الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="شاعرة الليل" data-source="post: 1420972" data-attributes="member: 10362"><p>.</p><p>"""</p><p></p><p>الفصل 25</p><p></p><p>استيقظت كاميليا من نومها ولم ترى ناصر في الغرفة . غسلت وجهها وبدلت مﻼبسها ونزلت الدرج ببطء متوجهة إلى المطبخ ، وهناك وجدته يجلس على الطاولة ويأكل فطوره ، قال لها :</p><p>- تعالي لتأكلي معي .. لقد طلبت من الخادمة أن تعد لنا الفطور .</p><p>عبست وجهها وقالت :</p><p>- ﻻ أريد .. سأشرب الكوﻻ فقط .</p><p>كان يراقبها بعينيه وهي تسكب لها الكوﻻ وتجلس بعيدة عنه ، فأقترب منها وأمسك بكتفها وقال :</p><p>- مرت ثﻼثة أيام على زواجنا وأنت لم تسمحين لي باﻻقتراب منك وممارسة حقي الزوجي ..لماذا هذا الدﻻل يا حلوتي ؟</p><p>استمرت بشرب الكوﻻ وكأنها لم تسمعه ، فاقترب منها أكثر وقبل وجنتها ، وعندما انزعجت منه وقالت له :</p><p>- ﻻ تتكلم معي بهذه الطريقة الرخيصة .. وابتعد عني فأنا متعبة .</p><p>ضحك بقوة وقال :</p><p>- اعلمي بأني سأذبح القطة الليلة .</p><p>وعاد للضحك وهو يبتعد عنها .أحست بالقرف منه وآلمتها معدتها ، ورغما عنها جاءت صورة عماد أمامها برقته ولباقته وسحره . حاولت تفادي التفكير به فبدأت تشغل نفسها باﻻستعداد ﻻستقبال صديقاتها عصر اليوم وإعداد الضيافة بمساعدة الخادمة .</p><p></p><p>جلست في صالة المنزل ترحب بأمل ونسرين ، وأخذت راحتها معهما عندما خرج ناصر . أخبرتهما بكل ما حدث ، وبموضوع القطة التي سيذبحها الليلة . قالت لها أمل :</p><p>- حاولي أن تكسبيه لتعيشي بﻼ مشاكل .</p><p>بلغت ريقها وقالت بامتعاض :</p><p>- أنا أكرهه وﻻ أطيق النظر لوجهه .. كلما أستيقظ من النوم وأراه يصيبني بالغثيان لذا أشرب فنجان القهوة أو كأسا من الكوﻻ مباشرة .. يقول خالي سعيد بأنه يتردد على شقة مشبوهة في الخبر .</p><p>تنهدت وأكملت :</p><p>- ﻻ يوجد من هو أتعس مني على هذه اﻷرض .. لكن أفضل ما في هذا الزواج أنني سأتمكن من استقبال وزيارة ناهد وقتما أشاء.</p><p>قالت نسرين بجدية :</p><p>- اﻷهل يغمضون عين ويفتحون أخرى على ابن العم وابن الخال .. ومن المهين أن تعيش المرأة مع رجل مكرهة .. تبا لهذه التقاليد العائلية وصلنا للقرن الواحد والعشرون ومازال أبائنا يجبروننا على الزواج بمن ﻻ نريد .. أﻻ يوجد من ينقذنا من اﻷمراض اﻻجتماعية الوراثية .</p><p>تنهدت كاميليا بحسرة وألم ، وذرفت دموعا صادقة لتؤكد على كﻼمها ، فمسحت دموعها بصمت ، وأمل تهدئها :</p><p>- حاولي أن تتأقلمي مع وضعك الجديد .. وإﻻ ستصابين باكتئاب إن ظللت بالتفكير بزوجك ومساؤه وبالتنقيب عن ماضيه وأخطاءه .. حاولي العيش بأقل قدر من المشاكل وﻻ تزيدي التراكمات في نفسك .. ناصر قد يتغير ..أكثر الرجال لهم تجاربهم السوداء قبل الزواج .</p><p>أغمضت عينيها وقالت بمرارة :</p><p>- لو كان سيتغير لتغير مع زوجتيه السابقتين .. ذيل الكلب يبقى أعوجا وﻻ يعتدل .. وإذا كان عليّ فنهايتي هي الجنون.. تعاسة وتفكير متواصل .</p><p>وطلبت منها نسرين اﻻمتناع عن التفكير بحبيبها المجهول ، فحاولت منع نفسها من اﻹجهاش في البكاء وهي تقول :</p><p>- مازلت أفكر به .. مازلت أحبه برغم كل الذي فعله بي .. لقد كتبت له قصيدة عبر جريدة "اليوم " وأتمنى أن يقرأها ويشعر بالقليل من الكآبة التي أعيشها .</p><p>ووبختها نسرين قائلة :</p><p>- ولماذا ﻻ تتركيه في حاله وتتعقلي ..أنت امرأة متزوجة اﻵن .</p><p>زمت شفتيها وقالت بإصرار وهي تمسح دموعها :</p><p>- سأرسل له الرسائل ﻷنغص عليه حياته .</p><p>أرادت نسرين تغير مجرى الحديث فراحت تخبرهما :</p><p>- التقت أمي البارحة بسماح وأمها في حفل زفاف ابن جيراننا ..عادت من أمريكا ولم تتصل بنا .</p><p>لم تكن أمل مكترثة بسماح الناقمة على الدنيا والمجتمع الذي بسببه اضطرت ﻹلغاء حفل زواجها وقالت :</p><p>- لقد تغيرت منذ سفرها ولست حزينة عليها . وسنبقى نحن ثﻼث منذ طفولتنا وحتى نصبح عجائز .</p><p>لم تستطيع نسرين إخفاء تأثرها واندهاشها من تصرفات سماح وعدم اتصالها بهن عندما جاءت :</p><p>- مازلت مندهشة من تصرفاتها وكأنها تريد أن تنسى حياتها الماضية وتعيش من أجل زوجها فقط .</p><p>قالت كاميليا بتأثر :</p><p>- مخبولة ..والوقت كشف حقيقة صداقتها المؤقتة .. الوقت قادر على كشف الحقائق دائما .</p><p></p><p>*****.</p><p></p><p>دخل عماد غرفته مساءا ، نظر لوجهه في المرآة بسرعة . أحس بأن مﻼمح السعادة والرضا التي سكنت قسمات وجهه منذ تعرف بكاميليا قد زالت . بدل مﻼبسه وجلس على السرير وبدأ يقرأ الجريدة ، وعندما أتصل به ماجد رد عليه بملل وأعتذر عن الخروج معه ليﻼ ﻷي مكان . عاد إلى الجريدة وبدأ يقرأها إلى أن وصل إلى الصفحة الثقافية ،.</p><p></p><p>وزاوية (همسات من قلبي ).</p><p></p><p>"عيني لم تنساك بعد.</p><p>وقلبي لم ينساك بعد.</p><p>مازلت محفورا على عمري</p><p>مازالت مزروعا على جفني.</p><p>تشبه الريحان والياسمين</p><p>وأشجار العنب والتين.</p><p>جميل .. طاهر .. وشهي.</p><p>مازال أسمك مكتوب على جبيني.</p><p>ومرسوم بالوشم على كتفي.</p><p>وقلبك ينبض في قلبي.</p><p>ورائحتك تعطرني.</p><p>يا رجﻼ يسكن في قلبي "</p><p></p><p>كاميليا الناصر.</p><p>هذه الرسالة اﻷولى .. والبقية تأتي.</p><p></p><p>كاد قلبه أن يتوقف عندما رأى توقيع الكاتبة . تنهد بقوة وهو يقرأ هذا العتاب الموجه إليه في الجريدة ، وتساءل في نفسه ( إنها هي وهذا توقيعها ماذا تقصد كاميليا بهذا الكﻼم ؟ .. تريدني أن أتذكرها .. وهل تعتقد بأنني نسيتها ؟.. تريدني أن أتذكر بأني تخليت عنها وتحملني مسئولية فراقنا .. هذا ما تريده ) رن هاتفه الجوال ، وللحظة ظن بأنها المتصلة ، فأمسك بالهاتف بسرعة ورأى أسم ريم ظاهرا ، أجابها بملل وبرود:</p><p>- أهﻼ ريم .</p><p>- اتصلت ﻻطمأن عليك فأنت لم تتصل بي منذ اﻷمس .</p><p>- كنت مشغوﻻ .. هل تحتاجين إلى شيء ؟</p><p>دعته إلى زيارتها ومساعدتها في نقل ما تبقى لها من أغراض إلى منزلهما الزوجي . المنزل الذي أرادته كاميليا وساعدته في اختيار أثاثه وفرضت ذوقها فيه . أنهى حديثه معها وألقى نظرة على الجريدة وخبأها في درج مكتبه . جاءت أمه تعرض عليه مساعدته في تجميع ثيابه وأغراضه استعداد لنقلها إلى منزله الجديد ، لكنه طلب منها أن تقوم بذلك بمساعدة الخدم . دخل الحمام ليستحم وهو يشعر بالضيق ، خلع مﻼبسه ووقف تحت رشاش الماء وهو يفكر بكاميليا ، ﻻ بد أنه سعيدة مع زوجها وكتبت في الجريدة لتضايقه وتسخر منه . تبا لها ولليوم الذي سمع صوتها فيه وأحبها . خرج بسرعة وارتدى مﻼبسه ومشط شعره وتعطر ، وركب سيارته متجها لمنزل عمته ، وهو يستمع لفيروز ..</p><p></p><p>يا قمر أنا وياك صحبة من صغرنا.</p><p>حبينا قمرنا وعشنا أنا وياك.</p><p>وياما أنا وياك .. لونا سمانا وزرعنا هوانا.</p><p>يا قمر أنا وياك ..</p><p></p><p>جلس مع ريم وهي تتحدث معه ولم يسمع ما كانت تقول . كان شاردا ومشغوﻻ ، يفكر برسالة كاميليا . وبعد مدة من سرحان والسكوت المطبق طلبت منه نقل أغراضها إلى المنزل الجديد ، فذهبا سويا وفي صالة المنزل اﻷنيقة قرب تمثال برج إيفل قالت له ممازحة :</p><p>- أنت ديكتاتوري .</p><p>تفاجأ من كﻼمها وظل ساكتا ، فأردفت:</p><p>ﻷنك اخترت كل شيء في البيت وأثثته بالكامل ولم تترك لي شيئا . زم شفتيه ثم قال بفخر :</p><p>- أﻻ يعجبك المنزل ؟.. تصميمه مميز جدا ومهندس مختص أشرف على اﻷثاث والديكور ..</p><p>رفع رأسه إلى السقف وقال :</p><p>- ﻻ يوجد منزل في القطيف كلها أسقفه مزينة بلوحات رسمها فنان إيطالي .. العيش في هذا المنزل يجلب السعادة .</p><p>أومأت برأسها وقالت :</p><p>- البيت جميل ومترف .. واﻷهم من ذلك هو السعادة يا ابن خالي .</p><p>امتعض مما قالته وأكملت :</p><p>- إذا لم أكن سعيدة من صميم قلبي فالبيت ولوحاته وديكوراته ﻻ تعني لي شيئا ..وإذا كنت سعيدة فسأرى أسوأ البيوت قصرا جميﻼ .</p><p>أراد أن يقول لها بأنه لم يبني ويؤثث المنزل من أجلها ، فلقد بناه من أجل امرأة أخرى لكنه تراجع فما سيقوله سيؤذيها بالتأكيد وهي ﻻ ذنب لها .</p><p></p><p>**********</p><p>جلست كاميليا تشرب الكوﻻ أما شاشة التلفزيون تشاهد بعينين سارحتين وعقل مشغول وقلب وجل ، تفكر بعماد هل وصلته رسالتها في الجريدة . هل شعر بما تحسه وبعذابها ، قالت في سرها ( هو يقرأ الجريدة يوميا .. وﻻ بد أن الرسالة وصلت إليه وفهمها .. وربما لم يقرأها ﻻنشغاله بموعد زفافه .. تبا له وﻻبنة عمته المتعجرفة التي سيتزوجها .. سأذهب ﻷراه وهو بجانبها .. سأرى عينيه السوداويين وهما ينظران إليها .. وربما يقبلها أمام الناس كما قبلني تلك الليلة في باريس .. وهل سيتذكرني ..أم ..</p><p>وقطع دخول ناصر حبل أفكارها ، قال لها :</p><p>- لقد أحضرت العشاء من المطعم الذي تحبينه .. هيا تعالي لنتعشى .</p><p>سكتت عنه ، فاقترب منها وأمسك بيدها بقوة وطلب منها أن تنهض قبل أن يحملها بنفسه . ذهبت معه إلى المطبخ وبدأت تأكل بﻼ شهية ، وهي تنظر له وهو يأكل بشهية مفتوحة فﻼ شيء ينغص عليه حياته . سكبت لها كوبا من الكوﻻ وعادت لشاشة التلفزيون ، قلبت المحطات بسرعة واستقرت إحدى المحطات الغنائية تشاهد بﻼ اهتمام . وبعد دقائق جاء وجلس بجانبها ، وقال لها وهي تتظاهر بالمتابعة :</p><p>- جلبت فيلما جميﻼ لنشاهد سويا .. فيلم خاص بالمتزوجين حديثا .</p><p>رشقته بنظرة حادة وقالت :</p><p>- ﻻ أريد أن أشاهد شيئا .. مزاجي معكر ورأسي يلومني وأحتاج إلى الراحة . قالت جملتها ونهضت متوجهة لغرفة نومها ، فنهض ولحق بها بسرعة وحاولت أن تغلق الباب وأخبرته بأنها تريد النوم بمفردها . دفع الباب بقوة وقال لها وهو يضحك :</p><p>- تريدين التهرب مني يا صغيرة .</p><p>بلغت ريقها وقالت بحدة :</p><p>- أريد أن ارتاح بمفردي ولست مستعدة للشجار .. سأنام في الخارج ونم أنت هنا لوحدك ..</p><p>أخذت وسادتها وهمت بالخروج لكنه أقترب منها وأمسك بيديها بقوة وقال :</p><p>- سئمت من تصرفاتك الغيبة .. أنت زوجتي وستنامين معي في هذه الغرفة .. وعلى هذا السرير .</p><p>ضمها إليه عنوة وراح يلقي بقبﻼته على وجهها رغما عنها وهي تصرخ طالبة منه اﻻبتعاد عنها . شعرت بالقرف ورائحة فمه النتنة تدخل أنفها .واستمرت في الصراخ حتى تعبت واستسلمت ووجدت نفسها بين ذراعيه وهو يحملها ويضعها على السرير . صرخت فيه :</p><p>- ابتعد عني .. ابتعد يا خايس .</p><p>شعرت بالغثيان وهو يجثو عليها ويحاول خلع مﻼبسها . سكتت بخوف والدموع تنحدر من عينيها العسليتين ، لكنها تفاجأت عندما نهض فجأة وارتدى مﻼبسه وأخذ علبة السجائر وخرج . نهضت وراءه وأغلقت الباب براحة ونامت وهي تشكر ربها وهي تشكر ربها على ما حصل .</p><p></p><p>"</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="شاعرة الليل, post: 1420972, member: 10362"] . """ الفصل 25 استيقظت كاميليا من نومها ولم ترى ناصر في الغرفة . غسلت وجهها وبدلت مﻼبسها ونزلت الدرج ببطء متوجهة إلى المطبخ ، وهناك وجدته يجلس على الطاولة ويأكل فطوره ، قال لها : - تعالي لتأكلي معي .. لقد طلبت من الخادمة أن تعد لنا الفطور . عبست وجهها وقالت : - ﻻ أريد .. سأشرب الكوﻻ فقط . كان يراقبها بعينيه وهي تسكب لها الكوﻻ وتجلس بعيدة عنه ، فأقترب منها وأمسك بكتفها وقال : - مرت ثﻼثة أيام على زواجنا وأنت لم تسمحين لي باﻻقتراب منك وممارسة حقي الزوجي ..لماذا هذا الدﻻل يا حلوتي ؟ استمرت بشرب الكوﻻ وكأنها لم تسمعه ، فاقترب منها أكثر وقبل وجنتها ، وعندما انزعجت منه وقالت له : - ﻻ تتكلم معي بهذه الطريقة الرخيصة .. وابتعد عني فأنا متعبة . ضحك بقوة وقال : - اعلمي بأني سأذبح القطة الليلة . وعاد للضحك وهو يبتعد عنها .أحست بالقرف منه وآلمتها معدتها ، ورغما عنها جاءت صورة عماد أمامها برقته ولباقته وسحره . حاولت تفادي التفكير به فبدأت تشغل نفسها باﻻستعداد ﻻستقبال صديقاتها عصر اليوم وإعداد الضيافة بمساعدة الخادمة . جلست في صالة المنزل ترحب بأمل ونسرين ، وأخذت راحتها معهما عندما خرج ناصر . أخبرتهما بكل ما حدث ، وبموضوع القطة التي سيذبحها الليلة . قالت لها أمل : - حاولي أن تكسبيه لتعيشي بﻼ مشاكل . بلغت ريقها وقالت بامتعاض : - أنا أكرهه وﻻ أطيق النظر لوجهه .. كلما أستيقظ من النوم وأراه يصيبني بالغثيان لذا أشرب فنجان القهوة أو كأسا من الكوﻻ مباشرة .. يقول خالي سعيد بأنه يتردد على شقة مشبوهة في الخبر . تنهدت وأكملت : - ﻻ يوجد من هو أتعس مني على هذه اﻷرض .. لكن أفضل ما في هذا الزواج أنني سأتمكن من استقبال وزيارة ناهد وقتما أشاء. قالت نسرين بجدية : - اﻷهل يغمضون عين ويفتحون أخرى على ابن العم وابن الخال .. ومن المهين أن تعيش المرأة مع رجل مكرهة .. تبا لهذه التقاليد العائلية وصلنا للقرن الواحد والعشرون ومازال أبائنا يجبروننا على الزواج بمن ﻻ نريد .. أﻻ يوجد من ينقذنا من اﻷمراض اﻻجتماعية الوراثية . تنهدت كاميليا بحسرة وألم ، وذرفت دموعا صادقة لتؤكد على كﻼمها ، فمسحت دموعها بصمت ، وأمل تهدئها : - حاولي أن تتأقلمي مع وضعك الجديد .. وإﻻ ستصابين باكتئاب إن ظللت بالتفكير بزوجك ومساؤه وبالتنقيب عن ماضيه وأخطاءه .. حاولي العيش بأقل قدر من المشاكل وﻻ تزيدي التراكمات في نفسك .. ناصر قد يتغير ..أكثر الرجال لهم تجاربهم السوداء قبل الزواج . أغمضت عينيها وقالت بمرارة : - لو كان سيتغير لتغير مع زوجتيه السابقتين .. ذيل الكلب يبقى أعوجا وﻻ يعتدل .. وإذا كان عليّ فنهايتي هي الجنون.. تعاسة وتفكير متواصل . وطلبت منها نسرين اﻻمتناع عن التفكير بحبيبها المجهول ، فحاولت منع نفسها من اﻹجهاش في البكاء وهي تقول : - مازلت أفكر به .. مازلت أحبه برغم كل الذي فعله بي .. لقد كتبت له قصيدة عبر جريدة "اليوم " وأتمنى أن يقرأها ويشعر بالقليل من الكآبة التي أعيشها . ووبختها نسرين قائلة : - ولماذا ﻻ تتركيه في حاله وتتعقلي ..أنت امرأة متزوجة اﻵن . زمت شفتيها وقالت بإصرار وهي تمسح دموعها : - سأرسل له الرسائل ﻷنغص عليه حياته . أرادت نسرين تغير مجرى الحديث فراحت تخبرهما : - التقت أمي البارحة بسماح وأمها في حفل زفاف ابن جيراننا ..عادت من أمريكا ولم تتصل بنا . لم تكن أمل مكترثة بسماح الناقمة على الدنيا والمجتمع الذي بسببه اضطرت ﻹلغاء حفل زواجها وقالت : - لقد تغيرت منذ سفرها ولست حزينة عليها . وسنبقى نحن ثﻼث منذ طفولتنا وحتى نصبح عجائز . لم تستطيع نسرين إخفاء تأثرها واندهاشها من تصرفات سماح وعدم اتصالها بهن عندما جاءت : - مازلت مندهشة من تصرفاتها وكأنها تريد أن تنسى حياتها الماضية وتعيش من أجل زوجها فقط . قالت كاميليا بتأثر : - مخبولة ..والوقت كشف حقيقة صداقتها المؤقتة .. الوقت قادر على كشف الحقائق دائما . *****. دخل عماد غرفته مساءا ، نظر لوجهه في المرآة بسرعة . أحس بأن مﻼمح السعادة والرضا التي سكنت قسمات وجهه منذ تعرف بكاميليا قد زالت . بدل مﻼبسه وجلس على السرير وبدأ يقرأ الجريدة ، وعندما أتصل به ماجد رد عليه بملل وأعتذر عن الخروج معه ليﻼ ﻷي مكان . عاد إلى الجريدة وبدأ يقرأها إلى أن وصل إلى الصفحة الثقافية ،. وزاوية (همسات من قلبي ). "عيني لم تنساك بعد. وقلبي لم ينساك بعد. مازلت محفورا على عمري مازالت مزروعا على جفني. تشبه الريحان والياسمين وأشجار العنب والتين. جميل .. طاهر .. وشهي. مازال أسمك مكتوب على جبيني. ومرسوم بالوشم على كتفي. وقلبك ينبض في قلبي. ورائحتك تعطرني. يا رجﻼ يسكن في قلبي " كاميليا الناصر. هذه الرسالة اﻷولى .. والبقية تأتي. كاد قلبه أن يتوقف عندما رأى توقيع الكاتبة . تنهد بقوة وهو يقرأ هذا العتاب الموجه إليه في الجريدة ، وتساءل في نفسه ( إنها هي وهذا توقيعها ماذا تقصد كاميليا بهذا الكﻼم ؟ .. تريدني أن أتذكرها .. وهل تعتقد بأنني نسيتها ؟.. تريدني أن أتذكر بأني تخليت عنها وتحملني مسئولية فراقنا .. هذا ما تريده ) رن هاتفه الجوال ، وللحظة ظن بأنها المتصلة ، فأمسك بالهاتف بسرعة ورأى أسم ريم ظاهرا ، أجابها بملل وبرود: - أهﻼ ريم . - اتصلت ﻻطمأن عليك فأنت لم تتصل بي منذ اﻷمس . - كنت مشغوﻻ .. هل تحتاجين إلى شيء ؟ دعته إلى زيارتها ومساعدتها في نقل ما تبقى لها من أغراض إلى منزلهما الزوجي . المنزل الذي أرادته كاميليا وساعدته في اختيار أثاثه وفرضت ذوقها فيه . أنهى حديثه معها وألقى نظرة على الجريدة وخبأها في درج مكتبه . جاءت أمه تعرض عليه مساعدته في تجميع ثيابه وأغراضه استعداد لنقلها إلى منزله الجديد ، لكنه طلب منها أن تقوم بذلك بمساعدة الخدم . دخل الحمام ليستحم وهو يشعر بالضيق ، خلع مﻼبسه ووقف تحت رشاش الماء وهو يفكر بكاميليا ، ﻻ بد أنه سعيدة مع زوجها وكتبت في الجريدة لتضايقه وتسخر منه . تبا لها ولليوم الذي سمع صوتها فيه وأحبها . خرج بسرعة وارتدى مﻼبسه ومشط شعره وتعطر ، وركب سيارته متجها لمنزل عمته ، وهو يستمع لفيروز .. يا قمر أنا وياك صحبة من صغرنا. حبينا قمرنا وعشنا أنا وياك. وياما أنا وياك .. لونا سمانا وزرعنا هوانا. يا قمر أنا وياك .. جلس مع ريم وهي تتحدث معه ولم يسمع ما كانت تقول . كان شاردا ومشغوﻻ ، يفكر برسالة كاميليا . وبعد مدة من سرحان والسكوت المطبق طلبت منه نقل أغراضها إلى المنزل الجديد ، فذهبا سويا وفي صالة المنزل اﻷنيقة قرب تمثال برج إيفل قالت له ممازحة : - أنت ديكتاتوري . تفاجأ من كﻼمها وظل ساكتا ، فأردفت: ﻷنك اخترت كل شيء في البيت وأثثته بالكامل ولم تترك لي شيئا . زم شفتيه ثم قال بفخر : - أﻻ يعجبك المنزل ؟.. تصميمه مميز جدا ومهندس مختص أشرف على اﻷثاث والديكور .. رفع رأسه إلى السقف وقال : - ﻻ يوجد منزل في القطيف كلها أسقفه مزينة بلوحات رسمها فنان إيطالي .. العيش في هذا المنزل يجلب السعادة . أومأت برأسها وقالت : - البيت جميل ومترف .. واﻷهم من ذلك هو السعادة يا ابن خالي . امتعض مما قالته وأكملت : - إذا لم أكن سعيدة من صميم قلبي فالبيت ولوحاته وديكوراته ﻻ تعني لي شيئا ..وإذا كنت سعيدة فسأرى أسوأ البيوت قصرا جميﻼ . أراد أن يقول لها بأنه لم يبني ويؤثث المنزل من أجلها ، فلقد بناه من أجل امرأة أخرى لكنه تراجع فما سيقوله سيؤذيها بالتأكيد وهي ﻻ ذنب لها . ********** جلست كاميليا تشرب الكوﻻ أما شاشة التلفزيون تشاهد بعينين سارحتين وعقل مشغول وقلب وجل ، تفكر بعماد هل وصلته رسالتها في الجريدة . هل شعر بما تحسه وبعذابها ، قالت في سرها ( هو يقرأ الجريدة يوميا .. وﻻ بد أن الرسالة وصلت إليه وفهمها .. وربما لم يقرأها ﻻنشغاله بموعد زفافه .. تبا له وﻻبنة عمته المتعجرفة التي سيتزوجها .. سأذهب ﻷراه وهو بجانبها .. سأرى عينيه السوداويين وهما ينظران إليها .. وربما يقبلها أمام الناس كما قبلني تلك الليلة في باريس .. وهل سيتذكرني ..أم .. وقطع دخول ناصر حبل أفكارها ، قال لها : - لقد أحضرت العشاء من المطعم الذي تحبينه .. هيا تعالي لنتعشى . سكتت عنه ، فاقترب منها وأمسك بيدها بقوة وطلب منها أن تنهض قبل أن يحملها بنفسه . ذهبت معه إلى المطبخ وبدأت تأكل بﻼ شهية ، وهي تنظر له وهو يأكل بشهية مفتوحة فﻼ شيء ينغص عليه حياته . سكبت لها كوبا من الكوﻻ وعادت لشاشة التلفزيون ، قلبت المحطات بسرعة واستقرت إحدى المحطات الغنائية تشاهد بﻼ اهتمام . وبعد دقائق جاء وجلس بجانبها ، وقال لها وهي تتظاهر بالمتابعة : - جلبت فيلما جميﻼ لنشاهد سويا .. فيلم خاص بالمتزوجين حديثا . رشقته بنظرة حادة وقالت : - ﻻ أريد أن أشاهد شيئا .. مزاجي معكر ورأسي يلومني وأحتاج إلى الراحة . قالت جملتها ونهضت متوجهة لغرفة نومها ، فنهض ولحق بها بسرعة وحاولت أن تغلق الباب وأخبرته بأنها تريد النوم بمفردها . دفع الباب بقوة وقال لها وهو يضحك : - تريدين التهرب مني يا صغيرة . بلغت ريقها وقالت بحدة : - أريد أن ارتاح بمفردي ولست مستعدة للشجار .. سأنام في الخارج ونم أنت هنا لوحدك .. أخذت وسادتها وهمت بالخروج لكنه أقترب منها وأمسك بيديها بقوة وقال : - سئمت من تصرفاتك الغيبة .. أنت زوجتي وستنامين معي في هذه الغرفة .. وعلى هذا السرير . ضمها إليه عنوة وراح يلقي بقبﻼته على وجهها رغما عنها وهي تصرخ طالبة منه اﻻبتعاد عنها . شعرت بالقرف ورائحة فمه النتنة تدخل أنفها .واستمرت في الصراخ حتى تعبت واستسلمت ووجدت نفسها بين ذراعيه وهو يحملها ويضعها على السرير . صرخت فيه : - ابتعد عني .. ابتعد يا خايس . شعرت بالغثيان وهو يجثو عليها ويحاول خلع مﻼبسها . سكتت بخوف والدموع تنحدر من عينيها العسليتين ، لكنها تفاجأت عندما نهض فجأة وارتدى مﻼبسه وأخذ علبة السجائر وخرج . نهضت وراءه وأغلقت الباب براحة ونامت وهي تشكر ربها وهي تشكر ربها على ما حصل . " [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
أعلى