الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="شاعرة الليل" data-source="post: 1410918" data-attributes="member: 10362"><p>"</p><p>جريدة اليوم.</p><p></p><p></p><p>همسات من قلبي.</p><p>...........................</p><p></p><p>عيني لم تنساك بعد ...وقلبي لم ينساك بعد.</p><p>مازلت محفورا على عمري</p><p>مازلت مزروعا على جفني.</p><p>تشبه الريحان والياسمين.</p><p>وأشجار العنب والتين.</p><p>جميل .. طاهر.. وشهي.</p><p>مازال أسمك مكتوب على جبيني.</p><p>ومرسوم بالوشم على كتفي.</p><p>وقلبك ينبض في قلبي ورائحتك تعطرني.</p><p>يا رجﻼ يسكن في قلبي ..</p><p></p><p>كاميليا الناصر</p><p>هذه الرسالة اﻷولى .. والبقية تأتي</p><p>..........................................</p><p></p><p></p><p></p><p>الفصل اﻷول</p><p></p><p>بلع ريقه .. ورجفة عنيفة تجتاح قلبه وهو يسترق السمع لكﻼمها وشكواها بعد منتصف الليل ، صوتها يشبه خرير الماء في ينبوع صب في قلبه مباشرة .</p><p>كيف يكون للصوت تأثير على قلب اﻹنسان وروحه و جسده .</p><p>شعر بأنه سيغمى عليه وهي تقول بصوتها الرقيق :</p><p>- أريده قريب منا ويستمع لمشاكلنا .. هو مشغول باستمرار وﻻ يريدنا أن نزعجه .. قليل الكﻼم وﻻ يتحدث معنا إﻻ في اﻷمور التي تهمه .. وبرغم انشغاله في عمله إﻻ أن سلطته وقسوته ﻻ تفارقنا .. وقوانينه يريدها قائمة دون اﻻلتفات لنا .</p><p>" "تجمدت يده وأحس بنبضات قلبه تتسارع ، وسأل نفسه (من تكون هذه الشاكية في ساعات الفجر اﻷولى ؟).</p><p>تردد أمام كلمات صاحبة الصوت الرقيق . هل يستمع أكثر ، أم يغلق السماعة وكأنه لم يسمع شيئا . أحس بضرورة إغﻼق السماعة فورا فالحديث يبدو خاصا واﻻستماع له ليس أخﻼقيا ويتعارض مع مبادئه . وعندما أراد ذلك جاء صوتها من جديد ، وقالت بعد تنهيدة عميقة:</p><p></p><p>_ أمره يحيرني فهو يلبي لنا حاجتنا دائما ويوفر لنا كل ما نريد .. نعيش برفاهية تحسدنا عليها الكثيرات .. أنا ﻻ أفهم والدي .. هو غاضب وعنيد معظم الوقت .. عنفني بصوته المرتفع وصراخه وهددني بالضرب لو اتصلت ب"ناهد" .. منذ أن بدأت بالكتابة في الجريدة ونشرت اسمها ووالدي جن جنونه .. يقول بأنها ثورية ومتمردة وتفتعل أزمة للسعوديات .</p><p>" "</p><p>- أقطعي عﻼقتك بها .</p><p></p><p></p><p>أطلقت من قلبها آهة حزينة وقالت :</p><p>- ﻻ أستطيع .. هي قادرة دائما على احتوائي وﻻ أتردد أبدا في إخبارها أي شيء وبرغم السنوات الست التي تفصلنا إﻻ إننا صديقتين حميمتين .. هي كاتبة مثقفة و محترمة ولها عدد من القصص و الكتب التي تجمع فيها مقاﻻتها .. هي بعيدة عن التهم التي يلصقها والدي بها .. وﻻ تعمل على سلخ الفتاة السعودية من جلدها كما يقول .. يريدها أن تكتب في الدين والحجاب و الشجرة و أسبوع المرور .. يريدني أن أقطع عﻼقتي بها ﻷنها اختارت العيش بكرامة بعيدا عن زوجها وذنبها الوحيد أنها كاتبة و مطلقة .</p><p></p><p>أغلق "عماد" سماعة الهاتف ببطء وراح يسترجع كلمات صاحبة الصوت الرقيق ، صوتها كعزف ناي شجي تغلغل في أعماق روحه . فكر من تكون ؟ .. ﻻبد أنها مقربة جدا ﻷخته "نسرين" لتبثها أمورا خاصة وعائلية وتشتكي لها من سلطة والدها .</p><p>" "فتح نافذة غرفته المطلة على الكورنيش ، وبقي للحظات يراقب سيارات المارة مازالت الحركة مستمرة ونشطة في مدينة القطيف والسيارات تتحرك في جميع اﻻتجاهات أغمض عينيه وفي لحظة قرر الخروج من المنزل في هذا الوقت نزل بسرعة وقطع الشارع ليﻼقي البحر في الليل شعر بإحساس غريب وهو يخلع حذائه وماء البحر يغسل قدميه ، والهواء الحار يداعب قسمات وجهه ويحرك خصﻼت شعره اﻷسود الناعم تنهد وأغمض عينيه وأستنشق الهواء بعمق وهو يسترجع كلمات صاحبة الصوت الرقيق وعقله يحاول كشف هويتها ، هي صديقة لنسرين وﻻبنة عمه "أمل" أيضا ﻷن صداقتهما مشتركة ، وهما تتحدثان عن صديقاتهن دائما هناك "كاميليا" صديقتهما من الطفولة ، و"سماح" التي تعرفنا عليها في المرحلة الثانوية ، وهناك شقيقة خطيبته السابقة ولكن العﻼقة بينهما انتهت بعد أن فسخ الخطوبة قبل ثﻼث سنوات وأصبح في هذه الحالة من ضجر والوحدة .فبقدر ما انجذب ل "سوسن" بشدة عندما رآها أول مرة بقدر ما كرهها عندما أصبحت خطيبته . كان يشعر بالسوء من تلك المرحلة وخصوصا عندما اتهمه صديقه "ماجد" باﻻستهتار وهو بعيد عنه كليا، فلطالما كان جادا ورصينا إﻻ أنه لم يستطيع أن يستمر مع سوسن أكثر من شهر ، فتح عينيه على صوت بوق سيارة مارة في الشارع وتمنى لو يصرخ بقوة تعادل صوته فربما يستيقظ فيه شيء "عاد لمنزلة واﻷثر الذي تركته فيه صاحبة الصوت الرقيق يحيره ، يا لهذه الفيزياء اللعينة ، ما الذي أحدثه فيه ولماذا أحب صوتها ؟..</p><p>كان لرنين صوتها أثرا في رو حه وﻻ يعرف لماذا تخيل وجه ماجد يقول له بيت من الشعر الشهير ( يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة واﻷذن تعشق قبل العين أحيانا ). العشق مرة واحدة ، وهو أعلى درجات الحب وأخطرها ، ومن أين سيأتيه الحب وهو منطوي على نفسه وسأل نفسه لماذا لم يدق قلبه ﻷحد بعد ؟..</p><p>لو كان تزوج بطريقة تقليدية.</p><p>فربما يشعر بالسعادة مع امرأة ما كان مدركا ومقتنعا</p><p>في قراره نفسه بأن الوقت قد حان ليلقي بنفسه بين يدي امرأة تحتويه وتحبه لذاته فقط، وإن كان ﻻ يعترف بذلك علنا فكر في حياته فهو أحد أبناء عائلة عريقة ومعروفة بالتجارة والمال والثراء أبا عن الجد يعيش في فيﻼ فخمة وكبيرة في حي "المجيدية"، ويمتلك أحداث السيارات التي يسعى لتبديلها سنويا للمحافظة على وجاهة العائلة كما تطلب منه أمه ذلك يحسده الكل على ما يملك ، رغم كونه ﻻ يملك صديقا يستطيع اﻻتصال به في منتصف الليل.</p><p>*******.</p><p>أشعل الضوء الخافت واستلقى على سريره وتدثر بلحافه الفاخر وراح ينظر لغرفته تحت ظﻼل الضوء الصفر الخفيف الذي يضفي جوا من الدفء على الغرفة الواسعة و الجميلة بأثاث خشبي وطﻼء جدار أصفر دافئ وستائر مخملية داكنة ، وجميع مستلزمات الرفاهية فيها ، ولكنها ﻻ تهمه مادام ﻻ يشعر بالسعادة ، تنهد وسرعان ما نهض بسرعة ووضع في مشغل اﻷقراص أسطوانة لجارة القمر ، وبدأ صوتها يشيع في أرجاء الغرفة ..</p><p>" ما ويغير حياته الرتيبة.</p><p></p><p>" "عاد لمنزلة واﻷثر الذي تركته فيه صاحبة الصوت الرقيق يحيره ، يا لهذه الفيزياء اللعينة ، ما الذي أحدثه فيه ولماذا أحب صوتها ؟..</p><p>كان لرنين صوتها أثرا في رو حه وﻻ يعرف لماذا تخيل وجه ماجد يقول له بيت من الشعر الشهير ( يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة واﻷذن تعشق قبل العين أحيانا ). العشق مرة واحدة ، وهو أعلى درجات الحب وأخطرها ، ومن أين سيأتيه الحب وهو منطوي على نفسه وسأل نفسه لماذا لم يدق قلبه ﻷحد بعد ؟..</p><p>لو كان تزوج بطريقة تقليدية.</p><p>فربما يشعر بالسعادة مع امرأة ما كان مدركا ومقتنعا</p><p>في قراره نفسه بأن الوقت قد حان ليلقي بنفسه بين يدي امرأة تحتويه وتحبه لذاته فقط، وإن كان ﻻ يعترف بذلك علنا فكر في حياته فهو أحد أبناء عائلة عريقة ومعروفة بالتجارة والمال والثراء أبا عن الجد يعيش في فيﻼ فخمة وكبيرة في حي "المجيدية"، ويمتلك أحداث السيارات التي يسعى لتبديلها سنويا للمحافظة على وجاهة العائلة كما تطلب منه أمه ذلك يحسده الكل على ما يملك ، رغم كونه ﻻ يملك صديقا يستطيع اﻻتصال به في منتصف الليل.</p><p>*******.</p><p>أشعل الضوء الخافت واستلقى على سريره وتدثر بلحافه الفاخر وراح ينظر لغرفته تحت ظﻼل الضوء الصفر الخفيف الذي يضفي جوا من الدفء على الغرفة الواسعة و الجميلة بأثاث خشبي وطﻼء جدار أصفر دافئ وستائر مخملية داكنة ، وجميع مستلزمات الرفاهية فيها ، ولكنها ﻻ تهمه مادام ﻻ يشعر بالسعادة ، تنهد وسرعان ما نهض بسرعة ووضع في مشغل اﻷقراص أسطوانة لجارة القمر ، وبدأ صوتها يشيع في أرجاء الغرفة ..</p><p></p><p>"تسأل علي كتير وبتحبني.</p><p>بعرف هالحكي.. حافظة هالحكي</p><p>كل الحكي حلو .. ومع إنه حلو.</p><p>ليش بيضلو إحساس يقلي ﻻ.</p><p>" "في شيء بدو يصير .. في شيء عم بيصير ".</p><p></p><p></p><p>استلقى على السرير لكن عينيه لم تغمضان . أحس بأنه في حاجة لشيء ما ، فهذه الليلة ليست ككل الليلة ، هناك شيء ما يشعر به وقلبه يدق بإيقاع جديد ومختلف . شعر بالحاجة للحديث مع أحد ، من يسمعه في هذا الوقت المتأخر ؟ لمن يشكو ولمن يتحدث ؟ فكر بأخته الكبرى "ندى" ..ﻻبد أنها نائمة بجانب زوجها . كم كنا صديقين وشقيين وكثيري الشجار لكنهما يتصالحان بسرعة .</p><p>وكثيرا ما يجعﻼن أمهما تفقد أعصابها بسبب شجاراتهما الدائمة ، ورغم ذلك كان كل واحد منهما داعم لﻶخر ومحامي عنه أمام والديهما . مازال يتذكر الضرب بالحذاء بحذائها وكانت المرة الوحيدة التي يتذكر فيها بأنها ضربته ، أما أبوه فلم يمد يده عليه هو وأخواته أبدا.</p><p></p><p>تذكر شقيقه "عﻼء" الشعلة المشعة بالسعادة و التفاؤل والحيوية والذي يشكل معه ثنائيا أخويا رائعا انطفأ قبل عشر سنوات وبسرعة كبيرة تنقلت الصور في رأسه لتعيد أمام عينيه صورة عﻼء وهو جثة هامدة بﻼ حراك والدم يغطي رأسه ووجهه بعد أن انتشله بنفسه من بين يدي زميله الذي تشاجر معه وأرداه قتيﻼ أمام باب منزلهم القديم في "القلعة" شعر باﻷسى وهو يتذكر بكاء أمه كلما دخلت ترتب غرفته التي أصرت على إعدادها له في المنزل الجديد بعد وفاته بأشهر.</p><p>*********************</p><p></p><p>***********"</p><p></p><p></p><p>"أستيقظ صباحا على صوت المنبه . غسل وجهه وحلق ذقنه ،وارتدى مﻼبسه اﻷنيقة. بذلة كحلية اللون وقميص أبيض وربطة عنق بألوان مبهجة ، وقف أمام المرآة ووضع القليل من العطر وابتسم عندما تذكر صديقه الذي يتهمه بالبعد عن التقاليد ، ابتداء باللباس والناهية ﻻ يعرفها .</p><p>كان صاحبه يحاول إقناعه باستمرار بلبس الثوب والغترة التقليدية ، ويجيبه دائما بأنه يرتدي ما يعجبه ويناسبه ، ﻻ ما يرضي الناس وتراث البلد . أغمض عينيه فجأة وهو يستحضر كلمات صاحبة الصوت الرقيق ، وعاود تﻼوة اﻷفكار نفسها في رأسه وهو يفكر بصديقات أخته ..</p><p>شارك والديه تناول اﻹفطار وأكل التوست المحمصة بالزبدة التي أعدتها له أمه وهي تتحلطم من عدم جدية نسرين في المذاكرة ورغبتها الفاترة باﻻلتحاق بكلية الطب أكدت على زوجها الصامت للمرة اﻷلف ضرورة البحث عن واسطة جيدة ليقوم بالﻼزم ، وأنهت كﻼمها له ببعض اﻻتهامات الضمنية بالﻼمباﻻة واﻻنشغال عن البيت وعدم اﻻهتمام بدارسة ابنته. ظل والده صامتا واكتفى بنظرة حياديه . هو هادئ وصامت ، ترك قيادة دفة اﻷسرة لزوجته التي تتهمه بالسلبية وﻻ تجرؤ أن تقول بأن شخصيته ضعيفة أمام شخصيتها .</p><p></p><p></p><p>أخذ حقيبته وخرج متجها إلى الشركة . شركة "الغانم" لﻸسمنت ومواد البناء والخرسانة الجاهزة التي أسسها والده وعمه سويا بجدهما وكدهما حتى كونا اسما قويا في سوق المحلية ، وكونا ثروة مالية يعتزان بها من الشركة والمصنع التابع لها ، إضافة إلى محطات البنزين التي يمتلكونها . كان يرغب بدراسة إدارة اﻷعمال في كاليفورنيا ولكن والده لم يحبذ ذلك بعد وفاة عﻼء ، فوافقه ودرس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالرغم من اعتراض أمه ، وبعد تخرجه من كلية اﻹدارة أستلم إدارة الشركة يدا بيد مع ابن عمه وزوج أخته فيصل ، وتفرغ والده وعمه للعمل سويا في اﻻستثمار بجميع مجاﻻته تاركين إدارة الشركة للشابين الطموحين ليكمﻼ المسيرة . قاد سيارته وهو يستمع ﻷغنية السيدة فيروز ..</p><p>"</p><p></p><p>""كنا نتﻼقى من عشية</p><p>ونقعد على الجسر العتيق</p><p>وتنزل على السهل الضباب</p><p>تمحي المدى وتحمي الطريق.</p><p>ما حدا يعرف بمطرحنا</p><p>غير السماء وورق تشرين.."</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="شاعرة الليل, post: 1410918, member: 10362"] " جريدة اليوم. همسات من قلبي. ........................... عيني لم تنساك بعد ...وقلبي لم ينساك بعد. مازلت محفورا على عمري مازلت مزروعا على جفني. تشبه الريحان والياسمين. وأشجار العنب والتين. جميل .. طاهر.. وشهي. مازال أسمك مكتوب على جبيني. ومرسوم بالوشم على كتفي. وقلبك ينبض في قلبي ورائحتك تعطرني. يا رجﻼ يسكن في قلبي .. كاميليا الناصر هذه الرسالة اﻷولى .. والبقية تأتي .......................................... الفصل اﻷول بلع ريقه .. ورجفة عنيفة تجتاح قلبه وهو يسترق السمع لكﻼمها وشكواها بعد منتصف الليل ، صوتها يشبه خرير الماء في ينبوع صب في قلبه مباشرة . كيف يكون للصوت تأثير على قلب اﻹنسان وروحه و جسده . شعر بأنه سيغمى عليه وهي تقول بصوتها الرقيق : - أريده قريب منا ويستمع لمشاكلنا .. هو مشغول باستمرار وﻻ يريدنا أن نزعجه .. قليل الكﻼم وﻻ يتحدث معنا إﻻ في اﻷمور التي تهمه .. وبرغم انشغاله في عمله إﻻ أن سلطته وقسوته ﻻ تفارقنا .. وقوانينه يريدها قائمة دون اﻻلتفات لنا . " "تجمدت يده وأحس بنبضات قلبه تتسارع ، وسأل نفسه (من تكون هذه الشاكية في ساعات الفجر اﻷولى ؟). تردد أمام كلمات صاحبة الصوت الرقيق . هل يستمع أكثر ، أم يغلق السماعة وكأنه لم يسمع شيئا . أحس بضرورة إغﻼق السماعة فورا فالحديث يبدو خاصا واﻻستماع له ليس أخﻼقيا ويتعارض مع مبادئه . وعندما أراد ذلك جاء صوتها من جديد ، وقالت بعد تنهيدة عميقة: _ أمره يحيرني فهو يلبي لنا حاجتنا دائما ويوفر لنا كل ما نريد .. نعيش برفاهية تحسدنا عليها الكثيرات .. أنا ﻻ أفهم والدي .. هو غاضب وعنيد معظم الوقت .. عنفني بصوته المرتفع وصراخه وهددني بالضرب لو اتصلت ب"ناهد" .. منذ أن بدأت بالكتابة في الجريدة ونشرت اسمها ووالدي جن جنونه .. يقول بأنها ثورية ومتمردة وتفتعل أزمة للسعوديات . " " - أقطعي عﻼقتك بها . أطلقت من قلبها آهة حزينة وقالت : - ﻻ أستطيع .. هي قادرة دائما على احتوائي وﻻ أتردد أبدا في إخبارها أي شيء وبرغم السنوات الست التي تفصلنا إﻻ إننا صديقتين حميمتين .. هي كاتبة مثقفة و محترمة ولها عدد من القصص و الكتب التي تجمع فيها مقاﻻتها .. هي بعيدة عن التهم التي يلصقها والدي بها .. وﻻ تعمل على سلخ الفتاة السعودية من جلدها كما يقول .. يريدها أن تكتب في الدين والحجاب و الشجرة و أسبوع المرور .. يريدني أن أقطع عﻼقتي بها ﻷنها اختارت العيش بكرامة بعيدا عن زوجها وذنبها الوحيد أنها كاتبة و مطلقة . أغلق "عماد" سماعة الهاتف ببطء وراح يسترجع كلمات صاحبة الصوت الرقيق ، صوتها كعزف ناي شجي تغلغل في أعماق روحه . فكر من تكون ؟ .. ﻻبد أنها مقربة جدا ﻷخته "نسرين" لتبثها أمورا خاصة وعائلية وتشتكي لها من سلطة والدها . " "فتح نافذة غرفته المطلة على الكورنيش ، وبقي للحظات يراقب سيارات المارة مازالت الحركة مستمرة ونشطة في مدينة القطيف والسيارات تتحرك في جميع اﻻتجاهات أغمض عينيه وفي لحظة قرر الخروج من المنزل في هذا الوقت نزل بسرعة وقطع الشارع ليﻼقي البحر في الليل شعر بإحساس غريب وهو يخلع حذائه وماء البحر يغسل قدميه ، والهواء الحار يداعب قسمات وجهه ويحرك خصﻼت شعره اﻷسود الناعم تنهد وأغمض عينيه وأستنشق الهواء بعمق وهو يسترجع كلمات صاحبة الصوت الرقيق وعقله يحاول كشف هويتها ، هي صديقة لنسرين وﻻبنة عمه "أمل" أيضا ﻷن صداقتهما مشتركة ، وهما تتحدثان عن صديقاتهن دائما هناك "كاميليا" صديقتهما من الطفولة ، و"سماح" التي تعرفنا عليها في المرحلة الثانوية ، وهناك شقيقة خطيبته السابقة ولكن العﻼقة بينهما انتهت بعد أن فسخ الخطوبة قبل ثﻼث سنوات وأصبح في هذه الحالة من ضجر والوحدة .فبقدر ما انجذب ل "سوسن" بشدة عندما رآها أول مرة بقدر ما كرهها عندما أصبحت خطيبته . كان يشعر بالسوء من تلك المرحلة وخصوصا عندما اتهمه صديقه "ماجد" باﻻستهتار وهو بعيد عنه كليا، فلطالما كان جادا ورصينا إﻻ أنه لم يستطيع أن يستمر مع سوسن أكثر من شهر ، فتح عينيه على صوت بوق سيارة مارة في الشارع وتمنى لو يصرخ بقوة تعادل صوته فربما يستيقظ فيه شيء "عاد لمنزلة واﻷثر الذي تركته فيه صاحبة الصوت الرقيق يحيره ، يا لهذه الفيزياء اللعينة ، ما الذي أحدثه فيه ولماذا أحب صوتها ؟.. كان لرنين صوتها أثرا في رو حه وﻻ يعرف لماذا تخيل وجه ماجد يقول له بيت من الشعر الشهير ( يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة واﻷذن تعشق قبل العين أحيانا ). العشق مرة واحدة ، وهو أعلى درجات الحب وأخطرها ، ومن أين سيأتيه الحب وهو منطوي على نفسه وسأل نفسه لماذا لم يدق قلبه ﻷحد بعد ؟.. لو كان تزوج بطريقة تقليدية. فربما يشعر بالسعادة مع امرأة ما كان مدركا ومقتنعا في قراره نفسه بأن الوقت قد حان ليلقي بنفسه بين يدي امرأة تحتويه وتحبه لذاته فقط، وإن كان ﻻ يعترف بذلك علنا فكر في حياته فهو أحد أبناء عائلة عريقة ومعروفة بالتجارة والمال والثراء أبا عن الجد يعيش في فيﻼ فخمة وكبيرة في حي "المجيدية"، ويمتلك أحداث السيارات التي يسعى لتبديلها سنويا للمحافظة على وجاهة العائلة كما تطلب منه أمه ذلك يحسده الكل على ما يملك ، رغم كونه ﻻ يملك صديقا يستطيع اﻻتصال به في منتصف الليل. *******. أشعل الضوء الخافت واستلقى على سريره وتدثر بلحافه الفاخر وراح ينظر لغرفته تحت ظﻼل الضوء الصفر الخفيف الذي يضفي جوا من الدفء على الغرفة الواسعة و الجميلة بأثاث خشبي وطﻼء جدار أصفر دافئ وستائر مخملية داكنة ، وجميع مستلزمات الرفاهية فيها ، ولكنها ﻻ تهمه مادام ﻻ يشعر بالسعادة ، تنهد وسرعان ما نهض بسرعة ووضع في مشغل اﻷقراص أسطوانة لجارة القمر ، وبدأ صوتها يشيع في أرجاء الغرفة .. " ما ويغير حياته الرتيبة. " "عاد لمنزلة واﻷثر الذي تركته فيه صاحبة الصوت الرقيق يحيره ، يا لهذه الفيزياء اللعينة ، ما الذي أحدثه فيه ولماذا أحب صوتها ؟.. كان لرنين صوتها أثرا في رو حه وﻻ يعرف لماذا تخيل وجه ماجد يقول له بيت من الشعر الشهير ( يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة واﻷذن تعشق قبل العين أحيانا ). العشق مرة واحدة ، وهو أعلى درجات الحب وأخطرها ، ومن أين سيأتيه الحب وهو منطوي على نفسه وسأل نفسه لماذا لم يدق قلبه ﻷحد بعد ؟.. لو كان تزوج بطريقة تقليدية. فربما يشعر بالسعادة مع امرأة ما كان مدركا ومقتنعا في قراره نفسه بأن الوقت قد حان ليلقي بنفسه بين يدي امرأة تحتويه وتحبه لذاته فقط، وإن كان ﻻ يعترف بذلك علنا فكر في حياته فهو أحد أبناء عائلة عريقة ومعروفة بالتجارة والمال والثراء أبا عن الجد يعيش في فيﻼ فخمة وكبيرة في حي "المجيدية"، ويمتلك أحداث السيارات التي يسعى لتبديلها سنويا للمحافظة على وجاهة العائلة كما تطلب منه أمه ذلك يحسده الكل على ما يملك ، رغم كونه ﻻ يملك صديقا يستطيع اﻻتصال به في منتصف الليل. *******. أشعل الضوء الخافت واستلقى على سريره وتدثر بلحافه الفاخر وراح ينظر لغرفته تحت ظﻼل الضوء الصفر الخفيف الذي يضفي جوا من الدفء على الغرفة الواسعة و الجميلة بأثاث خشبي وطﻼء جدار أصفر دافئ وستائر مخملية داكنة ، وجميع مستلزمات الرفاهية فيها ، ولكنها ﻻ تهمه مادام ﻻ يشعر بالسعادة ، تنهد وسرعان ما نهض بسرعة ووضع في مشغل اﻷقراص أسطوانة لجارة القمر ، وبدأ صوتها يشيع في أرجاء الغرفة .. "تسأل علي كتير وبتحبني. بعرف هالحكي.. حافظة هالحكي كل الحكي حلو .. ومع إنه حلو. ليش بيضلو إحساس يقلي ﻻ. " "في شيء بدو يصير .. في شيء عم بيصير ". استلقى على السرير لكن عينيه لم تغمضان . أحس بأنه في حاجة لشيء ما ، فهذه الليلة ليست ككل الليلة ، هناك شيء ما يشعر به وقلبه يدق بإيقاع جديد ومختلف . شعر بالحاجة للحديث مع أحد ، من يسمعه في هذا الوقت المتأخر ؟ لمن يشكو ولمن يتحدث ؟ فكر بأخته الكبرى "ندى" ..ﻻبد أنها نائمة بجانب زوجها . كم كنا صديقين وشقيين وكثيري الشجار لكنهما يتصالحان بسرعة . وكثيرا ما يجعﻼن أمهما تفقد أعصابها بسبب شجاراتهما الدائمة ، ورغم ذلك كان كل واحد منهما داعم لﻶخر ومحامي عنه أمام والديهما . مازال يتذكر الضرب بالحذاء بحذائها وكانت المرة الوحيدة التي يتذكر فيها بأنها ضربته ، أما أبوه فلم يمد يده عليه هو وأخواته أبدا. تذكر شقيقه "عﻼء" الشعلة المشعة بالسعادة و التفاؤل والحيوية والذي يشكل معه ثنائيا أخويا رائعا انطفأ قبل عشر سنوات وبسرعة كبيرة تنقلت الصور في رأسه لتعيد أمام عينيه صورة عﻼء وهو جثة هامدة بﻼ حراك والدم يغطي رأسه ووجهه بعد أن انتشله بنفسه من بين يدي زميله الذي تشاجر معه وأرداه قتيﻼ أمام باب منزلهم القديم في "القلعة" شعر باﻷسى وهو يتذكر بكاء أمه كلما دخلت ترتب غرفته التي أصرت على إعدادها له في المنزل الجديد بعد وفاته بأشهر. ********************* ***********" "أستيقظ صباحا على صوت المنبه . غسل وجهه وحلق ذقنه ،وارتدى مﻼبسه اﻷنيقة. بذلة كحلية اللون وقميص أبيض وربطة عنق بألوان مبهجة ، وقف أمام المرآة ووضع القليل من العطر وابتسم عندما تذكر صديقه الذي يتهمه بالبعد عن التقاليد ، ابتداء باللباس والناهية ﻻ يعرفها . كان صاحبه يحاول إقناعه باستمرار بلبس الثوب والغترة التقليدية ، ويجيبه دائما بأنه يرتدي ما يعجبه ويناسبه ، ﻻ ما يرضي الناس وتراث البلد . أغمض عينيه فجأة وهو يستحضر كلمات صاحبة الصوت الرقيق ، وعاود تﻼوة اﻷفكار نفسها في رأسه وهو يفكر بصديقات أخته .. شارك والديه تناول اﻹفطار وأكل التوست المحمصة بالزبدة التي أعدتها له أمه وهي تتحلطم من عدم جدية نسرين في المذاكرة ورغبتها الفاترة باﻻلتحاق بكلية الطب أكدت على زوجها الصامت للمرة اﻷلف ضرورة البحث عن واسطة جيدة ليقوم بالﻼزم ، وأنهت كﻼمها له ببعض اﻻتهامات الضمنية بالﻼمباﻻة واﻻنشغال عن البيت وعدم اﻻهتمام بدارسة ابنته. ظل والده صامتا واكتفى بنظرة حياديه . هو هادئ وصامت ، ترك قيادة دفة اﻷسرة لزوجته التي تتهمه بالسلبية وﻻ تجرؤ أن تقول بأن شخصيته ضعيفة أمام شخصيتها . أخذ حقيبته وخرج متجها إلى الشركة . شركة "الغانم" لﻸسمنت ومواد البناء والخرسانة الجاهزة التي أسسها والده وعمه سويا بجدهما وكدهما حتى كونا اسما قويا في سوق المحلية ، وكونا ثروة مالية يعتزان بها من الشركة والمصنع التابع لها ، إضافة إلى محطات البنزين التي يمتلكونها . كان يرغب بدراسة إدارة اﻷعمال في كاليفورنيا ولكن والده لم يحبذ ذلك بعد وفاة عﻼء ، فوافقه ودرس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالرغم من اعتراض أمه ، وبعد تخرجه من كلية اﻹدارة أستلم إدارة الشركة يدا بيد مع ابن عمه وزوج أخته فيصل ، وتفرغ والده وعمه للعمل سويا في اﻻستثمار بجميع مجاﻻته تاركين إدارة الشركة للشابين الطموحين ليكمﻼ المسيرة . قاد سيارته وهو يستمع ﻷغنية السيدة فيروز .. " ""كنا نتﻼقى من عشية ونقعد على الجسر العتيق وتنزل على السهل الضباب تمحي المدى وتحمي الطريق. ما حدا يعرف بمطرحنا غير السماء وورق تشرين.." [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
رواية/الملعونة
أعلى