الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="شاعرة الليل" data-source="post: 1422632" data-attributes="member: 10362"><p>"</p><p></p><p>الفصل 31.</p><p></p><p></p><p>خرج عماد من المصنع ظهرا وتوجه للمستشفى حيث ترقد ريم فاليوم موعد خروجها . ستخرج لوحدها وسيبقى الطفل بين يدي اﻷطباء والممرضات . شعر بالضيق وهو يتذكر اتهامها بأنه السبب في وﻻدتها المبكرة ، وبأنها لن تسامحه لو أصاب الطفل مكروه . أوقف سيارته ودخل بأفكاره المضطربة . ذهب إلى مكتب شؤون المرضى ودفع فاتورة حساب الخاصة بريم والطفل حتى اليوم وصعد إلى الطابق الثاني وتوجه إلى الحضانة أوﻻ ليرى الطفل . وجد على حاله ، نائم على ظهره ونفس اﻷسﻼك واﻷنابيب وشاشة المراقبة متصلة به . شعر بالضيق والطبيب يخبره أن مستوى اﻷكسجين تناقص منذ الصباح . ذهب لغرفة ريم واقترب منها وقبل ما بين عينيها . قالت له وهي على وشك البكاء :</p><p>- ﻻ أتخيل نفسي بأني سأخرج من المستشفى وطفلي ليس معي .</p><p>ضمها إليه وبكت بحرقة على كتفه . قال لها :</p><p>- سيتحسن بمشيئة الله وسيكبر وسيخرج من المستشفى .</p><p>خرجا من الغرفة ، ومرا بالحضانة في طريقهما وأخبرتهما الممرضة بأنهما يستطيعان رؤيته في أي وقت يشاءان .</p><p></p><p>قاد عماد سيارته وريم بجانبه تبكي طوال الطريق من المستشفى إلى منزل والديها . طلبت من زوجها أن يصطحبها لزيارة الطفل مرتين يوميا فوافقها . تناول معها طعام الغذاء ثم جلس في الصالة بعد أن خلدت للراحة في الغرفة التي خصصتها أمها لها . أسند رأسه إلى الوراء وأغمض عينيه وهو يفكر بطفله الراقد في المستشفى . لم يختر له أسما بعد ولم يخطر بباله اﻷمر فقد كان مشغوﻻ بسﻼمته وصحته ، لم يفكر كأي أب إذا كان طفله يشبهه أو يشبه أمه . تنبه على دخول أمل وعصام إلى البيت وهما في غاية اﻻنسجام واﻻبتسامة تزين وجهيهما . تنهد وهو يفكر بهما فلم تربطهما عﻼقة حب قبل زواجهما إﻻ أنهما سعيدين . جلس عصام بجانبه وسأله عن الطفل وأخبره بما قاله الطبيب اليوم ، وما هي إﻻ لحظة حتى رن هاتفه الجوال . رد على المتصل وأخبره بأنه الطبيب المشرف على عﻼج الطفل ويريد أن يراه اﻵن . شعر بالقلق والخوف فنهض ليذهب إلى المستشفى وذهب عصام معه .</p><p>قاد سيارته بسرعة عالية ، وصل إلى المستشفى وقلبه ينبض بقوة ..</p><p>دخل بخطى سريعة ومر بحضانة اﻷطفال اﻷصحاء والعناية المتوسطة وأمام باب العناية المركزة استوقفه الطبيب قائﻼ :</p><p>- أهﻼ يا سيد عماد .</p><p>بلع ريقه وقال :</p><p>- خيرا يا دكتور .. هل طفلي بخير ؟</p><p>أعتذر منه الطبيب بأسف قبل أن يخبره بأن الطفل قد توفي قبل ساعة تقريبا ، وأحضرته الممرضة في مهد صغير . فغر فاه ونظر للطفل نظرة سريعة والعرق تجمع في جبينه وقال للطبيب :</p><p>- لماذا ؟.. ما الذي حصل ؟</p><p>- هبطت نسبة اﻷكسجين في دمه بشكل حاد ولم يستجيب للعﻼج أو لﻺنعاش الرئوي .</p><p>أقترب من الطفل ووجده ملفوف في قطعة قماش بيضاء مغمض العينين وهادئ في سﻼم تام ولم يكن بطنه يعلو ويهبط بسرعة .</p><p>أمسك عصام بكتفه وقال له مواسيا :</p><p>- ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله .. طفل صغير ومثواه الجنة .</p><p>ظل عماد يمعن النظر في وجه طفله الساكن كمﻼك صغير ودموعه تبلل قماطه اﻷبيض . شعر بأنه يحبه بشكل كبير وكأنه عاش معه لفترة طويلة وليست ثﻼثة أيام في المستشفى . مات طفله ولم يﻼعبه ولم يسمع بكاؤه ، ولم يراه يشرب الحليب ولم يحمله بين يديه . رفع رأسه والطبيب يطلب منه إنهاء اﻹجراءات الخاصة باستﻼم جثة الطفل وكم كان لهذه الكلمة وقع قاسي على مسمعه . عزاه عصام وطلب منه أن يتماسك عندما أحس بأن الدم أنسحب من وجهه وهو يتلقى الخبر . انحنى نحو المهد وراح يحدث الطفل بعتب :</p><p>- لماذا ﻻ تريد البقاء معي ومع أمك يا حبيبي .. أﻻ أستحقك ألهذا رحلت عني .. أبقى معي وسأكون والدا صالحا .</p><p>وألتفت لعصام وقال له وعينيه السوداويين غارقتين بالدموع :</p><p>- ماذا أقول لريم اﻵن ؟.. فهي لن تسامحني .. ماذا أقول لها ؟</p><p>- هذه مشيئة الله وأنت ﻻ ذنب لك بما حدث .</p><p>وأمام عينيه تم إرسال الطفل لثﻼجة الموتى وعليه ن يستلمه بعد أن ينتهي اﻹجراءات الخاصة به ويدفع فاتورة العﻼج . أسند ظهره على الجدار وأتصل بوالده وابن عمه وصديقه ليحضروا ويساعدوه في الدفن .</p><p>أودع طفله تحت طبقات التراب بجانب قبر شقيقه . بكى على القبر بحرقة وذكريات موت عﻼء ودفنه تطوف بباله . تذكر كيف بكى بحرقة ذلك اليوم يشعر بالشعور ذاته . يدفن طفله البالغ من العمر ثﻼثة أيام واﻷلم يعتصر قلبه وروحه ويفكر بريم وكيف سينتقل لها الخبر . تركها نائمة ﻻ تدري بما حصل ، وأصر أن يدفن الطفل دون أن تراه . دعاه والده للنهوض من القبر الصغير وطلب منه أن يتماسك . عانق والده وبكى على كتفه وهو يخبره بأنه يشعر بمرارة فقدان ابنه كما شعر هو عندما قتل عﻼء . أمسك به ماجد وأخذه إلى السيارة متوجهين إلى بيت عمته ليخبروا ريم بوفاة طفلها .</p><p>لم يبك عماد كما بكى اليوم . بكى عندما مات عﻼء ، وليلة زفاف كاميليا واليوم ترك طفله تحت التراب وﻻ يعرف إذا كان جائعا أو مريضا أو يشعر بالبرد أو الحر ، أودعه لرحمة رب العالمين ورحل . أغمض عينيه وهو جالس بجانب عصام الذي قاد سيارته بدﻻ عنه منذ خروجهما من المستشفى . شعر بمرارة وأخفى وجهه بين كفيه وبكى وعصام يطلب منه أن يتماسك . دخل منزل عمته ورأسه منكس وجسمه منهار وروحه متعبه ووجهه أصفر وبياض عينيه أصبح داميا . دخل الصالة مع والده وفيصل وعصام ووجد أمه وأختيه جالسات مع زوجة عمه وابنتيها يشربن القهوة وريم مستلقية على إحدى الكنبات متدثرة بلحاف خفيف بعد أن رفضت الجلوس في الغرفة التي أعدتها لها أمها وسرعان ما هبت له ريم بذعر وسألته :</p><p>- هل حدث ﻻبني شيء .. ما بك ؟</p><p>تنهد وهو يقترب منها فعرفت بغريزتها بأن مكروها أصابه فقالت له وهي تبكي :</p><p>- ﻻ تقل بأن طفلي مات .</p><p>هز رأسه وقال بألم :</p><p>- نعم .. توفي الطفل .</p><p>وأمام الجميع جلست على الرخام الصالة وهي تنتحب بقوة وتقول بحرقة :</p><p>- مات طفلي وأنت السبب .. لم أتمكن حتى من إرضاعه .</p><p>أقترب منها وحاول أن يضمها إليه فرفضت وصرخت به طالبة أن ﻻ يقترب منها وﻻ يلمسها فهو سبب موت الطفل . بلع ريقه وقال لها بانكسار :</p><p>- ﻻ ذنب لي فيما حصل يا ريم فهو طفلي أيضا .</p><p>شعر بالمرارة والندم لما حدث بينهما تلك الليلة فليته لم يتشاجر معها ولم يترك المنزل . كان مستعدا لفعل أي شيء ليتجنب هذا الموقف اﻷليم . نهضت أمه وأختيه يواسونه وعمته تحتضن أبنتها وتشاركها دموعها .</p><p>اقترب والده من ريم وقال لها :</p><p>- الله أخذ أمانته يا ابنتي وتلك مشيئته وحده .. أصبري وسيعوضك الله بأطفال آخرين فأنت صغيرة وتتمتعين بصحة جيدة .</p><p>كانت تبكي بشكل موجع وهي مكانها في وسط الصالة وعماد بعيد عنها ﻻ يستطيع أن ينظر لها . تكلمت من بين دموعها وسألت خالها :</p><p>- أين طفلي اﻵن ؟</p><p>- لقد دفناه يا ابنتي هو حوري صغير ومثواه الجنة .. وسيكون هذا الطفل رحمة لك ولوالده يوم القيامة ..</p><p>"</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="شاعرة الليل, post: 1422632, member: 10362"] " الفصل 31. خرج عماد من المصنع ظهرا وتوجه للمستشفى حيث ترقد ريم فاليوم موعد خروجها . ستخرج لوحدها وسيبقى الطفل بين يدي اﻷطباء والممرضات . شعر بالضيق وهو يتذكر اتهامها بأنه السبب في وﻻدتها المبكرة ، وبأنها لن تسامحه لو أصاب الطفل مكروه . أوقف سيارته ودخل بأفكاره المضطربة . ذهب إلى مكتب شؤون المرضى ودفع فاتورة حساب الخاصة بريم والطفل حتى اليوم وصعد إلى الطابق الثاني وتوجه إلى الحضانة أوﻻ ليرى الطفل . وجد على حاله ، نائم على ظهره ونفس اﻷسﻼك واﻷنابيب وشاشة المراقبة متصلة به . شعر بالضيق والطبيب يخبره أن مستوى اﻷكسجين تناقص منذ الصباح . ذهب لغرفة ريم واقترب منها وقبل ما بين عينيها . قالت له وهي على وشك البكاء : - ﻻ أتخيل نفسي بأني سأخرج من المستشفى وطفلي ليس معي . ضمها إليه وبكت بحرقة على كتفه . قال لها : - سيتحسن بمشيئة الله وسيكبر وسيخرج من المستشفى . خرجا من الغرفة ، ومرا بالحضانة في طريقهما وأخبرتهما الممرضة بأنهما يستطيعان رؤيته في أي وقت يشاءان . قاد عماد سيارته وريم بجانبه تبكي طوال الطريق من المستشفى إلى منزل والديها . طلبت من زوجها أن يصطحبها لزيارة الطفل مرتين يوميا فوافقها . تناول معها طعام الغذاء ثم جلس في الصالة بعد أن خلدت للراحة في الغرفة التي خصصتها أمها لها . أسند رأسه إلى الوراء وأغمض عينيه وهو يفكر بطفله الراقد في المستشفى . لم يختر له أسما بعد ولم يخطر بباله اﻷمر فقد كان مشغوﻻ بسﻼمته وصحته ، لم يفكر كأي أب إذا كان طفله يشبهه أو يشبه أمه . تنبه على دخول أمل وعصام إلى البيت وهما في غاية اﻻنسجام واﻻبتسامة تزين وجهيهما . تنهد وهو يفكر بهما فلم تربطهما عﻼقة حب قبل زواجهما إﻻ أنهما سعيدين . جلس عصام بجانبه وسأله عن الطفل وأخبره بما قاله الطبيب اليوم ، وما هي إﻻ لحظة حتى رن هاتفه الجوال . رد على المتصل وأخبره بأنه الطبيب المشرف على عﻼج الطفل ويريد أن يراه اﻵن . شعر بالقلق والخوف فنهض ليذهب إلى المستشفى وذهب عصام معه . قاد سيارته بسرعة عالية ، وصل إلى المستشفى وقلبه ينبض بقوة .. دخل بخطى سريعة ومر بحضانة اﻷطفال اﻷصحاء والعناية المتوسطة وأمام باب العناية المركزة استوقفه الطبيب قائﻼ : - أهﻼ يا سيد عماد . بلع ريقه وقال : - خيرا يا دكتور .. هل طفلي بخير ؟ أعتذر منه الطبيب بأسف قبل أن يخبره بأن الطفل قد توفي قبل ساعة تقريبا ، وأحضرته الممرضة في مهد صغير . فغر فاه ونظر للطفل نظرة سريعة والعرق تجمع في جبينه وقال للطبيب : - لماذا ؟.. ما الذي حصل ؟ - هبطت نسبة اﻷكسجين في دمه بشكل حاد ولم يستجيب للعﻼج أو لﻺنعاش الرئوي . أقترب من الطفل ووجده ملفوف في قطعة قماش بيضاء مغمض العينين وهادئ في سﻼم تام ولم يكن بطنه يعلو ويهبط بسرعة . أمسك عصام بكتفه وقال له مواسيا : - ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله .. طفل صغير ومثواه الجنة . ظل عماد يمعن النظر في وجه طفله الساكن كمﻼك صغير ودموعه تبلل قماطه اﻷبيض . شعر بأنه يحبه بشكل كبير وكأنه عاش معه لفترة طويلة وليست ثﻼثة أيام في المستشفى . مات طفله ولم يﻼعبه ولم يسمع بكاؤه ، ولم يراه يشرب الحليب ولم يحمله بين يديه . رفع رأسه والطبيب يطلب منه إنهاء اﻹجراءات الخاصة باستﻼم جثة الطفل وكم كان لهذه الكلمة وقع قاسي على مسمعه . عزاه عصام وطلب منه أن يتماسك عندما أحس بأن الدم أنسحب من وجهه وهو يتلقى الخبر . انحنى نحو المهد وراح يحدث الطفل بعتب : - لماذا ﻻ تريد البقاء معي ومع أمك يا حبيبي .. أﻻ أستحقك ألهذا رحلت عني .. أبقى معي وسأكون والدا صالحا . وألتفت لعصام وقال له وعينيه السوداويين غارقتين بالدموع : - ماذا أقول لريم اﻵن ؟.. فهي لن تسامحني .. ماذا أقول لها ؟ - هذه مشيئة الله وأنت ﻻ ذنب لك بما حدث . وأمام عينيه تم إرسال الطفل لثﻼجة الموتى وعليه ن يستلمه بعد أن ينتهي اﻹجراءات الخاصة به ويدفع فاتورة العﻼج . أسند ظهره على الجدار وأتصل بوالده وابن عمه وصديقه ليحضروا ويساعدوه في الدفن . أودع طفله تحت طبقات التراب بجانب قبر شقيقه . بكى على القبر بحرقة وذكريات موت عﻼء ودفنه تطوف بباله . تذكر كيف بكى بحرقة ذلك اليوم يشعر بالشعور ذاته . يدفن طفله البالغ من العمر ثﻼثة أيام واﻷلم يعتصر قلبه وروحه ويفكر بريم وكيف سينتقل لها الخبر . تركها نائمة ﻻ تدري بما حصل ، وأصر أن يدفن الطفل دون أن تراه . دعاه والده للنهوض من القبر الصغير وطلب منه أن يتماسك . عانق والده وبكى على كتفه وهو يخبره بأنه يشعر بمرارة فقدان ابنه كما شعر هو عندما قتل عﻼء . أمسك به ماجد وأخذه إلى السيارة متوجهين إلى بيت عمته ليخبروا ريم بوفاة طفلها . لم يبك عماد كما بكى اليوم . بكى عندما مات عﻼء ، وليلة زفاف كاميليا واليوم ترك طفله تحت التراب وﻻ يعرف إذا كان جائعا أو مريضا أو يشعر بالبرد أو الحر ، أودعه لرحمة رب العالمين ورحل . أغمض عينيه وهو جالس بجانب عصام الذي قاد سيارته بدﻻ عنه منذ خروجهما من المستشفى . شعر بمرارة وأخفى وجهه بين كفيه وبكى وعصام يطلب منه أن يتماسك . دخل منزل عمته ورأسه منكس وجسمه منهار وروحه متعبه ووجهه أصفر وبياض عينيه أصبح داميا . دخل الصالة مع والده وفيصل وعصام ووجد أمه وأختيه جالسات مع زوجة عمه وابنتيها يشربن القهوة وريم مستلقية على إحدى الكنبات متدثرة بلحاف خفيف بعد أن رفضت الجلوس في الغرفة التي أعدتها لها أمها وسرعان ما هبت له ريم بذعر وسألته : - هل حدث ﻻبني شيء .. ما بك ؟ تنهد وهو يقترب منها فعرفت بغريزتها بأن مكروها أصابه فقالت له وهي تبكي : - ﻻ تقل بأن طفلي مات . هز رأسه وقال بألم : - نعم .. توفي الطفل . وأمام الجميع جلست على الرخام الصالة وهي تنتحب بقوة وتقول بحرقة : - مات طفلي وأنت السبب .. لم أتمكن حتى من إرضاعه . أقترب منها وحاول أن يضمها إليه فرفضت وصرخت به طالبة أن ﻻ يقترب منها وﻻ يلمسها فهو سبب موت الطفل . بلع ريقه وقال لها بانكسار : - ﻻ ذنب لي فيما حصل يا ريم فهو طفلي أيضا . شعر بالمرارة والندم لما حدث بينهما تلك الليلة فليته لم يتشاجر معها ولم يترك المنزل . كان مستعدا لفعل أي شيء ليتجنب هذا الموقف اﻷليم . نهضت أمه وأختيه يواسونه وعمته تحتضن أبنتها وتشاركها دموعها . اقترب والده من ريم وقال لها : - الله أخذ أمانته يا ابنتي وتلك مشيئته وحده .. أصبري وسيعوضك الله بأطفال آخرين فأنت صغيرة وتتمتعين بصحة جيدة . كانت تبكي بشكل موجع وهي مكانها في وسط الصالة وعماد بعيد عنها ﻻ يستطيع أن ينظر لها . تكلمت من بين دموعها وسألت خالها : - أين طفلي اﻵن ؟ - لقد دفناه يا ابنتي هو حوري صغير ومثواه الجنة .. وسيكون هذا الطفل رحمة لك ولوالده يوم القيامة .. " [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
أعلى