سعود الظاهري
:: إداري سابق ومؤسس ::
إسلام آباد
وكالات:
تم أمس انتخاب آصف علي زرداري زوج الراحلة بنازير بوتو زعيمة المعارضة سابقاً، رئيساً لباكستان في تطور متوقع تزامن مع مقتل 30 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 70 آخرين في تفجير انتحاري استهدف مركز تفتيش للجيش والشرطة قرب بيشاور (شمال غرب).
وفيما هنأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زرداري على انتخابه رئيساً رحب الرئيس الأميركي جورج بوش بالانتخاب وأعرب عن حماسه للتعاون معه ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب ، وتعهد زرداري بالامتثال للبرلمان معتبراً انتخابه ''انتصاراً للديموقراطية''.
وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية الباكستانية انتخاب زرداري رئيساً لباكستان من قبل البرلمان والمجالس الأقليمية، وقال قاضي محمد فاروق من على منبر البرلمان إن ''آصف علي زرداري حصل على 281 صوتاً من ''426 في مجلسي البرلمان.
وكان أعلن في وقت سابق أن زوج بنازير بوتو التي اغتيلت في 27 ديسمبر 2007 حصل على غالبية الأصوات في المجالس الإقليمية الأربعة. وكان فوز مرشح أبرز أحزاب الائتلاف الحاكم منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في فبراير الماضي، مضموناً.
وسيكون زرداري مخولاً عند وصوله إلى سدة الرئاسة حل البرلمان وإقالة الحكومة والقيام بتعيينات في المناصب الأساسية في الدولة والجيش.
ولم يكن زرداري معروفاً عند زواجه من بوتو عام 1987 سوى كابن عائلة من كبار الملاكين في ولاية السند الجنوبية معقل آل بوتو، يهوى لعب البولو وقيادة السيارات الجميلة. وعند تولي زوجته رئاسة الحكومة عام 1988 استحدث لنفسه مكانة داخل السلطة السياسية فتولى خصوصاً عام 1995 وزارة الاستثمارات في منصب أساسي سرعان ما انتشرت أقاويل عن عمولات اتهم بتقاضيها على كل صفقة عامة يتم إبرامها.
وسجن ثلاث سنوات في نهاية عهد بوتو الأول عام ،1990 وتكرر السيناريو ذاته عام 1996 حيث أدخل السجن بعد نصف ساعة بالكاد على سقوط حكومة بوتو الثانية فبقي معتقلاً حتى عام ،2004 وعند خروجه من السجن انضم إلى زوجته المقيمة في المنفى، ولم يعد إلى البلاد إلا غداة اغتيالها في 27 ديسمبر 2007 وسط حملة الانتخابات التشريعية التي لم يشارك فيها حتى ذلك الحين. وبعد بضعة أيام عيّن مع ابنه على رأس حزب الشعب الباكستاني الذي كانت بوتو تتزعمه، غير أنه كان هو من يقود بالفعل هذا الفصيل الرئيسي في الائتلاف الفائز في الانتخابات التشريعية في 18 فبراير بالرغم من عدم موافقة قسم كبير من مسؤوليه ومن أصدقاء بوتو الأوفياء.
وفي كلمة تلفزيونية مقتضبة القاها بعد انتخابه اعتبر زرداري أن انتخابه ''انتصار للديموقراطية''، واعداً بالامتثال للبرلمان. وقال بعدما وجه انتقادات الى الرؤساء السابقين ''بالبدلة العسكرية''، أن ''هذا الرئيس سيكون خاضعاً للبرلمان. الديموقراطية تتكلم والجميع يصغي''.
وفي أول رد فعل خارجي قال المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي جوردن جوندرو إن ''الولايات المتحدة تهنئ آصف علي زرداري على انتخابه رئيساً''. وأضاف إن ''الرئيس بوش متحمس للعمل معه، ومع رئيس الوزراء (يوسف رضا) جيلاني ومع الحكومة الباكستانية حول مواضيع تهم البلدين ولا سيما مكافحة الإرهاب من أجل ضمان استقرار الاقتصاد الباكستاني وصلابته''.
من جانبها رحبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بانتخاب زرداري وأشادت بما قالت إنه تأكيد على مكافحة الإرهاب. وقالت للصحفين الذين يرافقونها خلال جولتها في شمال أفريقيا إنها تتطلع للعمل مع زرداري، مضيفة أنها تحدثت معه هاتفياً لكنها لم تلتق به بعد. وقالت ''الآن في ظل وجود رئيس ، اعتقد أن لدينا طريقاً ممهداً للمضي قدما.''
وأضافت ''لدى انطباع جيد نتيجة بعض الأشياء التي قالها عن التحديات التي تواجه باكستان وعن محورية مكافحة الإرهاب وعن حقيقة أن مكافحة الإرهاب هي حرب باكستان وايضا كلماته القوية عن الصداقة والتحالف مع الولايات المتحدة.''
من جانبه هنأ الرئيس الإيراني نظيره الباكستاني المنتخب آملاً تطوير العلاقات بين البلدين.
على صعيد آخر، قتل 30 شخصاً على الأقل وأصيب 70 آخرون بجروح أمس في تفجير انتحاري نفذ بواسطة سيارة مفخخة واستهدف مركز تفتيش للجيش والشرطة في شمال غرب باكستان، على ما أفادت الشرطة التي ذكرت أن مرتكب الهجوم قام بتفجير سيارة ''بيك آب'' محملة بالمتفجرات أمام نقطة تفتيش زانجالي على مسافة'' 15 كيلومتراً'' من بيشاور عاصمة الإقليم.
وأتى الانفجار القوي جداً على المركز بكامله وانهارت أبنية مجاورة وسط سوق مزدحمة، بحسب المصدر ذاته، كما ادى الانفجار إلى تدمير عدد من الحافلات ومبنيين بالقرب من نقطة تفيتش زانجالي في منطقة ماتني. وقالت قناة ''اكسبريس'' الإخبارية إن عشرات الأشخاص حوصروا تحت أنقاض المبنيين اللذين لحق بهما الدمار
جريدة الاتحاد