الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="شاعرة الليل" data-source="post: 1424051" data-attributes="member: 10362"><p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">الفصل 36 </span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ثلاثة أيام مرت على تلك الليلة الطويلة مع عماد في كورنيش الدمام والمزرعة . ورغم رفضها لملاقاته أثناء وجود ناصر في القطيف عمد الاتصال بها بين وقت وآخر ليطمئن عليها . أراد أن يراها لكنها رفضت لقاءه ، واكتفت بالمكالمات الهاتفية . خشي أن ترفض لقاءه مرة أخرى بعد تلك الليلة لكنها أخبرته بأنها ستراه من جديد بعد أن يذهب ناصر لعمله مساء الجمعة . في الثامنة مساءا أتصل بها وأخبرها بأنه في طريقه إليها ليصطحبها إلى العشاء ، وبرقة طلب منها أن تضع الكحل الأسود في عينيها فهو مشتاق إليه ، ضحكت من قلبها وهو يأخذ عليها عهدا بذلك .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">تعطرت وتزينت ، ورسمت الكحل الأسود حول عينيها ووضعت أحمر الشفاه للامع ، ثم وضعت خاتم الياقوت في يدها والقرطين الماسيين في أذنيها وراحت تنتظر قدومه بشوق كبير .ظلت تفكر به وبهذا اللقاء . كم تحبه ، وكم هي ضعيفة أمامه ولا تستطيع أن ترفض له طلبا وتتلهف للقائه والخروج معه . رن هاتفها الجوال ولابد أن عماد هو المتصل بكل تأكيد ليخبرها بأنه ينتظرها أمام باب البيت ، لكن أمل هي المتصلة تذكرها بدعوة العشاء من إحدى زميلاتهن . اعتذرت عن عدم تمكنها من الذهاب ، وأخبرتها بأنها مدعوة على العشاء مع الحبيب المجهول الذي عاد إليها منذ البارحة . صعقت أمل من كلامها ، وحذرتها طالبة منها التعقل فهي متزوجة . ألقت عليها محاضرة طويلة حاولت من خلالها أن تثنيها عن لقاء حبيبها لكن كاميليا قالت لها بأنها ستخرج معه وستراه رغما عن الناس والمجتمع وأهلها والدنيا بأسرها . لم يعد يهمها الناس وأن لاكوها في أفواههم وأصبحت حديثهم في المجالس وعلى سماعات التليفون ورافقتها لعناتهم . لم ينفعها أحد عندما أرغمت على الزواج بناصر وعاشت معه سنة تعيسة أصبحت خلالها مريضة تراجع عيادة نفسية وتأخذ حبوبا عن الكآبة وحبوبا أخرى للنوم .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ركبت سيارة عماد . أمسك بيدها وطبع عليها قبلة أثارتها وغمرتها بسعادة لم تشعر بها من قبل أن تعرفه . عندما أغرقها باهتمامه وعاطفته . سارا في الطريق المؤدية إلى الخبر لتناول العشاء وصوت فيروز يصدح برقة وعنفوان ..</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">" تبقى ميل تبقى أسأل </span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">متل الأول ضل أسأل </span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">الله لا يشغلك بال </span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وديلي منك مرسال </span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">أسأل .. أسأل .."</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">جلسا على طاولة في القسم العائلي في المطعم الهندي ، وسترهما النادل عن بقية الطاولات بحاجز خشبي أنيق . أزاحت كاميليا اللثام عن وجهها وأرخت حجابها وعماد مبهور بجمالها أخذ يتأملها بصمت على صوت الموسيقى الهندية الرائقة . بدت فاتنة بالكحل الأسود ورموشها الطويلة وحبة الخال راقدة في زاوية فمها . ابتسم وأمسك بيديها وقال لها برقة :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- أنت فاتنة .. أنت قطعة السكر التي أعشقها .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ضحكت وقالت له بصراحة لم تحدثه بها من قبل بأنها تحبه وسعيدة لعودتها إليه ، وختمت حديثها عندما أخبرته بنعومة بأنه صاحب أجمل عينين سوداويين رأتهما في حياتها . ابتسم بسعادة وأردف يقول :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- أحبك جدا ..</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">قطع النادل كلامه عندما جاء وسأله عما يريدان تناوله . اختارت كاميليا السلطة الخاصة وسلطة الخيار بالبن والكولا المثلجة . أختار عماد الطبق الرئيسي وهو الربيان المشوي مع البطاطس المقلية . أكلا وتحدثا كثيرا ، كانت تود أن تسأله عن حياته بعد سفر زوجته لكنها لم تفعل ، ظلت تتحدث معه مستمتعة بنظراته الشغوفة ، وكلماته وغزله ولهفته . لم تشعر بالسعادة كما أحست بها هذه الليلة . سعيدة مع عماد الذي أطلقت عليه الحبيب المجهول في أحاديثها مع أخته وابنة عمه .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ذهبا ليكملا السهرة في أحد المقاهي . جلسا قريبين من بعضهما شربا القهوة ، وضحكت من قلبها ويده تبعثر بشعرها ، ونظراته تلثم وجهها وعينيها ويديها . في الواحدة طلبت كاميليا منه أن يأخذها لبيتها فوافقها على مضض رغم رغبته بقضاء الليل معها . وصل لمنزله واتصل بها مباشرة ، لم تكن كاميليا متأكدة أنها كانت مستيقظة أو نائمة وتحلم بصوته وهو يقول لها بأنه يحبها ويريدها ، ويتمنى أن يكون معها لوحدهما وحتى وإن كانا في سجن أو غابة أو في المريخ .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">نامت دون أن تأخذ حبوبها وهي تسمع صوت عماد يهمس في أذنيها ، واستيقظت أثر اتصاله بها صباحا . شعرت بالسعادة ونشوى وهو يخبرها بأنه فتح عينيه وأتصل بها مباشرة . غسلت وجهها ورطبته بالقليل من الكريم ومررت الكحل الأسود بحرفية على جفنيها . خرجت معه ولم تسأله عن وجهتهما وإلى أين سيأخذها . كانت سعيدة وهي تنتظره ومستعدة للذهاب معه لأي مكان . عرض عليها الذهاب للخبر وتناول الفطور في المجمع التجاري لكنها رفضت فهي تخاف أن يلحظها أحد . خرجا وهما لا يعرفان إلى أين يذهبان . يريدان مكانا لا يعرفهما أحد فيه ، عرض عليها الذهاب للمزرعة لقضاء النهار معا ، فقالت له وهي ترى حماسه :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- ألن تذهب للشركة ؟.. اليوم السبت وهناك دوام .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">هز رأسه نافيا وضحك فهو مستعد لترك كل شيء وراء ظهره مادامت معه . ابتسمت فهي أيضا أخبرت صديقتيها بأنها عادت للحبيب المجهول واعتذرت عن لقائهما . ظنتها أمل تكذب لكن سعادتها الغامرة جعلت صديقتيها تصدقان وحذرتاها من التهور في علاقتها معه . سارا في شارع القدس متجهين نحو متجر واشتريا علبة لبنة وعلبة زيتون أخضر ، وكيس من الخبز الطازج وعددا من علب العصير والكولا . كانا سيعيدان وهما يضعان ما اشترياه في سلة التسوق وكأنهما زوجان يشتريان حاجياتهما ولا أحد يعرف بأن كل واحد منهما متزوج ولكن من شخص آخر . تذكر عماد وجبة الغذاء فذكر كاميليا وسألها بابتسامة عن الطبق الذي ستعده له . اندهشت وضحكت للفخ الذي أوقعها به فهي لا تجيد الطبخ ولا تحب غير تناول الطعام ، لكنه أصر فوافقته شريطة أن تطهو له شكشوكة . اشتريا ما يلزم وأكملا طريقهما إلى المزرعة وهما يستمعان لأغنية فيروز كان الزمان وكان التي تذكرهما بذكرى خاصة . دخلا الاستراحة سويا وضع عماد ما اشتراه في المطبخ وخرج ليجد كاميليا جالسة مستندة على أحد المساند وقد أرخت حجابها ونزعت النظارة الشمسية عن عينيها . جلس بجوارها ملاصقا فابتعدت عنه قليلا وضحك وهو يقول لها بأنه يحبها بعيدة أو قريبة . نهضت تعد الفطور بنفسها أمام عينيه التي تراقبها بسعادة وحب . وضعت حبات الزيتون في الطبق وفرشت اللبنة وسكبت عليها القليل من زيت الزيتون وحملته مع العصير في الصينية . تناولا فطورهما البسيط وضحك من قلبه عندما غنت له كاميليا أغنية الصبوحة ( عالبساطة البساطة يا عيني عالبساطة .. تغديني جبنة وزيتون وتعشيني بطاطا ) . كانا سعيدين وهما يتجهان لإسطبل الخيول ، وعماد يسرج خيله المفضلة ويساعدها على امتطائه . ركب خلفها وراحا يسيران في أرجاء المزرعة .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- أنا في الجنة .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">هذا ما قالته كاميليا لعماد الذي نزع عنها حجابها ورمى بربطة شعرها على الأرض وبعثر شعرها بيده وهي مستندة على صدره . كانت فعلا تشعر بأنها في الجنة ، وكأنها حواء وعماد آدم ، فقال لها ممازحا :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- وماذا عن التفاحة ؟</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ابتسمت وأجابته :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- لن نقترب منها حتى لا نطرد من الجنة .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">تجولا في المزرعة بهدوء وهما يتحدثان ، وعندما اشتدت شمس الظهيرة عاد إلى الاستراحة . جلسا يشربان العصير وهما يتحدثا في أمور عديدة ، فاتحها عماد بمستقبل علاقتهما . طلب منها أن تعود لبيت والدها وتطلب الطلاق ، فرفضت لمعرفتها بأن والدها سيعيدها لناصر رغما عنها ، كانت تشعر بالقرف وهي تتذكر نفسها ووالدها يعيدها كالعنزة إلى حظيرة ناصر . قطع رنين هاتفه الجوال حديثهما عندما اتصل به فيصل يسأله عن سبب تغيبه عن الدوام فأخبره بأنه مشغول ولن يذهب اليوم للمصنع والشركة ، ومن ثم أقفل هاتفه فهو لا يريد أن يتصل به أحد وطلب من كاميليا أن تقفل هاتفها أيضا .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">في الواحدة بعد الظهر توجهت كاميليا للمطبخ لإعداد الشكشوكة وعماد يساعدها وتناولاها مع الكولا وهو يمازحها ويشكرها فلقد تعبت في إعداد الغذاء الدسم . استند بأريحية على أحد المساند وكاميليا سعيدة بجانبه تشعر بقربها منه . أغمضت عينيها وهو يشم شعرها ، تذكرت ما قاله الشيخ عن الحب المحرم . ما قاله ينطبق عليها لكنها رفضت هذه الأفكار وأحلت حبها لعماد وشرعته ، وان كانت متزوجة برجل آخر لا تطيقه ورمت بخاتم زواجها به في كورنيش الدمام في الليلة التي عادت فيها لحبيبها . أسندت رأسها على كتفه بعفوية وذكرته بأحلامهما قبل سنوات .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- مازلت أراك زوجتي وأم أولادي .. وأحلم بأن أعود من عملي يوما ما وأراك بانتظاري .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">قال ذلك برقة ففتحت عينيها وراحت تنظر له بصمت فتنهد بقوة وأردف :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- ما هو الثمن الذي يتوجب علينا دفعه للحياة لكي تجمعنا سويا ؟</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">سكت زاما شفتيه وهو يفكر بجديه في ثمن السعادة الذي سيدفعه مهما كان غاليا ، فرفعت كاميليا رأسها من كتفه وقالت له وهو تتأمل عينيه السوداويين الغامضتين . </span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- أحبك .. وأريد أن أكون معك .. سآكل من التفاحة حتى لو طردت من الجنة .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ابتسم وضمها إليه بقوة وظلا متعانقين في سكون وهما في عالم آخر لا أحد فيه غيرهما . كانا سعيدان دقات قلبيهما الخافقة وأنفاسهما المتلهفة . تذكرت كاميليا كلامها السابق لعماد عن الحب في السعودية عندما قالت له بأن الحب حرام هنا لذا يطاردونه ويعتقلونه أو يغتالونه . والآن هي بين ذراعي حبيبها رغما عن كل شيء وتعيش قصة حب لم تحلم بها يوما . ابتعدت عن عماد قليلا وراحت تنظر إليه وهو يتأمل عينيها العسليتين المحاطتين بالكحل الأسود ، فأمسك بجانب رأسها بيده اليسرى وسبابة يده اليمنى تتحسس حبة الخال في زاوية فمها . كان جادا عندما قال لها بثبات تشوبه الرقة :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- أريد أن أقبلك ومستعد للموت بعد ذلك .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">فاجأها ما قاله فلم تستطيع أن تنطق . ظلت ساكتة تحدق بعينيه المتلهفتين وهو يقترب منها ، وشفتيه تلامس زاوية فمها بنعومة ، وقلبها ينبض بقوة وشفتيه تنتقل ببطء لتقطف القبلات من فمها . استسلمت لعناقه وقبلاته التي أشعلت وجهها وعنقها ، ويده تتجول برقة وانسيابية في جسدها المغطى بالعباءة .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- هذا لا يجوز يا عماد .. أرجوك .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">قالت له ذلك وهي تشعر بأنها ستذوب بين يديه . حاولت أن تبتعد عنه لأنهما يتخطيا الخطوط الحمراء ، وأختلط الحلال بالحرام وهي لا تستطيع الإنكار فكل ما يشعران به ليس من حقهما . تماديا ويد عماد تمتد لعباءتها ويفك أزرارها العلوية . حدق بشغف وأذهلته ملابسها التي تظهر صدرها بشكله الطبيعي الجذاب . شعرت بأنها مشوشة بين عاطفتها التي لا تستطيع لجمها وبين تحذيرات صديقتيها . تذكرت كيف لامت سماح عندما أخبرتهن بأنها حامل من خطيبها بعد عقد قرانهما ، وكيف أجبرها والديها على إلغاء حفل الزفاف خوفا من الفضيحة عندما تظهر في الحفل وتغيرات الحمل ظاهرة في جسدها ويتداول الناس خبر العروس الحامل التي تحمل الطفل بين يديها بدلا من باقة الورد كما كانوا يتندرون من كل فتاة تتزوج وهي حامل . بلعت ريقها ووقفت بوجه مشاعرها التي طغت على عقلها واستجمعت شجاعتها ونهضت وقالت له :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- هذا يكفي .. ليس من حقنا أن نحب بعضنا بهذه الطريقة .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">حاول إقناعها ، لكنها ارتدت عباءتها ووضعت حجابها على رأسها والدموع تندي عينيها وطلبت منه الخروج من المزرعة حالا فهي تريد أن تعود لمنزلها . ظل عماد ساكتا فصرخت فيه بانفعال ودموعها تتساقط ببطء على خديها :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- أعدني لمنزلي حالا فلن أبقي هنا .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">أقترب منها وأمسك بيدها ودعاها للجلوس لكنها كانت مصرة على الذهاب قالت له صراحة بأنها عذراء وعليها أن تبقى كذلك . هز رأسه وجلب لها كأسا من الماء شربت منه وخرجا من المزرعة . كانت الشمس توشك على الغروب وهما يسيران بصمت مطبق عائدين إلى وسط المدينة . ظل عماد يقود سيارته وهو ينظر لكاميليا التي أشاحت وجهها عنه وعينيها على الشارع من خلال النافذة . مد يده ليسمك يدها فأبعدتها ، فهي لا تريده أن يلمسها وتضعف من جديد أمام حبه . قال لها :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- لا تعامليني بهذه الطريقة .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">لم تنظر إليه وظلت ساكتة فتنهد وقال لها :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- أعملي بأن الإنسان لا يتحكم بقلبه ومشاعره .. والقلب الذي يحب كاميليا لا يستطيع أن يحب غيرها .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وصلا إلى حي الجزيرة أوقف عماد السيارة أمام باب منزلها . همت بالخروج فأمسك بيدها رغما عنها وقال لها بأنه سيتصل بها حالما يصل إلى منزله . توجهت مباشرة لغرفتها ورمت نفسها على السرير . استعاذت من شيطان الهوى وراحت تبكي وهي تفكر بما حصل اليوم وتحمد ربها على أنها تصدت لطغيان حبها في الوقت المناسب . انتحبت بقوة وهي وحدها في هذا البيت الخالي ولا تستطيع أن تقول لأحد عما تشعر به . كانت تشعر بثقل كبير يجثو على صدرها ويمنعها من التنفس براحة ، فنهضت وأخذت منشفتها ودخلت الحمام لتستحم . فركت جسدها بقوة وكأنها تريد أن تغسل عنه قبلات عماد ولمساته . وقفت تحت رشاش الماء وهي تبكي بقوة وقد عقدت عزمها على قطع علاقتها بعماد ، فلن تعود للقائه أو الحديث معه بعد اليوم .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">خرجت من الحمام وارتدت ملابسها دون أن تضع كريماتها الخاصة أو الزيت العطري ، وفرشت سجادة الصلاة لتصلي المغرب . بكت وهي تفكر بمواجهة ربها بعد الذي حدث . بكت بحرقة وهي تدعو الله أن يغفر لها ويسامحها وأعلنت توبتها عن هذا الحب الذي طغى عليها . لن تسمح لنفسها بأن تفكر بعماد وستحكم عقلها ولن تسمح لقلبها بالنبض حبا له .ذهبت إلى المطبخ وجلبت لها قنينة كولا وعادت لغرفتها . شربت كأس الكولا وأخرجت هاتفها الجوال من حقيبتها الخاصة لتفتحه ، وما أن ضغطت على الزر وظهرت شاشة الترحيب حتى أتاها اتصال عماد . أجابت عليه بسرعة لتقول له عن عزمها على قطع علاقتهما فجاءها صوته الحنون :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- لماذا لم تفتحي هاتفك يا قطعة السكر .. ظلت أتصل بك وجهازك مغلق .. هل أنت بخير ؟</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">بلعت ريقها وهي تشعر بالضعف أمام صوته وعتابه وقلقه عليها . فتنهدت وقالت له :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- ما بيننا انتهى .. لا تتصل بي .. مرة أخرى .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">تفاجأ من كلامها فلم يجادلها .. وطلب منها أن تهدا وترتاح وسيتصل بها في اليوم التالي ليطمأن عليها .. قالت له بحدة :</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">- لا تتصل بي مرة أخرى .. لقد اتخذت قراري ولن أعدل عنه .. مع السلامة .</span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black"></span></span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">أغلقت هاتفها ووضعته على الطاولة وبكت بشدة . بكت على التعاسة التي تشعر بها الآن فلقد ازداد أمرها سوءا . أرادت أن تتوقف عن التفكير فأخرجت حبوبها القديمة من الدرج وابتلعت ثلاث حبات من حبوب الكآبة والنوم ، واستلقت على سريرها لتنام وتتلافى التفكير بما حصل ، وبعد عشر دقائق كانت تغط في نوم عميق.</span></span></strong></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="شاعرة الليل, post: 1424051, member: 10362"] [CENTER][B][SIZE=5][COLOR=black]الفصل 36 ثلاثة أيام مرت على تلك الليلة الطويلة مع عماد في كورنيش الدمام والمزرعة . ورغم رفضها لملاقاته أثناء وجود ناصر في القطيف عمد الاتصال بها بين وقت وآخر ليطمئن عليها . أراد أن يراها لكنها رفضت لقاءه ، واكتفت بالمكالمات الهاتفية . خشي أن ترفض لقاءه مرة أخرى بعد تلك الليلة لكنها أخبرته بأنها ستراه من جديد بعد أن يذهب ناصر لعمله مساء الجمعة . في الثامنة مساءا أتصل بها وأخبرها بأنه في طريقه إليها ليصطحبها إلى العشاء ، وبرقة طلب منها أن تضع الكحل الأسود في عينيها فهو مشتاق إليه ، ضحكت من قلبها وهو يأخذ عليها عهدا بذلك . تعطرت وتزينت ، ورسمت الكحل الأسود حول عينيها ووضعت أحمر الشفاه للامع ، ثم وضعت خاتم الياقوت في يدها والقرطين الماسيين في أذنيها وراحت تنتظر قدومه بشوق كبير .ظلت تفكر به وبهذا اللقاء . كم تحبه ، وكم هي ضعيفة أمامه ولا تستطيع أن ترفض له طلبا وتتلهف للقائه والخروج معه . رن هاتفها الجوال ولابد أن عماد هو المتصل بكل تأكيد ليخبرها بأنه ينتظرها أمام باب البيت ، لكن أمل هي المتصلة تذكرها بدعوة العشاء من إحدى زميلاتهن . اعتذرت عن عدم تمكنها من الذهاب ، وأخبرتها بأنها مدعوة على العشاء مع الحبيب المجهول الذي عاد إليها منذ البارحة . صعقت أمل من كلامها ، وحذرتها طالبة منها التعقل فهي متزوجة . ألقت عليها محاضرة طويلة حاولت من خلالها أن تثنيها عن لقاء حبيبها لكن كاميليا قالت لها بأنها ستخرج معه وستراه رغما عن الناس والمجتمع وأهلها والدنيا بأسرها . لم يعد يهمها الناس وأن لاكوها في أفواههم وأصبحت حديثهم في المجالس وعلى سماعات التليفون ورافقتها لعناتهم . لم ينفعها أحد عندما أرغمت على الزواج بناصر وعاشت معه سنة تعيسة أصبحت خلالها مريضة تراجع عيادة نفسية وتأخذ حبوبا عن الكآبة وحبوبا أخرى للنوم . ركبت سيارة عماد . أمسك بيدها وطبع عليها قبلة أثارتها وغمرتها بسعادة لم تشعر بها من قبل أن تعرفه . عندما أغرقها باهتمامه وعاطفته . سارا في الطريق المؤدية إلى الخبر لتناول العشاء وصوت فيروز يصدح برقة وعنفوان .. [/COLOR][/SIZE][/B][B][SIZE=5][COLOR=black]" تبقى ميل تبقى أسأل متل الأول ضل أسأل الله لا يشغلك بال وديلي منك مرسال أسأل .. أسأل .." جلسا على طاولة في القسم العائلي في المطعم الهندي ، وسترهما النادل عن بقية الطاولات بحاجز خشبي أنيق . أزاحت كاميليا اللثام عن وجهها وأرخت حجابها وعماد مبهور بجمالها أخذ يتأملها بصمت على صوت الموسيقى الهندية الرائقة . بدت فاتنة بالكحل الأسود ورموشها الطويلة وحبة الخال راقدة في زاوية فمها . ابتسم وأمسك بيديها وقال لها برقة : - أنت فاتنة .. أنت قطعة السكر التي أعشقها . ضحكت وقالت له بصراحة لم تحدثه بها من قبل بأنها تحبه وسعيدة لعودتها إليه ، وختمت حديثها عندما أخبرته بنعومة بأنه صاحب أجمل عينين سوداويين رأتهما في حياتها . ابتسم بسعادة وأردف يقول : - أحبك جدا .. قطع النادل كلامه عندما جاء وسأله عما يريدان تناوله . اختارت كاميليا السلطة الخاصة وسلطة الخيار بالبن والكولا المثلجة . أختار عماد الطبق الرئيسي وهو الربيان المشوي مع البطاطس المقلية . أكلا وتحدثا كثيرا ، كانت تود أن تسأله عن حياته بعد سفر زوجته لكنها لم تفعل ، ظلت تتحدث معه مستمتعة بنظراته الشغوفة ، وكلماته وغزله ولهفته . لم تشعر بالسعادة كما أحست بها هذه الليلة . سعيدة مع عماد الذي أطلقت عليه الحبيب المجهول في أحاديثها مع أخته وابنة عمه . ذهبا ليكملا السهرة في أحد المقاهي . جلسا قريبين من بعضهما شربا القهوة ، وضحكت من قلبها ويده تبعثر بشعرها ، ونظراته تلثم وجهها وعينيها ويديها . في الواحدة طلبت كاميليا منه أن يأخذها لبيتها فوافقها على مضض رغم رغبته بقضاء الليل معها . وصل لمنزله واتصل بها مباشرة ، لم تكن كاميليا متأكدة أنها كانت مستيقظة أو نائمة وتحلم بصوته وهو يقول لها بأنه يحبها ويريدها ، ويتمنى أن يكون معها لوحدهما وحتى وإن كانا في سجن أو غابة أو في المريخ . نامت دون أن تأخذ حبوبها وهي تسمع صوت عماد يهمس في أذنيها ، واستيقظت أثر اتصاله بها صباحا . شعرت بالسعادة ونشوى وهو يخبرها بأنه فتح عينيه وأتصل بها مباشرة . غسلت وجهها ورطبته بالقليل من الكريم ومررت الكحل الأسود بحرفية على جفنيها . خرجت معه ولم تسأله عن وجهتهما وإلى أين سيأخذها . كانت سعيدة وهي تنتظره ومستعدة للذهاب معه لأي مكان . عرض عليها الذهاب للخبر وتناول الفطور في المجمع التجاري لكنها رفضت فهي تخاف أن يلحظها أحد . خرجا وهما لا يعرفان إلى أين يذهبان . يريدان مكانا لا يعرفهما أحد فيه ، عرض عليها الذهاب للمزرعة لقضاء النهار معا ، فقالت له وهي ترى حماسه : - ألن تذهب للشركة ؟.. اليوم السبت وهناك دوام . هز رأسه نافيا وضحك فهو مستعد لترك كل شيء وراء ظهره مادامت معه . ابتسمت فهي أيضا أخبرت صديقتيها بأنها عادت للحبيب المجهول واعتذرت عن لقائهما . ظنتها أمل تكذب لكن سعادتها الغامرة جعلت صديقتيها تصدقان وحذرتاها من التهور في علاقتها معه . سارا في شارع القدس متجهين نحو متجر واشتريا علبة لبنة وعلبة زيتون أخضر ، وكيس من الخبز الطازج وعددا من علب العصير والكولا . كانا سيعيدان وهما يضعان ما اشترياه في سلة التسوق وكأنهما زوجان يشتريان حاجياتهما ولا أحد يعرف بأن كل واحد منهما متزوج ولكن من شخص آخر . تذكر عماد وجبة الغذاء فذكر كاميليا وسألها بابتسامة عن الطبق الذي ستعده له . اندهشت وضحكت للفخ الذي أوقعها به فهي لا تجيد الطبخ ولا تحب غير تناول الطعام ، لكنه أصر فوافقته شريطة أن تطهو له شكشوكة . اشتريا ما يلزم وأكملا طريقهما إلى المزرعة وهما يستمعان لأغنية فيروز كان الزمان وكان التي تذكرهما بذكرى خاصة . دخلا الاستراحة سويا وضع عماد ما اشتراه في المطبخ وخرج ليجد كاميليا جالسة مستندة على أحد المساند وقد أرخت حجابها ونزعت النظارة الشمسية عن عينيها . جلس بجوارها ملاصقا فابتعدت عنه قليلا وضحك وهو يقول لها بأنه يحبها بعيدة أو قريبة . نهضت تعد الفطور بنفسها أمام عينيه التي تراقبها بسعادة وحب . وضعت حبات الزيتون في الطبق وفرشت اللبنة وسكبت عليها القليل من زيت الزيتون وحملته مع العصير في الصينية . تناولا فطورهما البسيط وضحك من قلبه عندما غنت له كاميليا أغنية الصبوحة ( عالبساطة البساطة يا عيني عالبساطة .. تغديني جبنة وزيتون وتعشيني بطاطا ) . كانا سعيدين وهما يتجهان لإسطبل الخيول ، وعماد يسرج خيله المفضلة ويساعدها على امتطائه . ركب خلفها وراحا يسيران في أرجاء المزرعة . - أنا في الجنة . هذا ما قالته كاميليا لعماد الذي نزع عنها حجابها ورمى بربطة شعرها على الأرض وبعثر شعرها بيده وهي مستندة على صدره . كانت فعلا تشعر بأنها في الجنة ، وكأنها حواء وعماد آدم ، فقال لها ممازحا : - وماذا عن التفاحة ؟ ابتسمت وأجابته : - لن نقترب منها حتى لا نطرد من الجنة . تجولا في المزرعة بهدوء وهما يتحدثان ، وعندما اشتدت شمس الظهيرة عاد إلى الاستراحة . جلسا يشربان العصير وهما يتحدثا في أمور عديدة ، فاتحها عماد بمستقبل علاقتهما . طلب منها أن تعود لبيت والدها وتطلب الطلاق ، فرفضت لمعرفتها بأن والدها سيعيدها لناصر رغما عنها ، كانت تشعر بالقرف وهي تتذكر نفسها ووالدها يعيدها كالعنزة إلى حظيرة ناصر . قطع رنين هاتفه الجوال حديثهما عندما اتصل به فيصل يسأله عن سبب تغيبه عن الدوام فأخبره بأنه مشغول ولن يذهب اليوم للمصنع والشركة ، ومن ثم أقفل هاتفه فهو لا يريد أن يتصل به أحد وطلب من كاميليا أن تقفل هاتفها أيضا . في الواحدة بعد الظهر توجهت كاميليا للمطبخ لإعداد الشكشوكة وعماد يساعدها وتناولاها مع الكولا وهو يمازحها ويشكرها فلقد تعبت في إعداد الغذاء الدسم . استند بأريحية على أحد المساند وكاميليا سعيدة بجانبه تشعر بقربها منه . أغمضت عينيها وهو يشم شعرها ، تذكرت ما قاله الشيخ عن الحب المحرم . ما قاله ينطبق عليها لكنها رفضت هذه الأفكار وأحلت حبها لعماد وشرعته ، وان كانت متزوجة برجل آخر لا تطيقه ورمت بخاتم زواجها به في كورنيش الدمام في الليلة التي عادت فيها لحبيبها . أسندت رأسها على كتفه بعفوية وذكرته بأحلامهما قبل سنوات . - مازلت أراك زوجتي وأم أولادي .. وأحلم بأن أعود من عملي يوما ما وأراك بانتظاري . قال ذلك برقة ففتحت عينيها وراحت تنظر له بصمت فتنهد بقوة وأردف : - ما هو الثمن الذي يتوجب علينا دفعه للحياة لكي تجمعنا سويا ؟ سكت زاما شفتيه وهو يفكر بجديه في ثمن السعادة الذي سيدفعه مهما كان غاليا ، فرفعت كاميليا رأسها من كتفه وقالت له وهو تتأمل عينيه السوداويين الغامضتين . - أحبك .. وأريد أن أكون معك .. سآكل من التفاحة حتى لو طردت من الجنة . ابتسم وضمها إليه بقوة وظلا متعانقين في سكون وهما في عالم آخر لا أحد فيه غيرهما . كانا سعيدان دقات قلبيهما الخافقة وأنفاسهما المتلهفة . تذكرت كاميليا كلامها السابق لعماد عن الحب في السعودية عندما قالت له بأن الحب حرام هنا لذا يطاردونه ويعتقلونه أو يغتالونه . والآن هي بين ذراعي حبيبها رغما عن كل شيء وتعيش قصة حب لم تحلم بها يوما . ابتعدت عن عماد قليلا وراحت تنظر إليه وهو يتأمل عينيها العسليتين المحاطتين بالكحل الأسود ، فأمسك بجانب رأسها بيده اليسرى وسبابة يده اليمنى تتحسس حبة الخال في زاوية فمها . كان جادا عندما قال لها بثبات تشوبه الرقة : - أريد أن أقبلك ومستعد للموت بعد ذلك . فاجأها ما قاله فلم تستطيع أن تنطق . ظلت ساكتة تحدق بعينيه المتلهفتين وهو يقترب منها ، وشفتيه تلامس زاوية فمها بنعومة ، وقلبها ينبض بقوة وشفتيه تنتقل ببطء لتقطف القبلات من فمها . استسلمت لعناقه وقبلاته التي أشعلت وجهها وعنقها ، ويده تتجول برقة وانسيابية في جسدها المغطى بالعباءة . - هذا لا يجوز يا عماد .. أرجوك . قالت له ذلك وهي تشعر بأنها ستذوب بين يديه . حاولت أن تبتعد عنه لأنهما يتخطيا الخطوط الحمراء ، وأختلط الحلال بالحرام وهي لا تستطيع الإنكار فكل ما يشعران به ليس من حقهما . تماديا ويد عماد تمتد لعباءتها ويفك أزرارها العلوية . حدق بشغف وأذهلته ملابسها التي تظهر صدرها بشكله الطبيعي الجذاب . شعرت بأنها مشوشة بين عاطفتها التي لا تستطيع لجمها وبين تحذيرات صديقتيها . تذكرت كيف لامت سماح عندما أخبرتهن بأنها حامل من خطيبها بعد عقد قرانهما ، وكيف أجبرها والديها على إلغاء حفل الزفاف خوفا من الفضيحة عندما تظهر في الحفل وتغيرات الحمل ظاهرة في جسدها ويتداول الناس خبر العروس الحامل التي تحمل الطفل بين يديها بدلا من باقة الورد كما كانوا يتندرون من كل فتاة تتزوج وهي حامل . بلعت ريقها ووقفت بوجه مشاعرها التي طغت على عقلها واستجمعت شجاعتها ونهضت وقالت له : - هذا يكفي .. ليس من حقنا أن نحب بعضنا بهذه الطريقة . حاول إقناعها ، لكنها ارتدت عباءتها ووضعت حجابها على رأسها والدموع تندي عينيها وطلبت منه الخروج من المزرعة حالا فهي تريد أن تعود لمنزلها . ظل عماد ساكتا فصرخت فيه بانفعال ودموعها تتساقط ببطء على خديها : - أعدني لمنزلي حالا فلن أبقي هنا . أقترب منها وأمسك بيدها ودعاها للجلوس لكنها كانت مصرة على الذهاب قالت له صراحة بأنها عذراء وعليها أن تبقى كذلك . هز رأسه وجلب لها كأسا من الماء شربت منه وخرجا من المزرعة . كانت الشمس توشك على الغروب وهما يسيران بصمت مطبق عائدين إلى وسط المدينة . ظل عماد يقود سيارته وهو ينظر لكاميليا التي أشاحت وجهها عنه وعينيها على الشارع من خلال النافذة . مد يده ليسمك يدها فأبعدتها ، فهي لا تريده أن يلمسها وتضعف من جديد أمام حبه . قال لها : - لا تعامليني بهذه الطريقة . لم تنظر إليه وظلت ساكتة فتنهد وقال لها : - أعملي بأن الإنسان لا يتحكم بقلبه ومشاعره .. والقلب الذي يحب كاميليا لا يستطيع أن يحب غيرها . وصلا إلى حي الجزيرة أوقف عماد السيارة أمام باب منزلها . همت بالخروج فأمسك بيدها رغما عنها وقال لها بأنه سيتصل بها حالما يصل إلى منزله . توجهت مباشرة لغرفتها ورمت نفسها على السرير . استعاذت من شيطان الهوى وراحت تبكي وهي تفكر بما حصل اليوم وتحمد ربها على أنها تصدت لطغيان حبها في الوقت المناسب . انتحبت بقوة وهي وحدها في هذا البيت الخالي ولا تستطيع أن تقول لأحد عما تشعر به . كانت تشعر بثقل كبير يجثو على صدرها ويمنعها من التنفس براحة ، فنهضت وأخذت منشفتها ودخلت الحمام لتستحم . فركت جسدها بقوة وكأنها تريد أن تغسل عنه قبلات عماد ولمساته . وقفت تحت رشاش الماء وهي تبكي بقوة وقد عقدت عزمها على قطع علاقتها بعماد ، فلن تعود للقائه أو الحديث معه بعد اليوم . خرجت من الحمام وارتدت ملابسها دون أن تضع كريماتها الخاصة أو الزيت العطري ، وفرشت سجادة الصلاة لتصلي المغرب . بكت وهي تفكر بمواجهة ربها بعد الذي حدث . بكت بحرقة وهي تدعو الله أن يغفر لها ويسامحها وأعلنت توبتها عن هذا الحب الذي طغى عليها . لن تسمح لنفسها بأن تفكر بعماد وستحكم عقلها ولن تسمح لقلبها بالنبض حبا له .ذهبت إلى المطبخ وجلبت لها قنينة كولا وعادت لغرفتها . شربت كأس الكولا وأخرجت هاتفها الجوال من حقيبتها الخاصة لتفتحه ، وما أن ضغطت على الزر وظهرت شاشة الترحيب حتى أتاها اتصال عماد . أجابت عليه بسرعة لتقول له عن عزمها على قطع علاقتهما فجاءها صوته الحنون : - لماذا لم تفتحي هاتفك يا قطعة السكر .. ظلت أتصل بك وجهازك مغلق .. هل أنت بخير ؟ بلعت ريقها وهي تشعر بالضعف أمام صوته وعتابه وقلقه عليها . فتنهدت وقالت له : - ما بيننا انتهى .. لا تتصل بي .. مرة أخرى . تفاجأ من كلامها فلم يجادلها .. وطلب منها أن تهدا وترتاح وسيتصل بها في اليوم التالي ليطمأن عليها .. قالت له بحدة : - لا تتصل بي مرة أخرى .. لقد اتخذت قراري ولن أعدل عنه .. مع السلامة . أغلقت هاتفها ووضعته على الطاولة وبكت بشدة . بكت على التعاسة التي تشعر بها الآن فلقد ازداد أمرها سوءا . أرادت أن تتوقف عن التفكير فأخرجت حبوبها القديمة من الدرج وابتلعت ثلاث حبات من حبوب الكآبة والنوم ، واستلقت على سريرها لتنام وتتلافى التفكير بما حصل ، وبعد عشر دقائق كانت تغط في نوم عميق.[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
أعلى