الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="شاعرة الليل" data-source="post: 1414469" data-attributes="member: 10362"><p><strong>تابع الفصل الثالث</strong></p><p></p><p>...تابع الفصل الثالث... </p><p></p><p>"عاد عماد وأخته لمنزلهما وجدا أمهما جالسة مع ندى وابنتها ، شربوا الشاي وبعد أن صعدت نسرين لغرفتها لتذاكر ، ظل هو يتحدث مع أمه وأخته .</p><p></p><p>"سألهما عن الزواج عندما يقارب الفرق بين الزوجين تسع أو ثمان سنوات ، فتفكيره وانجذابه بكاميليا خﻼل اﻷيام الفائتة جعله يفكر بها كامرأة تعيش بجانبه ، وبالتأكيد ستكون زوجته ..</p><p></p><p>أجابت أمه عن سؤاله بأن الفارق في العمر ليس مهما وضربت له مثﻼ فوالده يكبرها بعشرة أعوام وزواجها ناجح .. سألته أخته باهتمام :</p><p></p><p>- ولماذا تسأل ؟.. هل هناك فتاة ما في رأسك ؟.</p><p></p><p>سكت عماد محرجا واضطر لتلفيق كذبة فمنذ عرف كاميليا وهو يكذب فقال :</p><p></p><p>- هناك شاب أعرفه وسيتزوج من فتاة تصغره بثمان سنوات .. وأنا أحسست بأن الفارق كبيرة بينهما ..</p><p></p><p>قالت ندى وهي تسكت لها الشاي :.</p><p></p><p>- المهم هو التفاهم وإن كان الفارق عشرين سنة .. وأنت متى تفكر بالزواج ؟.</p><p></p><p>أبتسم والسعادة تشع من عينيه وقال :</p><p></p><p>- ربما أقول لكم بأني قررت الزواج في اﻷيام القادمة .. سأفكر بالموضوع جديا ..</p><p></p><p>شربت أمه رشفة من الشاي وقالت له بنظرة فاحصة :</p><p></p><p>- عليها أن تكون من عائلة مرموقة وابنة هامور قطيفي.</p><p></p><p>أبتسم وطلب من أمه أن تدعو له بالتوفيق أثناء صﻼتها ، فهو يشعر بالخوف من السعادة التي يعيشها اﻵن . دائما يدفع ضريبة باهظة للفرح ويحزن بشدة بعد ذلك . بقدر ما كان سعيدا بخطوبته من سوسن بقدر ما كان الحزن والتعاسة تنتظره عندما قرر اﻻنفصال عنها .</p><p></p><p>وعندما تخرج من الثانوية بنسبة مرتفعة وفرح بشدة ﻷنه سيدرس في أمريكا قتل عﻼء في اليوم التالي وبقي هنا وأكمل دراسته في الظهران . وافقته أمه وطلبت منه التفكير بجدية ، قالت له :.</p><p></p><p>" "- ما الذي ينقصك يا ولدي ؟ .. لديك الشركة تحت يدك ولديك قطعة أرض كبيرة وقريبة منا وتستطيع البناء عليها في أي وقت .. وإذا أردت أن تسكن معنا فالعين أوسع لك من البيت ...</p><p></p><p>كما أن سوسن ستتزوج في نهاية الصيف وسيشمت بنا أهلها .. لو أطعتني وتزوجت بسرعة لكان لك طفل يمشي وأخر على كتفك اﻵن ..</p><p></p><p>توجه عماد لغرفته تاركا أمه وأخته مذهولتين من كﻼمه عن الزواج بهذه اﻹيجابية ، فلقد تعودتا منه التأفف واﻻنزعاج والرفض المسبق في الكﻼم عن هذا اﻷمر ، أما اﻵن فهو سعيد وعينيه تبشران بفرح وزهو لم يعيشه منذ فترة طويلة ..</p><p></p><p>سعيد باﻹحساس الذي دغدغ قلبه منذ أن سمع صوت كاميليا وأحبه ، ورآها وأحبها أكثر ، وأحب قربها وعﻼقتها المميزة بأخته وعائلته . سعيد بتفكيره وانشغاله بها وبرغبته لرؤيتها ولسماع صوتها . لقد عرف ما يريد من لحظة واحدة وهاهو نصيبه قريب منه ..</p><p></p><p>هو محظوظ ﻷنه عرف ما يريد في لحظات ولم يحتاج للعمر كله ليعرف غايته . أتصل بماجد وراح يتفلسف عليه ويشرح له نظرية النصيب والحياة والزواج من المرأة المناسبة ، وضحك عندما قال لها صديقه ( حتى في الفلسفة والهذرة .. فتش عن المرأة ).</p><p></p><p>*********</p><p></p><p>قلبت الصفحة بعد أن عجزت عن حل المسألة الفيزيائية وهي مشغولة الفكر بعماد . تريد معرفة ما وراء نظراته لها في اللقاء اﻷول في منزل أمل ولقاءهما الثاني في السيارة ..</p><p></p><p>كثيرا ما تعانقت نظراتهما في ثواني قليلة جعلتها خارج حدود الزمان و المكان . كان قلبها يدق بقوة في السيارة وهي قريبة منه يفصلهما ظهر المعقد . تراه عن قرب وتشم رائحة عطره ..</p><p></p><p>كم كان أنيقا ببذلته البنية وقميصه اﻷزرق ، وكم كان لطيفا وهو يفتح لها باب السيارة بكل لباقة تنهدت وبدأت تكتب ..</p><p>" "</p><p>" أنت تشغل تفكيري.</p><p>أفكر بك رغما عني.</p><p>أرى وحهك الجميل أمامي</p><p>عينيك السوداويين تحاصرني</p><p>وﻻ أدري لماذا ؟.</p><p>اسمك ﻻ يبرح لساني.</p><p>أصبح اسمك أغنياتي.</p><p>أناديك باسمك دائما.</p><p>وأنادي الجميع باسمك.</p><p>وﻻ أدري لماذا ؟؟.."</p><p></p><p>كتبت هذه الكلمات في الدفتر الذي تحل فيه المسائل الفيزيائية . تعودت كتابة أبيات شعرية في أي ورقة تكون بين يديها ، فكتبها ودفاترها الدراسية مليئة بالكثير من الخواطر والذكريات و اﻷحﻼم وأبيات شعرية متنوعة وأغنيات نجوى كرم ..</p><p></p><p>وما تكتبه هي تجمعه بين فترة وأخرى في دفتر خاص ﻻ يعلم بوجوده أحد فهي تعتبره كتابا خاصا بها ولذكرياتها فقط . قرأت ما كتبته بصوت هامس وأرادت أن تكمل ولم تستطيع فرمت بالقلم وبالدفتر أرضا ..</p><p></p><p>أغمضت عينيها وأسندت رأسها إلى الوراء وهي تقول لنفسها ( كفى .. تعبت من التفكير وأريد التركيز في المذاكرة .. ما الذي يحدث لي ؟.. ﻻ أستطيع سوى التفكير به وترديد اسمه في سري ) ..</p><p></p><p>جاءت شذى ورأتها جالسة خلف مكتبها الصغير ورأسها بين يديها ، فسألتها بقلق إذا ما كانت متعبة . ظلت ساكتة ولم ترد على أسئلة أختها فعاودت سؤالها :</p><p></p><p>- هل أنتِ مرهقة ؟.. ما رأيكِ بأخذ قسط من الراحة تعالي معي لنشرب كوبا من الشاي لنجدد نشاطنا فأنا تعبت من المذاكرة أيضا ..</p><p></p><p>رفعت كاميليا رأسها وقالت :</p><p></p><p>- وهل أنا أذاكر لكي أخذ قسطا من الراحة ؟ .. منذ ساعات وأنا في الدرس نفسه ..</p><p></p><p>نهضت من كرسيها وتناولت دفترها وقلمها من اﻷرض ووضعتها على الطاولة وهي تشعر بالتعب وكأن رأسها سينفجر من التفكير . نظرت لنفسها في المرآة بصمت وبدأت بوضع القليل من الكريم المرطب على وجهها وشذى تطمئنها :</p><p></p><p>- لم يبقى على انتهاء اﻻمتحانات سوى يومين وكل شيء سيكون على ما يرام وستحصلين على نسبة عالية بعون الله .. والواسطة موجودة..</p><p>" "نزلت مع أختها إلى المطبخ الواسع المطل على الصالة وأعدتا الشاي وجلستا . سكبت كاميليا لها الشاي ووضعت عددا من مكعبات السكر لم تعرف عددها وقالت وهي تذوبها بالملعقة :</p><p></p><p>- منذ أكثر من أسبوعين وأنا أفكر به .. ﻻ يفارق مخيلتي وأنا أذاكر وأنا أكل .. وأنا أجيب على أسئلة اﻻمتحان في المدرسة .. حتى وأنا نائمة أحلم به ..</p><p></p><p>سألتها باستغراب :</p><p></p><p>- وبمن تفكرين ؟.</p><p></p><p>وبنبرة غاضبة أجابت أختها :</p><p></p><p>- من غير عماد .. أحاول أن أقصية عن تفكيري ولكني ﻻ أستطيع ..</p><p></p><p>كانت تشعر بالضعف كلما تذكرت عينيه ، فتنفست بعمق وأكملت تقول :.</p><p></p><p>- أنا مدركة بأن حياتي بعد ذلك اليوم في منزل أمل ليست كحياتي قبله .. مر أكثر من أسبوعين وما زالت نظراته وعينيه السوداويين تﻼحقاني .. أنا ﻻ أعرف ما الذي يجري لي ..</p><p></p><p>تلفتت شذى حولها وطلبت من أختها أن ﻻ تتكلم في هذا الموضوع في المطبخ فلو سمعها أحد والديها ستحدث كارثة فهذا الكﻼم ﻻ يقال إﻻ في غرف النوم ..</p><p></p><p>شربت كاميليا رشفة من الشاي الساخن وقالت ﻷختها :</p><p></p><p>- أنا في امتحانات الثانوية العامة وأفكر برجل يكبرني بثمان سنوات لمجرد نظر لي بطريقة ساحرة .. أنا هبلة بامتياز ..</p><p></p><p>لم تكن تريد إكمال الحديث فضميرها يؤنبها ﻷن ذهنها مشتت وعبثا تحاول التركيز في المذاكرة ، فسكتت وطلبت من أختها تأجيل الحديث عن عماد لما بعد اﻻمتحانات .</p><p></p><p>*******</p><p>عماد الذي أحس الجميع بتغيره حتى أن صديقه ماجد حاصره عدة مرات ليخبره عن سبب تغيره وعدم الخروج معه إلى المقهى كالسابق فجاء لزيارته في منزله وجلس معه في المجلس الداخلي المجهز بجلسة عربية فخمة ومريحة ..</p><p></p><p>جلبت الخادمة الشاي الفاكهة والمكسرات وبدءا يتحدثان وهما يشاهدا التلفزيون بصوت منخفض جدا ، قال عماد لصاحبة بحماس :</p><p></p><p>- أنت تعرف بأني أمتلك قطعة أرض كبيرة في " المجيدية"و قريبة من منزل والدي سأبدأ ببنائها و سأتزوج .. الفكرة تشغلني هذه اﻷيام ..</p><p></p><p>سأله ماجد وهو يتناول حبة خوخ وبدأ يقطعها إذا ما كان ينوي الزواج بإحدى قريباته فقال من خارج العائلة بالتأكيد .. مد له صديقه بقطعة خوخ وسأله :.</p><p></p><p>- وما الذي غير رأيك ؟ .. لقد كنت رافضا للفكرة في اﻷمس القريب واﻵن أراك متحمسا بشدة ؟.</p><p></p><p>أراد أن يقول له بأنه وجد الفتاة التي خفق لها قلبه منذ أن سمع صوتها صدفة ، وعندما رآها أحس بأنه مشدود لها بطريقة عجيبة لكن لسانه لم ينطق ليخبره..</p><p></p><p>يريد البوح للعالم بأسره بما يحتاج قلبه من مشاعر ولدت في قلبه منذ مدة ، ولكن حرصه الشديد على كاميليا منعه وفضل أن تبقى مختبئة في قلبه حتى يأتي الوقت المناسب ليعلنها ملكة على عرش حياته وبمرسوم ملكي يذيعه على الجميع ..</p><p></p><p>أبتسم وقال له :</p><p></p><p>- الزواج له وقته المناسب .. وأظن بأن الوقت قد حان .. إنه النصيب.</p><p></p><p>ربت ماجد على كتفه وقال مبتسما ومشجعا في الوقت ذاته :.</p><p></p><p>- أدخل الدنيا .. صدقني إن الحياة مع امرأة شيء ممتع فمعها ستكتشف عالما جديدا وهو عالم المرأة الغريب والجميل .. لها شخصية غريبة لن تفهمها أبدا ولن تعرف ماذا تريد منك .. ولن ترضيها ولو فرشت لها الشوارع ورودا ورياحين ...</p><p></p><p>ومع ذلك فهي حنونة ورقيقة وإذا غضبت منك تحتاج إلى الكثير من الجهد ﻹرضائها فعليك أن تشبع غنجها وتدللها وتحبه دائما ..</p><p></p><p>ضحك ومن ثم أكمل حديثه :</p><p></p><p>- سمعت أحدهم يقول بأن الرجل بحاجة للزواج من ألف امرأة لكي يفهم طبيعة اﻷنثى.. أما المرأة فهي بحاجة لرجل واحد لتفهم كل الرجال .. كما أن اﻹمام علي قال أن المرأة عقرب حلو اللبسة ..أي حلوة المعاشرة .</p><p></p><p>ضحك من قلبه وهو يستمع لصديقة المستمر بالحديث عن المرأة وعن عوالمها وأسرارها والكثير من الحكايات . وودعه بعد أن تناول العشاء معه ثم ذهب لغرفة أخته نسرين ليتحدث معها قليﻼ فربما يأتي الحديث بسيرة كاميليا ..</p><p></p><p>طرق الباب ولم تجبه فانتظر قليﻼ ثم دخل ولم يجد أحدا مع أن أنوار الغرفة مضاءة ، وعندما هم بالخروج لمح هاتفها الجوال ملقى على السرير فاقترب منه بخطى بطيئة ومد يده بتردد وبسرعة بدأ بالبحث عن أسم كاميليا في قائمة اﻷسماء وسرعان ما وجده ..</p><p></p><p>دون الرقم على ورقة صغيرة ووضع الهاتف مكانه وخرج بسرعة متوجها لغرفته وظل يتأمل الرقم وهو يفكر .. ( هل أتصل بها ؟ .. وإذا اتصلت .. ماذا سأقول ؟ .. وأخبرها بأني سميتها صاحبة الصوت الرقيق ﻷني لم أعرفها وأني فعلت المستحيل ﻷكشف هويتها وأعرف المزيد عنها ...</p><p></p><p>هي بالتأكيد ستندهش من اتصالي وربما تسيء التفكير بي .. وربما تقفل الخط عندما أخبرها من أكون .. لن أتصل بها لكني سأحتفظ بالرقم ).</p><p></p><p>ظل يفكر بكاميليا والحيرة تجذبه في كل اﻻتجاهات وتعرض له جميع اﻻحتماﻻت واﻷفكار والحلول حتى غط في نوم عميق . أغمض عينيه وفتحهما بسرعة ، لم يكن مصدقا ، فربما يتهيأ ، يتخيل ، أو يحلم ..</p><p></p><p>كانت واقفة أمامه وقطرات الماء الباردة الخارجة من فتحات رشاش الماء تغني بنعومة على جسدها الممشوق وهي تستحم . شعرها البني الداكن المبلل منسدل على ظهرها وهو يراقبها وهي ﻻ تراه . يراقبها بسعادة وهي تغمر ليفتها الطرية بالصابون والماء وتفرك بها بشرة جسمها الناعمة ،.</p><p></p><p>وفقاعات الصابون الملونة والفراشات الرقيقة تطير من حولها . نهض من مكانه واقترب منها لم تلتفت إليه . كانت تغني بصوت منخفض وهي تمرر ليفتها على ساقيها وبطنها وذراعيها بانسيابية . كلمها بهمس لم تسمعه ..</p><p></p><p>مد يده ليلمسها بأصابعه وهو يشعر بنشوى بالغة وكأنه مراهق يري أنثى عارية ﻷول مرة ، لكن أطراف أصابعه لمست الرغوة فقط واختفت هي من أمام عينيه ..</p><p></p><p>فتح عينيه على غرفته المظلمة ونهض بسرعة وتوجه للحمام . فتح الباب فربما يراها تستحم حقا ، لكنه وجد الحمام خاليا فابتسم وهو يشعر باﻷسف ﻷن ما حصل كان حلما فقط وعاد لسريره ونام....</p><p></p><p></p><p>"</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="شاعرة الليل, post: 1414469, member: 10362"] [b]تابع الفصل الثالث[/b] ...تابع الفصل الثالث... "عاد عماد وأخته لمنزلهما وجدا أمهما جالسة مع ندى وابنتها ، شربوا الشاي وبعد أن صعدت نسرين لغرفتها لتذاكر ، ظل هو يتحدث مع أمه وأخته . "سألهما عن الزواج عندما يقارب الفرق بين الزوجين تسع أو ثمان سنوات ، فتفكيره وانجذابه بكاميليا خﻼل اﻷيام الفائتة جعله يفكر بها كامرأة تعيش بجانبه ، وبالتأكيد ستكون زوجته .. أجابت أمه عن سؤاله بأن الفارق في العمر ليس مهما وضربت له مثﻼ فوالده يكبرها بعشرة أعوام وزواجها ناجح .. سألته أخته باهتمام : - ولماذا تسأل ؟.. هل هناك فتاة ما في رأسك ؟. سكت عماد محرجا واضطر لتلفيق كذبة فمنذ عرف كاميليا وهو يكذب فقال : - هناك شاب أعرفه وسيتزوج من فتاة تصغره بثمان سنوات .. وأنا أحسست بأن الفارق كبيرة بينهما .. قالت ندى وهي تسكت لها الشاي :. - المهم هو التفاهم وإن كان الفارق عشرين سنة .. وأنت متى تفكر بالزواج ؟. أبتسم والسعادة تشع من عينيه وقال : - ربما أقول لكم بأني قررت الزواج في اﻷيام القادمة .. سأفكر بالموضوع جديا .. شربت أمه رشفة من الشاي وقالت له بنظرة فاحصة : - عليها أن تكون من عائلة مرموقة وابنة هامور قطيفي. أبتسم وطلب من أمه أن تدعو له بالتوفيق أثناء صﻼتها ، فهو يشعر بالخوف من السعادة التي يعيشها اﻵن . دائما يدفع ضريبة باهظة للفرح ويحزن بشدة بعد ذلك . بقدر ما كان سعيدا بخطوبته من سوسن بقدر ما كان الحزن والتعاسة تنتظره عندما قرر اﻻنفصال عنها . وعندما تخرج من الثانوية بنسبة مرتفعة وفرح بشدة ﻷنه سيدرس في أمريكا قتل عﻼء في اليوم التالي وبقي هنا وأكمل دراسته في الظهران . وافقته أمه وطلبت منه التفكير بجدية ، قالت له :. " "- ما الذي ينقصك يا ولدي ؟ .. لديك الشركة تحت يدك ولديك قطعة أرض كبيرة وقريبة منا وتستطيع البناء عليها في أي وقت .. وإذا أردت أن تسكن معنا فالعين أوسع لك من البيت ... كما أن سوسن ستتزوج في نهاية الصيف وسيشمت بنا أهلها .. لو أطعتني وتزوجت بسرعة لكان لك طفل يمشي وأخر على كتفك اﻵن .. توجه عماد لغرفته تاركا أمه وأخته مذهولتين من كﻼمه عن الزواج بهذه اﻹيجابية ، فلقد تعودتا منه التأفف واﻻنزعاج والرفض المسبق في الكﻼم عن هذا اﻷمر ، أما اﻵن فهو سعيد وعينيه تبشران بفرح وزهو لم يعيشه منذ فترة طويلة .. سعيد باﻹحساس الذي دغدغ قلبه منذ أن سمع صوت كاميليا وأحبه ، ورآها وأحبها أكثر ، وأحب قربها وعﻼقتها المميزة بأخته وعائلته . سعيد بتفكيره وانشغاله بها وبرغبته لرؤيتها ولسماع صوتها . لقد عرف ما يريد من لحظة واحدة وهاهو نصيبه قريب منه .. هو محظوظ ﻷنه عرف ما يريد في لحظات ولم يحتاج للعمر كله ليعرف غايته . أتصل بماجد وراح يتفلسف عليه ويشرح له نظرية النصيب والحياة والزواج من المرأة المناسبة ، وضحك عندما قال لها صديقه ( حتى في الفلسفة والهذرة .. فتش عن المرأة ). ********* قلبت الصفحة بعد أن عجزت عن حل المسألة الفيزيائية وهي مشغولة الفكر بعماد . تريد معرفة ما وراء نظراته لها في اللقاء اﻷول في منزل أمل ولقاءهما الثاني في السيارة .. كثيرا ما تعانقت نظراتهما في ثواني قليلة جعلتها خارج حدود الزمان و المكان . كان قلبها يدق بقوة في السيارة وهي قريبة منه يفصلهما ظهر المعقد . تراه عن قرب وتشم رائحة عطره .. كم كان أنيقا ببذلته البنية وقميصه اﻷزرق ، وكم كان لطيفا وهو يفتح لها باب السيارة بكل لباقة تنهدت وبدأت تكتب .. " " " أنت تشغل تفكيري. أفكر بك رغما عني. أرى وحهك الجميل أمامي عينيك السوداويين تحاصرني وﻻ أدري لماذا ؟. اسمك ﻻ يبرح لساني. أصبح اسمك أغنياتي. أناديك باسمك دائما. وأنادي الجميع باسمك. وﻻ أدري لماذا ؟؟.." كتبت هذه الكلمات في الدفتر الذي تحل فيه المسائل الفيزيائية . تعودت كتابة أبيات شعرية في أي ورقة تكون بين يديها ، فكتبها ودفاترها الدراسية مليئة بالكثير من الخواطر والذكريات و اﻷحﻼم وأبيات شعرية متنوعة وأغنيات نجوى كرم .. وما تكتبه هي تجمعه بين فترة وأخرى في دفتر خاص ﻻ يعلم بوجوده أحد فهي تعتبره كتابا خاصا بها ولذكرياتها فقط . قرأت ما كتبته بصوت هامس وأرادت أن تكمل ولم تستطيع فرمت بالقلم وبالدفتر أرضا .. أغمضت عينيها وأسندت رأسها إلى الوراء وهي تقول لنفسها ( كفى .. تعبت من التفكير وأريد التركيز في المذاكرة .. ما الذي يحدث لي ؟.. ﻻ أستطيع سوى التفكير به وترديد اسمه في سري ) .. جاءت شذى ورأتها جالسة خلف مكتبها الصغير ورأسها بين يديها ، فسألتها بقلق إذا ما كانت متعبة . ظلت ساكتة ولم ترد على أسئلة أختها فعاودت سؤالها : - هل أنتِ مرهقة ؟.. ما رأيكِ بأخذ قسط من الراحة تعالي معي لنشرب كوبا من الشاي لنجدد نشاطنا فأنا تعبت من المذاكرة أيضا .. رفعت كاميليا رأسها وقالت : - وهل أنا أذاكر لكي أخذ قسطا من الراحة ؟ .. منذ ساعات وأنا في الدرس نفسه .. نهضت من كرسيها وتناولت دفترها وقلمها من اﻷرض ووضعتها على الطاولة وهي تشعر بالتعب وكأن رأسها سينفجر من التفكير . نظرت لنفسها في المرآة بصمت وبدأت بوضع القليل من الكريم المرطب على وجهها وشذى تطمئنها : - لم يبقى على انتهاء اﻻمتحانات سوى يومين وكل شيء سيكون على ما يرام وستحصلين على نسبة عالية بعون الله .. والواسطة موجودة.. " "نزلت مع أختها إلى المطبخ الواسع المطل على الصالة وأعدتا الشاي وجلستا . سكبت كاميليا لها الشاي ووضعت عددا من مكعبات السكر لم تعرف عددها وقالت وهي تذوبها بالملعقة : - منذ أكثر من أسبوعين وأنا أفكر به .. ﻻ يفارق مخيلتي وأنا أذاكر وأنا أكل .. وأنا أجيب على أسئلة اﻻمتحان في المدرسة .. حتى وأنا نائمة أحلم به .. سألتها باستغراب : - وبمن تفكرين ؟. وبنبرة غاضبة أجابت أختها : - من غير عماد .. أحاول أن أقصية عن تفكيري ولكني ﻻ أستطيع .. كانت تشعر بالضعف كلما تذكرت عينيه ، فتنفست بعمق وأكملت تقول :. - أنا مدركة بأن حياتي بعد ذلك اليوم في منزل أمل ليست كحياتي قبله .. مر أكثر من أسبوعين وما زالت نظراته وعينيه السوداويين تﻼحقاني .. أنا ﻻ أعرف ما الذي يجري لي .. تلفتت شذى حولها وطلبت من أختها أن ﻻ تتكلم في هذا الموضوع في المطبخ فلو سمعها أحد والديها ستحدث كارثة فهذا الكﻼم ﻻ يقال إﻻ في غرف النوم .. شربت كاميليا رشفة من الشاي الساخن وقالت ﻷختها : - أنا في امتحانات الثانوية العامة وأفكر برجل يكبرني بثمان سنوات لمجرد نظر لي بطريقة ساحرة .. أنا هبلة بامتياز .. لم تكن تريد إكمال الحديث فضميرها يؤنبها ﻷن ذهنها مشتت وعبثا تحاول التركيز في المذاكرة ، فسكتت وطلبت من أختها تأجيل الحديث عن عماد لما بعد اﻻمتحانات . ******* عماد الذي أحس الجميع بتغيره حتى أن صديقه ماجد حاصره عدة مرات ليخبره عن سبب تغيره وعدم الخروج معه إلى المقهى كالسابق فجاء لزيارته في منزله وجلس معه في المجلس الداخلي المجهز بجلسة عربية فخمة ومريحة .. جلبت الخادمة الشاي الفاكهة والمكسرات وبدءا يتحدثان وهما يشاهدا التلفزيون بصوت منخفض جدا ، قال عماد لصاحبة بحماس : - أنت تعرف بأني أمتلك قطعة أرض كبيرة في " المجيدية"و قريبة من منزل والدي سأبدأ ببنائها و سأتزوج .. الفكرة تشغلني هذه اﻷيام .. سأله ماجد وهو يتناول حبة خوخ وبدأ يقطعها إذا ما كان ينوي الزواج بإحدى قريباته فقال من خارج العائلة بالتأكيد .. مد له صديقه بقطعة خوخ وسأله :. - وما الذي غير رأيك ؟ .. لقد كنت رافضا للفكرة في اﻷمس القريب واﻵن أراك متحمسا بشدة ؟. أراد أن يقول له بأنه وجد الفتاة التي خفق لها قلبه منذ أن سمع صوتها صدفة ، وعندما رآها أحس بأنه مشدود لها بطريقة عجيبة لكن لسانه لم ينطق ليخبره.. يريد البوح للعالم بأسره بما يحتاج قلبه من مشاعر ولدت في قلبه منذ مدة ، ولكن حرصه الشديد على كاميليا منعه وفضل أن تبقى مختبئة في قلبه حتى يأتي الوقت المناسب ليعلنها ملكة على عرش حياته وبمرسوم ملكي يذيعه على الجميع .. أبتسم وقال له : - الزواج له وقته المناسب .. وأظن بأن الوقت قد حان .. إنه النصيب. ربت ماجد على كتفه وقال مبتسما ومشجعا في الوقت ذاته :. - أدخل الدنيا .. صدقني إن الحياة مع امرأة شيء ممتع فمعها ستكتشف عالما جديدا وهو عالم المرأة الغريب والجميل .. لها شخصية غريبة لن تفهمها أبدا ولن تعرف ماذا تريد منك .. ولن ترضيها ولو فرشت لها الشوارع ورودا ورياحين ... ومع ذلك فهي حنونة ورقيقة وإذا غضبت منك تحتاج إلى الكثير من الجهد ﻹرضائها فعليك أن تشبع غنجها وتدللها وتحبه دائما .. ضحك ومن ثم أكمل حديثه : - سمعت أحدهم يقول بأن الرجل بحاجة للزواج من ألف امرأة لكي يفهم طبيعة اﻷنثى.. أما المرأة فهي بحاجة لرجل واحد لتفهم كل الرجال .. كما أن اﻹمام علي قال أن المرأة عقرب حلو اللبسة ..أي حلوة المعاشرة . ضحك من قلبه وهو يستمع لصديقة المستمر بالحديث عن المرأة وعن عوالمها وأسرارها والكثير من الحكايات . وودعه بعد أن تناول العشاء معه ثم ذهب لغرفة أخته نسرين ليتحدث معها قليﻼ فربما يأتي الحديث بسيرة كاميليا .. طرق الباب ولم تجبه فانتظر قليﻼ ثم دخل ولم يجد أحدا مع أن أنوار الغرفة مضاءة ، وعندما هم بالخروج لمح هاتفها الجوال ملقى على السرير فاقترب منه بخطى بطيئة ومد يده بتردد وبسرعة بدأ بالبحث عن أسم كاميليا في قائمة اﻷسماء وسرعان ما وجده .. دون الرقم على ورقة صغيرة ووضع الهاتف مكانه وخرج بسرعة متوجها لغرفته وظل يتأمل الرقم وهو يفكر .. ( هل أتصل بها ؟ .. وإذا اتصلت .. ماذا سأقول ؟ .. وأخبرها بأني سميتها صاحبة الصوت الرقيق ﻷني لم أعرفها وأني فعلت المستحيل ﻷكشف هويتها وأعرف المزيد عنها ... هي بالتأكيد ستندهش من اتصالي وربما تسيء التفكير بي .. وربما تقفل الخط عندما أخبرها من أكون .. لن أتصل بها لكني سأحتفظ بالرقم ). ظل يفكر بكاميليا والحيرة تجذبه في كل اﻻتجاهات وتعرض له جميع اﻻحتماﻻت واﻷفكار والحلول حتى غط في نوم عميق . أغمض عينيه وفتحهما بسرعة ، لم يكن مصدقا ، فربما يتهيأ ، يتخيل ، أو يحلم .. كانت واقفة أمامه وقطرات الماء الباردة الخارجة من فتحات رشاش الماء تغني بنعومة على جسدها الممشوق وهي تستحم . شعرها البني الداكن المبلل منسدل على ظهرها وهو يراقبها وهي ﻻ تراه . يراقبها بسعادة وهي تغمر ليفتها الطرية بالصابون والماء وتفرك بها بشرة جسمها الناعمة ،. وفقاعات الصابون الملونة والفراشات الرقيقة تطير من حولها . نهض من مكانه واقترب منها لم تلتفت إليه . كانت تغني بصوت منخفض وهي تمرر ليفتها على ساقيها وبطنها وذراعيها بانسيابية . كلمها بهمس لم تسمعه .. مد يده ليلمسها بأصابعه وهو يشعر بنشوى بالغة وكأنه مراهق يري أنثى عارية ﻷول مرة ، لكن أطراف أصابعه لمست الرغوة فقط واختفت هي من أمام عينيه .. فتح عينيه على غرفته المظلمة ونهض بسرعة وتوجه للحمام . فتح الباب فربما يراها تستحم حقا ، لكنه وجد الحمام خاليا فابتسم وهو يشعر باﻷسف ﻷن ما حصل كان حلما فقط وعاد لسريره ونام.... " [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
أعلى