الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="شاعرة الليل" data-source="post: 1422642" data-attributes="member: 10362"><p>"</p><p></p><p>الفصل 32.</p><p></p><p></p><p>دخل منزله الخالي ورمى بحقيبته الجلدية على إحدى الطاوﻻت ، وطلب من الخادمة أن تجلب له العصير في الحديقة . توجه إلى مكتبه وتفحص بسرعة بريده الذي لم يفتحه منذ مرض ريم ووﻻدتها أخذ جريدة اليوم وذهب للحديقة . جلس على الطاولة يشرب العصير واسترسل في القراءة إلى أن وصل إلى الصفحة الثقافية وهمسات من قلبي ..</p><p></p><p>" أنت تشغل تفكيري وأفكر بك رغما عني.</p><p>وجهك أمامي وعينيك السوداويين تحاصرني.</p><p>لماذا تضيق بي الدنيا إذا مسك مكروه ؟</p><p>لماذا أغضب إذا غضبت ؟</p><p>ولماذا يبكيني ما يبكيك.</p><p>ويزعجني ما يزعجك ؟</p><p>أنت تشغل تفكيري وﻻ أدري لماذا ؟</p><p>لماذا أراك في كل مكان ؟</p><p>وأفكر بك في جميع اﻷحوال.</p><p>وإذا وضعت رأسي ليﻼ على الوسادة.</p><p>أراك مستلقيا بجانبي .. هادئا ونائما.</p><p>وظل أراقبك وأنظر لجبينك المضي.</p><p>وأتمعن في عينيك وحاجبيك.</p><p>وأردد اسمك في قلبي.</p><p>لكنك لست هنا ..</p><p>وهذا هو حالي وأنت ﻻ تعلم.</p><p>أفكر بك دائما .. وﻻ أدري لماذا ؟</p><p></p><p></p><p>كاميليا الناصر.</p><p>الرسالة الثالثة .. والبقية تأتي.</p><p>................................</p><p></p><p></p><p>تنهد ووضع الجريدة جانبا وهو يشعر بأن شيئا ما يجثم فوق صدره ويمنعه من أخذ النفس وبراحة . خلع مﻼبسه وقفز في بركة السباحة . سبح فيها وهو يفكر في حياته وكاميليا وريم والطفل الذي لم يرد البقاء معه غطس في الماء وهو يفكر برسائل كاميليا الموجهة إليه في الجريدة ، هو الوحيد المعني بهذه الرسائل أو الهمسات كما تسميها . سأل نفسه كيف يطرأ على بالها عندما تفكر به ؟ . هل مازالت تحترمه وتقدره ، ولماذا تستمر بإرسال حتى اﻵن ؟ كانت تحبه وصدمت به كما صدمت به ريم عندما أصبحا زوجين يعيشان في بيت واحد .</p><p>أخرج رأسه وأخذ نفسا عميقا وعاد للغطس وهو يفكر . ماذا يفعل مع هاجسه بكاميليا ، هذا الجرح اﻷصيل الذي ﻻ يبتعد عنه وﻻ يفارقه ، والوجع المزروع في قلبه منذ ما يزيد على اﻷربعة أعوام حتى اليوم . قضى أسبوعان وحده في البيت ، يصحو ويذهب إلى الشركة ويعود ويقرأ الجريدة وينام . وليﻼ يستقبل ماجد وفيصل أو يبقى وحده . لم يكن يذهب إلى المزرعة وﻻ يسهر في المقهى وﻻ يستمع لفيروز . أسبوعان وهو دائم التفكير بكاميليا والطفل الذي فقده وبشقيقه الراحل . دائما يفقد من يحبهم ، وإذا لم يأخذهم الموت يضيعهم بعناده وغروره وغباءه . رفع رأسه من تحت الماء وتنفس بعمق وهو يتذكر حبه الجامح لكاميليا الذي دفعه إلى السفر وراءها إلى باريس قبل سنتين . كان مندفعا نحوها كمراهق صغير مبهور بامرأة .</p><p></p><p>**********.</p><p></p><p>خرجت كاميليا من الحمام وهي تلف منشفة زهرية اللون على جسدها المبلل ، ووضعت قطرات العطر الزيتي في أنحاء متفرقة منه ، وارتدت مﻼبسها المكشوفة كما يسميها ناصر . كان يعنفها إذا ارتدت مﻼبس تظهر مفاتنها وخصوصا عند خروجها من البيت . رشت عطر : " ألور " خلف أذنيها وفي معصميها وأعلى صدرها وجففت شعرها ورسمت الكحل اﻷسود حول عينيها وبدأت تعد الضيافة قبل أن تأتي صديقتيها لزيارتها .</p><p>جاءت أمل وحدها على أن تأتي نسرين ﻻحقا .</p><p>وسألتها أمل :</p><p>- وأختك شذى ألن تأتي ؟</p><p>تنهدت وأجابت :</p><p>- لديها امتحانات .. يبدو أن دراسة الحاسب اﻵلي صعبة في الكلية .</p><p>بدت كاميليا متعبة فسألتها أمل عن السبب وأخبرتها بأن ناصر غادر صباح اليوم إلى رأس تنورة بعد أن قضى معها ثﻼثة أيام أتعب فيها أعصابها . ابتسمت أمل وسألتها :</p><p>- وكيف هي أموركما ؟</p><p>رفعت حاجبها بﻼ مباﻻة وهي تتحدث عنه :</p><p>- أسوأ عما قبل .. فكرت بترك البيت ولكن والدي سيعيدني رغما عني لذا بقيت .</p><p>- وهل مازال يستخدم العﻼج ؟</p><p>- لقد عرفت بالصدفة أنه مصاب بارتفاع ضغط الدم أيضا .. لقد نسي بعض اﻷوراق في ثوبه المتسخة ورأيت فيها وصفة طبية ﻷدوية ارتفاع ضغط الدم والكولسترول .</p><p>اتصلت نسرين بكاميليا تعتذر عن القدوم فهي ستخرج مع عماد ، فاستغلت الفرصة وسألت صديقتها بمكر :</p><p>- عماد سيخرج مع نسرين .. ولماذا ﻻ يخرج مع زوجته ؟</p><p>وبعفوية أجابتها :</p><p>- ريم مازالت معنا في المنزل وتحمله مسؤولية وﻻدتها المبكرة .. وابن عمي حزين منذ وفاة الطفل .. يبقى في منزله وحده وﻻ يخرج إﻻ للعمل فقط .</p><p>رجف قلبها وسألت أمل :</p><p>- أليس سعيدا مع المتعجرفة ؟</p><p>هزت رأسها نافية وقالت :</p><p>- ﻻ يبدو ذلك .</p><p>سكتت للحظة ثم أردفت تكمل حديثها عن عماد :</p><p>- شخصيته غريبة بها خليط من القوة والرصانة ويميل إلى الهدوء وكثرة التفكير وعدم البوح بشيء .. وعينيه السوداويين متكتمتين وقويتين .</p><p>سألته بفضول عن عﻼقة بزوجته ، فهزت كتفيها وقالت :</p><p>- ﻻ أعرف .. فهو جاف معها وهي بدأت تمل من طباعه وبروده .. ربما ﻷنهما لم يعرفا بعضهما جيدا قبل الزواج فهي قضت سبع سنوات في كندا ولم تكن قريبة منه قبل زواجهما.</p><p>لوت كاميليا فمها وقالت بانزعاج :</p><p>- ﻻ أستسيغها أبدا منذ الموقف الذي حدث يوم زفافك .</p><p>- هي تفكر بالسفر إلى لندن أو كندا من أجل التدريب لعدة أشهر .. وراسلت العديد من المستشفيات الجامعية وتنتظر الرد .</p><p>ابتسمت عينيها العسليتين وسألتها :</p><p>- وهل واقف عماد ؟</p><p>- سيوافق .. أشعر وكأنه يريد اﻻبتعاد عنها .</p><p>ابتسمت كاميليا لما قالته أمل وشعرت بالقليل من السعادة ﻷن عماد ليس سعيدا مع زوجته وهو بالتأكيد مازال يفكر بها ويحبها ، وهمساتها تجد صدى لديه .</p><p></p><p>********.</p><p>عادت ريم إلى زوجها بعد شهر ونصف من وﻻدتها . وافقت بصعوبة فقد كانت تريد قضاء المزيد من الوقت مع والديها لكن أمها أقنعتها بضرورة العودة . عادت مع عماد الذي ضمها إليه دون رغبة سوى لتخفيف عنها لتتوقف عن ترديد أنه السبب في وﻻدتها المبكرة . كان يشعر بأن حواجز جلدية تراكمت بينهما أكثر مما مضى ، فبينهما طفل غائب ومشاعر بادرة وجمود وﻻ مباﻻة . جلست في الركن الفرنسي صامتة ولم يستطيع أن يفتح معها أي موضوع ، وعندما ذهبت لغرفتها ذهب إلى غرفة المكتب وجلس يطالع اﻷوراق التي جلبها معه من الشركة . جاءته بعد مدة وجيزة وجلست قبالته وهي تلف الروب اﻷبيض على جسدها وقالت له :</p><p>- لقد راسلت عددا من المستشفيات الجامعية في كندا ولندن من أجل قضاء فترة تدريبية هناك .. ومازالت أنتظر الرد .</p><p>زم شفتيه وعينيه تتأمﻼن جسدها الممشوق وسألها :</p><p>- تريدين السفر لوحدك .. أنت لم تخبرني بهذا اﻷمر مسبقا .. وكم ستغيبين هناك ؟</p><p>- بين اﻷربعة والستة أشهر .</p><p>- وأنا ؟</p><p>تنهدت وقالت بلهجة لم تخلو من السخرية :</p><p>- أبقى هنا .. أعمل وأقرأ الجرائد وأذهب مع ماجد إلى المقهى ونهاية اﻷسبوع أقضي وقت فراغك في المزرعة .. ﻻ أظن وجودي سيفرق معك .. عادي .</p><p>أطال النظر إليها وسألها :</p><p>- ولماذا تكلمني بهذه الطريقة ؟</p><p>تغيرت نبرة صوتها وهي تقول :</p><p>- وبأي طريقة تريدني أن أكلمك .. فأنت ﻻ تهتم بي وﻻ بوجودي .</p><p>سألها بلهفة :</p><p>- أﻻ تريدين اﻹنجاب مجددا .. أبقي معي ودعينا ننجب طفﻼ .</p><p>استغربت من طلبه فهي تتذكر ردة فعله وبروده عندما أخبرته بأنها حامل فهو لم يبالي وكان مصدوما ومتضايقا ، لكنه أعاد ما قال :</p><p>- أتمنى أن يكون لي طفل .. وأفضل أن تبقي معي وتكتفي بالعمل والتدريب هنا .</p><p>تنهدت وقالت له :</p><p>- أحتاج إلى التفكير بعمق قيل خوض التجربة من جديد .. حملي ووﻻدتي وموت طفلي تركوا في روحي جروحا عميقة .</p><p>أنهت حديثها وعادت لغرفتها ، وضع أوراقه جانبا وتبعها . رمقته بنظرة باردة عندما دخل الغرفة ، ولم تكترث له وبسرعة اختبأت تحت لحافها . أقترب منها وأمسك يدها وطبع عليها قبلة وهي تنظر له بعينين ﻻ ترمشان . اقترب منها وعنقها بشفتيه فقالت له بأنها متعبة ومزاجها سيء واستدارت للجانب اﻵخر . تضايق لرفضها فهذه المرة اﻷولى التي تفعلها منذ زواجهما ، كانت دائما تنتظره واﻵن تصده .</p><p></p><p>*****.</p><p></p><p>خرج عماد من الشركة وتوجه إلى منزل والديه مباشرة ﻷن ريم لديها مناوبة في المستشفى وستعود صباح الغد . جلس مع أمه يشرب شاي النعناع حاولت أن تقنعه للمرة اﻷخيرة بخوض اﻻنتخابات البلدية فوالده سيدعمه بقوة فأكد لها بأن اﻷمر ﻻ يعنيه . تحدثا بشأن ريم وسفرها فقد وصلتها الموافقة من لندن لقضاء أربعة أشهر في أحد أهم وأكبر مستشفياتها وهي مصرة على السفر بعد شهر . قالت له أمه بحزم :</p><p>- أنت زوجها وتستطيع منعها من السفر إذا أردت .</p><p>قال باستخفاف :</p><p>- هي مصرة على السفر .. سأدعها تسافر ﻷرتاح منها بعض الوقت .</p><p>سكت للحظات وسألها عن نسرين فأجابته :</p><p>- مع كاميليا وأمل .. تزوجتا ومازالتا تتصرفان كالسابق .. واحدة ﻻ يمانع زوجها بخروجها واﻷخرى زوجها يعمل بعيدا .</p><p>مازال يريد معرفة المزيد عن كاميليا وأخبارها ، واستغل الفرصة فسأل أمه :</p><p>- ومن هي من يغيب عنها زوجها .. كاميليا أم سماح .</p><p>- كاميليا طبعا فسماح ليست هنا .. هي في أمريكا .</p><p>وسألها بلهفة :</p><p>- وكاميليا ؟</p><p>- زوجها يغيب أربعة أيام .. وخﻼلها تخرج وتفعل ما تريد .</p><p>وسكتت للحظة ثم طلبت منه أن يحجز لها مع زوجة عمه تذاكر للسفر إلى إيران .</p><p>رفع حاجبيه وهز رأسه موافقا وقال :</p><p>- الليلة سأذهب لكتب السفريات وأحجز لكما..</p><p></p><p></p><p>"__________________</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="شاعرة الليل, post: 1422642, member: 10362"] " الفصل 32. دخل منزله الخالي ورمى بحقيبته الجلدية على إحدى الطاوﻻت ، وطلب من الخادمة أن تجلب له العصير في الحديقة . توجه إلى مكتبه وتفحص بسرعة بريده الذي لم يفتحه منذ مرض ريم ووﻻدتها أخذ جريدة اليوم وذهب للحديقة . جلس على الطاولة يشرب العصير واسترسل في القراءة إلى أن وصل إلى الصفحة الثقافية وهمسات من قلبي .. " أنت تشغل تفكيري وأفكر بك رغما عني. وجهك أمامي وعينيك السوداويين تحاصرني. لماذا تضيق بي الدنيا إذا مسك مكروه ؟ لماذا أغضب إذا غضبت ؟ ولماذا يبكيني ما يبكيك. ويزعجني ما يزعجك ؟ أنت تشغل تفكيري وﻻ أدري لماذا ؟ لماذا أراك في كل مكان ؟ وأفكر بك في جميع اﻷحوال. وإذا وضعت رأسي ليﻼ على الوسادة. أراك مستلقيا بجانبي .. هادئا ونائما. وظل أراقبك وأنظر لجبينك المضي. وأتمعن في عينيك وحاجبيك. وأردد اسمك في قلبي. لكنك لست هنا .. وهذا هو حالي وأنت ﻻ تعلم. أفكر بك دائما .. وﻻ أدري لماذا ؟ كاميليا الناصر. الرسالة الثالثة .. والبقية تأتي. ................................ تنهد ووضع الجريدة جانبا وهو يشعر بأن شيئا ما يجثم فوق صدره ويمنعه من أخذ النفس وبراحة . خلع مﻼبسه وقفز في بركة السباحة . سبح فيها وهو يفكر في حياته وكاميليا وريم والطفل الذي لم يرد البقاء معه غطس في الماء وهو يفكر برسائل كاميليا الموجهة إليه في الجريدة ، هو الوحيد المعني بهذه الرسائل أو الهمسات كما تسميها . سأل نفسه كيف يطرأ على بالها عندما تفكر به ؟ . هل مازالت تحترمه وتقدره ، ولماذا تستمر بإرسال حتى اﻵن ؟ كانت تحبه وصدمت به كما صدمت به ريم عندما أصبحا زوجين يعيشان في بيت واحد . أخرج رأسه وأخذ نفسا عميقا وعاد للغطس وهو يفكر . ماذا يفعل مع هاجسه بكاميليا ، هذا الجرح اﻷصيل الذي ﻻ يبتعد عنه وﻻ يفارقه ، والوجع المزروع في قلبه منذ ما يزيد على اﻷربعة أعوام حتى اليوم . قضى أسبوعان وحده في البيت ، يصحو ويذهب إلى الشركة ويعود ويقرأ الجريدة وينام . وليﻼ يستقبل ماجد وفيصل أو يبقى وحده . لم يكن يذهب إلى المزرعة وﻻ يسهر في المقهى وﻻ يستمع لفيروز . أسبوعان وهو دائم التفكير بكاميليا والطفل الذي فقده وبشقيقه الراحل . دائما يفقد من يحبهم ، وإذا لم يأخذهم الموت يضيعهم بعناده وغروره وغباءه . رفع رأسه من تحت الماء وتنفس بعمق وهو يتذكر حبه الجامح لكاميليا الذي دفعه إلى السفر وراءها إلى باريس قبل سنتين . كان مندفعا نحوها كمراهق صغير مبهور بامرأة . **********. خرجت كاميليا من الحمام وهي تلف منشفة زهرية اللون على جسدها المبلل ، ووضعت قطرات العطر الزيتي في أنحاء متفرقة منه ، وارتدت مﻼبسها المكشوفة كما يسميها ناصر . كان يعنفها إذا ارتدت مﻼبس تظهر مفاتنها وخصوصا عند خروجها من البيت . رشت عطر : " ألور " خلف أذنيها وفي معصميها وأعلى صدرها وجففت شعرها ورسمت الكحل اﻷسود حول عينيها وبدأت تعد الضيافة قبل أن تأتي صديقتيها لزيارتها . جاءت أمل وحدها على أن تأتي نسرين ﻻحقا . وسألتها أمل : - وأختك شذى ألن تأتي ؟ تنهدت وأجابت : - لديها امتحانات .. يبدو أن دراسة الحاسب اﻵلي صعبة في الكلية . بدت كاميليا متعبة فسألتها أمل عن السبب وأخبرتها بأن ناصر غادر صباح اليوم إلى رأس تنورة بعد أن قضى معها ثﻼثة أيام أتعب فيها أعصابها . ابتسمت أمل وسألتها : - وكيف هي أموركما ؟ رفعت حاجبها بﻼ مباﻻة وهي تتحدث عنه : - أسوأ عما قبل .. فكرت بترك البيت ولكن والدي سيعيدني رغما عني لذا بقيت . - وهل مازال يستخدم العﻼج ؟ - لقد عرفت بالصدفة أنه مصاب بارتفاع ضغط الدم أيضا .. لقد نسي بعض اﻷوراق في ثوبه المتسخة ورأيت فيها وصفة طبية ﻷدوية ارتفاع ضغط الدم والكولسترول . اتصلت نسرين بكاميليا تعتذر عن القدوم فهي ستخرج مع عماد ، فاستغلت الفرصة وسألت صديقتها بمكر : - عماد سيخرج مع نسرين .. ولماذا ﻻ يخرج مع زوجته ؟ وبعفوية أجابتها : - ريم مازالت معنا في المنزل وتحمله مسؤولية وﻻدتها المبكرة .. وابن عمي حزين منذ وفاة الطفل .. يبقى في منزله وحده وﻻ يخرج إﻻ للعمل فقط . رجف قلبها وسألت أمل : - أليس سعيدا مع المتعجرفة ؟ هزت رأسها نافية وقالت : - ﻻ يبدو ذلك . سكتت للحظة ثم أردفت تكمل حديثها عن عماد : - شخصيته غريبة بها خليط من القوة والرصانة ويميل إلى الهدوء وكثرة التفكير وعدم البوح بشيء .. وعينيه السوداويين متكتمتين وقويتين . سألته بفضول عن عﻼقة بزوجته ، فهزت كتفيها وقالت : - ﻻ أعرف .. فهو جاف معها وهي بدأت تمل من طباعه وبروده .. ربما ﻷنهما لم يعرفا بعضهما جيدا قبل الزواج فهي قضت سبع سنوات في كندا ولم تكن قريبة منه قبل زواجهما. لوت كاميليا فمها وقالت بانزعاج : - ﻻ أستسيغها أبدا منذ الموقف الذي حدث يوم زفافك . - هي تفكر بالسفر إلى لندن أو كندا من أجل التدريب لعدة أشهر .. وراسلت العديد من المستشفيات الجامعية وتنتظر الرد . ابتسمت عينيها العسليتين وسألتها : - وهل واقف عماد ؟ - سيوافق .. أشعر وكأنه يريد اﻻبتعاد عنها . ابتسمت كاميليا لما قالته أمل وشعرت بالقليل من السعادة ﻷن عماد ليس سعيدا مع زوجته وهو بالتأكيد مازال يفكر بها ويحبها ، وهمساتها تجد صدى لديه . ********. عادت ريم إلى زوجها بعد شهر ونصف من وﻻدتها . وافقت بصعوبة فقد كانت تريد قضاء المزيد من الوقت مع والديها لكن أمها أقنعتها بضرورة العودة . عادت مع عماد الذي ضمها إليه دون رغبة سوى لتخفيف عنها لتتوقف عن ترديد أنه السبب في وﻻدتها المبكرة . كان يشعر بأن حواجز جلدية تراكمت بينهما أكثر مما مضى ، فبينهما طفل غائب ومشاعر بادرة وجمود وﻻ مباﻻة . جلست في الركن الفرنسي صامتة ولم يستطيع أن يفتح معها أي موضوع ، وعندما ذهبت لغرفتها ذهب إلى غرفة المكتب وجلس يطالع اﻷوراق التي جلبها معه من الشركة . جاءته بعد مدة وجيزة وجلست قبالته وهي تلف الروب اﻷبيض على جسدها وقالت له : - لقد راسلت عددا من المستشفيات الجامعية في كندا ولندن من أجل قضاء فترة تدريبية هناك .. ومازالت أنتظر الرد . زم شفتيه وعينيه تتأمﻼن جسدها الممشوق وسألها : - تريدين السفر لوحدك .. أنت لم تخبرني بهذا اﻷمر مسبقا .. وكم ستغيبين هناك ؟ - بين اﻷربعة والستة أشهر . - وأنا ؟ تنهدت وقالت بلهجة لم تخلو من السخرية : - أبقى هنا .. أعمل وأقرأ الجرائد وأذهب مع ماجد إلى المقهى ونهاية اﻷسبوع أقضي وقت فراغك في المزرعة .. ﻻ أظن وجودي سيفرق معك .. عادي . أطال النظر إليها وسألها : - ولماذا تكلمني بهذه الطريقة ؟ تغيرت نبرة صوتها وهي تقول : - وبأي طريقة تريدني أن أكلمك .. فأنت ﻻ تهتم بي وﻻ بوجودي . سألها بلهفة : - أﻻ تريدين اﻹنجاب مجددا .. أبقي معي ودعينا ننجب طفﻼ . استغربت من طلبه فهي تتذكر ردة فعله وبروده عندما أخبرته بأنها حامل فهو لم يبالي وكان مصدوما ومتضايقا ، لكنه أعاد ما قال : - أتمنى أن يكون لي طفل .. وأفضل أن تبقي معي وتكتفي بالعمل والتدريب هنا . تنهدت وقالت له : - أحتاج إلى التفكير بعمق قيل خوض التجربة من جديد .. حملي ووﻻدتي وموت طفلي تركوا في روحي جروحا عميقة . أنهت حديثها وعادت لغرفتها ، وضع أوراقه جانبا وتبعها . رمقته بنظرة باردة عندما دخل الغرفة ، ولم تكترث له وبسرعة اختبأت تحت لحافها . أقترب منها وأمسك يدها وطبع عليها قبلة وهي تنظر له بعينين ﻻ ترمشان . اقترب منها وعنقها بشفتيه فقالت له بأنها متعبة ومزاجها سيء واستدارت للجانب اﻵخر . تضايق لرفضها فهذه المرة اﻷولى التي تفعلها منذ زواجهما ، كانت دائما تنتظره واﻵن تصده . *****. خرج عماد من الشركة وتوجه إلى منزل والديه مباشرة ﻷن ريم لديها مناوبة في المستشفى وستعود صباح الغد . جلس مع أمه يشرب شاي النعناع حاولت أن تقنعه للمرة اﻷخيرة بخوض اﻻنتخابات البلدية فوالده سيدعمه بقوة فأكد لها بأن اﻷمر ﻻ يعنيه . تحدثا بشأن ريم وسفرها فقد وصلتها الموافقة من لندن لقضاء أربعة أشهر في أحد أهم وأكبر مستشفياتها وهي مصرة على السفر بعد شهر . قالت له أمه بحزم : - أنت زوجها وتستطيع منعها من السفر إذا أردت . قال باستخفاف : - هي مصرة على السفر .. سأدعها تسافر ﻷرتاح منها بعض الوقت . سكت للحظات وسألها عن نسرين فأجابته : - مع كاميليا وأمل .. تزوجتا ومازالتا تتصرفان كالسابق .. واحدة ﻻ يمانع زوجها بخروجها واﻷخرى زوجها يعمل بعيدا . مازال يريد معرفة المزيد عن كاميليا وأخبارها ، واستغل الفرصة فسأل أمه : - ومن هي من يغيب عنها زوجها .. كاميليا أم سماح . - كاميليا طبعا فسماح ليست هنا .. هي في أمريكا . وسألها بلهفة : - وكاميليا ؟ - زوجها يغيب أربعة أيام .. وخﻼلها تخرج وتفعل ما تريد . وسكتت للحظة ثم طلبت منه أن يحجز لها مع زوجة عمه تذاكر للسفر إلى إيران . رفع حاجبيه وهز رأسه موافقا وقال : - الليلة سأذهب لكتب السفريات وأحجز لكما.. "__________________ [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
أعلى