[ود]
¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
الإعدام لوالد «وديمة».. والمؤبد لشريكته
المصدر:
التاريخ: 14 فبراير 2013
- محمد العكور - دبي
التاريخ: 14 فبراير 2013
قضت محكمة الجنايات في دبي، أمس، بإعدام المتهم، حمد سعود، وبالسجن المؤبد لـ "شريكته" (العنود)، بتهمة قتل الطفلة (وديمة)، وتعذيب شقيقتها (ميرة).
وبرأت المحكمة في الجلسة التي عقدتها برئاسة القاضي ماهر سلامة، وعضوية القاضيين، عبداللطيف العلماء، وأحمد شيحة، المتهمين من تهمة إخفاء جثة الطفلة (وديمة - ثماني سنوات)، التي عثر عليها مدفونة في منطقة صحراوية بين إمارتي دبي والشارقة، وتبين أن وفاتها ناتجة عن التعذيب الذي كان يمارسه المتهمان ضدها وشقيقتها، (ميرة - سبع سنوات).
وازدحمت قاعة المحكمة بالحضور، وشوهدت المتهمة (العنود) تحضن طفلها وتبكي بعد صدور الحكم، وتم اقتيادها من شرطيات إلى خارج المحكمة، بينما لم يحضر المتهم (حمد) الجلسة.
وحضر جلسة النطق بالحكم والدة الطفلتين، التي أبلغت "الإمارات اليوم" بأنها مرتاحة لصدور "الحكم الرادع"، متمنية تنفيذ حكم الإعدام قصاصاً لطفلتها في أقرب فرصة.
يشار إلى أن النيابة العامة طالبت، في أمر إحالة القضية، في يوليو الماضي إلى المحكمة، بإنزال عقوبة الإعدام بحق المتهمين، وأسندت إليهما ثلاث تهم تتعلق بحجز حرية المجني عليهما (وديمة) و(ميرة)، وحرمانهما حريتهما بغير وجه قانوني، وصحب ذلك استعمال القوة، والتهديد وأعمال التعذيب البدني والنفسي لمدة تقارب ستة أشهر، كون المجني عليهما أنثيين حدثين، بأن قاما باحتجازهما وحرمانهما الحرية، وأفضى ذلك إلى موت المجني عليها الأولى.
وقالت النيابة إن المتهمين استخدما شتى أنواع الضرب والتعذيب بصورة وحشية بالمكواة، فضلاً عن استخدامهما السجائر لحرق المجني عليهما في أماكن متفرقة من جسديهما، وسكب الماء المغلي عليهما، وصعقهما بواسطة الكهرباء، والضرب بالعصا، والسلك الكهربائي، وحبسهما في حمام الشقة، وخزانة الملابس وإحكام إغلاقهما وتركهما على هذه الحال ساعات من دون ماء أو طعام.
وكان مجلس الوزراء، أقر أخيرا قانون حقوق الطفل وأطلق عليه اسم "وديمة" بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بعد الكشف عن الجريمة التي هزت المجتمع الإماراتي.
يشار إلى أن "قانون وديمة"، يعاقب كل من تسبب في إلحاق الأذى بأي طفل، وكان طرفاً في تعريضه للإهمال، والتشرد، والحرمان من الحقوق، وإن كان أقرب الناس إليه. كما يعاقب القانون أصحاب عدد من المهن ممن سيكون واجباً عليهم أن يبلغوا عن تعرض أي من الأطفال للعنف أو الإهمال، إذا علموا بذلك، ومنهم الأطباء.
وبحسب ما جاء في حيثيات الحكم التي دونتها المحكمة، فإن المتهم (حمد) أفاد خلال التحقيقات بأنه وبعد فترة من ضربه وتعذيبه ابنتيه صار يلاحظ أنهما تعزفان عن البكاء واستبدلتاه بالضحك، الأمر الذي استفزه وجعله يظن أنهما متلبستان بالجن.
وأوضح، في اعترافاته أمام الهيئة القضائية، أنه حينما عاد فجراً وبعد 3 ساعات على حجز طفلته (وديمة) داخل الحمام بعد جولة من الضرب والتعذيب اللذين مارسهما بحقها، شاهدها ترتعش إلى أن فارقت الحياة.
وفي السياق ذاته، قالت (العنود)، إنه ليلة وفاة (وديمة) باشر والدها (حمد) بضربها بواسطة سلك بلاستيكي، وهو مخمور كعادته ومتعاط لجرعات من الحبوب المخدرة، وكان ذلك في الساعة الواحدة والنصف صباحاً، ولم يكفه ضربها لفترة طويلة، بل احتجزها في الحمام وأغلق الباب عليها وخلد إلى النوم.
وأضافت الشريكة في اعترافاتها، أن الوالد استيقظ من نومه في الخامسة فجرا وتوجه إلى الحمام ليشاهد الطفلة المجني عليها (وديمة) ملقاة على الأرض وكان الزبد يخرج من فمها، مبينة أنه استدعاها على الفور، وشاهدت (وديمة) وقد فارقت الحياة.
وأضافت الشريكة في اعترافاتها، أن الوالد استيقظ من نومه في الخامسة فجرا وتوجه إلى الحمام ليشاهد الطفلة المجني عليها (وديمة) ملقاة على الأرض وكان الزبد يخرج من فمها، مبينة أنه استدعاها على الفور، وشاهدت (وديمة) وقد فارقت الحياة.
وتابعت أنه قام بلف (وديمة) بشرشف أبيض ورشه بالعطر وحملها وهي بصحبته ونزلا ووضعها في السيارة التي تخلص منها ببيعها عقب ذلك، مضيفة أنهما وضعا جثة الطفلة في المقعد الخلفي واتجها إلى أبعد منطقة.
وأشارت إلى أنهما تركا المجني عليها الأخرى (ميرة) في الشقة بمفردها بعد أن أوصدا الباب عليها.
وأضافت "عندما بزغت الشمس اكتشفنا أننا في منطقة البداير بإمارة الشارقة في داخل الكثبان الرملية، وحين علقت السيارة بالرمال اضطر (حمد) للنزول لإخفاء الجثة حتى لا يشاهده أحد من المارة، وهناك حفر والد الطفلة قبرا للمجني عليها بعمق أقل من متر ودفنها، مشيرة إلى أنه لم يتمكن من الخروج من الكثبان الرملية إلا عند الظهيرة حين ساعده أحد الأشخاص في إخراج سيارته.