الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="شاعرة الليل" data-source="post: 1414363" data-attributes="member: 10362"><p><strong>الفصل الثالث</strong></p><p></p><p>الفصل الثالث </p><p></p><p></p><p>"</p><p></p><p></p><p>" أخر أيام الصيفية والصبية شوية شوية.</p><p>وصلت ع ساحة ميس الريم وانقطعت فيها العربية.</p><p>أخر أيام المشاوير في غيمة زرقة وبرد كتير.</p><p>وحدي منسية بساحة رمادية أنا والليل وغنية.</p><p>تأخرنا وشو طالع باﻹيد حبيبي وسبقتنا المواعيد</p><p>أنا لو فيي زورك بعيني وعمرها ما تمشي العربية "</p><p></p><p></p><p>أوقف سيارته في حديقة منزلهم الكبيرة وظل ينتظر انتهاء اﻷغنية حتى يترجل فهو ﻻ يحب أن ينقطع صوت فيروز . كان ينوي شرب كوب من الشاي وأخذ اﻷوراق التي يحتاجها قبل الذهاب إلى البنك . لكن لقاءه بنسرين عند البوابة غير مساره . نزع نظارته الشمسية عن عينيه وسألها :</p><p></p><p>- إلى أين تذهبين ؟.</p><p></p><p>أخبرته بأنها تريد الذهاب لمنزل كاميليا ﻷخذ بعض اﻷوراق المهمة في الفيزياء ونسخها في القرطاسية ، فابتسمت عينيه فهذه فرصة جيدة لرؤية كاميليا أو لسماع خبر عنها . طلب منها أن تركب معه ليوصلها بنفسه لكنها رفضت فهي ستذهب إلى محل اﻷشرطة الغنائية مع صديقتها في "سوق مياس".</p><p></p><p>ابتلع ريقه قبل أن يبدأ في الكذب وقال :</p><p></p><p>_ سيذهب السائق إلى المطبعة ليحضر أوراقا خاصة بي ولن يعود قبل ساعة ..</p><p></p><p>ركبت نسرين بجانب أخيها الذي ارتسمت على وجهه ابتسامة رضا لم تفهم مغزاها وهو يستمع لصوت فيروز ..</p><p></p><p>كان سعيدا فالفرصة مواتية لرؤيتها من جديد وبدون أن يتدخل كما فعل في منزل عمه .</p><p></p><p></p><p>توقف أمام منزل كاميليا بواجهته الحجرية اﻷنيقة في حي "الخامسة" وقلبه يرقص فرحا . ظل ينتظر ظهورها وأثناء إغماض جفنيه خرجت من باب المنزل هي تمسك بحقيبتها . اقتربت من السيارة بتردد فالسيارة التي أمامها ليست سيارة السائق ، والجالس أما المقود هو عماد بكل جاذبيته ورجولته. أحست بقلبها يرتعش بين أضﻼعها وقدميها ثقيلتين وﻻ تستطيع تحريكهما ونسرين تلوح لها بيدها . بقيت ساكنة وعماد يترجل من سيارته ويفتح لها الباب الخلفي بكل احترام . تفادت النظر إليه وركبت ، فحرك السيارة وهو يستمع بإصغاء شديد للحديث الدائر بين أخته وبينها ،.</p><p></p><p>قالت نسرين :.</p><p></p><p>- أين اﻷوراق ؟ أريد رؤيتهم .</p><p></p><p>أخرجت كاميليا اﻷوراق من حقيبتها وأعطتها لنسرين وعبر مرآة السيارة التقت عينيها العسليتين بعيني عماد السوداويين ، فأشاحت وجهها عنه وهي تشعر بالدوار من عمق نظراته وعينيه اللتين جعلتاها تسرح وتفكر دونما سبب ،.</p><p></p><p>وسألتها نسرين :</p><p></p><p>- هل ستذكرين اليوم ؟.</p><p></p><p>رطبت شفتيها بلسانها وقالت :</p><p></p><p>- اليوم اﻷربعاء وأنا أريد أن أرتاح بعد أسبوع شاق من المذاكرة و اﻻمتحانات لذا سأنام الليلة مبكرا وغدا أذاكر..</p><p></p><p>سكتت كاميليا وهي تفكر .. لماذا يرتعش قلبها ويخفق بهذه الطريقة ؟..</p><p></p><p>ماذا حدث لهذا القلب الصغير عند رأته وهي تشعر بأن دنيا جميلة وخاصة جمعتها مع عماد لدقائق..</p><p></p><p>ما هذا الشعور واﻻنجذاب له ؟.</p><p></p><p>كانت خائفة ودقات قلبها تزيد النار اضطراما في قلبها الذي صانته دائما وعينت عينيها حارسين مكلفين بحراسته حتى ﻻ يستسلم ﻷحد بسهولة ونصبت عقلها حاكما يطيعه القلب والعينين . ولكن أين هي هذه السلطة القوية.</p><p></p><p>لم تكن موجودة وهي تسترق النظر لعماد بين لحظة وأخرى وتتذكر كﻼم معلمة الدين وهي تحذرهن من النظر المباشر للرجل اﻷجنبي فهي تسبب الفتنة ، وأي رجل تنظر إليه اﻵن . انه عماد الذي لم يكن يعني لها شيئا في الماضي ، والذي حضرت حفلة خطوبته ورقصت مشاركة نسرين فرحتها ، وشاركتها دموعها عندما قرر اﻻنفصال عن سوسن . ظلت ساكتة في السيارة البادرة وصوت فيروز يعطي دفئا وحياة ...</p><p></p><p>"كان الزمان وكان في دكانة بالفي.</p><p>وبنيات وصبيان نيجي نلعب عالمي</p><p>يبقى حنا السكران قاعد خلف الدكان.</p><p>يغني وتحزن بنت الجيران</p><p>أوعي تنسيني وتذكري حن السكران"</p><p></p><p>أوقف عماد سيارته أمام المكتبة الذهبية وأعطته نسرين اﻷوراق وطلبت منه أن ينسخها لها وﻷمل ولسماح . وعندما ترجل من السيارة قالت كاميليا لصديقتها موبخة :.</p><p></p><p>- لماذا لم تخبرني بأنك ستأتي مع شقيقك ؟ .. أنت تحرجينني.</p><p></p><p>استدارت نسرين إلى الخلف وقالت :</p><p></p><p>- لقد أرسل السائق إلى المطبعة .. لذا اصطحبني هو.</p><p></p><p>جاء عماد وأعطى أخته اﻷوراق وطلبت منه التوجه إلى سوق مياس ، قلب القطيف التجاري ، ففيه البنوك ومحﻼت الصاغة (بائعو الذهب) ، واﻷجهزة اﻻلكترونية واﻷزياء واﻷقمشة والعطور والتجميل والساعات . هز رأسه موافقا وعينيه في المرآة تراقب كاميليا التي تتحاشاه وتنظر إلى الشارع..</p><p></p><p>تنهدت بقوة وهي تشعر بأنها خائرة القوى وسيغمى عليها وتترجاه في سرها بان يتوقف عن النظر إليها بعينيه القاتلتين .أوقف سيارته في المواقف وذهبت أخته وصديقتها لشراء شريط "نجوى كرم " الجديد وظل هو يراقب الناس..</p><p></p><p>النساء المتشحات بالسواد يخرجن من محل ويدخلن آخر ، بعضهن يقف أمام البسطات التي تبيع البخور والعطور المقلدة , وبعضهن في سوق "أم عشرة" حيث كل شيء يباع بعشرة رياﻻت , وعدد من فتيات يقفن أمام نافذة محل اﻷشرطة الغنائية حيث دخولهن ممنوع , واﻷكثرية يدخلن المجمع التجاري القريب ..</p><p></p><p>ظل يراقب الناس وكأنه يزور المكان ﻷول مرة ,وأنهى تأمﻼته عندما جاءت أخته و كاميليا وركبتا السيارة متوجهين لمنزل سماح وهما تناقشان أغاني "نجوى" الجديدة.</p><p></p><p>ظلت كاميليا تنظر إليه من العين الزجاجية في الباب حتى اختفى من أمام عينيها وقلبها يخفق بقوة ..</p><p></p><p>أسرعت تصعد الدرج لتخبر أختها شذى بما حدث، والسعادة المختلطة بأحاسيس كثيرة ظاهرة على محياها ، بدت مرتبكة وسعيدة وخائفة ، وفي الصالة العلوية التقت بوالدها يخرج من غرفته وبيده بعض اﻷوراق وما أن رآها حتى سألها بوجهه العابس :</p><p></p><p>- هل نسخت اﻷوراق التي تريدينها ؟.</p><p></p><p>هزت رأسها إيجابا، فسألها :</p><p></p><p>- ومع من ذهبت؟</p><p></p><p>-مع نسرين.</p><p></p><p>وسألت والدها:</p><p></p><p>-ومتى سيأتي سائقنا ؟.. سافر منذ أكثر من شهر ولم يعد بعد .</p><p></p><p>زم شفتيه وطلب منها أن تتدبر أمورها مع صديقتها وهو سيستمر باصطحابها مع أختها للمدرسة وختم حديثه :</p><p></p><p>- نحن نعيش في عوز بسبب سفر السائق المفاجئ .. ماتت أمه وتورطنا ﻻ أعرف متى سيسمحون لكن بالقيادة لنرتاح ونتفرغ ﻷعمالنا .</p><p></p><p>سألته باستغراب :</p><p></p><p>- وهل ستوافق ؟.</p><p></p><p>- نحن البلد الوحيد الذي تمنع النساء فيه من القيادة .. ومع الضوابط سيصبح كل شيء بخير فلسنا وحدنا المسلمين ..</p><p></p><p></p><p>بلعت كاميليا ريقها ودخلت غرفتها وقلبها مازال ينبض بقوة، لم تكن تفكر بحديث والدها رغم أنها مناصرة للمرأة في انتزاع جميع حقوقها ، وكانت ابنة خالها تقول لها دائما بأن التغيير يجب أن يبدأ بالنساء أنفسهن فإذا لم يطالبن بحقوقهن وينتزعها فلن يقدمها لهن أحد على صينية من الذهب .</p><p></p><p></p><p>كانت مشغولة بعماد ولقائها به وتشعر بأن والدها سمع نبضات قلبها وكشف أمرها . هي منجذبة لشاب ، وهذا ما لن يتسامح به مهما حدث ..</p><p></p><p>لم ترد التفكير في اﻷمر أكثر وقالت ﻷختها بصوت منخفض :</p><p></p><p>- لقد رأيته يا شذى .. لقد أوصلنا عماد إلى المكتبة ومن ثم إلى سوق مياس .. لقد نظر إلي بطريقة غريبة .. أحسست بأن قلبي سيتوقف عندما تقابلت عيوننا عبر مرآه السيارة ...</p><p></p><p>آه لو رأيته كيف يتكلم وكيف فتح لي باب السيارة بكل أدب وذوق ﻻ يمكن أن تجديه في شاب سعودي أبدا فهو ﻻ يفتح الباب ﻷحد إﻻ إذا كان خائفا على الباب .</p><p></p><p>تنهدت وأردف تقول :</p><p></p><p>- أشعر بأني ثملة من نظرات عينيه .. يا لهما من عينين لم أرى مثلهما في حياتي .. هو مميز في كل شيء حتى في أدق تفاصيله ...</p><p></p><p>يضع في خنصر يده اليمنى خاتما به حجر كريم أحمر اللون ﻻ أعرف ما هو .. ﻻبد أنني موعودة به .. وسيكون هذا الرجل لي .. وهذا وعد على نفسي ..</p><p></p><p>طلبت منها شذى أن تتمهل قليﻼ وذكرتها بأنها في القطيف فهي مقتنعة بأن الحب في هذه المدينة مصيره أحد أمرين ..</p><p></p><p>إما أن يموت في قلب المحب بدون أن يعبر عنه ، أو مشنوقا بحكم الظروف والمجتمع والناس هي ﻻ تعيش في مدينة رومانسية وأهلها يتمتعون برقة المشاعر . بل على العكس ، الحب والعاطفة ورقة المشاعر هي عيب وقلة أدب وكﻼم فاضي ..</p><p></p><p></p><p>" "انفعلت كاميليا وقالت ﻷخيها :.</p><p></p><p>- ﻻتهمني القطيف .. وهل كتب الله علي أن أتزوج من رجل ﻻ أعرفه ومغطى بمﻼبسه ومظهره الكاذب الذي يخفي سيئاته وعيوبه .. لما ﻻ أتزوج برجل أعرفه وأرتاح له وأحبه ...</p><p></p><p>لن أتزوج برجل ( خبط لزق ) وﻻ أكشف إﻻ بعد الزواج ولن يسمح لنا بتصحيح هذا الخطأ بسهولة .</p><p></p><p>- واو .. قوية ..</p><p></p><p>- سأختار الرجل الذي أريده ..</p><p></p><p>كانت تدافع عن شيء ﻻ تدري ما هو ، وعن عﻼقة ﻻ تعرفها ولم تدخلها بعد . رغم تأيدها للتعارف قبل الزواج فهو الطريقة الصحيحة ﻻكتشاف طبيعة اﻵخر ، وﻻ تحبذ التعارف بعد الزواج أو الملكة ( عقد القرآن ) ففسخ هذا المشروع صعب وله ثمن محسوب في حياة الشاب والفتاة بنفس القيمة .</p><p></p><p>"يتبع..</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="شاعرة الليل, post: 1414363, member: 10362"] [b]الفصل الثالث[/b] الفصل الثالث " " أخر أيام الصيفية والصبية شوية شوية. وصلت ع ساحة ميس الريم وانقطعت فيها العربية. أخر أيام المشاوير في غيمة زرقة وبرد كتير. وحدي منسية بساحة رمادية أنا والليل وغنية. تأخرنا وشو طالع باﻹيد حبيبي وسبقتنا المواعيد أنا لو فيي زورك بعيني وعمرها ما تمشي العربية " أوقف سيارته في حديقة منزلهم الكبيرة وظل ينتظر انتهاء اﻷغنية حتى يترجل فهو ﻻ يحب أن ينقطع صوت فيروز . كان ينوي شرب كوب من الشاي وأخذ اﻷوراق التي يحتاجها قبل الذهاب إلى البنك . لكن لقاءه بنسرين عند البوابة غير مساره . نزع نظارته الشمسية عن عينيه وسألها : - إلى أين تذهبين ؟. أخبرته بأنها تريد الذهاب لمنزل كاميليا ﻷخذ بعض اﻷوراق المهمة في الفيزياء ونسخها في القرطاسية ، فابتسمت عينيه فهذه فرصة جيدة لرؤية كاميليا أو لسماع خبر عنها . طلب منها أن تركب معه ليوصلها بنفسه لكنها رفضت فهي ستذهب إلى محل اﻷشرطة الغنائية مع صديقتها في "سوق مياس". ابتلع ريقه قبل أن يبدأ في الكذب وقال : _ سيذهب السائق إلى المطبعة ليحضر أوراقا خاصة بي ولن يعود قبل ساعة .. ركبت نسرين بجانب أخيها الذي ارتسمت على وجهه ابتسامة رضا لم تفهم مغزاها وهو يستمع لصوت فيروز .. كان سعيدا فالفرصة مواتية لرؤيتها من جديد وبدون أن يتدخل كما فعل في منزل عمه . توقف أمام منزل كاميليا بواجهته الحجرية اﻷنيقة في حي "الخامسة" وقلبه يرقص فرحا . ظل ينتظر ظهورها وأثناء إغماض جفنيه خرجت من باب المنزل هي تمسك بحقيبتها . اقتربت من السيارة بتردد فالسيارة التي أمامها ليست سيارة السائق ، والجالس أما المقود هو عماد بكل جاذبيته ورجولته. أحست بقلبها يرتعش بين أضﻼعها وقدميها ثقيلتين وﻻ تستطيع تحريكهما ونسرين تلوح لها بيدها . بقيت ساكنة وعماد يترجل من سيارته ويفتح لها الباب الخلفي بكل احترام . تفادت النظر إليه وركبت ، فحرك السيارة وهو يستمع بإصغاء شديد للحديث الدائر بين أخته وبينها ،. قالت نسرين :. - أين اﻷوراق ؟ أريد رؤيتهم . أخرجت كاميليا اﻷوراق من حقيبتها وأعطتها لنسرين وعبر مرآة السيارة التقت عينيها العسليتين بعيني عماد السوداويين ، فأشاحت وجهها عنه وهي تشعر بالدوار من عمق نظراته وعينيه اللتين جعلتاها تسرح وتفكر دونما سبب ،. وسألتها نسرين : - هل ستذكرين اليوم ؟. رطبت شفتيها بلسانها وقالت : - اليوم اﻷربعاء وأنا أريد أن أرتاح بعد أسبوع شاق من المذاكرة و اﻻمتحانات لذا سأنام الليلة مبكرا وغدا أذاكر.. سكتت كاميليا وهي تفكر .. لماذا يرتعش قلبها ويخفق بهذه الطريقة ؟.. ماذا حدث لهذا القلب الصغير عند رأته وهي تشعر بأن دنيا جميلة وخاصة جمعتها مع عماد لدقائق.. ما هذا الشعور واﻻنجذاب له ؟. كانت خائفة ودقات قلبها تزيد النار اضطراما في قلبها الذي صانته دائما وعينت عينيها حارسين مكلفين بحراسته حتى ﻻ يستسلم ﻷحد بسهولة ونصبت عقلها حاكما يطيعه القلب والعينين . ولكن أين هي هذه السلطة القوية. لم تكن موجودة وهي تسترق النظر لعماد بين لحظة وأخرى وتتذكر كﻼم معلمة الدين وهي تحذرهن من النظر المباشر للرجل اﻷجنبي فهي تسبب الفتنة ، وأي رجل تنظر إليه اﻵن . انه عماد الذي لم يكن يعني لها شيئا في الماضي ، والذي حضرت حفلة خطوبته ورقصت مشاركة نسرين فرحتها ، وشاركتها دموعها عندما قرر اﻻنفصال عن سوسن . ظلت ساكتة في السيارة البادرة وصوت فيروز يعطي دفئا وحياة ... "كان الزمان وكان في دكانة بالفي. وبنيات وصبيان نيجي نلعب عالمي يبقى حنا السكران قاعد خلف الدكان. يغني وتحزن بنت الجيران أوعي تنسيني وتذكري حن السكران" أوقف عماد سيارته أمام المكتبة الذهبية وأعطته نسرين اﻷوراق وطلبت منه أن ينسخها لها وﻷمل ولسماح . وعندما ترجل من السيارة قالت كاميليا لصديقتها موبخة :. - لماذا لم تخبرني بأنك ستأتي مع شقيقك ؟ .. أنت تحرجينني. استدارت نسرين إلى الخلف وقالت : - لقد أرسل السائق إلى المطبعة .. لذا اصطحبني هو. جاء عماد وأعطى أخته اﻷوراق وطلبت منه التوجه إلى سوق مياس ، قلب القطيف التجاري ، ففيه البنوك ومحﻼت الصاغة (بائعو الذهب) ، واﻷجهزة اﻻلكترونية واﻷزياء واﻷقمشة والعطور والتجميل والساعات . هز رأسه موافقا وعينيه في المرآة تراقب كاميليا التي تتحاشاه وتنظر إلى الشارع.. تنهدت بقوة وهي تشعر بأنها خائرة القوى وسيغمى عليها وتترجاه في سرها بان يتوقف عن النظر إليها بعينيه القاتلتين .أوقف سيارته في المواقف وذهبت أخته وصديقتها لشراء شريط "نجوى كرم " الجديد وظل هو يراقب الناس.. النساء المتشحات بالسواد يخرجن من محل ويدخلن آخر ، بعضهن يقف أمام البسطات التي تبيع البخور والعطور المقلدة , وبعضهن في سوق "أم عشرة" حيث كل شيء يباع بعشرة رياﻻت , وعدد من فتيات يقفن أمام نافذة محل اﻷشرطة الغنائية حيث دخولهن ممنوع , واﻷكثرية يدخلن المجمع التجاري القريب .. ظل يراقب الناس وكأنه يزور المكان ﻷول مرة ,وأنهى تأمﻼته عندما جاءت أخته و كاميليا وركبتا السيارة متوجهين لمنزل سماح وهما تناقشان أغاني "نجوى" الجديدة. ظلت كاميليا تنظر إليه من العين الزجاجية في الباب حتى اختفى من أمام عينيها وقلبها يخفق بقوة .. أسرعت تصعد الدرج لتخبر أختها شذى بما حدث، والسعادة المختلطة بأحاسيس كثيرة ظاهرة على محياها ، بدت مرتبكة وسعيدة وخائفة ، وفي الصالة العلوية التقت بوالدها يخرج من غرفته وبيده بعض اﻷوراق وما أن رآها حتى سألها بوجهه العابس : - هل نسخت اﻷوراق التي تريدينها ؟. هزت رأسها إيجابا، فسألها : - ومع من ذهبت؟ -مع نسرين. وسألت والدها: -ومتى سيأتي سائقنا ؟.. سافر منذ أكثر من شهر ولم يعد بعد . زم شفتيه وطلب منها أن تتدبر أمورها مع صديقتها وهو سيستمر باصطحابها مع أختها للمدرسة وختم حديثه : - نحن نعيش في عوز بسبب سفر السائق المفاجئ .. ماتت أمه وتورطنا ﻻ أعرف متى سيسمحون لكن بالقيادة لنرتاح ونتفرغ ﻷعمالنا . سألته باستغراب : - وهل ستوافق ؟. - نحن البلد الوحيد الذي تمنع النساء فيه من القيادة .. ومع الضوابط سيصبح كل شيء بخير فلسنا وحدنا المسلمين .. بلعت كاميليا ريقها ودخلت غرفتها وقلبها مازال ينبض بقوة، لم تكن تفكر بحديث والدها رغم أنها مناصرة للمرأة في انتزاع جميع حقوقها ، وكانت ابنة خالها تقول لها دائما بأن التغيير يجب أن يبدأ بالنساء أنفسهن فإذا لم يطالبن بحقوقهن وينتزعها فلن يقدمها لهن أحد على صينية من الذهب . كانت مشغولة بعماد ولقائها به وتشعر بأن والدها سمع نبضات قلبها وكشف أمرها . هي منجذبة لشاب ، وهذا ما لن يتسامح به مهما حدث .. لم ترد التفكير في اﻷمر أكثر وقالت ﻷختها بصوت منخفض : - لقد رأيته يا شذى .. لقد أوصلنا عماد إلى المكتبة ومن ثم إلى سوق مياس .. لقد نظر إلي بطريقة غريبة .. أحسست بأن قلبي سيتوقف عندما تقابلت عيوننا عبر مرآه السيارة ... آه لو رأيته كيف يتكلم وكيف فتح لي باب السيارة بكل أدب وذوق ﻻ يمكن أن تجديه في شاب سعودي أبدا فهو ﻻ يفتح الباب ﻷحد إﻻ إذا كان خائفا على الباب . تنهدت وأردف تقول : - أشعر بأني ثملة من نظرات عينيه .. يا لهما من عينين لم أرى مثلهما في حياتي .. هو مميز في كل شيء حتى في أدق تفاصيله ... يضع في خنصر يده اليمنى خاتما به حجر كريم أحمر اللون ﻻ أعرف ما هو .. ﻻبد أنني موعودة به .. وسيكون هذا الرجل لي .. وهذا وعد على نفسي .. طلبت منها شذى أن تتمهل قليﻼ وذكرتها بأنها في القطيف فهي مقتنعة بأن الحب في هذه المدينة مصيره أحد أمرين .. إما أن يموت في قلب المحب بدون أن يعبر عنه ، أو مشنوقا بحكم الظروف والمجتمع والناس هي ﻻ تعيش في مدينة رومانسية وأهلها يتمتعون برقة المشاعر . بل على العكس ، الحب والعاطفة ورقة المشاعر هي عيب وقلة أدب وكﻼم فاضي .. " "انفعلت كاميليا وقالت ﻷخيها :. - ﻻتهمني القطيف .. وهل كتب الله علي أن أتزوج من رجل ﻻ أعرفه ومغطى بمﻼبسه ومظهره الكاذب الذي يخفي سيئاته وعيوبه .. لما ﻻ أتزوج برجل أعرفه وأرتاح له وأحبه ... لن أتزوج برجل ( خبط لزق ) وﻻ أكشف إﻻ بعد الزواج ولن يسمح لنا بتصحيح هذا الخطأ بسهولة . - واو .. قوية .. - سأختار الرجل الذي أريده .. كانت تدافع عن شيء ﻻ تدري ما هو ، وعن عﻼقة ﻻ تعرفها ولم تدخلها بعد . رغم تأيدها للتعارف قبل الزواج فهو الطريقة الصحيحة ﻻكتشاف طبيعة اﻵخر ، وﻻ تحبذ التعارف بعد الزواج أو الملكة ( عقد القرآن ) ففسخ هذا المشروع صعب وله ثمن محسوب في حياة الشاب والفتاة بنفس القيمة . "يتبع.. [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
أعلى