في قلب كل أحد طريق إلى الله، وباب يوصله إليه، حتى أكثر البشر شقاءً وانحطاطًا وعصيانًا، فإنه في ساعات المحن والشدائد، حين تضيق بوجهه الدنيا، وتنغلق عليه جميع الأبواب، وتسد كل الدروب، يهتز كل وجوده، ثم يلتجئ إلى الله، وهذه الحالة من الميول الفطرية الطبيعية المودعة في كيان الإنسان، ولكن تسترها أحياناً حجب المعاصي وركام الذنوب، ولكن في المحن والأزمات تتكشف هذه الحجب والستائر قليلاً، ويتحرك ذلك الميل الفطري، ويتدفق.
فالميل والرغبة لشرب الحليب مثلا، موجود في الطفل منذ ولادته، وحين يجوع، ويلح عليه هذا الاحتياج، يتحرك هذا الميل ويهيج، ويوجه الطفل إلى البحث عن الثدي الذي لم يشاهده ولم يعرفه، ولم يأنس به، وذلك الميل هو الذي يهديه ويدفعه ليفتح فمه ويفحص وإذا لم يعثر على ضالته فإنه يبكي، والبكاء بنفسه يعني طلب المعونة من الأم، تلك الأم لم يعرفها بعد، ولكن الطفل هل يعرف هدف الميل هذا؟ وهدف البكاء؟ ولماذا وجد هذا الميل والدافع فيه؟ لا يعلم بأنه يملك الجهاز الهضمي، وبأن هذا الجهاز يطالب بالمواد الغذائية، هو لا يدري لماذا يريد ويطالب؟ ولا يعلم بأن فلسفة البكاء إخبار الأم بحالته، تلك الأم التي لم يكن قد عرفها بعد، والتي سيتعرف عليها بالتدريج، ومن جملة ميولنا، ونزعاتنا الإنسانية السامية الرغبة في معرفة الله، الميل للدعاء، والالتجاء لله الذي لم نشاهده ولن نشاهده، كذلك الطفل، الذي خرج جديدًا للحياة بالنسبة للثدي الذي لم يشاهده ولم يعرفه، والأم التي لم يشاهدها ولم يعرفها بعد.
وبطبيعة الحال، لو لم يوجد الثدي والحليب الملائم لذلك الطفل فإن الغريزة لا توجه الطفل باتجاه ذلك أبداً، فهناك إذاً علاقة وثيقة بين ذلك الميل وبين الغذاء وكذلك الأمر في سائر الميول البشرية، فلم يودع أي ميل عبثًا في وجود الإنسان، بل أن كل الرغبات والميول خلقت وفق الحاجات ولأجل إشباع الحاجات والرغبات.
فالميل والرغبة لشرب الحليب مثلا، موجود في الطفل منذ ولادته، وحين يجوع، ويلح عليه هذا الاحتياج، يتحرك هذا الميل ويهيج، ويوجه الطفل إلى البحث عن الثدي الذي لم يشاهده ولم يعرفه، ولم يأنس به، وذلك الميل هو الذي يهديه ويدفعه ليفتح فمه ويفحص وإذا لم يعثر على ضالته فإنه يبكي، والبكاء بنفسه يعني طلب المعونة من الأم، تلك الأم لم يعرفها بعد، ولكن الطفل هل يعرف هدف الميل هذا؟ وهدف البكاء؟ ولماذا وجد هذا الميل والدافع فيه؟ لا يعلم بأنه يملك الجهاز الهضمي، وبأن هذا الجهاز يطالب بالمواد الغذائية، هو لا يدري لماذا يريد ويطالب؟ ولا يعلم بأن فلسفة البكاء إخبار الأم بحالته، تلك الأم التي لم يكن قد عرفها بعد، والتي سيتعرف عليها بالتدريج، ومن جملة ميولنا، ونزعاتنا الإنسانية السامية الرغبة في معرفة الله، الميل للدعاء، والالتجاء لله الذي لم نشاهده ولن نشاهده، كذلك الطفل، الذي خرج جديدًا للحياة بالنسبة للثدي الذي لم يشاهده ولم يعرفه، والأم التي لم يشاهدها ولم يعرفها بعد.
وبطبيعة الحال، لو لم يوجد الثدي والحليب الملائم لذلك الطفل فإن الغريزة لا توجه الطفل باتجاه ذلك أبداً، فهناك إذاً علاقة وثيقة بين ذلك الميل وبين الغذاء وكذلك الأمر في سائر الميول البشرية، فلم يودع أي ميل عبثًا في وجود الإنسان، بل أن كل الرغبات والميول خلقت وفق الحاجات ولأجل إشباع الحاجات والرغبات.