الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="شاعرة الليل" data-source="post: 1420173" data-attributes="member: 10362"><p>"</p><p></p><p>الفصل 23.</p><p></p><p></p><p>شعر عماد بألم في بطنه وهو يعقد ربطة العنق ، ويمشط شعره اﻷسود ويضع العطر في يده ويربت على وجهه وعنقه استعداد للذهاب إلى منزل عمته . نزل الدرج ببطء وأخته تستعجله . ركب سيارته بصحبة نسرين صامتا ، ورغما عنه تذكر كاميليا وعينيه تقع على خاتمه . أوصى قلبه أن يكتم دقاته وحنينه وأشواقه لها ، وكفى تفكيرا بها فالليلة سيتغير كل شيء . قالت له نسرين لتكسر الصمت بينهما :</p><p>- تبدو رائعا يا أخي .. وأوصيك بعدم اﻻرتباك عندما تضع خاتم الخطوبة في أصبع ريم.</p><p>ابتسم وهو يتمنى أن يكون الحفل صغيرا ومقتصرا على العائلة ، فضحكت وطمأنته :</p><p>- العائلة وبعض الصديقات فقط .. ﻻ تقلق .</p><p>تأفف فهو ﻻ يرى داعيا ﻹقامة حفلة للخطوبة فزواجه قريب . كان يريد الزواج قبل شهر رمضان فطلبت منه أخته أن يختار تاريخا مختلفا عن موعد زواج كاميليا المقرر في اﻷربعاء الثالثة من الشهر . تنهد بأسى وعينيه على الميدالية الزجاجية المعلقة في مرآة سيارته وقال :</p><p>- ليكن اﻷسبوع الذي يلي زواجها إذن .</p><p>توقف إمام محل الزهور بناء على طلب أخته التي نزلت معه ﻻختيار باقة ورد جميلة يقدمها لخطيبته ، لم يرد أن يختار ورودا مشابهة للورود التي كان يشتريها لكاميليا فاشترى ورودا زهرية اللون وابتسم وأخته تقول له ضاحكة :</p><p>- يجب أن تكون رومانسيا لتملك قلبها .</p><p></p><p>انطلقا إلى منزل العمة نورة ، دخل هو إلى المجلس الرجال وسلم على الجميع وأتخذ مكانه بجانب صديقه ماجد ، وبدأ بمراسيم عقد القرآن وأصبحت ريم زوجته أمام الله والناس ، وبقيت كاميليا ذكرى في القلب فقط ﻻ يعرف بها أحد سواه . أحس بأنه سيختنق وهو يتذكر ما قالته له يوم خروجها من منزلهم وأنقده اتصال ندى تدعوه للدخول فالجميع بانتظاره . دخل الصالة وأختيه باستقباله ونهضت أمه بسرعة لتعانقه وكذلك فعلت عمته ، وجلس بجوار ريم التي بدت بغاية الجمال ، وترتدي فستانا أسود تملؤه ورود حمراء ، ووردة حمراء على جانب شعرها الكثيف الذي غطى كتفها العاريين ، وبدأ الجميع يوف لهما التهاني . وضع الخاتم الخطوبة الماسي في يد ريم ، والتقطا عددا من الصور ثم خرج معها لتناول العشاء خارجا . ركبت بجواره في السيارة وسألها عن المطعم الذي تفضله ، فأجابته بابتسامة :</p><p>- المطعم اللبناني .</p><p>وصﻼ إلى مطعم في الخبر وبدءا يأكﻼن بصمت قطعته ريم عندما سألته :</p><p>- أخبرتني أمي بأنك تريد الزواج بسرعة .</p><p>أجابها بابتسامة :</p><p>- منزلي جاهز ومؤنث بالكامل ولم يبقى غير أثاث غرفة النوم .. لقد جلبت رسام إيطاليا ليرسم اللوحات في أسقف المنزل كلها .</p><p>عرض عليها فكرة الزواج في نهاية شهر شعبان فوافقت ، وقالت له مستدركه :</p><p>- أود أن أسافر لشهر العسل .</p><p>- بما أن شهر رمضان سيكون على اﻷبواب فدعينا نؤجل السفر قليﻼ .</p><p>انتهت سهرته مع ريم في الواحدة عندما أوصلها لمنزلها وعاد إلى المنزل ووجد والديه وأخته في الصالة ينتظرونه ليستمعوا لردة فعله وانطباعه عن أحداث هذه الليلة ، لكنه فاجأهم عندما صعد لغرفته وسط اندهاش أمه تأففت وهي تقول لزوجها :</p><p>- ابنك هذا سيجنني وبسببه سأموت قبل أواني .. لقد احترت معه فﻼ قبل الخطوبة وﻻ بعدها .. حالته ﻻ تتغير وعليه أن يستثير طبيبا نفسيا ﻷني تعبت منه .</p><p>تنهد حسن بصمت كعادته ، فغضبت سميرة وقالت له :</p><p>ولماذا أنت ساكت ؟.. أنا أعطيك الفرصة اﻵن .. غرد وسمعني .</p><p>بلغ ريقه ووعدها بأن يتحدث معه فهو اﻵن متزوج من ابنة أخته وعليه أن يكون لطيفا معها .</p><p></p><p>لم يستطيع عماد النوم بسهولة وهو يفكر بكاميليا رغما عنه . هي متزوجة وﻻ تقربه بأي صلة وﻻ تربطه بها أي عﻼقة ، ﻻ حب وﻻ صداقة وﻻ أي شيء آخر . أحس بالشوق لرؤيتها ولسماع صوتها ، وتمنى لو يراها من بعيد بدون أن تعلم به ..ولكن كيف ؟ فلم تعد تزور أخته في البيت كما مضى فالعمل التدريبي يشغلها . نام وهو يفكر بها ويحاول تشتيت ذهنه عنها .</p><p>خرجت نسرين من المنزل ومرت بكاميليا وتوجهتا سويا لزيارة أمل في منزل العمة نورة ، استقبلتهما في غرفة اﻻستقبال العلوية . جلسن يتحدثن وهن يشربن الكوﻻ المثلجة مع رقائق البطاطس ، وتحدثن كثيرا في أمور شتى بدأت بعﻼقة كاميليا بناصر وانتهت بالحبيب المجهول ، قالت أمل وهي تضحك :</p><p>- وكيف استطعت إخفاء اﻷمر عنا .. ﻻ بد أنه سحرك .</p><p>تنهدت وهي تعبث بشعرها ، وقالت بأسى :</p><p>- كنت مستعدة لفعل أي شيء لينتهي بنا اﻷمر سويا .. كنت سأضحي بأشياء كثيرة .. لكنه رفض فكرتي .</p><p>سألتها نسرين بخوف بان واضحا من نبرة صوتها :</p><p>- ألم تتورطي معه ؟</p><p>بلعت ريقها وأغمضت عينيها للحظة وكأنها تبتلع علقما ، ثم قالت مدافعة عن حبها :</p><p>- كنا نلتقي في مطعم المجمع وبرغم من تواضعه الشديد كان أجمل مطعم في الدنيا بالنسبة لي .. لقد عرضت عليه فكرة إيهام عائلتي بهروبي معه لنتزوج بعدها ولكنه رفض .</p><p>- ستحدث فضيحة كبيرة .. وستذهبين في ستين داهية .</p><p>لوت فمها وقالت مدافعة عن نفسها وعن حبها :</p><p>- يقول هتلر (ﻻ كرامة في الحب وﻻ في الحرب )</p><p>تنهدت نسرين وقالت :</p><p>- بﻼ هبل .. وحاولي أن تنسي .</p><p>وقالت لها أمل موبخة :</p><p>- حبك له وصل إلى مرحلة مؤذية وكنت سترتكيبين حماقة ستدفعين ثمنها طوال حياتك .. ودعي هتلر عنك فهو انتحر في النهاية.</p><p>- لن أكون أول فتاة تتزوج بهذه الطريقة .</p><p>- تذكري بأن الحب يجب أن يرفع من شأن اﻹنسان ﻻ أن يفضحه .. عليك أن تعطي ناصر فرصة .. أفتحي قلبك له .</p><p>شربت كاميليا رشفة من الكوﻻ وقالت بغضب :</p><p>- ﻻ أستطيع أن أفتح له قلبي .. ﻻ أستطيع أن أتخيل بأني سأعيش مع نذل ومنحط وسافل في بيت واحد يشاركني سريري وطعامي وحياتي .. أنا أرغم نفسي على الجلوس معه لساعة واحدة وأشعر خﻼلها بالغثيان ..أكرهه وأشعر بالنفور منه .. منذ خطوبتنا وأحاديثه مقتصرة على ما يعرفه من فساد أخﻼقي وانحطاط على وجه اﻷرض.. ﻻ يوجد فاجر في البلد ﻻ يعرفه .. وﻻ مدمن أو سكير إﻻ والصدف جمعته به .. وﻻ امرأة لم تتحرش به ولم تغازله .. والفتيات يحمن حوله وهو يصدهن كما يقول .</p><p>وشربت بقية كوﻻ دفعة واحدة وقالت بقرف:</p><p>- يقول بأن أصحابه في أمريكا كانوا يدعوه إلى مﻼهي القاذورات والدعارة وذهب معهم على مضض .. لقد تجرأ وقال لي بأنه شرب حتى السكر في أحد المﻼهي الليلة احتفاﻻ بحصوله على شهادة الماجستير .. وعندما أخبرت والدي بذلك .. قال لي بكل بساطة بأنه طيش الشباب أثناء الغربة والسفر وليس من حقي محاسبة خطيبي أو زوجي على الماضي .. لماذا يسامحون السفلة الذين يسافرون إلى الخارج والله وحده يعلم بأفعالهم هناك وﻻ يسامحون على سبيل المثال امرأة مطلقة اختارت العيش بكرامة بعيدا عن رجل يسبب لها معاناة فتحيط بها الشبهات واﻷقاويل .</p><p>ذرفت كاميليا مزيج من دموع الظلم والقهر واﻻنكسار ، نشجت بالبكاء وهي تشعر بأن الدنيا تظلمها ، وكلما أرادت أن تبدأ حياتها بعيدا عن حبيبها المجهول تصدها . وما أخبرها به ناصر عن ماضيه جعل نظرتها سوداوية للحياة التي تنتظرها معه ، ولذا طلبت من خالها أن يسأل ويتحرى عنه لتستعد للحياة التي ستعيشها معه . بقدر ما كانت سعيدة مع عماد ، هي اﻵن تعيسة دونه . قالت لها نسرين :</p><p>- هوني عليك فﻼ يوجد رجل يستحق اﻷسف .</p><p>صبت لها مزيدا من الكوﻻ وقالت لصديقتها بأن حبيبها المجهول كان مختلفا عن البقية واﻵن أصبح في نظرهم مثلهم ، كاذب ومخادع وحقير .</p><p>************</p><p></p><p>بدأ عماد بالخروج بصحبة خطيبته للتجول في أرقى محﻼت اﻷثاث ﻻختيار غرفة النوم ، وقع اختيار ريم على غرفة خشبية راقية بلون الخشب المعتق ، وأريكة مناسبة ومرآة كبيرة ، ومن ثم ذهبا لمحﻼت أقمشة المفروشات من أجل تفصيل ستائر مناسبة لها . وبعد ذلك عادا ﻻصطحاب العمة نوره معهما لرؤية المنزل الذي كان لكاميليا واﻵن أصبح لريم ، بانقﻼب عاطفي من الدنيا التي أبت جمعهما معا . أعجب المنزل بديكوراته وأثاثه وألوانه ريم وشعرت براحة كبيرة ﻷن عماد أثثه بالكامل فهي ليست متفرغة للتأثيث وﻻ تعلم بأن هناك من أسهم في تأثيثه وكان دافعا لخطيبها ليقوم بكل شيء بسرعة .</p><p></p><p>كانت ريم سعيدة بزواجها من عماد فهو شاب مثالي بنظرها ، لكنها تنزعج من بروده معها وصمته الدائم . هو سارح وﻻ يحب الخروج كثيرا ويقضي وقته في العمل وقراءة الجرائد ومشاهدة التلفزيون وأحيانا يلبي دعوات رجال اﻷعمال . كانت تقول ﻷمها دائما بأنه جاف معها وكأنه مرغم على الزواج بها ، وأمها تطمئنها بأنه شاب خجول وفترة الخطوبة قصيرة والحب يأتي بعد الزواج ، وستعرف معنى المشاركة عندما يضمهما بيت واحد .</p><p>"</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="شاعرة الليل, post: 1420173, member: 10362"] " الفصل 23. شعر عماد بألم في بطنه وهو يعقد ربطة العنق ، ويمشط شعره اﻷسود ويضع العطر في يده ويربت على وجهه وعنقه استعداد للذهاب إلى منزل عمته . نزل الدرج ببطء وأخته تستعجله . ركب سيارته بصحبة نسرين صامتا ، ورغما عنه تذكر كاميليا وعينيه تقع على خاتمه . أوصى قلبه أن يكتم دقاته وحنينه وأشواقه لها ، وكفى تفكيرا بها فالليلة سيتغير كل شيء . قالت له نسرين لتكسر الصمت بينهما : - تبدو رائعا يا أخي .. وأوصيك بعدم اﻻرتباك عندما تضع خاتم الخطوبة في أصبع ريم. ابتسم وهو يتمنى أن يكون الحفل صغيرا ومقتصرا على العائلة ، فضحكت وطمأنته : - العائلة وبعض الصديقات فقط .. ﻻ تقلق . تأفف فهو ﻻ يرى داعيا ﻹقامة حفلة للخطوبة فزواجه قريب . كان يريد الزواج قبل شهر رمضان فطلبت منه أخته أن يختار تاريخا مختلفا عن موعد زواج كاميليا المقرر في اﻷربعاء الثالثة من الشهر . تنهد بأسى وعينيه على الميدالية الزجاجية المعلقة في مرآة سيارته وقال : - ليكن اﻷسبوع الذي يلي زواجها إذن . توقف إمام محل الزهور بناء على طلب أخته التي نزلت معه ﻻختيار باقة ورد جميلة يقدمها لخطيبته ، لم يرد أن يختار ورودا مشابهة للورود التي كان يشتريها لكاميليا فاشترى ورودا زهرية اللون وابتسم وأخته تقول له ضاحكة : - يجب أن تكون رومانسيا لتملك قلبها . انطلقا إلى منزل العمة نورة ، دخل هو إلى المجلس الرجال وسلم على الجميع وأتخذ مكانه بجانب صديقه ماجد ، وبدأ بمراسيم عقد القرآن وأصبحت ريم زوجته أمام الله والناس ، وبقيت كاميليا ذكرى في القلب فقط ﻻ يعرف بها أحد سواه . أحس بأنه سيختنق وهو يتذكر ما قالته له يوم خروجها من منزلهم وأنقده اتصال ندى تدعوه للدخول فالجميع بانتظاره . دخل الصالة وأختيه باستقباله ونهضت أمه بسرعة لتعانقه وكذلك فعلت عمته ، وجلس بجوار ريم التي بدت بغاية الجمال ، وترتدي فستانا أسود تملؤه ورود حمراء ، ووردة حمراء على جانب شعرها الكثيف الذي غطى كتفها العاريين ، وبدأ الجميع يوف لهما التهاني . وضع الخاتم الخطوبة الماسي في يد ريم ، والتقطا عددا من الصور ثم خرج معها لتناول العشاء خارجا . ركبت بجواره في السيارة وسألها عن المطعم الذي تفضله ، فأجابته بابتسامة : - المطعم اللبناني . وصﻼ إلى مطعم في الخبر وبدءا يأكﻼن بصمت قطعته ريم عندما سألته : - أخبرتني أمي بأنك تريد الزواج بسرعة . أجابها بابتسامة : - منزلي جاهز ومؤنث بالكامل ولم يبقى غير أثاث غرفة النوم .. لقد جلبت رسام إيطاليا ليرسم اللوحات في أسقف المنزل كلها . عرض عليها فكرة الزواج في نهاية شهر شعبان فوافقت ، وقالت له مستدركه : - أود أن أسافر لشهر العسل . - بما أن شهر رمضان سيكون على اﻷبواب فدعينا نؤجل السفر قليﻼ . انتهت سهرته مع ريم في الواحدة عندما أوصلها لمنزلها وعاد إلى المنزل ووجد والديه وأخته في الصالة ينتظرونه ليستمعوا لردة فعله وانطباعه عن أحداث هذه الليلة ، لكنه فاجأهم عندما صعد لغرفته وسط اندهاش أمه تأففت وهي تقول لزوجها : - ابنك هذا سيجنني وبسببه سأموت قبل أواني .. لقد احترت معه فﻼ قبل الخطوبة وﻻ بعدها .. حالته ﻻ تتغير وعليه أن يستثير طبيبا نفسيا ﻷني تعبت منه . تنهد حسن بصمت كعادته ، فغضبت سميرة وقالت له : ولماذا أنت ساكت ؟.. أنا أعطيك الفرصة اﻵن .. غرد وسمعني . بلغ ريقه ووعدها بأن يتحدث معه فهو اﻵن متزوج من ابنة أخته وعليه أن يكون لطيفا معها . لم يستطيع عماد النوم بسهولة وهو يفكر بكاميليا رغما عنه . هي متزوجة وﻻ تقربه بأي صلة وﻻ تربطه بها أي عﻼقة ، ﻻ حب وﻻ صداقة وﻻ أي شيء آخر . أحس بالشوق لرؤيتها ولسماع صوتها ، وتمنى لو يراها من بعيد بدون أن تعلم به ..ولكن كيف ؟ فلم تعد تزور أخته في البيت كما مضى فالعمل التدريبي يشغلها . نام وهو يفكر بها ويحاول تشتيت ذهنه عنها . خرجت نسرين من المنزل ومرت بكاميليا وتوجهتا سويا لزيارة أمل في منزل العمة نورة ، استقبلتهما في غرفة اﻻستقبال العلوية . جلسن يتحدثن وهن يشربن الكوﻻ المثلجة مع رقائق البطاطس ، وتحدثن كثيرا في أمور شتى بدأت بعﻼقة كاميليا بناصر وانتهت بالحبيب المجهول ، قالت أمل وهي تضحك : - وكيف استطعت إخفاء اﻷمر عنا .. ﻻ بد أنه سحرك . تنهدت وهي تعبث بشعرها ، وقالت بأسى : - كنت مستعدة لفعل أي شيء لينتهي بنا اﻷمر سويا .. كنت سأضحي بأشياء كثيرة .. لكنه رفض فكرتي . سألتها نسرين بخوف بان واضحا من نبرة صوتها : - ألم تتورطي معه ؟ بلعت ريقها وأغمضت عينيها للحظة وكأنها تبتلع علقما ، ثم قالت مدافعة عن حبها : - كنا نلتقي في مطعم المجمع وبرغم من تواضعه الشديد كان أجمل مطعم في الدنيا بالنسبة لي .. لقد عرضت عليه فكرة إيهام عائلتي بهروبي معه لنتزوج بعدها ولكنه رفض . - ستحدث فضيحة كبيرة .. وستذهبين في ستين داهية . لوت فمها وقالت مدافعة عن نفسها وعن حبها : - يقول هتلر (ﻻ كرامة في الحب وﻻ في الحرب ) تنهدت نسرين وقالت : - بﻼ هبل .. وحاولي أن تنسي . وقالت لها أمل موبخة : - حبك له وصل إلى مرحلة مؤذية وكنت سترتكيبين حماقة ستدفعين ثمنها طوال حياتك .. ودعي هتلر عنك فهو انتحر في النهاية. - لن أكون أول فتاة تتزوج بهذه الطريقة . - تذكري بأن الحب يجب أن يرفع من شأن اﻹنسان ﻻ أن يفضحه .. عليك أن تعطي ناصر فرصة .. أفتحي قلبك له . شربت كاميليا رشفة من الكوﻻ وقالت بغضب : - ﻻ أستطيع أن أفتح له قلبي .. ﻻ أستطيع أن أتخيل بأني سأعيش مع نذل ومنحط وسافل في بيت واحد يشاركني سريري وطعامي وحياتي .. أنا أرغم نفسي على الجلوس معه لساعة واحدة وأشعر خﻼلها بالغثيان ..أكرهه وأشعر بالنفور منه .. منذ خطوبتنا وأحاديثه مقتصرة على ما يعرفه من فساد أخﻼقي وانحطاط على وجه اﻷرض.. ﻻ يوجد فاجر في البلد ﻻ يعرفه .. وﻻ مدمن أو سكير إﻻ والصدف جمعته به .. وﻻ امرأة لم تتحرش به ولم تغازله .. والفتيات يحمن حوله وهو يصدهن كما يقول . وشربت بقية كوﻻ دفعة واحدة وقالت بقرف: - يقول بأن أصحابه في أمريكا كانوا يدعوه إلى مﻼهي القاذورات والدعارة وذهب معهم على مضض .. لقد تجرأ وقال لي بأنه شرب حتى السكر في أحد المﻼهي الليلة احتفاﻻ بحصوله على شهادة الماجستير .. وعندما أخبرت والدي بذلك .. قال لي بكل بساطة بأنه طيش الشباب أثناء الغربة والسفر وليس من حقي محاسبة خطيبي أو زوجي على الماضي .. لماذا يسامحون السفلة الذين يسافرون إلى الخارج والله وحده يعلم بأفعالهم هناك وﻻ يسامحون على سبيل المثال امرأة مطلقة اختارت العيش بكرامة بعيدا عن رجل يسبب لها معاناة فتحيط بها الشبهات واﻷقاويل . ذرفت كاميليا مزيج من دموع الظلم والقهر واﻻنكسار ، نشجت بالبكاء وهي تشعر بأن الدنيا تظلمها ، وكلما أرادت أن تبدأ حياتها بعيدا عن حبيبها المجهول تصدها . وما أخبرها به ناصر عن ماضيه جعل نظرتها سوداوية للحياة التي تنتظرها معه ، ولذا طلبت من خالها أن يسأل ويتحرى عنه لتستعد للحياة التي ستعيشها معه . بقدر ما كانت سعيدة مع عماد ، هي اﻵن تعيسة دونه . قالت لها نسرين : - هوني عليك فﻼ يوجد رجل يستحق اﻷسف . صبت لها مزيدا من الكوﻻ وقالت لصديقتها بأن حبيبها المجهول كان مختلفا عن البقية واﻵن أصبح في نظرهم مثلهم ، كاذب ومخادع وحقير . ************ بدأ عماد بالخروج بصحبة خطيبته للتجول في أرقى محﻼت اﻷثاث ﻻختيار غرفة النوم ، وقع اختيار ريم على غرفة خشبية راقية بلون الخشب المعتق ، وأريكة مناسبة ومرآة كبيرة ، ومن ثم ذهبا لمحﻼت أقمشة المفروشات من أجل تفصيل ستائر مناسبة لها . وبعد ذلك عادا ﻻصطحاب العمة نوره معهما لرؤية المنزل الذي كان لكاميليا واﻵن أصبح لريم ، بانقﻼب عاطفي من الدنيا التي أبت جمعهما معا . أعجب المنزل بديكوراته وأثاثه وألوانه ريم وشعرت براحة كبيرة ﻷن عماد أثثه بالكامل فهي ليست متفرغة للتأثيث وﻻ تعلم بأن هناك من أسهم في تأثيثه وكان دافعا لخطيبها ليقوم بكل شيء بسرعة . كانت ريم سعيدة بزواجها من عماد فهو شاب مثالي بنظرها ، لكنها تنزعج من بروده معها وصمته الدائم . هو سارح وﻻ يحب الخروج كثيرا ويقضي وقته في العمل وقراءة الجرائد ومشاهدة التلفزيون وأحيانا يلبي دعوات رجال اﻷعمال . كانت تقول ﻷمها دائما بأنه جاف معها وكأنه مرغم على الزواج بها ، وأمها تطمئنها بأنه شاب خجول وفترة الخطوبة قصيرة والحب يأتي بعد الزواج ، وستعرف معنى المشاركة عندما يضمهما بيت واحد . " [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
أعلى