الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="شاعرة الليل" data-source="post: 1415594" data-attributes="member: 10362"><p>الفصل السادس</p><p></p><p></p><p>"( ﻻ أحد أتحدث معه وﻻ أحد أبوح له بما أفكر .. لماذا ﻻ أستطيع إخبار ماجد أو فيصل باني وجدتها .. ما الذي يمنعني ؟ .. هل أخبر أمي وأختي ؟.. هما لن تعودا قبل الفجر فهذا حالهما منذ أن بدأت اﻹجازة ...سأخبرها بأني أريد الزواج .. متى تعود أمي ﻷخبرها فهذا ما تتمناه وستفرح بكل تأكيد ).</p><p>هذا ما كان يفكر به عماد وهو مستلق ِ على سريره ، أدار التلفزيون وبدأ يقلب المحطات بحثا عما يشاهده ، لكن عبثا فالليل قد أنتصف وﻻ شيء يبث غير اﻷخبار واﻷغاني والبرامج المملة . أطفأ التلفزيون وقام يبحث بين أسطوانات فيروز التي يرتبها في حامل اسطوانات أنيق ويحتفظ ببعضها في سيارته .أدار الجهاز واستلقى على سريره وبدأ يستمع ..</p><p></p><p>نحنا والقمر جيران بيتو خلف تﻼلنا.</p><p>بيطلع من قبالنا يسمع اﻷلحان ..</p><p>نحنا والقمر جيران عارف مواعدنا.</p><p>وتارك بقرميدنا أجمل اﻷلوان...</p><p></p><p>فتح عينيه في الرابعة فجرا وأمه تربت على كتفه وتوقظه ، فلقد نام بمبﻼبسه والغرفة مضاءة ومشغل اﻻسطوانات مازال يصدح بصوت جارة القمر . أخبرها بأنه ينتظرها ولم يخبرها بالسبب . وبعد أن صلى الفجر استلقى على سريره وهو يفكر كاميليا وكيف سيفاتح أمه بموضوع خطبتها ، ﻻبد أنها ستسأله لماذا أختارها بالذات ، حتى نسرين وأمل ستستغربان ذلك . فكر بإجابة يقولها لهن ، سيقول بأنه يريد الزواج بإحدى صديقات نسرين وعندما تعدد له نسرين صديقتها سيختار كاميليا من بينهن ليوهمن بأنه ﻻ يعرفها قبﻼ . نام على أفكاره لكن الوقت قصير جدا فسرعان ما رن الجوال يعلمه بضرورة اﻻستيقاظ للعمل .</p><p></p><p>أخبره فيصل بأنه تحدث مع الدكتور عبد الكريم ، ووعد بمساعدته في تسهيل قبول نسرين وأمل ، فطلب من ابن عمه اﻻنتظار فلديه شخص يعزه ويود مساعدته في تسجيل أخته . مضت ساعات الدوام مثقلة بالعمل والمواعيد وهو مشغول البال يفكر ويخطط . كيف سيخر والديه ، ومتى يحدد موعد الزواج ويفكر في السكن وبناء اﻷرض التي يمتلكها . خرج من الشركة عائدا إلى المنزل وفي الطريق خطرت بباله فكرة اﻻتصال بكاميليا ليسألها عن التخصص الذي تريده برغم الغضب الذي اعتراه في الحديث اليتيم الذي جرى بينهما عندما قالت له بأنها ليست مضطرة لتصديقه . عذرها فهي ﻻ تستطيع أن تظهر له تجاوبها وانجذابها له في هذا المجتمع الفضائحي المحافظ . فكر بأن اتصاله بها سيثبت لها جديته وحسن نواياه . ازدادت دقات قلبه وهو يستمع لرنة الهاتف .. اﻷولى والثانية والثالثة . كان خائفا من أن ﻻ ترد عليه لكنها أجابته :.</p><p>-آلو .</p><p>تنفس الصعداء وهو يسمع صوتها ، فسألها بلهفة ممتزجة بالحذر :</p><p>- مرحبا .. كيف حالك كاميليا .</p><p>أجابت باقتضاب :</p><p>" "-بخير والحمد الله .</p><p>لم يحبذ إخبارها عن مشاعره وعن الغضب الذي يعتريه كلما تذكر ما قالته ، فقد كانت أول مرة يتصل بفتاة أنجذب لها وتصده. قال لها بتحفظ :</p><p>- اعذريني على اﻹزعاج .. ولكن ..</p><p>بلع ريقه وسكت ، شعر بأنه غير قادر على الكﻼم أمام صمتها فتنفس بعمق واستجمع جرأته وسألها :.</p><p>- أريد معرفة التخصص الذي ترغبين بدراسته ؟.</p><p>سألته باستغراب :</p><p>- ولماذا ؟.</p><p>- تعرفين بأن القبول في جامعة الملك فيصل ليس سهﻼ .. لذا نحن سنتدخل في إتمام اﻷمر والباقي على الله ..أود أن أحقق لك أمنية تحملين بها فما يسعدك يسعدني بكل تأكيد .</p><p>- شكرا .. لدى والدي واسطة جيدة .</p><p>- زيادة الخير خيرين ..</p><p>اضطرت ﻹخباره بأنها تريد دراسة المختبرات الطبية وسكتت ، لكنه لم يستطيع لجم عنان مشاعره فقال لها بنبره مفعمه بالشوق والصدق :</p><p>-ربما ﻻتشعرين بما يشتعل في قلبي من عاطفة أشعر بها للمرة اﻷولى في حياتي .. ﻻ أعرف سببها وإلى ما تهدف .. إلى إني سعيد جدا.</p><p>لم يرد أن يقول لها بأنه يحبها رغم إيمانه العميق بذلك ، فكلمة الحب لها وقت وزمان وظروف معينة لم تأت بعد ، تذكر كﻼم ماجد بأن اﻻعتراف بالحب يحتاج إلى معاملة ( حكومية طويلة ومعقدة ) . سكتت كاميليا والدهشة من كﻼم عماد منعتها من التنفس براحة فبدا نفسها مضطربا وهي تستمع لحديثه المسترسل :</p><p>- كنت أفكر بك البارحة طوال الليل وظلت أنتظر والدتي حتى تعود من حفل الزواج الذي تحضره وغفوت قبل وصولها .. سأخبرها اليوم ..</p><p>ظلت كاميليا ساكتة وهي ترتعش رعشة غريبة ، ليست رعشة خوف أو برد إنما رعشة مختلفة ، فباغتها بسؤاله :</p><p>- كاميليا .. هل تسمعينني ؟.</p><p>- نعم بالتأكيد .. ولكن ..</p><p>أحس بارتباكها فقال :</p><p>- ولكن ماذا ؟!</p><p>- ﻻ تتقدم لخطبتي اﻵن .. دعنا نؤجل اﻷمر قليﻼ.</p><p>أنتفض وقال بخوف :</p><p>- ولماذا .. ما الذي حدث ؟.</p><p>أحس بأنه مشتت بين ما تقوله وبين قيادة فأوقف سيارته في جانب الطريق . قالت له:</p><p>- والدي يرفض فكرة الزواج قبل إنهاء دراستي الجامعية .. وهذا مبدأ عنده وﻻ يمكن أن يغير رأيه .. هو يرفض الخطوبة أيضا فلقد رفض خطوبتي ﻻبن عمي رغم اقتناعه به كزوج مثالي لي .</p><p>حاول أن يقنعها بأن رفض والدها ﻻبن عمها ﻻ يمنعه من المحاولة ، ولكنها فضلت أن ﻻ تعرضه لموقف محرج . سكت للحظات ثم سألها :</p><p>- وأنا .. ماذا عليّ أن أفعل ؟.</p><p>أخبرته بالحقيقة التي ستفيدها لتتيقن من صدق نواياه :</p><p>- سأقول لك ما قاله والدي لعمي .. انتظرني حتى أتخرج من الجامعة .. صدقني هذا أفضل ..</p><p>- أنتظرك !؟ .. ولكن .. من هو ابن عمك ؟.</p><p>- ﻻ عليك منه .. عليك من المبدأ نفسه ووالدي لن يغير كﻼمه .</p><p>سادت لحظات صمت بدت طويلة قطعته تنهيدة خيبة أطلقها من صدره وتابع الصمت حتى قالت كاميليا :</p><p>- أنا ﻻ أجبرك على انتظاري فاﻷمر يعود لك.</p><p>ارتفع صوته وهو يرى المرور تقترب منه :</p><p>- بالطبع سأنتظرك .. أنا لم أصدق بأنني وجدت الفتاة التي أريدها شريكة لحياتي وهذا لم أحصل عليه بسهولة .</p><p>طلب منها أن يظﻼ على اتصال، فهو يريد سماع صوتها وأخبارها واﻻقتراب منها والتعرف على شخصيتها فهما قد زرعا نبتة صغيرة في تربة صالحة وهذه النبتة تحتاج إلى العناية والماء والغذاء ، وختم كﻼمه :</p><p>- دعيني أتعرف عليك أكثر .</p><p>أعجبها كﻼمه فلطالما كانت قضية اختيار الشريك المناسب قضيتها وتأثرت بها وتبنتها منذ طﻼق ناهد .</p><p></p><p>"</p><p></p><p></p><p>تأفف وهو يفكر بالسنوات التي ستفصله عن كاميليا ، أربع سنوات بكامل شهورها وأيامها وساعاتها ودقائقها وثوانيها . فرك جبينه بإصبعه وفكرة أنها تكذب بشأن ابن عمها تنخر في عقله .لكنه تراجع عن ذلك بسرعة فلو أنها ﻻ تريده فﻼ داعي لتجيب على اتصاله . وفجأة توقف عن التفكير ﻷن باب غرفته يطرق . دخلت أمه وهي ممسكة بكأس من الماء ، جلست بجانبه وقالت له :</p><p>- أخبرني والدك بأن فيصل تحدث مع أحد معارفه من أجل التحاق نسرين وأمل بالجامعة .</p><p>هز رأسه وطمأنها بثقة بأن كل شيء سيكون على ما يرام فالرجل نافذ وواسطته جيدة . شربت سميرة رشفة من الماء ووضعت الكأس جانبا وقالت :</p><p>- إذا ظهرت النتيجة والتحقت نسرين بكلية الطب سأقيم حفلة كبيرة.</p><p>كان ذهنه مشغول بكاميليا وأمر تأجيل الخطوبة فلوى فمه وقال :</p><p>- جيد.</p><p>عضت سميرة على شفتيها وقالت ﻻبنها بحنق :</p><p>- ولماذا تتكلم معي بدون نفس ؟</p><p>أومأ رأسه نافيا ذلك ، فسألته إذا كان سيخرج مع ماجد الليلة فهي تعرف بأنه ﻻ يحب الذهاب لمكتب والده كثيرا . تنهد بقوة وأجابها :</p><p>- مزاجي سيء وﻻ يسمح لي برؤية أحد ..</p><p>رمت أمه بكأس الماء الذي بيدها وتساقط على رخام الغرفة وتحول إلى شظايا متناثرة وقالت ﻻبنها بغضب :</p><p>- ولماذا ﻻ يسمح لك مزاجك؟ ..أنت ﻻ تعجبني أبدا وتتصرف وكأنك مريض نفسيا.</p><p>تنهدت وأردفت والدموع تمﻸ عينيها :</p><p>- أنا تجاوزت أكبر معضلة صادفتني في حياتي كلها .. عندما قتل عﻼء أحسست بأن الدنيا بالنسبة لي انتهت وبأني لن أرى يوما سعيدا لبقية عمري ..ظلت خمس سنوات وأنا أتعذب وعندما أعدم ذلك البائس أحسست بالراحة وتجاوزت هذه المحنة بقوتي وصمودي .. عشر سنوات مضت وأنا مازالت أتذكر كل شيء وكأنه حدث البارحة لكني يجب أن استمر في الحياة من أجل أوﻻدي وزوجي ..وهذا ﻻ يمنعني من تذكر عﻼء والبكاء عليه يوما ..وأنت مازلت مكتئبا ﻻنفصالك عن امرأة ستتزوج بعد مدة وجيزه.</p><p></p><p>لم يتمكن من الرد على كﻼم أمه فظل ساكتا وهو يرى دموعها بدأت تترقرق من عينيها السوداويين التي ورث سوداهما عنها ، وأكملت تقول :</p><p>- ﻻ تحاول إيهامي بأن انفصالك عن سوسن ليس سببا لحالتك هذه.</p><p>أقترب منها وضمها إليه وهي تبكي على صدره ، فقال لها متأثرا :</p><p>- كوني متأكدة بأن سوسن ﻻ تعنيني البتة .</p><p>مسح دموعها بيديه وقال لها مطمئنا :</p><p>- ﻻ تقلقي عليّ وسأتزوج بفتاة أفضل منها ولكن ليس اﻵن ..سأبدأ ببناء المنزل وسأؤثثه ومن ثم سأخطب الفتاة المناسبة ونتزوج بدون تأخير .</p><p>زمت شفتيها وسألته:</p><p>- ومتى ؟</p><p>ابتسم وقال :</p><p>-ربما أحتاج ﻷربع سنوات ليكون كل شيء جاهزا .</p><p>- أنت تستطيع أن تنتهي من ذلك قبل أربع سنوات ..فلما اﻻنتظار ؟</p><p>قبل يدها وأجابها :</p><p>- وهل تظنين بأني سأبني منزﻻ عاديا ؟!.. سيكون منزلي تحفة فنية تخطف اﻷنظار ..أريده أجمل بيوت القطيف لذا يحتاج وقت طويل .</p><p>هزت رأسها وأخبرته بأنها ستخرج مع زوجة عمه وستطلب من الخادمة أن تأتي لتنظيف الزجاج المتناثر . خرجت أمه فأقفل الباب وأمسك بهاتفه ليتحدث مع كاميليا ولكنها لم ترد ، فبقي يتساءل ..لمذا ﻻ ترد ؟ ومع من كانت تتحدث قبل قليل ؟ .. هل تشعر بالذي يشعر به وهو جالس ﻻ يعرف ماذا يفعل ؟</p><p>. "*****</p><p>نالت كاميليا مباركة ناهد التي تلت عليها ما قاله جبران خليل جبران (إذا أومأ الحب إليكم فاتبعوه ، وان كان وعر المسالك ، زلق المنحدر . وإذا بسط عليكم جناحه فاسلموا له القياد ، وان جرحكم سيفه المستور بين قوادمه ) . فكرت بعماد وبالسنوات التي ستفصلهما ، وتخشى أن تأخذه هذه السنوات بعيدا عنها فليس بينهما رابط أو وعد ، فهي سمعت عن الكثير من العﻼقات التي دامت أقواها سنة . ودائما ما تكون عﻼقة عبثية قائمة على التسلية والفراغ القاتل لفتاة وشاب ﻻ يجدا ما يفعﻼه في حياتهما . لم تسمع بعﻼقة حب حقيقة . عﻼقة صادقة بين قلبي عاشقين تحلم بها أي فتاة وتعرف بأنها لن تجدها وفي اﻵخر ستزوج بطريقة تقليدية بكل تأكيد . لم تكن مدركة لما تشعر به وﻻ التفكير الذي يسيطر عليها ليﻼ ونهارا . وفجأة فكرت بوالدها العصبي المزاج الذي يخفي طيبته عنهم . ماذا لو عرف بأنها تتحدث مع شاب فماذا ستكون ردة فعله . لو عرف أن بنات القطيف الﻼتي لهن عﻼقات مع شباب ازددن واحدة . لم ترد أن تتخيل ما الذي يمكن أن يفعله بها وتوقفت عن التفكير عندما وصلت نسرين وخرجت معها .</p><p></p><p>قضت وقتا طويﻼ مع أمل ونسرين في التسوق ولم تذهب سماح المتأزمة بسبب موقف عائلتها وأخوتها من حملها . عادت إلى المنزل قبل أن ينتصف الليل فغدا ستذهب إلى الجامعة للتسجيل وسيصطحبها والدها بنفسه .جلست في غرفتها الزهرية اللون كأحﻼمها التي اصطبغت باللون ذاته عندما رأت عماد ﻷول مرة ، قالت ﻷختها وهي ترتب أوراقها في ملف أخضر :</p><p>- لقد أخبرت عماد بأن والدي رفض خطوبتي بابن عمي قبل أن أنهي دراستي الجامعية .. وعليه أن ينتظرني إذا كان جادا فيما يقول .</p><p>تنهدت وأردفت:</p><p>- أنا ﻻأعرف ماذا أفعل ؟..بقيت أفكر به وأنا مع نسرين وأمل ..صورته ﻻ تفارق مخيلتي ..ماذا لو عرفت نسرين بما بيننا " "</p><p></p><p>"اقتربت شذى منها وحذرتها من إخبارهما فهما ستنتقدانها بكل تأكيد فدائما ما كانتا توبخان سماح لعدم تحفظها في عﻼقتها مع خطيبها . حتى كاميليا كانت مثلهما باﻷمس القريب ولكن عماد غيّر كل أفكارها . رتبت أوراقها وكتبت موافقة ولي اﻷمر مطلوبة ووقعتها نيابة عن والدها وهي تشعر بالسخافة . رن هاتفها وكان عماد هو المتصل ، كانت متلهفة على الرد، فردت:</p><p>-آلو.</p><p>جاءها صوته مفعما باللهفة والقلق فلقد اتصل بها مرتين ولم تجبه ، قال لها :</p><p>- أين كنت يا كاميليا؟</p><p>ابتسمت وهي تستشعر قلقه عليها ، فسكت للحظة ومن ثم قال :</p><p>-هل تفكرين بي كم أفكر بك؟..ﻻ أعرف ما الذي يحصل لي منذ ذلك اليوم الذي سمعت فيه صوتك بالصدفة . ﻻ بد أنني موعود بك.</p><p>كانت تصغي له وهو مسترسل في الكﻼم :</p><p>- سأنتظرك حتى تنهي دراستك ..ولن أضيع الوقت فلدي قطعة أرض قريبة من منزل والدي و سأبدأ بالتخطيط لبنائها ومن ثم تأثيثها لتكون جاهزة ونتزوج بعد تخرجك مباشرة .. هل أنتِ موافقة ؟</p><p>وافقته وهي تتذكر ناهد عندما قالت لها ( عيشي لك يومين حلوين ) ، وبتردد طلبت منه أن ﻻ يخبر أحد بشأنها وأن تبقى سرا في حياته ﻻ يعلم به أحد ، وسكتت للحظة ومن ثم قالت له بأنها تقصد نسرين وأمل .</p><p>-آه..عماد غير..كامل والصﻼة على محمد.</p><p>تنهدت وقالت ذلك ﻷختها بعد أن أنهت حديثهما معه ، فسألتها شذى :</p><p>- ليش غير ؟</p><p>راحت تشرح ﻷختها ما تقصده ، فسألتها بفذلكة :</p><p>- ما هي طموحات أي شاب قطيفي ؟</p><p>- فلوس ..سيارة..مغازلة البنات ..والزواج من قطة مغمضة تطيعه حتى لو طلب منها أن ترمي نفسها في البحر .</p><p>وافقتها وزادت على ذلك بأن الشاب أيا كان ، يقضي فترة المغازلة في القطيف وضواحيها إذا كان فقيرا ، وإذا ظروفه أحسن بقليل تجده يتأبط ذراع الروسيات في البحرين ودبي ، ويمشي بثوبه وغترته ومعه شقراء بتنورة قصيرة تشاركه العشاء والسهرة والفراش . وتجدينهم في القاهرة والمغرب ودمشق وبيروت أيضا وإذا كان ثريا فيسافر إلى لندن و(ادجوار رود ) يغص بهم ، إلى أن وصل اﻹيدز القطيف ببركتهم . أغمضت شذى عينيها وقالت بقرف:</p><p>- وع .. الله يغربلهم .</p><p>- لهذا أنا أحب عماد ومتمسكة به .. نبيل ونظيف ورومانسي..وأنا أستحق واحد مثله .</p><p>إذا الرجل المطوّع أفضل ؟</p><p>- كﻼ .. فهذا يعرف الكثيرات ولكن بزواج المتعة ..تجدينه يتنقل من امرأة مطلقة ﻷخرى أرملة بموجب ورقة يكتبها له شيخ ..وآه من الشيوخ ومن ورائهم .</p><p>قاطعتها بانفعال : - ﻻ الصايعين وﻻ المطوعين .. والحل ؟</p><p>- أن نتعرف على النصف اﻵخر جيدا قبل اﻻرتباط به..أعرفيه وأفهميه وأحبيه .. علمونا أن الرجل هو العدو علينا اﻻبتعاد عنه وهنا مربط الفرس.</p><p>كانت كاميليا مقتنعة بأن سياسة الفصل التام بين الجنسين المفروضة هي سبب المشاكل العائلية والزوجية والحياة العامة . فالرجل ﻻ يعرف بمن سيتزوج سوى صورة عارضة أزياء جميلة رآها قبل عقد قرآن . والمرأة تتزوج برجل بمواصفات عنترة بن شداد وتكتشف ﻻحقا أن قلبه قلب بعوضة . لقد أبعدوا المرأة وهمشوها وظلموها عندما قرروا أن يكون صوتها ووجهها واسمها وعملها ووجودها في الحياة العامة عورة .</p><p></p><p></p><p>"</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="شاعرة الليل, post: 1415594, member: 10362"] الفصل السادس "( ﻻ أحد أتحدث معه وﻻ أحد أبوح له بما أفكر .. لماذا ﻻ أستطيع إخبار ماجد أو فيصل باني وجدتها .. ما الذي يمنعني ؟ .. هل أخبر أمي وأختي ؟.. هما لن تعودا قبل الفجر فهذا حالهما منذ أن بدأت اﻹجازة ...سأخبرها بأني أريد الزواج .. متى تعود أمي ﻷخبرها فهذا ما تتمناه وستفرح بكل تأكيد ). هذا ما كان يفكر به عماد وهو مستلق ِ على سريره ، أدار التلفزيون وبدأ يقلب المحطات بحثا عما يشاهده ، لكن عبثا فالليل قد أنتصف وﻻ شيء يبث غير اﻷخبار واﻷغاني والبرامج المملة . أطفأ التلفزيون وقام يبحث بين أسطوانات فيروز التي يرتبها في حامل اسطوانات أنيق ويحتفظ ببعضها في سيارته .أدار الجهاز واستلقى على سريره وبدأ يستمع .. نحنا والقمر جيران بيتو خلف تﻼلنا. بيطلع من قبالنا يسمع اﻷلحان .. نحنا والقمر جيران عارف مواعدنا. وتارك بقرميدنا أجمل اﻷلوان... فتح عينيه في الرابعة فجرا وأمه تربت على كتفه وتوقظه ، فلقد نام بمبﻼبسه والغرفة مضاءة ومشغل اﻻسطوانات مازال يصدح بصوت جارة القمر . أخبرها بأنه ينتظرها ولم يخبرها بالسبب . وبعد أن صلى الفجر استلقى على سريره وهو يفكر كاميليا وكيف سيفاتح أمه بموضوع خطبتها ، ﻻبد أنها ستسأله لماذا أختارها بالذات ، حتى نسرين وأمل ستستغربان ذلك . فكر بإجابة يقولها لهن ، سيقول بأنه يريد الزواج بإحدى صديقات نسرين وعندما تعدد له نسرين صديقتها سيختار كاميليا من بينهن ليوهمن بأنه ﻻ يعرفها قبﻼ . نام على أفكاره لكن الوقت قصير جدا فسرعان ما رن الجوال يعلمه بضرورة اﻻستيقاظ للعمل . أخبره فيصل بأنه تحدث مع الدكتور عبد الكريم ، ووعد بمساعدته في تسهيل قبول نسرين وأمل ، فطلب من ابن عمه اﻻنتظار فلديه شخص يعزه ويود مساعدته في تسجيل أخته . مضت ساعات الدوام مثقلة بالعمل والمواعيد وهو مشغول البال يفكر ويخطط . كيف سيخر والديه ، ومتى يحدد موعد الزواج ويفكر في السكن وبناء اﻷرض التي يمتلكها . خرج من الشركة عائدا إلى المنزل وفي الطريق خطرت بباله فكرة اﻻتصال بكاميليا ليسألها عن التخصص الذي تريده برغم الغضب الذي اعتراه في الحديث اليتيم الذي جرى بينهما عندما قالت له بأنها ليست مضطرة لتصديقه . عذرها فهي ﻻ تستطيع أن تظهر له تجاوبها وانجذابها له في هذا المجتمع الفضائحي المحافظ . فكر بأن اتصاله بها سيثبت لها جديته وحسن نواياه . ازدادت دقات قلبه وهو يستمع لرنة الهاتف .. اﻷولى والثانية والثالثة . كان خائفا من أن ﻻ ترد عليه لكنها أجابته :. -آلو . تنفس الصعداء وهو يسمع صوتها ، فسألها بلهفة ممتزجة بالحذر : - مرحبا .. كيف حالك كاميليا . أجابت باقتضاب : " "-بخير والحمد الله . لم يحبذ إخبارها عن مشاعره وعن الغضب الذي يعتريه كلما تذكر ما قالته ، فقد كانت أول مرة يتصل بفتاة أنجذب لها وتصده. قال لها بتحفظ : - اعذريني على اﻹزعاج .. ولكن .. بلع ريقه وسكت ، شعر بأنه غير قادر على الكﻼم أمام صمتها فتنفس بعمق واستجمع جرأته وسألها :. - أريد معرفة التخصص الذي ترغبين بدراسته ؟. سألته باستغراب : - ولماذا ؟. - تعرفين بأن القبول في جامعة الملك فيصل ليس سهﻼ .. لذا نحن سنتدخل في إتمام اﻷمر والباقي على الله ..أود أن أحقق لك أمنية تحملين بها فما يسعدك يسعدني بكل تأكيد . - شكرا .. لدى والدي واسطة جيدة . - زيادة الخير خيرين .. اضطرت ﻹخباره بأنها تريد دراسة المختبرات الطبية وسكتت ، لكنه لم يستطيع لجم عنان مشاعره فقال لها بنبره مفعمه بالشوق والصدق : -ربما ﻻتشعرين بما يشتعل في قلبي من عاطفة أشعر بها للمرة اﻷولى في حياتي .. ﻻ أعرف سببها وإلى ما تهدف .. إلى إني سعيد جدا. لم يرد أن يقول لها بأنه يحبها رغم إيمانه العميق بذلك ، فكلمة الحب لها وقت وزمان وظروف معينة لم تأت بعد ، تذكر كﻼم ماجد بأن اﻻعتراف بالحب يحتاج إلى معاملة ( حكومية طويلة ومعقدة ) . سكتت كاميليا والدهشة من كﻼم عماد منعتها من التنفس براحة فبدا نفسها مضطربا وهي تستمع لحديثه المسترسل : - كنت أفكر بك البارحة طوال الليل وظلت أنتظر والدتي حتى تعود من حفل الزواج الذي تحضره وغفوت قبل وصولها .. سأخبرها اليوم .. ظلت كاميليا ساكتة وهي ترتعش رعشة غريبة ، ليست رعشة خوف أو برد إنما رعشة مختلفة ، فباغتها بسؤاله : - كاميليا .. هل تسمعينني ؟. - نعم بالتأكيد .. ولكن .. أحس بارتباكها فقال : - ولكن ماذا ؟! - ﻻ تتقدم لخطبتي اﻵن .. دعنا نؤجل اﻷمر قليﻼ. أنتفض وقال بخوف : - ولماذا .. ما الذي حدث ؟. أحس بأنه مشتت بين ما تقوله وبين قيادة فأوقف سيارته في جانب الطريق . قالت له: - والدي يرفض فكرة الزواج قبل إنهاء دراستي الجامعية .. وهذا مبدأ عنده وﻻ يمكن أن يغير رأيه .. هو يرفض الخطوبة أيضا فلقد رفض خطوبتي ﻻبن عمي رغم اقتناعه به كزوج مثالي لي . حاول أن يقنعها بأن رفض والدها ﻻبن عمها ﻻ يمنعه من المحاولة ، ولكنها فضلت أن ﻻ تعرضه لموقف محرج . سكت للحظات ثم سألها : - وأنا .. ماذا عليّ أن أفعل ؟. أخبرته بالحقيقة التي ستفيدها لتتيقن من صدق نواياه : - سأقول لك ما قاله والدي لعمي .. انتظرني حتى أتخرج من الجامعة .. صدقني هذا أفضل .. - أنتظرك !؟ .. ولكن .. من هو ابن عمك ؟. - ﻻ عليك منه .. عليك من المبدأ نفسه ووالدي لن يغير كﻼمه . سادت لحظات صمت بدت طويلة قطعته تنهيدة خيبة أطلقها من صدره وتابع الصمت حتى قالت كاميليا : - أنا ﻻ أجبرك على انتظاري فاﻷمر يعود لك. ارتفع صوته وهو يرى المرور تقترب منه : - بالطبع سأنتظرك .. أنا لم أصدق بأنني وجدت الفتاة التي أريدها شريكة لحياتي وهذا لم أحصل عليه بسهولة . طلب منها أن يظﻼ على اتصال، فهو يريد سماع صوتها وأخبارها واﻻقتراب منها والتعرف على شخصيتها فهما قد زرعا نبتة صغيرة في تربة صالحة وهذه النبتة تحتاج إلى العناية والماء والغذاء ، وختم كﻼمه : - دعيني أتعرف عليك أكثر . أعجبها كﻼمه فلطالما كانت قضية اختيار الشريك المناسب قضيتها وتأثرت بها وتبنتها منذ طﻼق ناهد . " تأفف وهو يفكر بالسنوات التي ستفصله عن كاميليا ، أربع سنوات بكامل شهورها وأيامها وساعاتها ودقائقها وثوانيها . فرك جبينه بإصبعه وفكرة أنها تكذب بشأن ابن عمها تنخر في عقله .لكنه تراجع عن ذلك بسرعة فلو أنها ﻻ تريده فﻼ داعي لتجيب على اتصاله . وفجأة توقف عن التفكير ﻷن باب غرفته يطرق . دخلت أمه وهي ممسكة بكأس من الماء ، جلست بجانبه وقالت له : - أخبرني والدك بأن فيصل تحدث مع أحد معارفه من أجل التحاق نسرين وأمل بالجامعة . هز رأسه وطمأنها بثقة بأن كل شيء سيكون على ما يرام فالرجل نافذ وواسطته جيدة . شربت سميرة رشفة من الماء ووضعت الكأس جانبا وقالت : - إذا ظهرت النتيجة والتحقت نسرين بكلية الطب سأقيم حفلة كبيرة. كان ذهنه مشغول بكاميليا وأمر تأجيل الخطوبة فلوى فمه وقال : - جيد. عضت سميرة على شفتيها وقالت ﻻبنها بحنق : - ولماذا تتكلم معي بدون نفس ؟ أومأ رأسه نافيا ذلك ، فسألته إذا كان سيخرج مع ماجد الليلة فهي تعرف بأنه ﻻ يحب الذهاب لمكتب والده كثيرا . تنهد بقوة وأجابها : - مزاجي سيء وﻻ يسمح لي برؤية أحد .. رمت أمه بكأس الماء الذي بيدها وتساقط على رخام الغرفة وتحول إلى شظايا متناثرة وقالت ﻻبنها بغضب : - ولماذا ﻻ يسمح لك مزاجك؟ ..أنت ﻻ تعجبني أبدا وتتصرف وكأنك مريض نفسيا. تنهدت وأردفت والدموع تمﻸ عينيها : - أنا تجاوزت أكبر معضلة صادفتني في حياتي كلها .. عندما قتل عﻼء أحسست بأن الدنيا بالنسبة لي انتهت وبأني لن أرى يوما سعيدا لبقية عمري ..ظلت خمس سنوات وأنا أتعذب وعندما أعدم ذلك البائس أحسست بالراحة وتجاوزت هذه المحنة بقوتي وصمودي .. عشر سنوات مضت وأنا مازالت أتذكر كل شيء وكأنه حدث البارحة لكني يجب أن استمر في الحياة من أجل أوﻻدي وزوجي ..وهذا ﻻ يمنعني من تذكر عﻼء والبكاء عليه يوما ..وأنت مازلت مكتئبا ﻻنفصالك عن امرأة ستتزوج بعد مدة وجيزه. لم يتمكن من الرد على كﻼم أمه فظل ساكتا وهو يرى دموعها بدأت تترقرق من عينيها السوداويين التي ورث سوداهما عنها ، وأكملت تقول : - ﻻ تحاول إيهامي بأن انفصالك عن سوسن ليس سببا لحالتك هذه. أقترب منها وضمها إليه وهي تبكي على صدره ، فقال لها متأثرا : - كوني متأكدة بأن سوسن ﻻ تعنيني البتة . مسح دموعها بيديه وقال لها مطمئنا : - ﻻ تقلقي عليّ وسأتزوج بفتاة أفضل منها ولكن ليس اﻵن ..سأبدأ ببناء المنزل وسأؤثثه ومن ثم سأخطب الفتاة المناسبة ونتزوج بدون تأخير . زمت شفتيها وسألته: - ومتى ؟ ابتسم وقال : -ربما أحتاج ﻷربع سنوات ليكون كل شيء جاهزا . - أنت تستطيع أن تنتهي من ذلك قبل أربع سنوات ..فلما اﻻنتظار ؟ قبل يدها وأجابها : - وهل تظنين بأني سأبني منزﻻ عاديا ؟!.. سيكون منزلي تحفة فنية تخطف اﻷنظار ..أريده أجمل بيوت القطيف لذا يحتاج وقت طويل . هزت رأسها وأخبرته بأنها ستخرج مع زوجة عمه وستطلب من الخادمة أن تأتي لتنظيف الزجاج المتناثر . خرجت أمه فأقفل الباب وأمسك بهاتفه ليتحدث مع كاميليا ولكنها لم ترد ، فبقي يتساءل ..لمذا ﻻ ترد ؟ ومع من كانت تتحدث قبل قليل ؟ .. هل تشعر بالذي يشعر به وهو جالس ﻻ يعرف ماذا يفعل ؟ . "***** نالت كاميليا مباركة ناهد التي تلت عليها ما قاله جبران خليل جبران (إذا أومأ الحب إليكم فاتبعوه ، وان كان وعر المسالك ، زلق المنحدر . وإذا بسط عليكم جناحه فاسلموا له القياد ، وان جرحكم سيفه المستور بين قوادمه ) . فكرت بعماد وبالسنوات التي ستفصلهما ، وتخشى أن تأخذه هذه السنوات بعيدا عنها فليس بينهما رابط أو وعد ، فهي سمعت عن الكثير من العﻼقات التي دامت أقواها سنة . ودائما ما تكون عﻼقة عبثية قائمة على التسلية والفراغ القاتل لفتاة وشاب ﻻ يجدا ما يفعﻼه في حياتهما . لم تسمع بعﻼقة حب حقيقة . عﻼقة صادقة بين قلبي عاشقين تحلم بها أي فتاة وتعرف بأنها لن تجدها وفي اﻵخر ستزوج بطريقة تقليدية بكل تأكيد . لم تكن مدركة لما تشعر به وﻻ التفكير الذي يسيطر عليها ليﻼ ونهارا . وفجأة فكرت بوالدها العصبي المزاج الذي يخفي طيبته عنهم . ماذا لو عرف بأنها تتحدث مع شاب فماذا ستكون ردة فعله . لو عرف أن بنات القطيف الﻼتي لهن عﻼقات مع شباب ازددن واحدة . لم ترد أن تتخيل ما الذي يمكن أن يفعله بها وتوقفت عن التفكير عندما وصلت نسرين وخرجت معها . قضت وقتا طويﻼ مع أمل ونسرين في التسوق ولم تذهب سماح المتأزمة بسبب موقف عائلتها وأخوتها من حملها . عادت إلى المنزل قبل أن ينتصف الليل فغدا ستذهب إلى الجامعة للتسجيل وسيصطحبها والدها بنفسه .جلست في غرفتها الزهرية اللون كأحﻼمها التي اصطبغت باللون ذاته عندما رأت عماد ﻷول مرة ، قالت ﻷختها وهي ترتب أوراقها في ملف أخضر : - لقد أخبرت عماد بأن والدي رفض خطوبتي بابن عمي قبل أن أنهي دراستي الجامعية .. وعليه أن ينتظرني إذا كان جادا فيما يقول . تنهدت وأردفت: - أنا ﻻأعرف ماذا أفعل ؟..بقيت أفكر به وأنا مع نسرين وأمل ..صورته ﻻ تفارق مخيلتي ..ماذا لو عرفت نسرين بما بيننا " " "اقتربت شذى منها وحذرتها من إخبارهما فهما ستنتقدانها بكل تأكيد فدائما ما كانتا توبخان سماح لعدم تحفظها في عﻼقتها مع خطيبها . حتى كاميليا كانت مثلهما باﻷمس القريب ولكن عماد غيّر كل أفكارها . رتبت أوراقها وكتبت موافقة ولي اﻷمر مطلوبة ووقعتها نيابة عن والدها وهي تشعر بالسخافة . رن هاتفها وكان عماد هو المتصل ، كانت متلهفة على الرد، فردت: -آلو. جاءها صوته مفعما باللهفة والقلق فلقد اتصل بها مرتين ولم تجبه ، قال لها : - أين كنت يا كاميليا؟ ابتسمت وهي تستشعر قلقه عليها ، فسكت للحظة ومن ثم قال : -هل تفكرين بي كم أفكر بك؟..ﻻ أعرف ما الذي يحصل لي منذ ذلك اليوم الذي سمعت فيه صوتك بالصدفة . ﻻ بد أنني موعود بك. كانت تصغي له وهو مسترسل في الكﻼم : - سأنتظرك حتى تنهي دراستك ..ولن أضيع الوقت فلدي قطعة أرض قريبة من منزل والدي و سأبدأ بالتخطيط لبنائها ومن ثم تأثيثها لتكون جاهزة ونتزوج بعد تخرجك مباشرة .. هل أنتِ موافقة ؟ وافقته وهي تتذكر ناهد عندما قالت لها ( عيشي لك يومين حلوين ) ، وبتردد طلبت منه أن ﻻ يخبر أحد بشأنها وأن تبقى سرا في حياته ﻻ يعلم به أحد ، وسكتت للحظة ومن ثم قالت له بأنها تقصد نسرين وأمل . -آه..عماد غير..كامل والصﻼة على محمد. تنهدت وقالت ذلك ﻷختها بعد أن أنهت حديثهما معه ، فسألتها شذى : - ليش غير ؟ راحت تشرح ﻷختها ما تقصده ، فسألتها بفذلكة : - ما هي طموحات أي شاب قطيفي ؟ - فلوس ..سيارة..مغازلة البنات ..والزواج من قطة مغمضة تطيعه حتى لو طلب منها أن ترمي نفسها في البحر . وافقتها وزادت على ذلك بأن الشاب أيا كان ، يقضي فترة المغازلة في القطيف وضواحيها إذا كان فقيرا ، وإذا ظروفه أحسن بقليل تجده يتأبط ذراع الروسيات في البحرين ودبي ، ويمشي بثوبه وغترته ومعه شقراء بتنورة قصيرة تشاركه العشاء والسهرة والفراش . وتجدينهم في القاهرة والمغرب ودمشق وبيروت أيضا وإذا كان ثريا فيسافر إلى لندن و(ادجوار رود ) يغص بهم ، إلى أن وصل اﻹيدز القطيف ببركتهم . أغمضت شذى عينيها وقالت بقرف: - وع .. الله يغربلهم . - لهذا أنا أحب عماد ومتمسكة به .. نبيل ونظيف ورومانسي..وأنا أستحق واحد مثله . إذا الرجل المطوّع أفضل ؟ - كﻼ .. فهذا يعرف الكثيرات ولكن بزواج المتعة ..تجدينه يتنقل من امرأة مطلقة ﻷخرى أرملة بموجب ورقة يكتبها له شيخ ..وآه من الشيوخ ومن ورائهم . قاطعتها بانفعال : - ﻻ الصايعين وﻻ المطوعين .. والحل ؟ - أن نتعرف على النصف اﻵخر جيدا قبل اﻻرتباط به..أعرفيه وأفهميه وأحبيه .. علمونا أن الرجل هو العدو علينا اﻻبتعاد عنه وهنا مربط الفرس. كانت كاميليا مقتنعة بأن سياسة الفصل التام بين الجنسين المفروضة هي سبب المشاكل العائلية والزوجية والحياة العامة . فالرجل ﻻ يعرف بمن سيتزوج سوى صورة عارضة أزياء جميلة رآها قبل عقد قرآن . والمرأة تتزوج برجل بمواصفات عنترة بن شداد وتكتشف ﻻحقا أن قلبه قلب بعوضة . لقد أبعدوا المرأة وهمشوها وظلموها عندما قرروا أن يكون صوتها ووجهها واسمها وعملها ووجودها في الحياة العامة عورة . " [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
أعلى