ألمـــاس
¬°•|عضو مهم|•°¬
كنت كباقي النساء الشرقيات .. أحلم بفارس العمر الأبيض ..وأتمنى رجل الحلم الوردي .. كنت في كل ليلة أخبئ أمنيتي تحت وسادة الأمل .. وأغفو برجاء الفقير الذي يحلم برغيف من الصبر وبحاجة اليتيم الذي يشتاق لحضن من الأمان .. كنت أتبرج كل صباح .. وكل مساء كي أخفي تجاعيد ألمي .. وأضع الكثير من مساحيق الفرح كي ألون حياتي الباهتة علني أختصر أعوام الصبر العقيم .. كنت أحتسي في كل ليلة شراب الأمل كي أزيل طعم مرارة الانتظار عن روحي وأنسى وجع وحدتي .. واليوم وبعد عشرون حلماً لم يكتمل .. وبعد عشرون جرحاً لم يندمل .. وبعد عشرون فرحاً لم يبصر النور .. ما عدت أبحث عن فارس الحلم الأبيض .. بت أبحث عن لون يخفي شعري الأبيض !!!
كنت كباقي النساء الشرقيات .. أقرأ الكثير من قصائد العشق وروايات الحب .. وأنتظر حبيبي أن يخرج لي من بين أوراق رواياتي .. فأبدوا كأميرة أقف على نافذتي وأطل عليه بثوبي الأبيض .. وهو يتلو قصائد حبي .. وينشد أشعار عشقي .. فننسى الوقت وننسى الليل .. ولا يدركنا سوى صهيل خيول الصباح حاملة فجر الواقع الأليم .. ليشرق على حلم أخذ من أعمارنا أضعاف أوراق الروايات .. واليوم وبعد الروايات والآهات والعبرات .. وبعد قصائد الحب ولوعة القلب وطول الدرب .. ما عدت أقرأ كما كنت وما عدت أقف على نافذتي أنتظره .. بت أبحث عن رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال .
كنت كباقي النساء الشرقيات .. أرى في ملامح أبي صورة الرجل الشرقي الذي أريد .. بحنان أبي .. وحب أبي .. وشموخ أبي .. وكبرياء أبي .. ورجولة أبي .. كنت أرغب حين أدفن رأسي في صدر أبي وأنا طفلة أن يحويني قلب كقلبه حين أكبر .. أرغب حين يمسح أبي بيديه بكاء دلالي .. أن يمسح حبيبي بيديه دلال بكائي .. واليوم وبعد سقوط أبي سقطت آخر أعمدة عمري معه وتساقطت معها ملامح الرجل الشرقي .. وما عدت أبحث عن أعمدة تسند سقف أمنياتي وأحلامي ورغباتي .. بت أبحث عن ستار أسدله على مسرح الحلم الراحل .