سلطان الحامدي
: فريق التغطيات التطويري :
خالد شمت-برلين
شهد وسط العاصمة الألمانية برلين مساء أمس مظاهرة شارك فيها مئات الشابات والشبان احتجاجا على افتتاح أول معرض في أوروبا لدمية الأطفال الشهيرة "باربي" بالحجم الطبيعي. جاء ذلك بدعوة من مجموعة تأسست على شبكة فيسبوك للتواصل الاجتماعي بعنوان "احتلوا منزل أحلام باربي" على غرار حركة "احتلوا وول ستريت".
وسارت المظاهرة في شوارع ميدان ألكسندر بلاتز المحيطة بالمعرض الذي حمل اسم "منزل أحلام باربي" وشيّد باللون البنفسجي على مساحة 2500 متر مربع، ومن المقرر أن يتواصل هذا المعرض ببرلين حتى نهاية أغسطس/آب القادم قبل أن ينتقل إلى مدن أوروبية مختلفة.
وضمت مجموعة "احتلوا منزل أحلام باربي" التي دعت للمظاهرة 2000 شخص خلال أيام قليلة، ونظمت مظاهرتها بمشاركة مبادرة "بينكيس شتينكيس" -أو "البنفسج العفن"- المعارضة لبرامج تلفاز الواقع التي تشجع الفتيات على امتهان عرض الأزياء.
ورفع مشاركون في المظاهرة لافتات كتب عليها "لا لباربي" و"باربي ليست طفلتي" و"باربي امتهان للإناث"، وندد متحدثون بدور دمية الأطفال الشهيرة في الترويج لأنماط خيالية من الجمال والقوام الأنثوي بين أجيال متعاقبة من البنات، وإسهام باربي في انتشار مرض إدمان النحافة والهزال بين أعداد كبيرة من الفتيات.
إدمان النحافة
وقالت الناشطة في حزب اليسار فرانسيسكا زيدلك إنها لا تعارض لعب الصغيرات بدمى، لكنها تدعو أولياء الأمور للبحث لبناتهم عن ألعاب بديلة ذات أهداف تربوية تنمّي مداركهم، وأشارت إلى أن باربي تمثل آلية هامة للترويج لصناعة التجميل العالمية التي تبلغ مداخيلها السنوية 118 مليار يورو، ولفتت إلى أن الطفلة الصغيرة التي تدفع 12 يورو لدخول معرض باربي تتلقى تدريبا عمليا تخير فيه بين العمل عارضة أزياء أو نجمة لغناء البوب.
وأوضحت مسؤولة مبادرة "بينكيس شتينكيس" ستيفي شميديل أن الإعلانات المروجة للمرأة كسلعة جنسية هي التي دفعتها لمعارضة إقامة معرض باربي، بعد احتجاجها على برنامج "عارضة أزياء ألمانيا القادمة" بسبب تأثيره السلبي باضطراب نظام الأكل عند الفتيات ودفعهن للنحافة.
وأشارت شميديل إلى تأكيد دراسة لجامعة سويسكس البريطانية أن كل فتاة اقتنت الدمية باربي لديها استعداد كبير لمرض إدمان النحافة أكثر من غيرها، وأوضحت أن الضغوط تكون كبيرة على البنات من هذا النوع للنحافة والجمال، ولفتت إلى عيادات الأطباء النفسيين في هامبورغ ممتلئة بفتيات يعانين من اضطرابات الأكل ومرض إدمان النحافة.
اختزال الأنثى
وضم معرض أحلام باربي 140 نوعا للدمية الشهيرة بشعرها الأشقر وعينيها الزرقاوين وأعداد كبيرة من ملابسها وأدوات زينتها وأطقم مطابخها التي أتيح استخدامها للزائرات الصغيرات، اللاتي أتيح لهن أيضا الحصول على تدريب عملي في مجالي عرض الأزياء وغناء البوب.
وقالت منظمة المظاهرة يوليا غوتا إن باربي اختزلت الأنثى في وجه وقوام وجسد بمقاييس جمال صنعتها برامج الحاسوب، وأشارت غوتا -في تصريح للجزيرة نت- إلى أن الدمية باربي طبعت كل من اقتنتها في عمر صغير بأن مهمتها في الحياة هي أن تكون جميلة ترتدي حذاءً بكعب عال، ولفتت إلى أن هذا التصور عن باربي تعزز بعد إلغاء صناعها لنماذج منها بمهن مختلفة وتركيزهم على الدمية الجميلة فقط.
يشار إلى أن شركة "ماتل" هي التي ابتكرت باربي عام 1959 في نيويورك، وتوزع منتجاتها من هذه الدمية في 40 دولة بالعالم.
التعديل الأخير: