الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="شاعرة الليل" data-source="post: 1421063" data-attributes="member: 10362"><p>"</p><p>الفصل 26.</p><p></p><p></p><p>وقفت أمام المرآة تلقي على نفسها النظرة اﻷخيرة قبل أن تخرج من البيت متجهة إلى الفندق حيث يقام زفاف عماد . رشت المزيد من نفحات عطر " ألور" الذي استخدمته للمرة اﻷولى عندما أهداها إياه ، ومن يومها أصبح عطرها المفضل . وضعت اللمسات اﻷخيرة على شعرها وماكياجها وهي تشعر بألم يعتصر قلبها وتتخيله مع زوجته المتعجرفة . أحست باﻷلم يصل إلى رأسها وفكرت بالتراجع عن الذهاب فهي تخشى أن يغمى عليها إذا رأته ، ولكنها ﻻ تستطيع فنسرين وأمل صديقتيها وﻻ تستطيع التخلف عن الذهاب . كانت على وشك البكاء عندما أحست بدوار فجلست على اﻷريكة المجاورة لسريرها وناصر يفتح عليها باب الغرفة ويقول لها بلهجة غير موزونة عرفت من خﻼلها بأنه أسرف في الشرب قليﻼ :</p><p>- تتأنقين من أجل الزفاف وأنا تتجاهليني .</p><p>تأففت وراحت ترتدي عباءتها بصمت ، فقال لها :</p><p>- ﻻ تخلعي عباءتك في الفندق ففستانك يكشف أكثر مما يستر .. ألم تجدي غيره .. سيصورونكِ في الفندق وعندها تكون الفضيحة فلقد رأيت بنفسي نصف فتيات البلد .</p><p>نفذ صبرها فقالت له بغضب :</p><p>- أوﻻ المﻼبس المكشوفة والتي تظهرني مثيرة تعجبني وأحب ارتداءها .. وثانيا ﻻ شأن لك بي فمن تظن نفسك ؟</p><p>ضحك وهو يقترب منها وقال :</p><p>- أنا زوجك ولي الحق بمنعك من لبس هذا الفستان العاري .</p><p>صرخت به قائلة :</p><p>- وأنت تعرف بأني تزوجتك رغما عني .. فعلت المستحيل لتﻼفي هذه المصيبة ولكن دون جدوى ..أنا أكرهك وﻻ أتحمل البقاء معك ..أنت ﻻ تحترمني وأصبحت تأتي إلى المنزل والسكر أفقدك توازنك .. طلقني ودعني أعيش بهدوء .. عليك أن تفهم بأنك تعيش مع امرأة أجبرها أبوها على الزواج بك باﻹكراه .</p><p>غضب ناصر لكﻼمها واقترب منها وأمسك بذراعها بيد ، وجهها باليد اﻷخرى وقال لها وعينيه ستخرجان من محجرهما :</p><p>- ﻻ تحسبي فشلي في معاشرتك دليﻼ على ضعفي .. لن أطلقك يا غبية .. ولو علم أحد بما جرى بيننا سأقطع لسانك ..</p><p>وتغيرت نبرة صوته وهو يعيد على مسامعها بتهديد بأن ما يحدث في غرفة النوم يبقى فيها . شعرت بالخوف أكثر وهو يقول لها :</p><p>- أذهبي مع أهلك إلى العرس وعودي معهم .. والليلة لنا موعد جديد .</p><p>وطلب منها أن تعطي وجهها المزين عندما تخرج ، فردت عليه بحدة :</p><p>- ﻻ شأنك لك بي .</p><p>جلست تنتظر أمها وأختيها لتذهب معهن إلى زفاف حبيبها ، شعرت بالحاجة ماسة للبكاء بقوة ، ولكن وصول أمها وأختها أنقذها.</p><p>دخلت القاعة المزينة بالورود والشموع ، وصوت الموسيقى يصدح بفرح وطرب ، ورائحة البخور تعطر المكان . خلعت عباءتها ونظرت إلى نفسها في المرآة . بدت جميلة ومثيرة وتعيسة وتشعر بغصة تكتمها في قلبها رغما عنها ، فلقد أوصت قلبها بالصبر والتحمل . فهذا الحفل الذي تحضره ليس كباقي الحفﻼت ، هذا حفل زفاف عماد . سلمت وباركت على أمه وعمته ، وندى ونسرين وبقية أفراد العائلة واختارت لها مقعدا مع أمها وأختيها على إحدى الطاوﻻت اﻷمامية . كان كل شيء يدل على الرفاهية والترف ، الطاوﻻت مزينة بمفارش راقية وورود ملونة وشموع ، والمضيفات يوزعن الهدايا التذكارية والشوكﻼتة الفاخرة على المدعوات .</p><p></p><p>جلست تراقب نسرين وأمل وهما ترقصان ، وجاءت أم عماد تدعوها إلى الرقص معهما ، فاعتذرت منها بحجة كونها عروس جديدة أيضا . ظلت شاردة حتى جاءت من تحمل أسم حبيبها اﻵن ، جاءت من ستكون زوجته وستعيش معه تحت سقف واحد ابتداء من الليلة . ستسكن في البيت التي هي صممته وفرضت ذوقها في اﻷثاث واﻷلوان . هي زوجته اﻵن وستعطيه كل شيء لتكسب حبه فهو يستحق . تنهدت بأسى والمتعجرفة ريم تقترب أكثر وتجلس على المنصة الفخمة ، والجميع يعانقها ويهنئها .</p><p></p><p>رقص الجميع على أنغام الموسيقى والغناء ورقصت ريم بسرور مع صديقاتها وقريباتها . لم تتحرك كاميليا من مكانها وظلت تشرب العصير وتراقبهن بألم ، فهن يرقصون فرحا لزواج عماد وريم ، ونهاية سعادتها هي . يرقصن على جرحها وألمها وتعاستها . أحست بأن نار تعتمل في قلبها وكلما مر الوقت زاد الجمر اشتعاﻻ . في الواحدة والنصف فجرا أعلن بأن عماد سيدخل القاعة .إرتعشت أوصالها ورجف قلبها .إرتدت عباءتها ولفت على رأسها حجابها وتنقبت ولم تظهر غير عينيها . لم تكن تريده أن يراها في حفل زواجه فيتجاهلها . وستكتفي برؤيته مع عروسه دون أن يراها أو يميزها . دقائق وعماد بكل وسامته وجاذبيته وثقته بنفسه يقف عند البوابة وأمه وأختيه وقريباته خلفه ، لم تصدق عينيها فهو يبدو أنيقا وهو يرتدي الثوب والغترة ويضع البشت اﻷسود على كتفيه . كان يمشي الهوينى وريم واقفة على المنصة تنتظره وعينيها عليه وابتسامة السعادة تعلو وجهها .</p><p></p><p>انحدرت الدموع من عيني كاميليا العسليتين ، ولم تستطيع التحمل أكثر وحبيبها يقترب من زوجته ويقبل رأسها أمام الناس ويجلس بجانبها . الرجل الذي كانت تحلم به والذي وعدت نفسها بأن يكون لها ، أصبح لغيرها اﻵن ناسيا كل شيء كان بينهما . كانت قريبه منه ، وبعيدة في نفس الوقت . لمحت خاتمه الفضي بفصه الياقوتي الجميل وتحسست خاتمها الذي أهداها إياه ليوصل مشاعرها به والدموع تتساقط من عينيها العسليتين بكل حسرة . كان الرقص دائر على أشده نهضت من مقعدها وطلبت من السائق الذي ينتظرهن بالخارج إعادتها إلى المنزل . لم تكن قادرة على الصمود أكثر وعينيها تدمع وقلبها يعتصر من اﻷلم . وطوال الطريق من الخبر إلى حي الجزيرة كانت تبكي بحسرة وألم وتتذكر كﻼم عماد ووعوده ، وورود الكاميليا البيضاء وزجاجات عطر "ألور " المتراكمة في خزانتها . كيف تمكن من نسيان حبها بسهولة وكأنه لم يحبها ولم يعرفها يوما .</p><p></p><p>دخلت المنزل بدموعها ، ارتمت على سريرها وبكت بحرقة بالغة ، وصورة عماد ووعوده وكﻼمه تمر في ذاكرتها وتعذبها . رائحة " ألور " والياقوت اﻷحمر جعﻼها تبكي كما لم تبك قبﻼ في حياتها . أفرغت ما في قلبها من ألم ودموع وقهر . ﻻبد أنه نسيها ليتمكن من اﻻبتسام أمام زوجته بكل الفرح الظاهر عليه. هو لم يحبه أصﻼ لكي يتذكرها ، كان كاذبا ووغدا وسافﻼ كبقية الشباب . دخلت إلى الحمام ومﻸت المغطس بالماء الدافئ وسكبت فيه علبة الرغوة بكاملها . بقيت لبعض الوقت حتى هدأت نفسها قليﻼ وهي تحاول منع نفسها من التفكير بعماد وما يفعله اﻵن مع زوجته .</p><p></p><p>شعرت بالقليل من الراحة وهي تمسح زيت الشاي اﻷخضر على بشرة جسمها . ارتدت مﻼبسها وجلست على اﻷريكة وهي مازالت تفكر به .كانت تشعر بيأس كبير لذا نهضت لتخرج علبة سجائر خاصة بناصر . كانت مستعدة لفعل أي شيء لترتاح وتنسى عماد . أشعلت سيجارة وبدأت تسحب نفسا قويا تلو اﻵخر وبالمقابل تسعل بقوة . كانت تفكر بعماد وكيف سيقضي ليلته مع زوجته . شعرت بأنها ستختنق فأطفأت السيجارة ونهضت إلى المطبخ . ابتلعت قرصين مسكنين وعادت لغرفتها استلقت على السرير لتفكير بعماد من جديد .</p><p></p><p>********.</p><p></p><p>استيقظت ريم من نومها ظهرا بينما ﻻ يزال عماد نائما . استحمت وهي تفكر بتصرفه معها البارحة ، لماذا تصرف معها بﻼ مباﻻة ؟ . تجاهلها في ليلة زفافها ، لم يقترب منها ولم يبح لها بحبه وأشواقه ولهفته ولو كاذبا ، لم يجاملها ولم يداعبها ولم يقبلها كأي عروسين ، كانت ليلتهما باردة . إرتدت ثوبا قصيرا ومكشوفا ، واقتربت منه وأريج عطرها يسبقها . أيقظته من نومه ، فنهض بصمت واستحم بسرعة وارتدى مﻼبسه ، وعندما خرج من غرفة النوم وجدها جالسة في الحديقة الداخلية أمام بركة السباحة . جلس بقربها وسألها :</p><p>- هل أنت جائعة ؟</p><p>- ليس كثيرا .</p><p>دعاها لتناول الغذاء في المطعم اللبناني وبعدها يذهبا لمنزل والديه فوافقته وطلبت منه أن تذهب لمنزل والديها أيضا . نهض ومد لها يده ، كانت سعيدة ﻷنه أمسك بيدها ومشى معها لغرفتهما وانتظرها حتى ترتدي عباءتها وتأخذ حقيبتها ، فهذه أول مرة يفعل ذلك منذ عقد قرانهما ، حتى عندما خرجا من الفندق بعد نهاية الزفاف لم يمسك بيدها كأي عروسين .</p><p>وصﻼ إلى المطعم بعد ساعة من الصمت ، قضياها في السيارة من القطيف إلى الخبر . جلسا متقابلين واختار ما سيأكﻼن . وأثناء انتظارهما للطعام ، تذكر كاميليا وصوتها وضحكاتها وعينيها وحبة الخال في زاوية فمها . أحس بأنه يحبها أكثر من الماضي ، ربما ﻷنها بعيدة عنه ومتزوجة من أخر . تذكر ليلة البارحة بكل رفاهيتها وبهجتها بالنسبة للجميع سواه . تنبه على آهة حزينة أطلقتها ريم من قلبها ، قالت له :</p><p>- ما بك ؟.. ولماذا هذا الضيق البادي على وجهك المتجهم .</p><p>سكت للحظات وهو يستشعر غضبها منه وكأنها تقرأ بحدسها بأنه مشغول عنها ويفكر بامرأة أخرى في اليوم الثاني لزفافها ، قال لها :</p><p>- أشعر باﻹرهاق .</p><p>وسكت للحظة ثم سألها :</p><p>- متى ستعودين إلى العمل في المستشفى ؟</p><p>تضايقت أكثر لسؤاله فقالت له :</p><p>- ألم تجد ما تحدثني به غير العمل .. أنا في أجازة لمدة شهر ..</p><p>وقطع صوت النادل كﻼمها عندما جاء يطلب اﻷذن بوضع الطعام .</p><p></p><p>****************.</p><p></p><p>جلست ريم مع أمها في المطبخ بعيدا عن عماد الجالس في الصالة مع عصام وأمل ، واستشفت ضيق ابنتها ، فسألتها بقلق :</p><p>- لم تبدين حزينة ؟.. هل ضايقك عماد بشيء ؟</p><p>نزلت دموعها من عينيها وقالت :</p><p>- تجاهلني البارحة .. أحسه حزينا وشاردا ومهموما .. لقد تعودت على قلة كﻼمه وجديته الزائدة منذ عقد قراننا .. ولكنه أزعجني بعدم اهتمامه بي ..</p><p>وسألته أمها :</p><p>ألم يقترب منك ؟</p><p>سكتت وهي تشعر باﻹحراج ، فعاودت أمها الكﻼم :</p><p>- ﻻ تكوني محرجة ... هل أقترب منك البارحة أو اليوم كزوج ؟</p><p>هزت رأسها نافية ، وقالت :</p><p>- هو لم يبارك لي الزواج كحد أدنى .. ذهبت لغرفة المﻼبس ﻷخلع فستاني وعندما عدت للغرفة وجدته مستلقيا على السرير يتظاهر بالنوم ..</p><p>طلبت منها أن تنتظره ليومين ودعتها لشد انتباهه :</p><p>- تدللي عليه وارتدي المﻼبس المثيرة وحاولي أن تكوني قريبه منه .</p><p>وسكتت للحظة ثم قالت :</p><p>- عصام كان منسجما مع أمل في فترة الخطوبة وأنهيا أمورهما منذ الليلة اﻷولى .</p><p></p><p>أنهت ريم حديثها مع أمها وتوجهتا للصالة حيث يجلس عماد مع عصام وأمل ، واندهشت عندما رأت زوجها يضحك مع أمل بتلقائية وراحة دون تكلف كما يتحدث معها . جلست مع أمل تتحدثان في ترتيبات احتفال اليوم الثالث للزواج الذي ستقيمه سميرة ، وستقيم عشاءا دعت إليه النساء الﻼتي لم تدعوهن في الفندق ﻷنهن لم يكن بالمستوى النخبوي المطلوب .</p><p></p><p>"</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="شاعرة الليل, post: 1421063, member: 10362"] " الفصل 26. وقفت أمام المرآة تلقي على نفسها النظرة اﻷخيرة قبل أن تخرج من البيت متجهة إلى الفندق حيث يقام زفاف عماد . رشت المزيد من نفحات عطر " ألور" الذي استخدمته للمرة اﻷولى عندما أهداها إياه ، ومن يومها أصبح عطرها المفضل . وضعت اللمسات اﻷخيرة على شعرها وماكياجها وهي تشعر بألم يعتصر قلبها وتتخيله مع زوجته المتعجرفة . أحست باﻷلم يصل إلى رأسها وفكرت بالتراجع عن الذهاب فهي تخشى أن يغمى عليها إذا رأته ، ولكنها ﻻ تستطيع فنسرين وأمل صديقتيها وﻻ تستطيع التخلف عن الذهاب . كانت على وشك البكاء عندما أحست بدوار فجلست على اﻷريكة المجاورة لسريرها وناصر يفتح عليها باب الغرفة ويقول لها بلهجة غير موزونة عرفت من خﻼلها بأنه أسرف في الشرب قليﻼ : - تتأنقين من أجل الزفاف وأنا تتجاهليني . تأففت وراحت ترتدي عباءتها بصمت ، فقال لها : - ﻻ تخلعي عباءتك في الفندق ففستانك يكشف أكثر مما يستر .. ألم تجدي غيره .. سيصورونكِ في الفندق وعندها تكون الفضيحة فلقد رأيت بنفسي نصف فتيات البلد . نفذ صبرها فقالت له بغضب : - أوﻻ المﻼبس المكشوفة والتي تظهرني مثيرة تعجبني وأحب ارتداءها .. وثانيا ﻻ شأن لك بي فمن تظن نفسك ؟ ضحك وهو يقترب منها وقال : - أنا زوجك ولي الحق بمنعك من لبس هذا الفستان العاري . صرخت به قائلة : - وأنت تعرف بأني تزوجتك رغما عني .. فعلت المستحيل لتﻼفي هذه المصيبة ولكن دون جدوى ..أنا أكرهك وﻻ أتحمل البقاء معك ..أنت ﻻ تحترمني وأصبحت تأتي إلى المنزل والسكر أفقدك توازنك .. طلقني ودعني أعيش بهدوء .. عليك أن تفهم بأنك تعيش مع امرأة أجبرها أبوها على الزواج بك باﻹكراه . غضب ناصر لكﻼمها واقترب منها وأمسك بذراعها بيد ، وجهها باليد اﻷخرى وقال لها وعينيه ستخرجان من محجرهما : - ﻻ تحسبي فشلي في معاشرتك دليﻼ على ضعفي .. لن أطلقك يا غبية .. ولو علم أحد بما جرى بيننا سأقطع لسانك .. وتغيرت نبرة صوته وهو يعيد على مسامعها بتهديد بأن ما يحدث في غرفة النوم يبقى فيها . شعرت بالخوف أكثر وهو يقول لها : - أذهبي مع أهلك إلى العرس وعودي معهم .. والليلة لنا موعد جديد . وطلب منها أن تعطي وجهها المزين عندما تخرج ، فردت عليه بحدة : - ﻻ شأنك لك بي . جلست تنتظر أمها وأختيها لتذهب معهن إلى زفاف حبيبها ، شعرت بالحاجة ماسة للبكاء بقوة ، ولكن وصول أمها وأختها أنقذها. دخلت القاعة المزينة بالورود والشموع ، وصوت الموسيقى يصدح بفرح وطرب ، ورائحة البخور تعطر المكان . خلعت عباءتها ونظرت إلى نفسها في المرآة . بدت جميلة ومثيرة وتعيسة وتشعر بغصة تكتمها في قلبها رغما عنها ، فلقد أوصت قلبها بالصبر والتحمل . فهذا الحفل الذي تحضره ليس كباقي الحفﻼت ، هذا حفل زفاف عماد . سلمت وباركت على أمه وعمته ، وندى ونسرين وبقية أفراد العائلة واختارت لها مقعدا مع أمها وأختيها على إحدى الطاوﻻت اﻷمامية . كان كل شيء يدل على الرفاهية والترف ، الطاوﻻت مزينة بمفارش راقية وورود ملونة وشموع ، والمضيفات يوزعن الهدايا التذكارية والشوكﻼتة الفاخرة على المدعوات . جلست تراقب نسرين وأمل وهما ترقصان ، وجاءت أم عماد تدعوها إلى الرقص معهما ، فاعتذرت منها بحجة كونها عروس جديدة أيضا . ظلت شاردة حتى جاءت من تحمل أسم حبيبها اﻵن ، جاءت من ستكون زوجته وستعيش معه تحت سقف واحد ابتداء من الليلة . ستسكن في البيت التي هي صممته وفرضت ذوقها في اﻷثاث واﻷلوان . هي زوجته اﻵن وستعطيه كل شيء لتكسب حبه فهو يستحق . تنهدت بأسى والمتعجرفة ريم تقترب أكثر وتجلس على المنصة الفخمة ، والجميع يعانقها ويهنئها . رقص الجميع على أنغام الموسيقى والغناء ورقصت ريم بسرور مع صديقاتها وقريباتها . لم تتحرك كاميليا من مكانها وظلت تشرب العصير وتراقبهن بألم ، فهن يرقصون فرحا لزواج عماد وريم ، ونهاية سعادتها هي . يرقصن على جرحها وألمها وتعاستها . أحست بأن نار تعتمل في قلبها وكلما مر الوقت زاد الجمر اشتعاﻻ . في الواحدة والنصف فجرا أعلن بأن عماد سيدخل القاعة .إرتعشت أوصالها ورجف قلبها .إرتدت عباءتها ولفت على رأسها حجابها وتنقبت ولم تظهر غير عينيها . لم تكن تريده أن يراها في حفل زواجه فيتجاهلها . وستكتفي برؤيته مع عروسه دون أن يراها أو يميزها . دقائق وعماد بكل وسامته وجاذبيته وثقته بنفسه يقف عند البوابة وأمه وأختيه وقريباته خلفه ، لم تصدق عينيها فهو يبدو أنيقا وهو يرتدي الثوب والغترة ويضع البشت اﻷسود على كتفيه . كان يمشي الهوينى وريم واقفة على المنصة تنتظره وعينيها عليه وابتسامة السعادة تعلو وجهها . انحدرت الدموع من عيني كاميليا العسليتين ، ولم تستطيع التحمل أكثر وحبيبها يقترب من زوجته ويقبل رأسها أمام الناس ويجلس بجانبها . الرجل الذي كانت تحلم به والذي وعدت نفسها بأن يكون لها ، أصبح لغيرها اﻵن ناسيا كل شيء كان بينهما . كانت قريبه منه ، وبعيدة في نفس الوقت . لمحت خاتمه الفضي بفصه الياقوتي الجميل وتحسست خاتمها الذي أهداها إياه ليوصل مشاعرها به والدموع تتساقط من عينيها العسليتين بكل حسرة . كان الرقص دائر على أشده نهضت من مقعدها وطلبت من السائق الذي ينتظرهن بالخارج إعادتها إلى المنزل . لم تكن قادرة على الصمود أكثر وعينيها تدمع وقلبها يعتصر من اﻷلم . وطوال الطريق من الخبر إلى حي الجزيرة كانت تبكي بحسرة وألم وتتذكر كﻼم عماد ووعوده ، وورود الكاميليا البيضاء وزجاجات عطر "ألور " المتراكمة في خزانتها . كيف تمكن من نسيان حبها بسهولة وكأنه لم يحبها ولم يعرفها يوما . دخلت المنزل بدموعها ، ارتمت على سريرها وبكت بحرقة بالغة ، وصورة عماد ووعوده وكﻼمه تمر في ذاكرتها وتعذبها . رائحة " ألور " والياقوت اﻷحمر جعﻼها تبكي كما لم تبك قبﻼ في حياتها . أفرغت ما في قلبها من ألم ودموع وقهر . ﻻبد أنه نسيها ليتمكن من اﻻبتسام أمام زوجته بكل الفرح الظاهر عليه. هو لم يحبه أصﻼ لكي يتذكرها ، كان كاذبا ووغدا وسافﻼ كبقية الشباب . دخلت إلى الحمام ومﻸت المغطس بالماء الدافئ وسكبت فيه علبة الرغوة بكاملها . بقيت لبعض الوقت حتى هدأت نفسها قليﻼ وهي تحاول منع نفسها من التفكير بعماد وما يفعله اﻵن مع زوجته . شعرت بالقليل من الراحة وهي تمسح زيت الشاي اﻷخضر على بشرة جسمها . ارتدت مﻼبسها وجلست على اﻷريكة وهي مازالت تفكر به .كانت تشعر بيأس كبير لذا نهضت لتخرج علبة سجائر خاصة بناصر . كانت مستعدة لفعل أي شيء لترتاح وتنسى عماد . أشعلت سيجارة وبدأت تسحب نفسا قويا تلو اﻵخر وبالمقابل تسعل بقوة . كانت تفكر بعماد وكيف سيقضي ليلته مع زوجته . شعرت بأنها ستختنق فأطفأت السيجارة ونهضت إلى المطبخ . ابتلعت قرصين مسكنين وعادت لغرفتها استلقت على السرير لتفكير بعماد من جديد . ********. استيقظت ريم من نومها ظهرا بينما ﻻ يزال عماد نائما . استحمت وهي تفكر بتصرفه معها البارحة ، لماذا تصرف معها بﻼ مباﻻة ؟ . تجاهلها في ليلة زفافها ، لم يقترب منها ولم يبح لها بحبه وأشواقه ولهفته ولو كاذبا ، لم يجاملها ولم يداعبها ولم يقبلها كأي عروسين ، كانت ليلتهما باردة . إرتدت ثوبا قصيرا ومكشوفا ، واقتربت منه وأريج عطرها يسبقها . أيقظته من نومه ، فنهض بصمت واستحم بسرعة وارتدى مﻼبسه ، وعندما خرج من غرفة النوم وجدها جالسة في الحديقة الداخلية أمام بركة السباحة . جلس بقربها وسألها : - هل أنت جائعة ؟ - ليس كثيرا . دعاها لتناول الغذاء في المطعم اللبناني وبعدها يذهبا لمنزل والديه فوافقته وطلبت منه أن تذهب لمنزل والديها أيضا . نهض ومد لها يده ، كانت سعيدة ﻷنه أمسك بيدها ومشى معها لغرفتهما وانتظرها حتى ترتدي عباءتها وتأخذ حقيبتها ، فهذه أول مرة يفعل ذلك منذ عقد قرانهما ، حتى عندما خرجا من الفندق بعد نهاية الزفاف لم يمسك بيدها كأي عروسين . وصﻼ إلى المطعم بعد ساعة من الصمت ، قضياها في السيارة من القطيف إلى الخبر . جلسا متقابلين واختار ما سيأكﻼن . وأثناء انتظارهما للطعام ، تذكر كاميليا وصوتها وضحكاتها وعينيها وحبة الخال في زاوية فمها . أحس بأنه يحبها أكثر من الماضي ، ربما ﻷنها بعيدة عنه ومتزوجة من أخر . تذكر ليلة البارحة بكل رفاهيتها وبهجتها بالنسبة للجميع سواه . تنبه على آهة حزينة أطلقتها ريم من قلبها ، قالت له : - ما بك ؟.. ولماذا هذا الضيق البادي على وجهك المتجهم . سكت للحظات وهو يستشعر غضبها منه وكأنها تقرأ بحدسها بأنه مشغول عنها ويفكر بامرأة أخرى في اليوم الثاني لزفافها ، قال لها : - أشعر باﻹرهاق . وسكت للحظة ثم سألها : - متى ستعودين إلى العمل في المستشفى ؟ تضايقت أكثر لسؤاله فقالت له : - ألم تجد ما تحدثني به غير العمل .. أنا في أجازة لمدة شهر .. وقطع صوت النادل كﻼمها عندما جاء يطلب اﻷذن بوضع الطعام . ****************. جلست ريم مع أمها في المطبخ بعيدا عن عماد الجالس في الصالة مع عصام وأمل ، واستشفت ضيق ابنتها ، فسألتها بقلق : - لم تبدين حزينة ؟.. هل ضايقك عماد بشيء ؟ نزلت دموعها من عينيها وقالت : - تجاهلني البارحة .. أحسه حزينا وشاردا ومهموما .. لقد تعودت على قلة كﻼمه وجديته الزائدة منذ عقد قراننا .. ولكنه أزعجني بعدم اهتمامه بي .. وسألته أمها : ألم يقترب منك ؟ سكتت وهي تشعر باﻹحراج ، فعاودت أمها الكﻼم : - ﻻ تكوني محرجة ... هل أقترب منك البارحة أو اليوم كزوج ؟ هزت رأسها نافية ، وقالت : - هو لم يبارك لي الزواج كحد أدنى .. ذهبت لغرفة المﻼبس ﻷخلع فستاني وعندما عدت للغرفة وجدته مستلقيا على السرير يتظاهر بالنوم .. طلبت منها أن تنتظره ليومين ودعتها لشد انتباهه : - تدللي عليه وارتدي المﻼبس المثيرة وحاولي أن تكوني قريبه منه . وسكتت للحظة ثم قالت : - عصام كان منسجما مع أمل في فترة الخطوبة وأنهيا أمورهما منذ الليلة اﻷولى . أنهت ريم حديثها مع أمها وتوجهتا للصالة حيث يجلس عماد مع عصام وأمل ، واندهشت عندما رأت زوجها يضحك مع أمل بتلقائية وراحة دون تكلف كما يتحدث معها . جلست مع أمل تتحدثان في ترتيبات احتفال اليوم الثالث للزواج الذي ستقيمه سميرة ، وستقيم عشاءا دعت إليه النساء الﻼتي لم تدعوهن في الفندق ﻷنهن لم يكن بالمستوى النخبوي المطلوب . " [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
أعلى