الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
روايه ساره
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="7lm wrdy" data-source="post: 1397159" data-attributes="member: 9195"><p>السلام عليكم </p><p></p><p>كنت قرا احد الروايات وقرات هذي االروايه واعجبتني </p><p></p><p></p><p></p><p>الفصل الأول : أتسمي نفسك حاكما </p><p></p><p>دخلت سارة غرفة والدتها , فوجدتها تخيط الثياب بكل جهد , فاقتربت منها و قالت بقلق </p><p>- أمي تبدين متعبة جدا فلترتاح سأقوم أنا بهذا العمل .</p><p>- آه يا ابنتي لقد بدأ التعب يدركني فعلا .</p><p>- أمي لقد أخبرك الطبيب بأن لا تجهدي نفسك كثيرا فأنت مريضة</p><p>- وماذا سأفعل يا ابنتي .. هذه هي حال الدنيا .</p><p>سارة تلك الفتاة النقية لا تزال في الثانية و العشري من عمرها , تعاني من مرارة هذه الحياة , و تبذل جهدها للبقاء , لم يتبقى من عائلتها سوا والدتها العجوز , لذلك هي تحاول جاهدة الحفاظ على هذه العائلة الصغيرة . . </p><p>و في ليلة من الليالي استيقظت سارة على صوت والدتها وهي تسعل بشدة , عندها أدركت بأن هذا السعال ليس طبيعيا , إنها ليست على مايرام! فأسرعت تنادي جارها الطبيب كي يراها , و عند وصوله قال بخيبة أمل كبيرة :</p><p>- إن لم نعالجها قد تفارق الحياة</p><p>تفاجأت سارة من كلام الطبيب و بلا شعور قالت : ماذا تقول ؟! لا يمكن ذلك</p><p>الطبيب : سارة اهدئي لا فائدة في انفعالك هذا . </p><p>أخذت سارة تتوسله : أيها الطبيب أرجوك عالجها سأبذل جهدي لاحقا كي أجلب لك باقي المال.</p><p>الطبيب : سارة لا فائدة من ذلك , أرجوك لا تترجيني أكثر . </p><p>سارة : أرجوك , لا تتركها تذهب هكذا , حاول مرة أخرى </p><p>الطبيب : فعلا أود مساعدتك , ولكن أنا أيضا لا أستطيع علاجها , حالة الطب لدينا متدنية جدا ووالدتك تحتاج إلى أن تعالج في الخارج أنا آسف يا سارة , عليك جمع المال بطريقة ما و معالجتها .</p><p>أخذت الدموع تسيل من عينيها و الحزن قد ملأها و هي تقول له : ألست طبيبا ! </p><p>كان الطبيب حزينا جدا لحالة والدتها وكم تمنى مساعدتها ولكنه كان صادقا في كلامه , فهم دولة متخلفة قليلا وليست متحضرة أبدا .</p><p>بعد أن هدأت قليلا , تركها الطبيب و عاد لمنزله , و بقيت سارة وحدها تفكر في حل لهذه المشكلة و هي تقول لنفسها :</p><p>لا أستطيع ترك والدتي تموت أمام عيني هكذا , علي أن أجد حلا بأسرع ما يمكن , لكن كيييف ؟! الديون تغطيني تماما و لا أحد غني في هذه المدينة يا الله ماذا سأفعل ؟ </p><p>بعد يومين وقفت سارة أمام البوابة الكبيرة التي يحرسها الرجلان الواقفان</p><p>قالت لنفسها : سأضطر لأن أترك الكبرياء بعيدا مرة أخرى , كل هذا لأجلك يا عزيزتي يا أمي , لقد فكرت و لا يوجد حل آخر سوا سؤال الحاكم بعضا من ماله , ولكن من سيخلصني من هؤلاء الحرس !</p><p>سارة : مرحبا أيها الرجل , هل لي بالدخول أود محادثة الحاكم لأمر عاجل .</p><p>الحارس : آسف يا سيدتي , ولكن من أنت ؟ و هل لديك إذن بالدخول</p><p>- أنا سارة ... و لا يوجد لدي إذن و لكني مضطرة لأن أتحدث معه .. أرجوك </p><p>- آسف اذهبي من هنا , نحن لا ندخل أمثالك لهنا</p><p>- ما الذي تقوله ؟</p><p>عندما بدأ يشتد الحديث تدخل الحارس الثاني وهدأ الوضع</p><p>سارة : سأذهب الآن و لكنني سأعود .</p><p>وبعد ذهابها قال محمد ( الحارس الذي تحدث مع سارة ) : ما الذي تريده هذه المرأة يا ترى ؟</p><p>الحارس الثاني ( جاسم ) : لا أعلم حقا ولكن لا أظن بأنها ستأتي لاحقا .</p><p>وفي اليوم التالي لم تتردد سارة و أتت مجددا و لكن دون فائدة لم تستطع الدخول</p><p>فعلت الأمر ذاته في اليوم الثالث , ولكن لا فائدة .</p><p>مضى أسبوع كامل وهي تأتي ولكنها تقابل بالرفض , وبعد ذلك اختفت ولم تعد مرة أخرى . </p><p>فتعجب محمد للأمر : هذا أمر غريب لم تأتي سارة إلى هنا مرة أخرى !</p><p>جاسم : ربما ملت من الأمر فلم تأتي .</p><p>- ولكن لماذا كانت تريد مقابلة الحاكم ؟ هذا هو السؤال الحقيقي .</p><p>جاسم بقلق : ربما كانت تخطط لأمر سيء , علينا إخبار الحاكم حالا .</p><p>- : كلا إياك أن تتهور .</p><p>- هذا ليس تهورا بل هو حذر . سأخبر الحاكم بنفسي , وبمكر قال : ربما يكافئني على هذا الأمر .</p><p>هذه هي الحقيقة ,, هناك أناس يحملون الهموم الكثيرة , وهم مضطرون لأن يبيعوا أغلى ما يملكه الإنسان ( الكرامة ) وذلك من أجل حماية شيء آخر</p><p>بينما هناك آخرون لا يهمهم سوا المال , و لاشيء غير ذلك , هم أناس جشعون جدا لا يستطيعون إلا أن يفكروا بأنفسهم .</p><p>صحيح أن جاسم كان يؤدي واجبه ولكن نيته لم تكن حسنة , لم يكن يفكر في حماية الحاكم ولكن كل ما فكر فيه هو استغلال امرأة ضعيفة من أجل المال .</p><p>لذلك وبدون تردد , و بدون أن يفكر في العواقب , ذهب و بكل جرأة أخبر الحاكم بالأمر . </p><p>لم يسكت الحاكم عن الأمر , و لم يكن ليدع الأمر يمر هكذا , عليه أن يعرف سر هذه المرأة , لذلك أرسل جنوده لإحضارها . </p><p>وفي وضح النهار كانت سارة جالسة في المنزل وحدها تجمع الأشياء القديمة كي تبيعها و تحصل على بعض النقود , دخل عليها جند مسلحون , فتقدمهم رئيسهم ذلك الرجل الضخم الجثة و قوية البنية , عريض المنكبين و يبدوا بأن مصيبة جديدة ستقع عليها , تحدث بصوت أجش قائلا : </p><p>- هل أنت سارة ...</p><p>- أجل ما الأمر ؟</p><p>- أنت مقبوض عليك .</p><p>- ولماذا ؟ لم أفعل شيئا !</p><p>- لقد أزعجت الملك بوقوفك عند باب قصره , ونحن نشك في كونك إرهابية</p><p>- ما هذا الكلام ؟ الملك لم يدري أنني أقف عند الباب , وهل الوقوف يسبب إزعاجا لهذه الدرجة</p><p>تقدم الرجل وأمسك يدها بكل وقاحة وقيدها وهو يقول : لا تقولي شيئا و تعالي معنا .</p><p>لم تتحمل سارة الأمر فصرخت به : فك وثاقي بسرعة أيها الوغد الحقير ...</p><p>هو أيضا لم يكن ليتحمل اهانتها له امام الجميع , وبكل قوة و جرأة , مد يده ليضرب وجهها , تلك الضربة جعلتها تصمت و تنظر إليه بكل حقد وكره , كم تمنت في تلك اللحظة بأن تكسر يده هذه . </p><p>فعلا هناك أناس يظنون أن القوة هي أهم شيء , وأنهم بضربهم لمن هم أضعف منهم سيكون دليلا على قوتهم ورجولتهم , ولم يعلموا أن هذه ليست قوة أبدا وليست رجولة أبدا , فالقوة هي أن تمسك بأعصابك حال غضبك , و القوة هي أن تكون حليما مع الآخرين - ومع الأسف قليل من يدرك هذا الأمر .</p><p>حبست سارة في السجن الصغير القذر , و لم يكن هناك أحد يسأل عنها , أو يتفقد غيابها حتى , إلى أن أرسل الملك بإحضارها , فأًخذت إليه . </p><p>كان جالسا ينظر إليها , و الحراس حوله , و مستشاره بجابنه , و عندما رأها منكسرة هكذا أمر بخلع الأصفاد من يديها : </p><p>إلياس : أيها الحارس اخلع الأصفاد من يديها ؛ فهي لا تملك شيئا بحوزتها الآن .</p><p>الحارس : ولكن سيدي ..</p><p>إلياس : افعل كما أمرتك .</p><p>الحارس : حاضر سيدي .</p><p>فك الأصفاد من يديها فحركتها بحرية , و بعد ذلك سألها إلياس قائلا : </p><p>إلياس : و الآن أخبريني يا سارة ما الذي تريديه مني الآن؟</p><p>سارة : الآن لا أريد شيئا , كنت في السابق أحتاجك ولكنني لم أجدك .</p><p>- انسي الماضي و أخبريني سألبي لك ما تريديه فأنا من واجبي علي كملك أن ألبي رغباتك . </p><p>ابتسمت سارة ابتسامة ساخرة وقالت : لم أعد أريد منك شيئا .</p><p>- إذا أخبريني بما كنت تريدين في السابق .</p><p>وبتردد و انكسار ردت عليه : كنت . . أريد بعضا من المال . </p><p>تدخل المستشار وصرخ في وجهها : ومن أنت حتى تطلبي طلبا مستحيلا كهذا ؟ هل جننت ؟</p><p>إلياس : اهدأ يا حسام لنستمتع إليها .</p><p>سارة : ولماذا لا يحق لي ذلك ؟ أولا يدعو نفسه حاكما أما ماذا ؟</p><p>إلياس : سارة اهدئي سأعطيك ما تريدينه .</p><p>سارة بسخرية : شكرا لك سيدي الحاكم , ثم نظرت إليه بحدة وقالت : لا أريد , لقد فات الأوان</p><p>إلياس : لم أفهمك ألم تأتي لمدة أسبوع لقصري حتى تأخذ مبلغ المال ؟ لماذا تتخلين عنه الآن ؟ ولماذا كنت تريدينه ؟</p><p>سارة : كنت بحاجة إليه لأن والدتي كانت مريضة ولكنها الآن . . قد .. قد .. ماتت</p><p>عم الصمت المكان و الجميع في دهشة أما سارة فقد دمعت عيناها</p><p>إلياس : أنا آسف جدا يا سارة .</p><p>سارة : لا يا سيدي الحاكم , لا يجب عليك الاعتذار أبدا , فوالدتي ليست أول امرأة تموت هكذا .</p><p>حسام : لقد زاد الأمر عن حده , أنت لا تدركين مع من تتحدثين إنه الحاكم .</p><p>ضحكت بسخرية و بجفاء قالت : لقد أضحكتني يا هذا .. إنه حاكم بالاسم فقط لا بالفعل , لو كان حاكما حقيقيا كما تقول لما عانى الناس هكذا , ولما مات الناس من الجوع و المرض مثل ما ماتت والدتي , أنتم ظالمون حقا .. ليت والدك كان موجودا , لكم كانت البلاد هانئة غنية في ذلك الوقت . </p><p>وقفت سارة و أعطت الحاكم ظهرها متجهة نحو الباب , عندها اعترض الحراس طريقها محاولين منعها عن الخروج , ولكن الحاكم أشار لهم بأن يدعوها, تلك كانت بالنسبة تصرفات خالية من أي احترام لمكانته و منزلته و لكن بالنسبة لها فلم يهمها الأمر , سواء أمسكوا بها و سجونها أو قتلوها فلم يعد يهمها , فقد تساءلت مئات المرات ماذا أريد من الحياة بعد وفاة أمي ؟ الموت أرحم لي من أن أعيش دون كرامة ودون أن آخذ حقا من حقوقي , الموت أرحم من أن أرى الأطفال المشردين في كل مكان , في أي عالم أعيش يا ترى ! </p><p>كلماتها القوية , التي كانت نتيجة حقد مدفون , أثرت في إلياس , فأخذ يفكر و هو حائر , هل هي مخادعة يا ترى ! أم أنها تقول الحق ! و أخيرا توصل إلى قرار جازم , فنادى مستشاره القى اوامره </p><p>إلياس : حسام</p><p>حسام : أمرك سيدي .</p><p>- هل ما تقوله الفتاة صحيحا ؟</p><p>- كلا سيدي , الناس سعداء إنها تقول هذا الكلام لأنها تريد أن تسبب لك القلق فقط يا سيدي .</p><p>- لا أدري لماذا ولكنني أشعر بأنها صادقة .</p><p>- أبدا يا سيدي , إنها ليست كذلك .</p><p>- اسمعني يا حسام .. سأرى ذلك بنفسي , بعد عودتي من رحلتي </p><p>ارتبك حسام وقال : هذا يعني أنك تريد الخروج بنفسك ؟ </p><p>إلياس : بالطبع , أولا يحق لي ذلك ؟ </p><p>حسام : بلى , سيسعد الجميع بذلك , و ستكون سعيدا وراضيا . </p><p>عاد إلياس من رحلته من إحدى البلدان بعد أسبوع تقريبا , و لم يتنازل عن قراره , فتخفى و خرج من حسام و أربعة من الحراس , و جعل الأمر يبدو عاديا كي يرى الحقيقة بنفسه . </p><p>كان يمشي وينظر للناس حوله , كانت حياتهم عادية جدا , كل شيء يسير على مايرام , و لم يعرف أحد بأنه الحاكم . </p><p>حسام : هل رأيت يا سيدي , الناس جميعهم سعداء , إنها امرأة كاذبة .</p><p>إلياس : يبدو ذلك و الآن لنعد .</p><p>وفي أثناء عودته لقصره وجد طفلا جالسا وحده و حالته يرثى لها فتوجه نحوه</p><p>أوقفه حسام : سيدي ماذا تفعل ؟</p><p>إلياس : انتظر يا حسام و دعني أتحدث مع هذا الطفل , أيها الطفل</p><p>أجابه بكل براءة : ماذا تريد ؟ </p><p>إلياس : لا أريد شيئا , و لكن أخبرني لماذا تجلس هنا وحدك , ألن تعود للمنزل ؟ لا تدع عائلتك تقلق عليك . </p><p>الطفل : لن يقلق علي أحد , فأنا لا عائلة لي </p><p>- ألا يوجد أحد يعتني بك ! ألا تملك منزلا ؟! </p><p>- كلا , أنظر هناك يا عم , هناك أنام كل يوم</p><p>نظر إلياس إلى المكان فوجد بعض القش</p><p>- وكيف تأكل ؟</p><p>- لم آكل اليوم أي شيء , ولكن غدا ربما يطعمني أحدهم .</p><p>اجتاحته العديد من المشاعر , حزن كثيرا لذلك الطفل , و غضب أيضا لعيشة طفل كهذه العيشة . </p><p>فأمسك بيده و قال : ما رأيك بأن تأتي معي </p><p>- إلى أين ؟</p><p>- سأجد لك مكانا أجمل من هذا لتنام فيه , و أكل لذيذا كل يوم ما رأيك ؟ </p><p>- حقا ؟ شكرا لك أيها العم</p><p>وقف إلياس و الطفل معا</p><p>إلياس : لم تخبرني بسمك بعد !</p><p>قال بابتسامة بريئة وصادقة : </p><p>- أدعى سامي . </p><p>- سامي اسمك جميل .</p><p>أخذ الطفل و لم يعد للقصر , فقلق حسام و أشار بيده </p><p>حسام : سيدي القصر من هذا الطريق ! </p><p>إلياس : لن أذهب إلى قصري الآن , تعال معي .</p><p>عاد الحاكم إلياس إلى السوق حيث كان قبل قليل و توجه نحو امرأة تبيع الخضروات و تحدث إليها :</p><p>إلياس : أنت أيتها البائعة </p><p>البائعة : أجل سيدي ! </p><p>إلياس : أنا هو الحاكم إلياس . . </p><p>ارتبكت البائعة كثيرة ولم تدري ما تقول</p><p>إلياس : لا تقلق أريدك أن تخبرينني إن كنت تعرفين هذا الرجل .</p><p>وأشار إلى حسام</p><p>نظرت البائعة إلى الأرض وقالت بصوت منخفض : لا يا سيدي .</p><p>إلياس : أيتها البائعة أتجرئين على الكذب على الحاكم ؟ إنه من الواضح عليك أنك كاذبة وأنك فقيرة جدا .</p><p>انسابت دموع البائعة وقالت : أرجوك اغفر لي أيها الحاكم .. لقد رشانا هذا الرجل و أنا لم أره سوا بالأمس فقط ., اغفر لي أيها الحاكم و لا تقتلني .</p><p>مسح الحاكم دموع المرأة وقال : هذا يكفي لن أفعل لك شيئا . _ ثم نظر لحسام وقال :</p><p>- قد تستطيع أن ترشو جميع و تخدعهم الناس , ولكن لن ترشو طفلا صغير لقد ظهر كل شيء يا حسام , لقد كنت تخدعني دائما بكلامك وقد وثقت بك. </p><p>- سيدي إنها تكذب .</p><p>صرخ إلياس وقال : اصمت أيها الغبي , أنا الحاكم ولن أسامحك على فعلتك , سأحكم عليك هنا أمام كل الناس .. أنت منفي من هذه البلاد</p><p>- ماذا سيدي !</p><p>- اسمع يا حسام سأنفيك من بلادي و لا أريد أن أراك هنا مرة أخرى , وأقسم بالله أني لو رأيتك هنا مرة أخرى فلن أتراجع عن قتلك , هل تفهم ؟</p><p>نظرات الحقد تملأ عينيه : ولكن </p><p>نظر إلياس إلى الناس و قد تجمعوا لمعرفة ما يجري , فقال لهم : </p><p>إلياس : أسمعوني جميعا أيها الناس , أنا متأسف جدا لجميع السنين التي عانيتم فيها , وأعدكم بأنني سوف أغير الأحوال بقدرة الله و عونه , و في المرة القادمة عندما آتي لزيارتكم</p><p>لا أريد أن أرى أطفالا متشردين , أو أناس جائعين . لذلك إن تعاونا جميعا فسنعيش بسعادة , وهذا ما سوف أصل إليه .</p><p>تعالت أصوات الناس وهم فرحون بما قاله الحاكم و صفق الجميع له وهم سعداء </p><p>نظر الحاكم إلى البائعة وقال : أيتها الآنسة أود أن أتحدث معك قليلا</p><p>قالت بابتسامة : بالطبع أيها الحاكم ما الذي تريده سأخبرك بكل ما تريده .</p><p>- هل تعرفين امرأة تدعى سارة ...</p><p>- سارة ! أجل بالطبع أعرفها , إنها إنسانة رائعة و عظيمة , لا تكاد الابتسامة تغادر وجهها ,إنها لطيفة و طيبة رغم كل المشاكل و الهموم التي أصابتها إلا أنها تختلف عنا , فهي تبعث فينا التفاؤل و الأمل , ولكن مع الأسف تغيرت في الآونة الأخيرة , بعد وفاة والدتها ؛ فقد كانت متعلقة بها كثيرا </p><p>ثم انتبهت لكلماتها الكثيرة وقالت معتذرة: أوه آسفة لقد أطلت الكلام , ما الذي تريده منها يا سيدي ؟</p><p>- هذا هو ما أردت أن أسمعه , هل تعرفين مكان منزلها .</p><p>- بالطبع أعرف , ولكن أرجوك لا تؤذها هي لم تفعل شيئا .</p><p>- أعرف هذا كله أرجوك دليني على الطريق الصحيح وأعدك بأنني لن أؤذيها أبدا.</p><p>توجه الحاكم مع البائعة الثرثارة إلى منزل سارة , وعندما وصلوا أمر الحاكم أحد الحراس بأن يدخل أولا , فدخل الحارس الذي قبض عليها في وقت سابق ؛ لذلك عندما رأته ارتعبت وخافت منه وقالت</p><p>- ماذا الآن ؟ لم أذهب للقصر أبدا و لم أزعج الحاكم , لذلك لا حاجة لضربي أبدا </p><p>- لست هنا للقبض عليك أو ضربك , الحاكم في الخارج ويود أن يراك .</p><p>- ماذا تقول ؟؟</p><p>دخل الحاكم فجأة وقال : أيها الحارس هل قمت حقا بضربها في ما مضى ؟</p><p>ارتبك الحارس : سيدي إنها آآ</p><p>إلياس : ضربك لإمرأة مثلها لا يثبت شيئا , إن كنت تعتقد أنك قوي , فلا تنسى أن هناك من هو أقوى منك </p><p>الحارس : أرجوك اعذرني يا سيدي , لقد كانت </p><p>الحاكم : لا أود سماع الأعذار , سأتصرف معك فيما بعد و الآن أخرجوا جميعا .</p><p>خرج الحراس و بقي الحاكم وحده مع سارة التي فوجئت بهذا الأمر .</p><p>الحاكم : ربما تكونين متفاجئة من زيارتي هذه الغير متوقعة و لكن في الحقيقة أنا أود الاعتذار منك , فعلا لم أكن حاكما جيدا في هذه الفترة , لقد كان الخونة حولي في كل مكان وذلك جعلني لا أؤدي واجبي بشكل جيد , ولكن أعدك يا سارة بأنني منذ اليوم سوف أغير الأوضاع , ولن أجعل أي أحد يشعر بالتعاسة أو الألم , أعدك بذلك</p><p>سارة : ولكن سيدي الحاكم , لم يكن عليك أن تأتي إلي , فأنا لست سوا امرأة ضعيفة , لا أحتاج إلى كل هذا </p><p>إلياس : ماهذا الذي تقولينه , لا يتعلق الأمر بكونك امرأة أو كونك ضعيفة إنها مسألة تجعلني أشعر بالخجل من نفسي , لذلك أردت الاعتذار لك بنفسي </p><p>- شكرا لك سيدي الحاكم و أعتذر لوقاحتي معك , أرجوك سامحني </p><p>- عديني بشيء أخير </p><p>- لقد بايعت على تقديم الولاء لك , و كل ما تطلبني سأنفذه </p><p>ابتسم الحاكم و قال : كلا , إن هذه مسألة شخصية بعض الشيء , عديني إن قمت بواجبي , و أصلحت الخلل الذي حصل بأنك ستكونين زوجة لي </p><p>تفاجأت و لم تصدق ما تسمعه و بكل غباء سألت : من أنا ؟</p><p>- أجل جرأتك و شجاعتك كانت عظيمة , ولتعلمي أنك ستكونين السبب في عيش الناس بسعادة بعد اليوم , لذلك هل تقبلي بي ؟</p><p>لم تعرف سارة ما تقول , هي لا تصدق ما يقال حتى , الحاكم يريد الزواج من فتاة مثلها !</p><p>- أعلم بأنني قد فاجأتك ولكن هذا ما أريده , و لن يحدث هذا الآن , عندما ترين أني أوفيت بوعدي عندها سأسمع جوابك .</p><p>- لك ذلك .</p><p>مرت الأيام سريعا , حاولت سارة أن تعتطي سببا ودافعا لبقائها قوية كما كانت , و بذلت جهدها لتعيش وحدها , أما إلياس فلم يكن ماقاله مجرد كلمات , لقد أثبت للعالم بأنه لا يتراجع عما يقوله فقد أصلح الأمور كلها . </p><p>وفي ذلك اليوم و عندما خرجت سارة للتسوق ورأت عالما مختلفا عما كان سابقا , لا أطفال جوعا , ولا أناس متشردين , الناس يعيشون بسعادة , كل من لديه منزل خاص به , فرحت بذلك وعلمت أن الحاكم أوفى بوعده حقا . </p><p>فجأة جاءت أحصنة كثيرة , تفاجأ جميع الشعب بذلك و أوقفوا أعمالهم لرؤية ما يحدث , ثم وبشكل مفاجئ ترجل الحاكم ووقف وبجواره حارسين , و أخذ ينظر إلى سارة , و يقول أمام الجميع : </p><p>لقد أوفيت بوعدي يا سارة.. وأريد أن أسمع جوابك الآن , هل ستكونين زوجة لي و أما صالحة لأطفالي ؟</p><p>ابتسمت بخجل ولم تتحدث فعلم أنها قد وافقت </p><p>صفق الناس جميعا وهم فرحون بذلك , وما هي إلا أيام و حدث الزواج , عاشت سارة بسعادة مع الحاكم, عرفت حينها بأن هذا هو حال الدنيا , و أن الأمور لا تبقى كما هي , فبعد سنين من التعب و الشقاء ها هي أحوالها قد تحسنت أخيرا . </p><p>أنجبت سارة بنت واحدة , وتوأم من الأبناء , و قد أسمت الفتاة أميرة و عمرها الآن ثلاث سنوات , أما التوأم فقد أسمتهما : وائل و لؤي , عمرهما لم يتجاوز السنة بعد .</p><p>فرحت سارة لأن حياتهم لن تكون مماثلة لحياتها السابقة , لن يعانوا مثلها , ستكرس حياتها كلها من أجلهم</p><p>وفي ليلة ممطرة كان الحاكم جالسا يداعب التوأم وهو سعيد و فجأة دخل عليه أحد الضباط وقال</p><p>- سيدي , حدث أمر مهم يا سيدي !</p><p>- ما الذي حدث أخبرني ؟</p><p>- هناك هجوم من جيش كبير , لم نعرف هدفهم بعد , لقد دخلوا المناطق الشرقية والشمالية , قواتهم تزحف بسرعة كبيرة نحو العاصمة</p><p>- ماذا تقول ؟ أين هم جنودنا , أين هم حرس الحدود ؟ </p><p>- إنهم يبذلون جهدهم بصدهم لكن لا فائدة إنهم أقوى بكثير</p><p>- سأقود هذه الحرب بنفسي الآن , ساارة خذي الطفلين و أدخلي الغرفة هناك أمر مهم يحدث .</p><p>أخذت سارة الطفلين ثم نظرت لإلياس وقالت بخوف : عزيزي كن حذرا .</p><p>إلياس : لا تقلق سيكون كل أمر على ما يراام . .</p><p>سارة : أرجو ذلك ..</p><p>ذهب إلياس و امتطى خيله و انطلق إلى أرض المعركة لكي يقود المعركة بنفسه ولم يدري أنها المرة الأخيرة التي سيتحدث فيها إلي سارة و يحمل فيها طفليه ..!</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>د ل و ع ه و ب ك ف ي ف </p><p>دلوعه وبكفيي</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="7lm wrdy, post: 1397159, member: 9195"] السلام عليكم كنت قرا احد الروايات وقرات هذي االروايه واعجبتني الفصل الأول : أتسمي نفسك حاكما دخلت سارة غرفة والدتها , فوجدتها تخيط الثياب بكل جهد , فاقتربت منها و قالت بقلق - أمي تبدين متعبة جدا فلترتاح سأقوم أنا بهذا العمل . - آه يا ابنتي لقد بدأ التعب يدركني فعلا . - أمي لقد أخبرك الطبيب بأن لا تجهدي نفسك كثيرا فأنت مريضة - وماذا سأفعل يا ابنتي .. هذه هي حال الدنيا . سارة تلك الفتاة النقية لا تزال في الثانية و العشري من عمرها , تعاني من مرارة هذه الحياة , و تبذل جهدها للبقاء , لم يتبقى من عائلتها سوا والدتها العجوز , لذلك هي تحاول جاهدة الحفاظ على هذه العائلة الصغيرة . . و في ليلة من الليالي استيقظت سارة على صوت والدتها وهي تسعل بشدة , عندها أدركت بأن هذا السعال ليس طبيعيا , إنها ليست على مايرام! فأسرعت تنادي جارها الطبيب كي يراها , و عند وصوله قال بخيبة أمل كبيرة : - إن لم نعالجها قد تفارق الحياة تفاجأت سارة من كلام الطبيب و بلا شعور قالت : ماذا تقول ؟! لا يمكن ذلك الطبيب : سارة اهدئي لا فائدة في انفعالك هذا . أخذت سارة تتوسله : أيها الطبيب أرجوك عالجها سأبذل جهدي لاحقا كي أجلب لك باقي المال. الطبيب : سارة لا فائدة من ذلك , أرجوك لا تترجيني أكثر . سارة : أرجوك , لا تتركها تذهب هكذا , حاول مرة أخرى الطبيب : فعلا أود مساعدتك , ولكن أنا أيضا لا أستطيع علاجها , حالة الطب لدينا متدنية جدا ووالدتك تحتاج إلى أن تعالج في الخارج أنا آسف يا سارة , عليك جمع المال بطريقة ما و معالجتها . أخذت الدموع تسيل من عينيها و الحزن قد ملأها و هي تقول له : ألست طبيبا ! كان الطبيب حزينا جدا لحالة والدتها وكم تمنى مساعدتها ولكنه كان صادقا في كلامه , فهم دولة متخلفة قليلا وليست متحضرة أبدا . بعد أن هدأت قليلا , تركها الطبيب و عاد لمنزله , و بقيت سارة وحدها تفكر في حل لهذه المشكلة و هي تقول لنفسها : لا أستطيع ترك والدتي تموت أمام عيني هكذا , علي أن أجد حلا بأسرع ما يمكن , لكن كيييف ؟! الديون تغطيني تماما و لا أحد غني في هذه المدينة يا الله ماذا سأفعل ؟ بعد يومين وقفت سارة أمام البوابة الكبيرة التي يحرسها الرجلان الواقفان قالت لنفسها : سأضطر لأن أترك الكبرياء بعيدا مرة أخرى , كل هذا لأجلك يا عزيزتي يا أمي , لقد فكرت و لا يوجد حل آخر سوا سؤال الحاكم بعضا من ماله , ولكن من سيخلصني من هؤلاء الحرس ! سارة : مرحبا أيها الرجل , هل لي بالدخول أود محادثة الحاكم لأمر عاجل . الحارس : آسف يا سيدتي , ولكن من أنت ؟ و هل لديك إذن بالدخول - أنا سارة ... و لا يوجد لدي إذن و لكني مضطرة لأن أتحدث معه .. أرجوك - آسف اذهبي من هنا , نحن لا ندخل أمثالك لهنا - ما الذي تقوله ؟ عندما بدأ يشتد الحديث تدخل الحارس الثاني وهدأ الوضع سارة : سأذهب الآن و لكنني سأعود . وبعد ذهابها قال محمد ( الحارس الذي تحدث مع سارة ) : ما الذي تريده هذه المرأة يا ترى ؟ الحارس الثاني ( جاسم ) : لا أعلم حقا ولكن لا أظن بأنها ستأتي لاحقا . وفي اليوم التالي لم تتردد سارة و أتت مجددا و لكن دون فائدة لم تستطع الدخول فعلت الأمر ذاته في اليوم الثالث , ولكن لا فائدة . مضى أسبوع كامل وهي تأتي ولكنها تقابل بالرفض , وبعد ذلك اختفت ولم تعد مرة أخرى . فتعجب محمد للأمر : هذا أمر غريب لم تأتي سارة إلى هنا مرة أخرى ! جاسم : ربما ملت من الأمر فلم تأتي . - ولكن لماذا كانت تريد مقابلة الحاكم ؟ هذا هو السؤال الحقيقي . جاسم بقلق : ربما كانت تخطط لأمر سيء , علينا إخبار الحاكم حالا . - : كلا إياك أن تتهور . - هذا ليس تهورا بل هو حذر . سأخبر الحاكم بنفسي , وبمكر قال : ربما يكافئني على هذا الأمر . هذه هي الحقيقة ,, هناك أناس يحملون الهموم الكثيرة , وهم مضطرون لأن يبيعوا أغلى ما يملكه الإنسان ( الكرامة ) وذلك من أجل حماية شيء آخر بينما هناك آخرون لا يهمهم سوا المال , و لاشيء غير ذلك , هم أناس جشعون جدا لا يستطيعون إلا أن يفكروا بأنفسهم . صحيح أن جاسم كان يؤدي واجبه ولكن نيته لم تكن حسنة , لم يكن يفكر في حماية الحاكم ولكن كل ما فكر فيه هو استغلال امرأة ضعيفة من أجل المال . لذلك وبدون تردد , و بدون أن يفكر في العواقب , ذهب و بكل جرأة أخبر الحاكم بالأمر . لم يسكت الحاكم عن الأمر , و لم يكن ليدع الأمر يمر هكذا , عليه أن يعرف سر هذه المرأة , لذلك أرسل جنوده لإحضارها . وفي وضح النهار كانت سارة جالسة في المنزل وحدها تجمع الأشياء القديمة كي تبيعها و تحصل على بعض النقود , دخل عليها جند مسلحون , فتقدمهم رئيسهم ذلك الرجل الضخم الجثة و قوية البنية , عريض المنكبين و يبدوا بأن مصيبة جديدة ستقع عليها , تحدث بصوت أجش قائلا : - هل أنت سارة ... - أجل ما الأمر ؟ - أنت مقبوض عليك . - ولماذا ؟ لم أفعل شيئا ! - لقد أزعجت الملك بوقوفك عند باب قصره , ونحن نشك في كونك إرهابية - ما هذا الكلام ؟ الملك لم يدري أنني أقف عند الباب , وهل الوقوف يسبب إزعاجا لهذه الدرجة تقدم الرجل وأمسك يدها بكل وقاحة وقيدها وهو يقول : لا تقولي شيئا و تعالي معنا . لم تتحمل سارة الأمر فصرخت به : فك وثاقي بسرعة أيها الوغد الحقير ... هو أيضا لم يكن ليتحمل اهانتها له امام الجميع , وبكل قوة و جرأة , مد يده ليضرب وجهها , تلك الضربة جعلتها تصمت و تنظر إليه بكل حقد وكره , كم تمنت في تلك اللحظة بأن تكسر يده هذه . فعلا هناك أناس يظنون أن القوة هي أهم شيء , وأنهم بضربهم لمن هم أضعف منهم سيكون دليلا على قوتهم ورجولتهم , ولم يعلموا أن هذه ليست قوة أبدا وليست رجولة أبدا , فالقوة هي أن تمسك بأعصابك حال غضبك , و القوة هي أن تكون حليما مع الآخرين - ومع الأسف قليل من يدرك هذا الأمر . حبست سارة في السجن الصغير القذر , و لم يكن هناك أحد يسأل عنها , أو يتفقد غيابها حتى , إلى أن أرسل الملك بإحضارها , فأًخذت إليه . كان جالسا ينظر إليها , و الحراس حوله , و مستشاره بجابنه , و عندما رأها منكسرة هكذا أمر بخلع الأصفاد من يديها : إلياس : أيها الحارس اخلع الأصفاد من يديها ؛ فهي لا تملك شيئا بحوزتها الآن . الحارس : ولكن سيدي .. إلياس : افعل كما أمرتك . الحارس : حاضر سيدي . فك الأصفاد من يديها فحركتها بحرية , و بعد ذلك سألها إلياس قائلا : إلياس : و الآن أخبريني يا سارة ما الذي تريديه مني الآن؟ سارة : الآن لا أريد شيئا , كنت في السابق أحتاجك ولكنني لم أجدك . - انسي الماضي و أخبريني سألبي لك ما تريديه فأنا من واجبي علي كملك أن ألبي رغباتك . ابتسمت سارة ابتسامة ساخرة وقالت : لم أعد أريد منك شيئا . - إذا أخبريني بما كنت تريدين في السابق . وبتردد و انكسار ردت عليه : كنت . . أريد بعضا من المال . تدخل المستشار وصرخ في وجهها : ومن أنت حتى تطلبي طلبا مستحيلا كهذا ؟ هل جننت ؟ إلياس : اهدأ يا حسام لنستمتع إليها . سارة : ولماذا لا يحق لي ذلك ؟ أولا يدعو نفسه حاكما أما ماذا ؟ إلياس : سارة اهدئي سأعطيك ما تريدينه . سارة بسخرية : شكرا لك سيدي الحاكم , ثم نظرت إليه بحدة وقالت : لا أريد , لقد فات الأوان إلياس : لم أفهمك ألم تأتي لمدة أسبوع لقصري حتى تأخذ مبلغ المال ؟ لماذا تتخلين عنه الآن ؟ ولماذا كنت تريدينه ؟ سارة : كنت بحاجة إليه لأن والدتي كانت مريضة ولكنها الآن . . قد .. قد .. ماتت عم الصمت المكان و الجميع في دهشة أما سارة فقد دمعت عيناها إلياس : أنا آسف جدا يا سارة . سارة : لا يا سيدي الحاكم , لا يجب عليك الاعتذار أبدا , فوالدتي ليست أول امرأة تموت هكذا . حسام : لقد زاد الأمر عن حده , أنت لا تدركين مع من تتحدثين إنه الحاكم . ضحكت بسخرية و بجفاء قالت : لقد أضحكتني يا هذا .. إنه حاكم بالاسم فقط لا بالفعل , لو كان حاكما حقيقيا كما تقول لما عانى الناس هكذا , ولما مات الناس من الجوع و المرض مثل ما ماتت والدتي , أنتم ظالمون حقا .. ليت والدك كان موجودا , لكم كانت البلاد هانئة غنية في ذلك الوقت . وقفت سارة و أعطت الحاكم ظهرها متجهة نحو الباب , عندها اعترض الحراس طريقها محاولين منعها عن الخروج , ولكن الحاكم أشار لهم بأن يدعوها, تلك كانت بالنسبة تصرفات خالية من أي احترام لمكانته و منزلته و لكن بالنسبة لها فلم يهمها الأمر , سواء أمسكوا بها و سجونها أو قتلوها فلم يعد يهمها , فقد تساءلت مئات المرات ماذا أريد من الحياة بعد وفاة أمي ؟ الموت أرحم لي من أن أعيش دون كرامة ودون أن آخذ حقا من حقوقي , الموت أرحم من أن أرى الأطفال المشردين في كل مكان , في أي عالم أعيش يا ترى ! كلماتها القوية , التي كانت نتيجة حقد مدفون , أثرت في إلياس , فأخذ يفكر و هو حائر , هل هي مخادعة يا ترى ! أم أنها تقول الحق ! و أخيرا توصل إلى قرار جازم , فنادى مستشاره القى اوامره إلياس : حسام حسام : أمرك سيدي . - هل ما تقوله الفتاة صحيحا ؟ - كلا سيدي , الناس سعداء إنها تقول هذا الكلام لأنها تريد أن تسبب لك القلق فقط يا سيدي . - لا أدري لماذا ولكنني أشعر بأنها صادقة . - أبدا يا سيدي , إنها ليست كذلك . - اسمعني يا حسام .. سأرى ذلك بنفسي , بعد عودتي من رحلتي ارتبك حسام وقال : هذا يعني أنك تريد الخروج بنفسك ؟ إلياس : بالطبع , أولا يحق لي ذلك ؟ حسام : بلى , سيسعد الجميع بذلك , و ستكون سعيدا وراضيا . عاد إلياس من رحلته من إحدى البلدان بعد أسبوع تقريبا , و لم يتنازل عن قراره , فتخفى و خرج من حسام و أربعة من الحراس , و جعل الأمر يبدو عاديا كي يرى الحقيقة بنفسه . كان يمشي وينظر للناس حوله , كانت حياتهم عادية جدا , كل شيء يسير على مايرام , و لم يعرف أحد بأنه الحاكم . حسام : هل رأيت يا سيدي , الناس جميعهم سعداء , إنها امرأة كاذبة . إلياس : يبدو ذلك و الآن لنعد . وفي أثناء عودته لقصره وجد طفلا جالسا وحده و حالته يرثى لها فتوجه نحوه أوقفه حسام : سيدي ماذا تفعل ؟ إلياس : انتظر يا حسام و دعني أتحدث مع هذا الطفل , أيها الطفل أجابه بكل براءة : ماذا تريد ؟ إلياس : لا أريد شيئا , و لكن أخبرني لماذا تجلس هنا وحدك , ألن تعود للمنزل ؟ لا تدع عائلتك تقلق عليك . الطفل : لن يقلق علي أحد , فأنا لا عائلة لي - ألا يوجد أحد يعتني بك ! ألا تملك منزلا ؟! - كلا , أنظر هناك يا عم , هناك أنام كل يوم نظر إلياس إلى المكان فوجد بعض القش - وكيف تأكل ؟ - لم آكل اليوم أي شيء , ولكن غدا ربما يطعمني أحدهم . اجتاحته العديد من المشاعر , حزن كثيرا لذلك الطفل , و غضب أيضا لعيشة طفل كهذه العيشة . فأمسك بيده و قال : ما رأيك بأن تأتي معي - إلى أين ؟ - سأجد لك مكانا أجمل من هذا لتنام فيه , و أكل لذيذا كل يوم ما رأيك ؟ - حقا ؟ شكرا لك أيها العم وقف إلياس و الطفل معا إلياس : لم تخبرني بسمك بعد ! قال بابتسامة بريئة وصادقة : - أدعى سامي . - سامي اسمك جميل . أخذ الطفل و لم يعد للقصر , فقلق حسام و أشار بيده حسام : سيدي القصر من هذا الطريق ! إلياس : لن أذهب إلى قصري الآن , تعال معي . عاد الحاكم إلياس إلى السوق حيث كان قبل قليل و توجه نحو امرأة تبيع الخضروات و تحدث إليها : إلياس : أنت أيتها البائعة البائعة : أجل سيدي ! إلياس : أنا هو الحاكم إلياس . . ارتبكت البائعة كثيرة ولم تدري ما تقول إلياس : لا تقلق أريدك أن تخبرينني إن كنت تعرفين هذا الرجل . وأشار إلى حسام نظرت البائعة إلى الأرض وقالت بصوت منخفض : لا يا سيدي . إلياس : أيتها البائعة أتجرئين على الكذب على الحاكم ؟ إنه من الواضح عليك أنك كاذبة وأنك فقيرة جدا . انسابت دموع البائعة وقالت : أرجوك اغفر لي أيها الحاكم .. لقد رشانا هذا الرجل و أنا لم أره سوا بالأمس فقط ., اغفر لي أيها الحاكم و لا تقتلني . مسح الحاكم دموع المرأة وقال : هذا يكفي لن أفعل لك شيئا . _ ثم نظر لحسام وقال : - قد تستطيع أن ترشو جميع و تخدعهم الناس , ولكن لن ترشو طفلا صغير لقد ظهر كل شيء يا حسام , لقد كنت تخدعني دائما بكلامك وقد وثقت بك. - سيدي إنها تكذب . صرخ إلياس وقال : اصمت أيها الغبي , أنا الحاكم ولن أسامحك على فعلتك , سأحكم عليك هنا أمام كل الناس .. أنت منفي من هذه البلاد - ماذا سيدي ! - اسمع يا حسام سأنفيك من بلادي و لا أريد أن أراك هنا مرة أخرى , وأقسم بالله أني لو رأيتك هنا مرة أخرى فلن أتراجع عن قتلك , هل تفهم ؟ نظرات الحقد تملأ عينيه : ولكن نظر إلياس إلى الناس و قد تجمعوا لمعرفة ما يجري , فقال لهم : إلياس : أسمعوني جميعا أيها الناس , أنا متأسف جدا لجميع السنين التي عانيتم فيها , وأعدكم بأنني سوف أغير الأحوال بقدرة الله و عونه , و في المرة القادمة عندما آتي لزيارتكم لا أريد أن أرى أطفالا متشردين , أو أناس جائعين . لذلك إن تعاونا جميعا فسنعيش بسعادة , وهذا ما سوف أصل إليه . تعالت أصوات الناس وهم فرحون بما قاله الحاكم و صفق الجميع له وهم سعداء نظر الحاكم إلى البائعة وقال : أيتها الآنسة أود أن أتحدث معك قليلا قالت بابتسامة : بالطبع أيها الحاكم ما الذي تريده سأخبرك بكل ما تريده . - هل تعرفين امرأة تدعى سارة ... - سارة ! أجل بالطبع أعرفها , إنها إنسانة رائعة و عظيمة , لا تكاد الابتسامة تغادر وجهها ,إنها لطيفة و طيبة رغم كل المشاكل و الهموم التي أصابتها إلا أنها تختلف عنا , فهي تبعث فينا التفاؤل و الأمل , ولكن مع الأسف تغيرت في الآونة الأخيرة , بعد وفاة والدتها ؛ فقد كانت متعلقة بها كثيرا ثم انتبهت لكلماتها الكثيرة وقالت معتذرة: أوه آسفة لقد أطلت الكلام , ما الذي تريده منها يا سيدي ؟ - هذا هو ما أردت أن أسمعه , هل تعرفين مكان منزلها . - بالطبع أعرف , ولكن أرجوك لا تؤذها هي لم تفعل شيئا . - أعرف هذا كله أرجوك دليني على الطريق الصحيح وأعدك بأنني لن أؤذيها أبدا. توجه الحاكم مع البائعة الثرثارة إلى منزل سارة , وعندما وصلوا أمر الحاكم أحد الحراس بأن يدخل أولا , فدخل الحارس الذي قبض عليها في وقت سابق ؛ لذلك عندما رأته ارتعبت وخافت منه وقالت - ماذا الآن ؟ لم أذهب للقصر أبدا و لم أزعج الحاكم , لذلك لا حاجة لضربي أبدا - لست هنا للقبض عليك أو ضربك , الحاكم في الخارج ويود أن يراك . - ماذا تقول ؟؟ دخل الحاكم فجأة وقال : أيها الحارس هل قمت حقا بضربها في ما مضى ؟ ارتبك الحارس : سيدي إنها آآ إلياس : ضربك لإمرأة مثلها لا يثبت شيئا , إن كنت تعتقد أنك قوي , فلا تنسى أن هناك من هو أقوى منك الحارس : أرجوك اعذرني يا سيدي , لقد كانت الحاكم : لا أود سماع الأعذار , سأتصرف معك فيما بعد و الآن أخرجوا جميعا . خرج الحراس و بقي الحاكم وحده مع سارة التي فوجئت بهذا الأمر . الحاكم : ربما تكونين متفاجئة من زيارتي هذه الغير متوقعة و لكن في الحقيقة أنا أود الاعتذار منك , فعلا لم أكن حاكما جيدا في هذه الفترة , لقد كان الخونة حولي في كل مكان وذلك جعلني لا أؤدي واجبي بشكل جيد , ولكن أعدك يا سارة بأنني منذ اليوم سوف أغير الأوضاع , ولن أجعل أي أحد يشعر بالتعاسة أو الألم , أعدك بذلك سارة : ولكن سيدي الحاكم , لم يكن عليك أن تأتي إلي , فأنا لست سوا امرأة ضعيفة , لا أحتاج إلى كل هذا إلياس : ماهذا الذي تقولينه , لا يتعلق الأمر بكونك امرأة أو كونك ضعيفة إنها مسألة تجعلني أشعر بالخجل من نفسي , لذلك أردت الاعتذار لك بنفسي - شكرا لك سيدي الحاكم و أعتذر لوقاحتي معك , أرجوك سامحني - عديني بشيء أخير - لقد بايعت على تقديم الولاء لك , و كل ما تطلبني سأنفذه ابتسم الحاكم و قال : كلا , إن هذه مسألة شخصية بعض الشيء , عديني إن قمت بواجبي , و أصلحت الخلل الذي حصل بأنك ستكونين زوجة لي تفاجأت و لم تصدق ما تسمعه و بكل غباء سألت : من أنا ؟ - أجل جرأتك و شجاعتك كانت عظيمة , ولتعلمي أنك ستكونين السبب في عيش الناس بسعادة بعد اليوم , لذلك هل تقبلي بي ؟ لم تعرف سارة ما تقول , هي لا تصدق ما يقال حتى , الحاكم يريد الزواج من فتاة مثلها ! - أعلم بأنني قد فاجأتك ولكن هذا ما أريده , و لن يحدث هذا الآن , عندما ترين أني أوفيت بوعدي عندها سأسمع جوابك . - لك ذلك . مرت الأيام سريعا , حاولت سارة أن تعتطي سببا ودافعا لبقائها قوية كما كانت , و بذلت جهدها لتعيش وحدها , أما إلياس فلم يكن ماقاله مجرد كلمات , لقد أثبت للعالم بأنه لا يتراجع عما يقوله فقد أصلح الأمور كلها . وفي ذلك اليوم و عندما خرجت سارة للتسوق ورأت عالما مختلفا عما كان سابقا , لا أطفال جوعا , ولا أناس متشردين , الناس يعيشون بسعادة , كل من لديه منزل خاص به , فرحت بذلك وعلمت أن الحاكم أوفى بوعده حقا . فجأة جاءت أحصنة كثيرة , تفاجأ جميع الشعب بذلك و أوقفوا أعمالهم لرؤية ما يحدث , ثم وبشكل مفاجئ ترجل الحاكم ووقف وبجواره حارسين , و أخذ ينظر إلى سارة , و يقول أمام الجميع : لقد أوفيت بوعدي يا سارة.. وأريد أن أسمع جوابك الآن , هل ستكونين زوجة لي و أما صالحة لأطفالي ؟ ابتسمت بخجل ولم تتحدث فعلم أنها قد وافقت صفق الناس جميعا وهم فرحون بذلك , وما هي إلا أيام و حدث الزواج , عاشت سارة بسعادة مع الحاكم, عرفت حينها بأن هذا هو حال الدنيا , و أن الأمور لا تبقى كما هي , فبعد سنين من التعب و الشقاء ها هي أحوالها قد تحسنت أخيرا . أنجبت سارة بنت واحدة , وتوأم من الأبناء , و قد أسمت الفتاة أميرة و عمرها الآن ثلاث سنوات , أما التوأم فقد أسمتهما : وائل و لؤي , عمرهما لم يتجاوز السنة بعد . فرحت سارة لأن حياتهم لن تكون مماثلة لحياتها السابقة , لن يعانوا مثلها , ستكرس حياتها كلها من أجلهم وفي ليلة ممطرة كان الحاكم جالسا يداعب التوأم وهو سعيد و فجأة دخل عليه أحد الضباط وقال - سيدي , حدث أمر مهم يا سيدي ! - ما الذي حدث أخبرني ؟ - هناك هجوم من جيش كبير , لم نعرف هدفهم بعد , لقد دخلوا المناطق الشرقية والشمالية , قواتهم تزحف بسرعة كبيرة نحو العاصمة - ماذا تقول ؟ أين هم جنودنا , أين هم حرس الحدود ؟ - إنهم يبذلون جهدهم بصدهم لكن لا فائدة إنهم أقوى بكثير - سأقود هذه الحرب بنفسي الآن , ساارة خذي الطفلين و أدخلي الغرفة هناك أمر مهم يحدث . أخذت سارة الطفلين ثم نظرت لإلياس وقالت بخوف : عزيزي كن حذرا . إلياس : لا تقلق سيكون كل أمر على ما يراام . . سارة : أرجو ذلك .. ذهب إلياس و امتطى خيله و انطلق إلى أرض المعركة لكي يقود المعركة بنفسه ولم يدري أنها المرة الأخيرة التي سيتحدث فيها إلي سارة و يحمل فيها طفليه ..! د ل و ع ه و ب ك ف ي ف دلوعه وبكفيي [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
,, البُريمِي الأَدَبِيـَة ,,
,, البُريمِي لِلقِصَص والرِوَايات ,,
روايه ساره
أعلى