الغافري
¬°•|عُضوٍ شًرٍفٌ |•°¬
الآية
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
شرح الآية ودلالاتها:
يأمر الله تعالى عباده المؤمنين في الآية أن يؤدوا ما ائتمنهم الله عليه من أوامره ونواهيه؛ فإن الأمانة شأنها عظيم. فقد عرضها الله على السموات والأرض والجبال
{ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
فمن أدى الأمانات استحق من الله الثواب الجزيل، ومن لم يؤدها -بل خانها- استحق العقاب الوبيل، وصار خائنا لله وللرسول ولأمانته، مُنْقِصا لنفسه بكونه اتصفت نفسه بأخس الصفات وأقبح الشّيات -أي العلامات- وهي الخيانة، مفوتا لها أكمل الصفات وأتمها وهي الأمانة.
الحديث
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر )
البخاري (ح 34) مسلم (ح 58)
النفاق:
مخالفة الباطن للظاهر، ويدخل في ذلك استعمال (التَّقِيَّة) مع المسلمين.
فإن كان في اعتقاد الإيمان فهو نفاق الكفر، وإلا فهو نفاق العمل.
ويدخل فيه الفعل والترك وتتفاوت مراتبه.
قال النووي (في شرح صحيح مسلم 2 / 47): الصحيح المختار أن معنى الحديث أن هذه الخصال خصال نفاق، وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال ومتخلق بأخلاقهم. فإن النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه، وهذا المعنى موجود في صاحب هذه الخصال، ويكون نفاقه في حق من حدثه ووعده وائتمنه وخاصمه وعاهده من الناس، لا أنه منافق يظهر الإسلام وهو بباطنه الكفر..
قال بعض العلماء: "وهذا فيمن كانت هذه الخصال غالبة عليه، فأما من يندر ذلك منه فليس داخلا فيه".