`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤
¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
يرى محللون وسياسيون أن الحرب الكونية الباردة القادمة هي الحرب الإلكترونية. وتخشى الولايات المتحدة من قيام دولة عدوة أو تنظيم "إرهابي" بالسيطرة على مفاتيح إلكترونية مهمة مما يؤدي إلى مخاطر على حياة الأميركيين والأمن القومي للبلاد.
ويرى الكاتب إيلان بيرمان من مجلس السياسة الخارجية الأميركية في مقال على موقع المجلس أن هناك إرهاصات بخصوص حرب باردة جديدة تلوح في الأفق، وهو ما يستشفه من تصريحات مسؤولين كبار ومن بينهم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي دق ناقوس الخطر وحذر بشكل صارخ خلال حديث له أثناء زيارته لمتحف الجرأة في نيويورك في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان بانيتا قد حذر حينها من مآس مؤلمة على نمط بيرل هاربر ولكن إلكترونية هذه المرة، فحذر بقوله "يمكن لأي دولة عدوانية أو مجموعة متطرفة استخدام الوسائل الإلكترونية والسيطرة على مفاتيح مهمة وحيوية ويمكنهم تحويل مسارات قطارات ركاب وربما ما هو أخطر من ذلك عن طريق اعتراض وتحويل مسار قطارات محملة بمواد كيماوية قاتلة، ويمكنهم تلويث مصادر مياه الشرب في المدن الرئيسية أو قطع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من البلاد جراء تخريب الشبكة الناقلة له".
ويعتقد الكاتب بيرمان أن هذا يشكل سيناريو قاتما كئيبا, ولكنه أمر محتمل, فلقد أدى استعمال الشبكة العنكبوتية خلال الربع الأخير من القرن الماضي إلى تغييرات عميقة في كل أوجه ومناحي حياة المجتمع الأميركي, ولكن ذلك جلب معه مخاطر جديدة للأمن الأميركي كذلك منبثقة من شبكة الإنترنت.
إعلان جهة تسمي نفسها الجيش الإيراني الإلكتروني عن قرصنة أحد المواقع
(الفرنسية- أرشيف)
الصين وروسيا وإيران
ولعل الصين -وفق بيرمان- تشكل مصدر الخطر الأكبر من بين تلك المخاطر, حيث تمكنت بكين من بناء شبكة تقنية لحرب إلكترونية رهيبة خلال العقد الماضي ومن بينها التجسس على الولايات المتحدة على نطاق واسع، ففي حالة اندلاع مواجهة عسكرية بين الصين وأميركا بسبب تايوان أو غيرها, فإن هناك سببا وجيها للاعتقاد بأن الحرب الفضائية جزء من إستراتيجية الصين الخاصة بالحرب غير المحدودة.
كما أن روسيا هي الأخرى تشكل خطرا إلكترونيا جليا, فقد استخدم الكرملين خلال السنوات الأخيرة الحرب الإلكترونية بدرجة فعالا في تعامله مع كل من جورجيا وإستونيا ناهيك عن استخدام الحكومة النشاطات الإلكترونية من أجل قمع وتكميم أفواه المعارضة السياسية في البلاد. وفي المقابل بدأت الجماعات الإجرامية الروسية في استخدام الإنترنت لاستهداف الأسواق ومن بينها المؤسسات المالية الأميركية.
لكن الخصم الإلكتروني الأحدث وغير المتوقع هو إيران, فالهجمات الأخيرة على المؤسسات المالية الأميركية وشركات الطاقة في الشرق الأوسط, كشفت عن مدى التقدم المتزايد الذي أحرزته طهران في مجال تقنية الفضاء الإلكتروني، وهو نذير على ما قد يحدث جراء المواجهة الدولية المتزايدة مع إيران حول طموحاتها النووية إن اندلعت الحرب معها.
ويذهب بيرمان إلى أن هناك أطرافا أخرى غير إيران بدءا من كوريا الشمالية وانتهاء بتنظيم القاعدة الذين كشفوا عن رغباتهم المتزايدة في العمل بقوة في مجال تقنيات الفضاء الإلكتروني, لكن ما زال الرد الأميركي على تلك التحديات في طور الإعداد, فقد كانت الإستراتيجية الشاملة بخصوص تقنيات الفضاء الإلكتروني ضحية لسياسات السنة الانتخابية في الكونغرس.
نشاط متزايد
وبالرغم من أن صياغة مثل تلك الخطط خاص بعقيدة الجيش الأميركي, فإنها تبقى غامضة بخصوص تحديد ما يمكن أن يكون عملا من أعمال الحرب فيما يتعلق بتقنية الحرب الإلكترونية وما يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به ردا على ذلك.
وفي هذا السياق يقول أحد الخبراء بأن إستراتيجية أميركا بخصوص تقنيات الفضاء الإلكتروني شبيهة بالحال التي آلت إليها جهود مكافحة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وهو ما يمثل عجزا خطيرا, فرغم أن وسائل الحرب التقليدية لم تعد جزءا من الماضي, إلا أنه من المستحيل تجاهل صعود تقنيات الفضاء الإلكتروني كإحدى أوراق الصراع الجديدة وأن خصوم أميركا ينشطون بشكل متزايد في هذا المضمار, وعلى أميركا أن تكون جاهزة لخوض غمار هذه المواجهة بدورها.
المصدر: هنا
ويرى الكاتب إيلان بيرمان من مجلس السياسة الخارجية الأميركية في مقال على موقع المجلس أن هناك إرهاصات بخصوص حرب باردة جديدة تلوح في الأفق، وهو ما يستشفه من تصريحات مسؤولين كبار ومن بينهم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي دق ناقوس الخطر وحذر بشكل صارخ خلال حديث له أثناء زيارته لمتحف الجرأة في نيويورك في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان بانيتا قد حذر حينها من مآس مؤلمة على نمط بيرل هاربر ولكن إلكترونية هذه المرة، فحذر بقوله "يمكن لأي دولة عدوانية أو مجموعة متطرفة استخدام الوسائل الإلكترونية والسيطرة على مفاتيح مهمة وحيوية ويمكنهم تحويل مسارات قطارات ركاب وربما ما هو أخطر من ذلك عن طريق اعتراض وتحويل مسار قطارات محملة بمواد كيماوية قاتلة، ويمكنهم تلويث مصادر مياه الشرب في المدن الرئيسية أو قطع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من البلاد جراء تخريب الشبكة الناقلة له".
ويعتقد الكاتب بيرمان أن هذا يشكل سيناريو قاتما كئيبا, ولكنه أمر محتمل, فلقد أدى استعمال الشبكة العنكبوتية خلال الربع الأخير من القرن الماضي إلى تغييرات عميقة في كل أوجه ومناحي حياة المجتمع الأميركي, ولكن ذلك جلب معه مخاطر جديدة للأمن الأميركي كذلك منبثقة من شبكة الإنترنت.
إعلان جهة تسمي نفسها الجيش الإيراني الإلكتروني عن قرصنة أحد المواقع
(الفرنسية- أرشيف)
الصين وروسيا وإيران
ولعل الصين -وفق بيرمان- تشكل مصدر الخطر الأكبر من بين تلك المخاطر, حيث تمكنت بكين من بناء شبكة تقنية لحرب إلكترونية رهيبة خلال العقد الماضي ومن بينها التجسس على الولايات المتحدة على نطاق واسع، ففي حالة اندلاع مواجهة عسكرية بين الصين وأميركا بسبب تايوان أو غيرها, فإن هناك سببا وجيها للاعتقاد بأن الحرب الفضائية جزء من إستراتيجية الصين الخاصة بالحرب غير المحدودة.
كما أن روسيا هي الأخرى تشكل خطرا إلكترونيا جليا, فقد استخدم الكرملين خلال السنوات الأخيرة الحرب الإلكترونية بدرجة فعالا في تعامله مع كل من جورجيا وإستونيا ناهيك عن استخدام الحكومة النشاطات الإلكترونية من أجل قمع وتكميم أفواه المعارضة السياسية في البلاد. وفي المقابل بدأت الجماعات الإجرامية الروسية في استخدام الإنترنت لاستهداف الأسواق ومن بينها المؤسسات المالية الأميركية.
لكن الخصم الإلكتروني الأحدث وغير المتوقع هو إيران, فالهجمات الأخيرة على المؤسسات المالية الأميركية وشركات الطاقة في الشرق الأوسط, كشفت عن مدى التقدم المتزايد الذي أحرزته طهران في مجال تقنية الفضاء الإلكتروني، وهو نذير على ما قد يحدث جراء المواجهة الدولية المتزايدة مع إيران حول طموحاتها النووية إن اندلعت الحرب معها.
ويذهب بيرمان إلى أن هناك أطرافا أخرى غير إيران بدءا من كوريا الشمالية وانتهاء بتنظيم القاعدة الذين كشفوا عن رغباتهم المتزايدة في العمل بقوة في مجال تقنيات الفضاء الإلكتروني, لكن ما زال الرد الأميركي على تلك التحديات في طور الإعداد, فقد كانت الإستراتيجية الشاملة بخصوص تقنيات الفضاء الإلكتروني ضحية لسياسات السنة الانتخابية في الكونغرس.
نشاط متزايد
وبالرغم من أن صياغة مثل تلك الخطط خاص بعقيدة الجيش الأميركي, فإنها تبقى غامضة بخصوص تحديد ما يمكن أن يكون عملا من أعمال الحرب فيما يتعلق بتقنية الحرب الإلكترونية وما يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به ردا على ذلك.
وفي هذا السياق يقول أحد الخبراء بأن إستراتيجية أميركا بخصوص تقنيات الفضاء الإلكتروني شبيهة بالحال التي آلت إليها جهود مكافحة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وهو ما يمثل عجزا خطيرا, فرغم أن وسائل الحرب التقليدية لم تعد جزءا من الماضي, إلا أنه من المستحيل تجاهل صعود تقنيات الفضاء الإلكتروني كإحدى أوراق الصراع الجديدة وأن خصوم أميركا ينشطون بشكل متزايد في هذا المضمار, وعلى أميركا أن تكون جاهزة لخوض غمار هذه المواجهة بدورها.
المصدر: هنا