتات.
ذهب الأب إلى فلذته ؛ متحدثا إلى صميمه :
ابني ، حبيبي ، هيا تمرد على خوفك ، وارفض موافقة جبن هذا التوحد الذي لا يحتل إلا الأطفال.
وحاضنا له .... ومقدما له الألعاب التي منذ اشتراها لم تفتح : يا بني ،بالله عليك حاورني ولا تكن كهذه الدمى ،ثم يستأنف : الدمى ،آه ولكنها أحسن حالا منك؛فهي لا ترتجف بردا في يوم قائض .
وماسحا على رأسه ومقدما له الألعاب الالكترونية الأخرى هامسا له بدموعه :يا بني لعل تلك الدمى لا تشد انتباهك ،فبالله عليك يا بني اغل كالعالم من حولك فتقدم وتمدن ولا تكن رجعيا ،وحرك مفاتيح هذه الألعاب.....
وفاتحا له التلفاز بالأغاني التي أقسم أن لا يستمع لها منذ التزامه ، بل ويدندن بترانيم الصوفية.
وأحيانا راقيا له وقائلا : لربما عين حسود من أقارب أمك أثرت عليك ،فتثور الأم قائلة : بل عين حسد من أقاربك أهلك أنت. يبكيان ،يختصمان ،وينشب القتال بينهما وهو لا يحرك ساكنا... يصمت الأب دقيقة ثم ينظر إلى زوجته تارة وابنه طورا ويقول :
يا زوجتي العزيزة هيا لنرحل ولا نعود إلى هنا إلا وابننا استرد ذاته ، ترد الأم : والله لقد حزمت حقائب السفر بانتظار هذه اللحظة منذ سنوات يا عزيزي.
وفي السيارة التي تركض كالريح الهوجاء تعترض لهما شاحنة تسير بلا هوادة ، ولا ينتبه لها أحد فالأب يقلب الوتساب ليودع المتصل من أصحابه والأم سحب عينيها تحجب مقلتيها عن العالم كله .والشاحنة تقترب أكثر فأكثر حتى أظلمت الدنيا وصمت كل شي ؛ فينطق المتوحد قائلا : بابا بابا ثيارة (سيارة) بابا ،بابا ،بابا .......فاستيقظت الأم موقظة زوجها قائلة : هل أزغرد أم استعذ ، أكانت رؤيا وبشرى أم حلم ؟ولما قصت القصص رد عليها الأب : إني أراها خيوط الأمل حاكتها السماء لنرتدي التفاؤل محاولين بشتى الوسائل ليخرج ابننا من بوتقته هذه،والله الموفق.(انتهت)
انظر إليه ما زال جالسا يتأمل اللاشئ في تلك الغرفة ، الأم تتحدث وهي تحدق إلى ابنها الذي يقبع في سجن التوحد ،أما الأب فلم يزل يرمق ببصره الصور التي التقطها لابنهما منذ بزوغ شمسه الأولى .
لا مركز للتوحد ولا أخصائي ، اللعنة اللعنة ما مصير أبننا ؟ ها هو ينهي ربيعه الثامن وأشجاره تتساقط كأوراق الخريف .كفى ..كفى كالقنبلة المؤقتة أتى صوت الأب بسيناريو دموعه التي كادت تثمر النباتات.
ذهب الأب إلى فلذته ؛ متحدثا إلى صميمه :
ابني ، حبيبي ، هيا تمرد على خوفك ، وارفض موافقة جبن هذا التوحد الذي لا يحتل إلا الأطفال.
وحاضنا له .... ومقدما له الألعاب التي منذ اشتراها لم تفتح : يا بني ،بالله عليك حاورني ولا تكن كهذه الدمى ،ثم يستأنف : الدمى ،آه ولكنها أحسن حالا منك؛فهي لا ترتجف بردا في يوم قائض .
وماسحا على رأسه ومقدما له الألعاب الالكترونية الأخرى هامسا له بدموعه :يا بني لعل تلك الدمى لا تشد انتباهك ،فبالله عليك يا بني اغل كالعالم من حولك فتقدم وتمدن ولا تكن رجعيا ،وحرك مفاتيح هذه الألعاب.....
وفاتحا له التلفاز بالأغاني التي أقسم أن لا يستمع لها منذ التزامه ، بل ويدندن بترانيم الصوفية.
وأحيانا راقيا له وقائلا : لربما عين حسود من أقارب أمك أثرت عليك ،فتثور الأم قائلة : بل عين حسد من أقاربك أهلك أنت. يبكيان ،يختصمان ،وينشب القتال بينهما وهو لا يحرك ساكنا... يصمت الأب دقيقة ثم ينظر إلى زوجته تارة وابنه طورا ويقول :
يا زوجتي العزيزة هيا لنرحل ولا نعود إلى هنا إلا وابننا استرد ذاته ، ترد الأم : والله لقد حزمت حقائب السفر بانتظار هذه اللحظة منذ سنوات يا عزيزي.
وفي السيارة التي تركض كالريح الهوجاء تعترض لهما شاحنة تسير بلا هوادة ، ولا ينتبه لها أحد فالأب يقلب الوتساب ليودع المتصل من أصحابه والأم سحب عينيها تحجب مقلتيها عن العالم كله .والشاحنة تقترب أكثر فأكثر حتى أظلمت الدنيا وصمت كل شي ؛ فينطق المتوحد قائلا : بابا بابا ثيارة (سيارة) بابا ،بابا ،بابا .......فاستيقظت الأم موقظة زوجها قائلة : هل أزغرد أم استعذ ، أكانت رؤيا وبشرى أم حلم ؟ولما قصت القصص رد عليها الأب : إني أراها خيوط الأمل حاكتها السماء لنرتدي التفاؤل محاولين بشتى الوسائل ليخرج ابننا من بوتقته هذه،والله الموفق.(انتهت)