سلامة العزيزية
¬°•| مشرفة سابقة |•°¬
ندوة موسعة عن المخدرات والمؤثرات العقلية بالحمراء
23-05-2013
23-05-2013
محمد العبري: بلغ عدد المرضى المدمنين المسجلين بالسجل الوطني للإدمان حتى عام 2012م (3347 ) وحجم المشكلة أكبر من ذلك حيث يوجد مدمنون لا يسعون إلى الحصول على العلاج.
قاسم آل ثاني: فقد حرمها نظرا للتبعات التي تحدث من المتعاطين ومنها ارتكاب شتى الجرائم.
د. خلفان الفهدي: الانزلاق في طريق المخدرات قد يجر الآخرين لذلك ومن هنا يجب على المجتمع ككل أن يعي هذه المشكلة وأن يوجه فئة الشباب الى الطريق السوي.
نظم مكتب الخدمات الصحية بالحمراء بالتعاون مع المكتب التنفيذي لشؤون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية ندوة موسعة عن المخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك برعاية والي الحمراء سعادة الشيخ محسن بن حمد المسكري وبحضور عضو مجلس الشورى سعادة الشيخ مالك بن هلال العبري ونائب الوالي الشيخ نبهان بن عبدالرحمن الخروصي والمشرف على المكتب التنفيذي للجنة الوطنية للمخدرات والمؤثرات العقلية الشيخ د.محمود بن زاهر العبري. كما حضر الندوة أعضاء المجلس البلدي الممثلون للولاية بمحافظة الداخلية كل من عبدالله بن علي الهطالي وسعود بن راشد الخاطري، ومدير عام الخدمات الصحية بمحافظة الداخلية د. صالح بن سيف الهنائي والمسؤولين بالمؤسسات الحكومية والمشايخ والرشداء.
وتأتي إقامة هذه الندوة على مستوى المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الداخلية وقد تضمنت خمس أوراق عمل حيث استهل برنامج الندوة مشرف الخدمات الصحية سعيد بن محمد العبري بكلمة رحب فيها بسعادة راعي الندوة والحضور وأثنى على دور المؤسسات المشاركة في تنفيذ فعاليات الندوة من خلال إعداد المحاضرين لأوراق العمل المختلفة والمتضمنة للنواحي الدينية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والصحية والتربوية.
وقال في كلمته: مع الانفتاح على العالم ظهرت الكثير من العادات السيئة التي غزت البلاد الإسلامية ومنها المخدرات والمؤثرات العقلية التي أصبحت مشكلة عالمية عابرة لحدود الدول والقارات وتعاني منها الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء وهذه المشكلة تؤرق العالم بأسره سياسياً واقتصاديا وأمنياً واجتماعيا وصحياً، ورغم الجهود التي تبذل من قبل دول العالم والمنظمات ذات الاختصاص في هذا المجال إلا أن مشكلة المخدرات في ازدياد وهي تجارة رائجة وذات أرباح خيالية وهناك عصابات وشبكات تهريب وتجار مسوقين ومروجين يسعون إلى الربح السريع ببيع هذه السموم من خلال إغراء الشباب وخداعهم واستغلالهم بشتى الطرق بحيث يقع الشاب فريسة لتلك الإغراءات ويتعاطى تلك المواد المخدرة حتى تسري في دمه كالنار في الهشيم وتتملكه ويصبح مدمنا أسيرا في قيود تلك العصابات وبذلك ينزلق إلى طريق الضياع ويفقد صحته وعافيته وماله ويصبح شخصا غير منتج ضعيف الجسد متحطما ومسلوب الإرادة. ونتيجة نقص المال لدى المتعاطي قد يلجأ إلى السرقة أو ارتكاب جريمة وبذلك يتأثر أمن المجتمع.
ونوه العبري في كلمته الى ان الشباب هم الثروة الحقيقة للأمة وهم بناة المستقبل الزاهر والمشرق وهم من سيدير عجلة التقدم ويبنون الأوطان بسواعدهم الفتية، والسلطنة تبذل في سبيل ذلك جهوداً متواصلة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
3347 مدمنا
وأشار محمد العبري الى أن المرضى المدمنين المسجلين بالسجل الوطني للإدمان حتى نهاية شهر ديسمبر لعام 2012م بلغ عددهم ( 3347 ) ويمثل هذا العدد المدمنين الذين يراجعون العيادات لتلقي العلاج الطبي إلا أن حجم المشكلة أكثر من ذلك حيث يوجد مدمنون لا يسعون إلى الحصول على العلاج. وتتواصل الجهود من أجل مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث انظمت السلطنة إلى الاتفاقيات الدولية والعربية والخليجية في مجال مكافحة المخدرات،
وعلى المستوى المحلي تم إنشاء اللجنة الوطنية لشؤون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية برئاسة سعادة وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية بموجب المرسوم السلطاني رقم 17/ 99 والقاضي بإصدار قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وتم إنشاء المكتب التنفيذي للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في عام 2000م وهو الجهاز الفني والإداري للجنة ويتولى عدة مهام منها تنفيذ قرارات اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية. وقد تم إعداد مشروع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات للأعوام الخمسة القادمة وتتعامل مع المخدرات بثلاث محاور خفض العرض على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية وخفض الطلب وخفض الضرر على متعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.
ودعى مشرف الخدمات الصحية: إلى ضرورة تكاتف الجهود وأن يقوم كل بدوره بدءا بالأسرة التي تحمل على عاتقها مسؤولية تربية الأبناء التربية الصالحة والقدوة الحسنة، ودور المدرسة التي تكمل دور الأسرة حيث تستقبل الطالب في سن مبكر ويمكث بها مدة طويلة من حياته وتقوم بغرس السلوكيات الحسنة وإعداد الطالب لحياة المستقبل، وكذلك دور الأنشطة الرياضية في الوقاية من تعاطي المخدرات بممارسة الرياضة بشتى أنواعها تساهم مباشرة في تحسين صحة الفرد وتشغل وقت الفراغ فيما هو مفيد. وهناك دور للمساجد في التوعية الدينية من خلال الخطب والمحاضرات التي تقام بها.
وأضاف قائلا: عندما تقوم هذه الجهات بدورها فإن ذلك سيخفف من الأعباء التي تتكبدها وزارة الصحة في علاج أولئك المدمنين ويستفاد من تلك المخصصات في علاج الحالات المرضية التي تزامنت مع هذا العصر ولا سيما الحوادث المرورية التي تؤرق الجميع ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ).
بعد ذلك قدم مصطفى بن حمد أمبوسعيدي من المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية الورقة الأولى تناول من خلالها محاضرة بعنوان المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع حيث تناول التعريف بالمخدرات بأنها المادة التي تسبب الخدور أو الفتور والكسل وتعطيل الجسم عن أداء وظائفه وتعطي نوعا من النشوة الكاذبة وتصل حالة متناول تلك المواد إلى درجة الإدمان وهو تسمم الجهاز العصبي من تلك المواد المخدرة. كما تناول التعريف العلمي لتلك المواد وهي مادة إما أن تكون طبيعية نباتات أو صناعية أو خليطية كما أوضح في محاضرته تعريف منظمة الصحة العالمية لتلك المواد المخدرة وأوضح كذلك الأضرار الناجمة من جراء تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها كما أوضح في محاضرته الأعراض التي تظهر على متعاطي المهدئات أو المخدرات مبينا المواد المستنشقة وأضرارها على المتعاطي.
النظرة الدينية للمخدرات
أما الورقة الثانية قدمها واعظ ديني بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية قاسم بن سالم بن سعيد آل ثاني، تناول خلالها الرؤية الدينية في مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية حيث أوضح في محاضرته بأن الإسلام لم ينه عن شيء إلا وفيه مضرة للمسلمين وما أمر بشيء إلا وفيه مصلحة للمسلمين ولقد خلق الله الإنسان لعبادته وعمارة الأرض وتوظيف الطاقات البدنية والعقلية لهذا الهدف ولقد حرم الإسلام شرب الخمر لما له من المضار الجسمانية والعقلية والمادية والفردية والاجتماعية فلعن كل من يتعامل مع الخمر لكونه أحد المؤثرات العقلية واستدل بذلك بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.
كما نهى الله سبحانه وتعالى عن كل مسكر أو مفتر وحيث أن المخدرات والمؤثرات العقلية لها من الأضرار الجسيمة فقد حرمها الإسلام نظرا للتبعات التي تحدث من المتعاطين ومنها ارتكاب شتى الجرائم كالسرقة والقتل والزنا وغيرها من الفواحش التي ترتكب يسبب تعاطي المواد المخدرة. بعد ذلك تم عرض مصور عن الأنشطة والفعاليات التي تم تنفيذها على مستوى المدارس والولاية والتي تتعلق بحملات التوعية بأضرار المخدرات.
كما قدم الرائد مالك بن علي بن سلطان المعني من ادارة مكافحة المخدرات بقيادة شرطة محافظة الداخلية ورقة العمل الثالثة تناول فيها دور شرطة عمان السلطانية في مكافحة المخدرات موضحا ذلك بالصور موقف المشرع العماني من متعاطي المواد المخدرة وعدد القضايا وقعت خلال عام 2012 م الناتجة عن تناول المواد المخدرة كما أوضح دور شرطة عمان السلطانية في مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية سواء على المستوى الدولي أو العربي والخليجي والمستوى المحلي.
الآثار الصحية
أما الورقة الرابعة فقد قدمها طبيب أخصائي أول بالمكتب التنفيذي للجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية د.أسعد سعيد الموسوي تناول خلالها الجهود الحكومية المبذولة في مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية نظرا لكون تلك المخدرات تؤثر على خلايا المخ وأثرها على الجهاز العصبي وتناول بالشرح قصة الإدمان على تناول المخدرات والآثار الناتجة عن تناول المواد المخدرة والحلول التي يجب اتخاذها لمشكلة المخدرات والمؤثرات العقلية كما بين الحلول المتخذة لمدمني المخدرات مشيرا إلى الجهود التي يبذلها مستشفى المسرة لعلاج مدمني ومتعاطي المخدرات.
الدور الاجتماعي
واشتملت الورقة الخامسة في الندوة والتي قدمها أخصائي اجتماعي مدير دائرة التنمية الاجتماعية ببهلا د. خلفان بن محمد الفهدي على دور المسرة في تربية الأبناء ومراقبتهم من خلال تصرفاتهم وسلوكهم ومرافقتهم للغير. كما أوضح بأنه يجب أن يكون الأم والأب قدوة حسنة أمام الأولاد بحيث لا يمكن أن يكون أحد الأبوين أو كلاهما متعاطي المواد المسكرة أو من المدخنين للشيشة أو غير ذلك لأن الأبناء سينتهجون نفس الطريق.
وذكر الفهدي بعض الحالات التي قام بدراستها ونوه الى أن الانزلاق في طريق المخدرات قد يجر الآخرين لذلك ومن هنا يجب على المجتمع ككل أن يعي هذه المشكلة وأن يكون جميع أفراده موجهين لفئة الشباب الى الطريق السوي بعيدا عن الأشخاص الذين يسلكون طريق التدخين أو الشيشة أو غير ذلك.
بعد ذلك قام سعادة راعي الندوة بتكريم المشاركين في النشطة والفعاليات من مختلف المؤسسات الصحية بالمحافظة والولاية كما تجول سعادته والحضور في المعرض المصاحب لهذه الندوة.