`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤
¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يستحيل الإمتناع عن التفكير، وجعل الذهن فارغا تماما؟
اغفر لعقلك هذا الإزعاج الضئيل، لأنه عمل على إنقاذ حياتك، أو بالأحرى، حيوات أسلافك. أغلب الظن أنك لم تحتج إلى أن تقلق ما إذا كان الحفيف في الأحراج لأرنب، أم لنمر، أو لتضطر لتحديد أفضل مسلك للهروب بينما تعترضك بحيرة، وأو لتتساءل ما إذا كان النمط المضحك بين الأعشاب لثعبان أم غصن ميت. ولكن، كانت تلك قرارات موت، وحياة لأسلافك. الإستعداد الأمثل لحظة بلحظة، يتطلب دماغا يعمل باستمرار، وجهدا يستهلك كما كبيرا من الطاقة. (ولجعل الأمر في سياقه، يزن الدماغ البشري إثنين بالمائة فقط من الوزن الإجمالي للجسد، ولكنه يستخدم عشرين بالمائة من طاقتنا الكامنة). مثل ذلك الدماغ الشره للطاقة، الذي يبحث باستمرار عن القرائن، والإرتباطات، وآليات العمل، يكون ممكنا فقط في الثدييات التي ينضبط ايضها بمعدل عال وثابت.
التفكير المتواصل هو ما دفعنا من كوننا وجبة غذاء مفضلة في السافانا، وجنسا شارف على الإنقراض، إلى أن نصبح أكثر أشكال الحياة إنجازا على هذه البسيطة. وحتى في العالم المتمدن، يتحفز عقلنا على الدوام لإيجاد الأشياء الخطرة، والفرص من خلال البيانات التي نستقيها من محيطنا، وهذا أشبه ب خادم محرك بحث. تكون أدمغتنا سباقة بخطوة إلى الأمام، ومع ذلك، فالتفكير الإستباقي أيضا يجعل مهمة تستغرق كثيرا من العمليات الذهنية.
فإذا، بالرغم من أنا معظمنا لم يعد يعتريه القلق من النمور في بين الأحراج، فإننا لا نزال نصادف مخاطر، وفرصا جديدة: التوظيف، معدلات الفائدة، هبوط المبيعات بمعدل سبعين بالمائة، أو النصابين ممن يعرضون عشرين مليونا فقط من أجل استثمار صغير نقوم به.
ترجمة أبو رسيل (بتصرف)
المصدر: هنا