انظر للسقف فوق رأسك.......مالذي يمنعه من السقوط يا ترى؟!
قد يتبادر لذهنك الآن أنّ ارتكازه على الجدران القائمة أو الأعمدة هو ما يبقيه هناك في الأعلى......هل تعتقد بدقّة هذا التفسير؟!...هو ليس دقيقاً بالتأكيد.
ما يبقي السقف في الأعلى حقاً هو قوانين المادّة بشتّى أنواعها، كقوانين الفيزياء والحركة وغيرها. إنها يد الله سبحانه التي تمسك السقف كما تمسك السماوات والأرض أن تزولا.
إن نحن وضعنا السقف على الجدران والأعمدة المناسبة حسب القوانين المعروفة فهل يمكن أن يتمرّد؟!......هل من الممكن أن يختار الطيران أو السقوط من تلقاء نفسه ؟!.......بالطبع لا.....ولن يخطر بباله هذا الخاطر أبداً. فالسقف وجميع أجزاءه من حديد واسمنت، بجزيئاته وذرّاته، أقصى أمانيه هي الانفعال لتلك القوانين والبقاء على نهجها وشرعتها أبد الدهر وحتى يرث الله الأرض وما عليها وبدون التطلّع لهدف أبعد منها. ولذلك إن نحن عرفنا القوانين الحاكمة أمكننا التحكّم في المادّة والتنبؤ بتصرفاتها. ومثال ذلك أننا بمعرفة كثافة جسم ما وارتفاعه عن سطح الأرض وقوة الجاذبية الأرضية ومقاومة الهواء سنستطيع التنبؤ بالزمن الذي سيستغرقه للوصول للأرض بعد أن نسقطه من على ارتفاع معيّن.
من مظاهر الانسياق الكامل للمادة وراء القوانين الحاكمة أنّها جميعاً تنفعل بطريقة واحدة وبدون أي تميّز، وأقصد أنّه لو وضعنا ذرّة هيدروجين من اليابان وأخرى من عمان فلن نستطيع التفريق بينهما، ولو تصادف وجاءت حينها ذرّة أكسجين لتزوّجت بذرّتي الهيدروجين دون تمييز وكوّنت معهما أسرة ثابتة تسمّى جزيء الماء.
الآن تخيّل، سواء كنت رجلاً أو امرأة، أن كل أبناء جنسك في الأرض يطابقونك تماماً، في الشكل والأهواء والتفكير......تشابه لا يمكن معه التفريق بين رجلين أو امرأتين.
هل تتخيّل ما قد يحدث؟!.....أبحر في خيالك قليلاً.....
ما سيحدث سيكون مرعباً للغاية، إذ من الصعب وجود حياة كالتي نعرفها. على سبيل المثال لن يكون هناك بضائع مختلفة، فالأذواق كلها واحد. ولن يكون هناك حياة أسرية بالصورة التي نعرفها، فكل الرجال والنساء متشابهون......و سنتوقف عن النظر للمرايا.....ولن نسافر.....إلى آخر ما يمكنك تخيّله.
كل ذلك وما قد تتخيلونه ليس هو الأهم. الأهم من ذلك هو أنّك نتيجة للتطابق مع الجميع ولافتقادك لأي علامة مميزة في الشكل أو في الفكر ستفقد إدراكك لذاتك ولن تحس بوجودك، فنحن نحسّ بوجودنا من خلال الآخرين واختلافهم عنّا........هل تعرف معنى ذلك؟!.....معناه أنّه سيتساوى عندك وجودك من عدم وجودك.......أي أنه لن يكون لحياتك في نظرك أي معنى.....لا هدف......ستجد نفسك فقط منفعل بقوانين الطبيعة، بالضبط مثل ذرّة الهيدروجين.....
الحمد لله أننا لسنا كذلك.
نحن البشر كائنات مركّبة. نعيش في المادة ولسنا جزءً منها. نأكل ونشرب ونتناسل في المادّة، لكننا نحبّ ونعشق خارج المادّة في الجزء الروحاني. المادّة على سبيل المثال لا تعترف بشيء إسمه كرم، أو حبّ، أو إيثار.....إنه عكس قوانينها الصارمة المنفعلة في رحلة دائرية متناسخة.
تخيّل أن تسمع أنّ إلكتروناً وقع في غرام نواة معينة ويرفض الدوران إلا في فلكها.....ذلك لن يحدث على الإطلاق.......لماذا يا ترى؟!......لأن الإلكترون يفتقد لتلك المساحة الروحية الغير متناهية التي تعودنا أن نحب فيها، وننظم الشعر، ونحلم، ونعجب بالجمال في الأشكال والأقوال والأفعال. ثم نرى بوضوح أنّ هذه المساحة الحرة نستطيع من خلالها نحن البشر اتخاذ قرارات حرّة قادرة على كسر قوانين المادّة والسيطرة عليها. فحين تخرج من مالك صدقة لتعطيها لغيرك دون أن تتوقع أي عائد مادي منظور فأنت هنا تدوس برجلك على القوانين الماديّة وتتسامى عليها.
أتعجّب هنا، كيف حصلنا نحن البشر على هذه المساحة الروحية الرائعة، إنها سامية ورفيعة ومتفوقة بحيث لا يمكن بأي حال أن تأتي من أسفل-من المادّة-، لابد أنّها أتت من أعلى. ثمّ من هذا الذي يستطيع أن يمنحها ؟!......فقط استنتاج واحد ممكن......إنّه الخالق.....ولا أحد غيره يستطيع أن يمنح تلك المساحة التي هي بداخلنا وليس لأحد سيطرة عليها إلا نحن......ولذلك استحقّ الانسان الثواب والعقاب.
قد يتبادر لذهنك الآن أنّ ارتكازه على الجدران القائمة أو الأعمدة هو ما يبقيه هناك في الأعلى......هل تعتقد بدقّة هذا التفسير؟!...هو ليس دقيقاً بالتأكيد.
ما يبقي السقف في الأعلى حقاً هو قوانين المادّة بشتّى أنواعها، كقوانين الفيزياء والحركة وغيرها. إنها يد الله سبحانه التي تمسك السقف كما تمسك السماوات والأرض أن تزولا.
إن نحن وضعنا السقف على الجدران والأعمدة المناسبة حسب القوانين المعروفة فهل يمكن أن يتمرّد؟!......هل من الممكن أن يختار الطيران أو السقوط من تلقاء نفسه ؟!.......بالطبع لا.....ولن يخطر بباله هذا الخاطر أبداً. فالسقف وجميع أجزاءه من حديد واسمنت، بجزيئاته وذرّاته، أقصى أمانيه هي الانفعال لتلك القوانين والبقاء على نهجها وشرعتها أبد الدهر وحتى يرث الله الأرض وما عليها وبدون التطلّع لهدف أبعد منها. ولذلك إن نحن عرفنا القوانين الحاكمة أمكننا التحكّم في المادّة والتنبؤ بتصرفاتها. ومثال ذلك أننا بمعرفة كثافة جسم ما وارتفاعه عن سطح الأرض وقوة الجاذبية الأرضية ومقاومة الهواء سنستطيع التنبؤ بالزمن الذي سيستغرقه للوصول للأرض بعد أن نسقطه من على ارتفاع معيّن.
من مظاهر الانسياق الكامل للمادة وراء القوانين الحاكمة أنّها جميعاً تنفعل بطريقة واحدة وبدون أي تميّز، وأقصد أنّه لو وضعنا ذرّة هيدروجين من اليابان وأخرى من عمان فلن نستطيع التفريق بينهما، ولو تصادف وجاءت حينها ذرّة أكسجين لتزوّجت بذرّتي الهيدروجين دون تمييز وكوّنت معهما أسرة ثابتة تسمّى جزيء الماء.
الآن تخيّل، سواء كنت رجلاً أو امرأة، أن كل أبناء جنسك في الأرض يطابقونك تماماً، في الشكل والأهواء والتفكير......تشابه لا يمكن معه التفريق بين رجلين أو امرأتين.
هل تتخيّل ما قد يحدث؟!.....أبحر في خيالك قليلاً.....
ما سيحدث سيكون مرعباً للغاية، إذ من الصعب وجود حياة كالتي نعرفها. على سبيل المثال لن يكون هناك بضائع مختلفة، فالأذواق كلها واحد. ولن يكون هناك حياة أسرية بالصورة التي نعرفها، فكل الرجال والنساء متشابهون......و سنتوقف عن النظر للمرايا.....ولن نسافر.....إلى آخر ما يمكنك تخيّله.
كل ذلك وما قد تتخيلونه ليس هو الأهم. الأهم من ذلك هو أنّك نتيجة للتطابق مع الجميع ولافتقادك لأي علامة مميزة في الشكل أو في الفكر ستفقد إدراكك لذاتك ولن تحس بوجودك، فنحن نحسّ بوجودنا من خلال الآخرين واختلافهم عنّا........هل تعرف معنى ذلك؟!.....معناه أنّه سيتساوى عندك وجودك من عدم وجودك.......أي أنه لن يكون لحياتك في نظرك أي معنى.....لا هدف......ستجد نفسك فقط منفعل بقوانين الطبيعة، بالضبط مثل ذرّة الهيدروجين.....
الحمد لله أننا لسنا كذلك.
نحن البشر كائنات مركّبة. نعيش في المادة ولسنا جزءً منها. نأكل ونشرب ونتناسل في المادّة، لكننا نحبّ ونعشق خارج المادّة في الجزء الروحاني. المادّة على سبيل المثال لا تعترف بشيء إسمه كرم، أو حبّ، أو إيثار.....إنه عكس قوانينها الصارمة المنفعلة في رحلة دائرية متناسخة.
تخيّل أن تسمع أنّ إلكتروناً وقع في غرام نواة معينة ويرفض الدوران إلا في فلكها.....ذلك لن يحدث على الإطلاق.......لماذا يا ترى؟!......لأن الإلكترون يفتقد لتلك المساحة الروحية الغير متناهية التي تعودنا أن نحب فيها، وننظم الشعر، ونحلم، ونعجب بالجمال في الأشكال والأقوال والأفعال. ثم نرى بوضوح أنّ هذه المساحة الحرة نستطيع من خلالها نحن البشر اتخاذ قرارات حرّة قادرة على كسر قوانين المادّة والسيطرة عليها. فحين تخرج من مالك صدقة لتعطيها لغيرك دون أن تتوقع أي عائد مادي منظور فأنت هنا تدوس برجلك على القوانين الماديّة وتتسامى عليها.
أتعجّب هنا، كيف حصلنا نحن البشر على هذه المساحة الروحية الرائعة، إنها سامية ورفيعة ومتفوقة بحيث لا يمكن بأي حال أن تأتي من أسفل-من المادّة-، لابد أنّها أتت من أعلى. ثمّ من هذا الذي يستطيع أن يمنحها ؟!......فقط استنتاج واحد ممكن......إنّه الخالق.....ولا أحد غيره يستطيع أن يمنح تلك المساحة التي هي بداخلنا وليس لأحد سيطرة عليها إلا نحن......ولذلك استحقّ الانسان الثواب والعقاب.