[ود]
¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
مصر:الداخلية تضع خطتها النهائية لإخلاء "رابعة العدوية والنهضة"، وأمريكا تحذر من فض الاعتصامات
تاريخ النشر : 2013-08-03
رام الله - دنيا الوطن
علمت صحيفة «المصرى اليوم» أن الساعات الأخيرة شهدت جهوداً واتصالات سياسية على مستوى رفيع، فى محاولة لإيجاد تسوية لأزمة اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدانى «رابعة العدوية» و«النهضة»، وتجنب إراقة دماء أى مصرى إذا ما تعقدت الأمور وجرى فض الاعتصام فى الميدانين بالقوة، .
بينما صعّدت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها أمس من تحديها للنظام الجديد، ونظمت مسيرات فى العاصمة وعدد من المحافظات فيما أطلق عليه «جمعة ضد الانقلاب»، فى حين تستعد قوات الأمن لحصار اعتصامى «رابعة» و«النهضة» خلال ساعات، وانتهت وزارة الداخلية من وضع خطتها المقرر تطبيقها على مراحل، وصرح اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، لـ«المصرى اليوم» بأن مراحل وإجراءات الخطة ستعرض اليوم على مجلس الدفاع الوطنى لإقرارها، وقال إنه من المرجح صدور قرار من النيابة العامة خلال ساعات للتعامل مع الاعتصامين وفقاً للقانون.
وكشفت مصادر مسؤولة لـ«المصرى اليوم» عن أن الجهود والاتصالات الرامية إلى إيجاد حل سياسى للأزمة، يقودها الدكتور محمد البرادعى، نائب الرئيس، وقالت إن تلك الجهود تنطلق من أساس أنه لا عودة للوراء عن مطالب ثورة الشعب فى يوم ٣٠ يونيو، وأن نظام الرئيس المعزول محمد مرسى قد انتهى وأصبح فى حكم التاريخ، وتستهدف حقن الدماء والانطلاق بالعملية السياسية قدماً وفق خارطة الطريق. وأضافت المصادر أن الاتصالات المباشرة وغير المباشرة مع بعض قيادات جماعة الإخوان تركز على فض الاعتصامين سلمياً، ودعوة المتظاهرين من أنصار الرئيس المعزول إلى العودة إلى منازلهم دون ملاحقة أو تعقب، فى مقابل الإفراج عن القيادات الإخوانية التى لم تتلطخ أياديها بدماء المصريين، وفقاً لما تقرره النيابة العامة، وعدم إقصاء المنتمين لجماعة الإخوان، وانخراطها فى العملية السياسية من خلال حزبها بعد الإقرار بشرعية النظام الجديد. وقالت المصادر إن هناك توافقاً بين أركان الدولة على عدم إغلاق الباب أمام الجهود السياسية، واعتبار فض الاعتصام بالقوة هو الخيار الأخير لحماية المواطنين وأمن البلاد من المخاطر، وأشارت إلى توقع قيام وزير خارجية قطر بزيارة للقاهرة خلال ساعات، ورجحت أن يلتقى المسؤول القطرى مع الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، للتوسط فى إقناعه بإنهاء الاعتصام سلمياً.
من جانبه، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد على أنه لا يوجد للمؤسسة العسكرية دور سياسى أبداً. وقال فى تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أمس «الفريق أول عبد الفتاح السيسى حين طلب تفويضا لمكافحة الارهاب والعنف لم يكن هذا التفويض مقترنا بتوقيت».
وأعرب البرادعى، فى مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أمس، عن أمله فى إسقاط الاتهامات الموجهة لـ«مرسى» ما لم تتعلق بجرائم خطيرة، فى إطار ما سماه «صفقة كبيرة»، مضيفاً أن «السيسى» لا يفكر فى الترشح للرئاسة.
من جهة أخرى، حاول عدد من أنصار مرسى، يتقدمهم النساء والأطفال، اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامى، وأطلقوا الخرطوش واقتلعوا الأرصفة وأحرقوا سيارة شرطة، وتمكن الأمن من تفريقهم بقنابل الغاز.
أمريكا تعلن عن مسعى جديد لنزع فتيل الأزمة في مصر
قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها ستعمل مع دول أخرى لإيجاد حل سلمي للأزمة في مصر وهو ما يضخ طاقة جديدة في جهود إنهاء المواجهة الدامية المستمرة منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.
وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السلطات المصرية على منح المتظاهرين مساحة للاحتجاج السلمي فيما يشكل تحذيرا من فض أي اعتصامات مؤيدة لمرسي بالقوة وذلك بعد يوم من تصريحاته بأن الجيش كان يستعيد الديمقراطية عندما عزل مرسي.
وقال كيري قبل اجتماع مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد في لندن "مصر بحاجة للعودة إلى حياة طبيعية من جديد مصر بحاجة لاستعادة الاستقرار.. كي تتمكن من جذب الأعمال وتشغيل الناس."
وأضاف "سنسعى بقوة مع آخرين لجمع الأطراف معا للبحث عن حل سلمي يدعم الديمقراطية ويحترم حقوق الجميع."
ويشير الاجتماع فيما يبدو إلى جهود دبلوماسية جديدة لإنهاء الأزمة التي سقط فيها أكثر من 300 قتيل في أعمال عنف سياسي منذ أن عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز استجابة لمظاهرات حاشدة.
ومع قيام الاتحاد الأوروبي بجهود وساطة بالفعل ستعتمد المساعي الجديدة على الامارات للعمل مع الحكومة المؤقتة وقطر التي دعمت حكومة مرسي للتواصل مع الإخوان.
ويقول محللون إن أعضاء مدنيين في الحكومة المؤقتة يحاولون تشجيع الحل السياسي رغم مقاومة من أجهزة الأمن التي تريد أن تتخذ إجراءات صارمة ضد الإخوان المسلمين.
وقال محمد البرادعي نائب الرئيس المصري إنه يضغط من أجل إجراء محادثات مع الاخوان في حين يؤيد آخرون سحق الجماعة.
وقال البرادعي "الناس غاضبون مني لأنني أقول : لنأخذ وقتا ونتحدث معهم. المزاج السائد الآن هو : فلنسحقهم ولا نتحدث معهم."
وأضاف "أرجو أن يدرك الإخوان أن الوقت ليس في صالحهم. إنني صامد لكن لا يمكنني الصمود لفترة طويلة."
ومصر الآن أكثر استقطابا من أي وقت مضى منذ الإطاحة بحسني مبارك في عام 2011 الأمر الذي يزيد من صعوبة جهود الوساطة في البلاد.
وفي محاولة محتمل لتخفيف التوتر قال التلفزيون الرسمي المصري إن وزارة الداخلية لا تريد فض احتجاجات الإخوان المسلمين في القاهرة بالقوة. لكن التلفزيون قال إن وزارة الداخلية ستفرض حصارا حول الاعتصامين خلال 48 ساعة.
وندد الإخوان المسلمون بما يرون أنه انقلابا ضد أول رئيس للبلاد يأتي من خلال انتخابات حرة. وصعدوا احتجاجاتهم بالاعلان عن تنظيم اعتصامين جديدين وثلاث مسيرات إلى منشآت أمنية حيوية يوم الجمعة.
واشتبك أنصارها مع الشرطة أثناء احتجاج قرب مدينة الانتاج الإعلامي خارج القاهرة.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن طائرات هليكوبتر عسكرية حلقت فوق المكان. وقالت مصادر أمنية إن سبعة من انصار مرسي أصيبوا.
وعقب مقتل نحو 80 من مؤيدي مرسي يوم السبت في اشتباك مع قوات الأمن قرب اعتصام منطقة رابعة العدوية أثار تعهد الحكومة بالتحرك لفض الاعتصامين مخاوف من سقوط مزيد من القتلى.
وقد تتمكن كل من الولايات المتحدة التي تقدم مساعدات عسكرية سنوية لمصر قدرها 1.3 مليار دولار والإمارات التي تعهدت بدفع ثلاثة مليارات دولار من المساعدة في التوصل إلى حل وسط بمساعدة قطر.
وفي لندن قال الشيخ عبد الله بن زايد إن الحل السلمي يتطلب حوارا شاملا.
ووضعت الحكومة المؤقتة خطة انتقال تتصور إجراء انتخابات برلمانية بعد حوالي ستة أشهر.
لكن احتجاجات الإخوان تهدد بأن تسلب من الحكومة مظهر الحياة العادية الذي تحتاجه لإنعاش الاقتصاد الذي يعاني من أزمة عميقة.
ومرسي محتجز منذ الإطاحة به ويواجه تحقيقا فضائيا في اتهامات بالقتل والتآمر مع حركة حماس الفلسطينية.
واعتقلت السلطات أيضا الكثير من قادة الإخوان المسلمين واتهمتهم بالتحريض على العنف مما يغذي المخاوف الدولية من وجود خطة لسحق الجماعة التي تعرضت للقمع على مدى عقود إلى أن أطيح بمبارك.
وتتهم الحكومة أنصار مرسي باللجوء إلى العنف وتزعم أنهم متورطون في الإرهاب.
وشرح البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفكارا لاتفاق سياسي قد يشمل إصدار عفو عن مرسي وضمانات بأن يكون للإخوان المسلمين مكان في الحياة السياسية. وقال إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة يدرك ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست "يدرك ضرورة التوصل إلى حل سياسي. لكن بالطبع عليه مسؤولية حماية البلاد."
وقال البرادعي إن الحوار هو السبيل لفض اعتصامي الإخوان المسلمين. وتعهدت الحكومة بالتعامل مع الاحتجاجات التي ترى أنها تهديد للأمن القومي. لكن البرادعي قال "لا أريد أن أرى المزيد من الدماء. لا أحد يريد ذلك."
وتابع قائلا "ينبغي لهم أن يتعاونوا" في إشارة إلى الإخوان المسلمين. وأضاف "لكنهم بحاجة بالطبع لأن يشعروا بالأمان .. يحتاجون إلى حصانة .. ينبغي أن يشعروا بأنهم ليسوا مستبعدين. وهي أمور نحن على استعداد لتوفيرها."
وأضاف أن السيسي الذي اكتسب شعبية هائلة منذ الإطاحة بمرسي لا يفكر في ترشيح نفسه للرئاسة.
ويحتشد عدة آلاف في الاعتصام الأكبر للاخوان في شمال شرق القاهرة منذ نحو شهر ويرتفع العدد أحيانا إلى عشرات الآلاف.
وقال علي الشيشتاوي وهو موظف مشارك في الاعتصام "نحن هنا مع زوجاتنا وأبنائنا. لا نريد العنف... لا نخاف شيئا .. لسنا إرهابيين كما يقولون."
وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا يقول إن أنصار مرسي عذبوا بعض خصومهم السياسيين وقالت إن محتجين مناهضين للإخوان المسلمين ذكروا أنهم تعرضوا للاحتجاز والطعن والضرب والصعق بالكهرباء.
وتلقت الحكومة المؤقتة يوم الخميس دعما من الولايات المتحدة بعدما قال كيري إن الجيش المصري كان "يستعيد الديمقراطية" حين عزل مرسي في أقوى تأييد أمريكي للقيادة الجديدة في مصر.
وقال كيري لتلفزيون جيو الباكستاني "طلب الملايين والملايين من الشعب من الجيش أن يتدخل .. كلهم كانوا يخشون الانزلاق إلى الفوضى والعنف."
وأضاف "والجيش لم يستول على السلطة وفقا لأفضل تقييم لنا حتى الآن."
وتفادت واشنطن وصف عزل مرسي بأنه "انقلاب للجيش" مما عرضها لاتهامات بأنها ترسل رسائل متباينة بخصوص الأحداث في مصر.
وقال محمد علي بشر القيادي البارز في جماعة الاخوان المسلمين والوزير في حكومة مرسي السابقة إن الجماعة تشعر بخيبة الأمل تجاه تصريح كيري.
وقال لرويترز "الولايات المتحدة دولة تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وتقول شيئا كهذا. أتعشم أن يراجعوا مواقفهم ويصححوها."
رام الله - دنيا الوطن
علمت صحيفة «المصرى اليوم» أن الساعات الأخيرة شهدت جهوداً واتصالات سياسية على مستوى رفيع، فى محاولة لإيجاد تسوية لأزمة اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدانى «رابعة العدوية» و«النهضة»، وتجنب إراقة دماء أى مصرى إذا ما تعقدت الأمور وجرى فض الاعتصام فى الميدانين بالقوة، .
بينما صعّدت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها أمس من تحديها للنظام الجديد، ونظمت مسيرات فى العاصمة وعدد من المحافظات فيما أطلق عليه «جمعة ضد الانقلاب»، فى حين تستعد قوات الأمن لحصار اعتصامى «رابعة» و«النهضة» خلال ساعات، وانتهت وزارة الداخلية من وضع خطتها المقرر تطبيقها على مراحل، وصرح اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، لـ«المصرى اليوم» بأن مراحل وإجراءات الخطة ستعرض اليوم على مجلس الدفاع الوطنى لإقرارها، وقال إنه من المرجح صدور قرار من النيابة العامة خلال ساعات للتعامل مع الاعتصامين وفقاً للقانون.
وكشفت مصادر مسؤولة لـ«المصرى اليوم» عن أن الجهود والاتصالات الرامية إلى إيجاد حل سياسى للأزمة، يقودها الدكتور محمد البرادعى، نائب الرئيس، وقالت إن تلك الجهود تنطلق من أساس أنه لا عودة للوراء عن مطالب ثورة الشعب فى يوم ٣٠ يونيو، وأن نظام الرئيس المعزول محمد مرسى قد انتهى وأصبح فى حكم التاريخ، وتستهدف حقن الدماء والانطلاق بالعملية السياسية قدماً وفق خارطة الطريق. وأضافت المصادر أن الاتصالات المباشرة وغير المباشرة مع بعض قيادات جماعة الإخوان تركز على فض الاعتصامين سلمياً، ودعوة المتظاهرين من أنصار الرئيس المعزول إلى العودة إلى منازلهم دون ملاحقة أو تعقب، فى مقابل الإفراج عن القيادات الإخوانية التى لم تتلطخ أياديها بدماء المصريين، وفقاً لما تقرره النيابة العامة، وعدم إقصاء المنتمين لجماعة الإخوان، وانخراطها فى العملية السياسية من خلال حزبها بعد الإقرار بشرعية النظام الجديد. وقالت المصادر إن هناك توافقاً بين أركان الدولة على عدم إغلاق الباب أمام الجهود السياسية، واعتبار فض الاعتصام بالقوة هو الخيار الأخير لحماية المواطنين وأمن البلاد من المخاطر، وأشارت إلى توقع قيام وزير خارجية قطر بزيارة للقاهرة خلال ساعات، ورجحت أن يلتقى المسؤول القطرى مع الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، للتوسط فى إقناعه بإنهاء الاعتصام سلمياً.
من جانبه، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد على أنه لا يوجد للمؤسسة العسكرية دور سياسى أبداً. وقال فى تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أمس «الفريق أول عبد الفتاح السيسى حين طلب تفويضا لمكافحة الارهاب والعنف لم يكن هذا التفويض مقترنا بتوقيت».
وأعرب البرادعى، فى مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أمس، عن أمله فى إسقاط الاتهامات الموجهة لـ«مرسى» ما لم تتعلق بجرائم خطيرة، فى إطار ما سماه «صفقة كبيرة»، مضيفاً أن «السيسى» لا يفكر فى الترشح للرئاسة.
من جهة أخرى، حاول عدد من أنصار مرسى، يتقدمهم النساء والأطفال، اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامى، وأطلقوا الخرطوش واقتلعوا الأرصفة وأحرقوا سيارة شرطة، وتمكن الأمن من تفريقهم بقنابل الغاز.
أمريكا تعلن عن مسعى جديد لنزع فتيل الأزمة في مصر
قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها ستعمل مع دول أخرى لإيجاد حل سلمي للأزمة في مصر وهو ما يضخ طاقة جديدة في جهود إنهاء المواجهة الدامية المستمرة منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.
وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السلطات المصرية على منح المتظاهرين مساحة للاحتجاج السلمي فيما يشكل تحذيرا من فض أي اعتصامات مؤيدة لمرسي بالقوة وذلك بعد يوم من تصريحاته بأن الجيش كان يستعيد الديمقراطية عندما عزل مرسي.
وقال كيري قبل اجتماع مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد في لندن "مصر بحاجة للعودة إلى حياة طبيعية من جديد مصر بحاجة لاستعادة الاستقرار.. كي تتمكن من جذب الأعمال وتشغيل الناس."
وأضاف "سنسعى بقوة مع آخرين لجمع الأطراف معا للبحث عن حل سلمي يدعم الديمقراطية ويحترم حقوق الجميع."
ويشير الاجتماع فيما يبدو إلى جهود دبلوماسية جديدة لإنهاء الأزمة التي سقط فيها أكثر من 300 قتيل في أعمال عنف سياسي منذ أن عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز استجابة لمظاهرات حاشدة.
ومع قيام الاتحاد الأوروبي بجهود وساطة بالفعل ستعتمد المساعي الجديدة على الامارات للعمل مع الحكومة المؤقتة وقطر التي دعمت حكومة مرسي للتواصل مع الإخوان.
ويقول محللون إن أعضاء مدنيين في الحكومة المؤقتة يحاولون تشجيع الحل السياسي رغم مقاومة من أجهزة الأمن التي تريد أن تتخذ إجراءات صارمة ضد الإخوان المسلمين.
وقال محمد البرادعي نائب الرئيس المصري إنه يضغط من أجل إجراء محادثات مع الاخوان في حين يؤيد آخرون سحق الجماعة.
وقال البرادعي "الناس غاضبون مني لأنني أقول : لنأخذ وقتا ونتحدث معهم. المزاج السائد الآن هو : فلنسحقهم ولا نتحدث معهم."
وأضاف "أرجو أن يدرك الإخوان أن الوقت ليس في صالحهم. إنني صامد لكن لا يمكنني الصمود لفترة طويلة."
ومصر الآن أكثر استقطابا من أي وقت مضى منذ الإطاحة بحسني مبارك في عام 2011 الأمر الذي يزيد من صعوبة جهود الوساطة في البلاد.
وفي محاولة محتمل لتخفيف التوتر قال التلفزيون الرسمي المصري إن وزارة الداخلية لا تريد فض احتجاجات الإخوان المسلمين في القاهرة بالقوة. لكن التلفزيون قال إن وزارة الداخلية ستفرض حصارا حول الاعتصامين خلال 48 ساعة.
وندد الإخوان المسلمون بما يرون أنه انقلابا ضد أول رئيس للبلاد يأتي من خلال انتخابات حرة. وصعدوا احتجاجاتهم بالاعلان عن تنظيم اعتصامين جديدين وثلاث مسيرات إلى منشآت أمنية حيوية يوم الجمعة.
واشتبك أنصارها مع الشرطة أثناء احتجاج قرب مدينة الانتاج الإعلامي خارج القاهرة.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن طائرات هليكوبتر عسكرية حلقت فوق المكان. وقالت مصادر أمنية إن سبعة من انصار مرسي أصيبوا.
وعقب مقتل نحو 80 من مؤيدي مرسي يوم السبت في اشتباك مع قوات الأمن قرب اعتصام منطقة رابعة العدوية أثار تعهد الحكومة بالتحرك لفض الاعتصامين مخاوف من سقوط مزيد من القتلى.
وقد تتمكن كل من الولايات المتحدة التي تقدم مساعدات عسكرية سنوية لمصر قدرها 1.3 مليار دولار والإمارات التي تعهدت بدفع ثلاثة مليارات دولار من المساعدة في التوصل إلى حل وسط بمساعدة قطر.
وفي لندن قال الشيخ عبد الله بن زايد إن الحل السلمي يتطلب حوارا شاملا.
ووضعت الحكومة المؤقتة خطة انتقال تتصور إجراء انتخابات برلمانية بعد حوالي ستة أشهر.
لكن احتجاجات الإخوان تهدد بأن تسلب من الحكومة مظهر الحياة العادية الذي تحتاجه لإنعاش الاقتصاد الذي يعاني من أزمة عميقة.
ومرسي محتجز منذ الإطاحة به ويواجه تحقيقا فضائيا في اتهامات بالقتل والتآمر مع حركة حماس الفلسطينية.
واعتقلت السلطات أيضا الكثير من قادة الإخوان المسلمين واتهمتهم بالتحريض على العنف مما يغذي المخاوف الدولية من وجود خطة لسحق الجماعة التي تعرضت للقمع على مدى عقود إلى أن أطيح بمبارك.
وتتهم الحكومة أنصار مرسي باللجوء إلى العنف وتزعم أنهم متورطون في الإرهاب.
وشرح البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفكارا لاتفاق سياسي قد يشمل إصدار عفو عن مرسي وضمانات بأن يكون للإخوان المسلمين مكان في الحياة السياسية. وقال إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة يدرك ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست "يدرك ضرورة التوصل إلى حل سياسي. لكن بالطبع عليه مسؤولية حماية البلاد."
وقال البرادعي إن الحوار هو السبيل لفض اعتصامي الإخوان المسلمين. وتعهدت الحكومة بالتعامل مع الاحتجاجات التي ترى أنها تهديد للأمن القومي. لكن البرادعي قال "لا أريد أن أرى المزيد من الدماء. لا أحد يريد ذلك."
وتابع قائلا "ينبغي لهم أن يتعاونوا" في إشارة إلى الإخوان المسلمين. وأضاف "لكنهم بحاجة بالطبع لأن يشعروا بالأمان .. يحتاجون إلى حصانة .. ينبغي أن يشعروا بأنهم ليسوا مستبعدين. وهي أمور نحن على استعداد لتوفيرها."
وأضاف أن السيسي الذي اكتسب شعبية هائلة منذ الإطاحة بمرسي لا يفكر في ترشيح نفسه للرئاسة.
ويحتشد عدة آلاف في الاعتصام الأكبر للاخوان في شمال شرق القاهرة منذ نحو شهر ويرتفع العدد أحيانا إلى عشرات الآلاف.
وقال علي الشيشتاوي وهو موظف مشارك في الاعتصام "نحن هنا مع زوجاتنا وأبنائنا. لا نريد العنف... لا نخاف شيئا .. لسنا إرهابيين كما يقولون."
وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا يقول إن أنصار مرسي عذبوا بعض خصومهم السياسيين وقالت إن محتجين مناهضين للإخوان المسلمين ذكروا أنهم تعرضوا للاحتجاز والطعن والضرب والصعق بالكهرباء.
وتلقت الحكومة المؤقتة يوم الخميس دعما من الولايات المتحدة بعدما قال كيري إن الجيش المصري كان "يستعيد الديمقراطية" حين عزل مرسي في أقوى تأييد أمريكي للقيادة الجديدة في مصر.
وقال كيري لتلفزيون جيو الباكستاني "طلب الملايين والملايين من الشعب من الجيش أن يتدخل .. كلهم كانوا يخشون الانزلاق إلى الفوضى والعنف."
وأضاف "والجيش لم يستول على السلطة وفقا لأفضل تقييم لنا حتى الآن."
وتفادت واشنطن وصف عزل مرسي بأنه "انقلاب للجيش" مما عرضها لاتهامات بأنها ترسل رسائل متباينة بخصوص الأحداث في مصر.
وقال محمد علي بشر القيادي البارز في جماعة الاخوان المسلمين والوزير في حكومة مرسي السابقة إن الجماعة تشعر بخيبة الأمل تجاه تصريح كيري.
وقال لرويترز "الولايات المتحدة دولة تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وتقول شيئا كهذا. أتعشم أن يراجعوا مواقفهم ويصححوها."