لقد ثبت بان حب الوطن هو صفة فطرية يزرعها الله سبحانه وتعالى في نفوس المؤمنين وانه ثابت لا يتغير مهما مر الفرد بصعوبات وأزمات ولذلك علينا نحن الآباء والأمهات ونحن المعلمين والمعلمات مهمات وواجبات كبيرة ومن هذه الواجبات زرع حب الوطن في نفوس أولادنا وبناتنا وطلابنا لأنه إذا كان الابن او الطالب يحب وطنه بصدق وأمانة فانه يكون مخلصا في عمله ووفيا مع أصدقائه ويحب الخير للآخرين ولكل أبناء وطنه لأنه يرى في كل واحد منهم أخا له في الإنسانية او شريكا له في هذا الوطن الحبيب. وهناك نقاط مهمة علينا أن نتبعها لكي نصل الى هذا الهدف النبيل:
1. التدرج في إعطاء كل ما يساعد على حب الوطن وحسب عمر الطفل وتقدمه في العمر.
2. أن يكون الأب او الأم النموذج الحقيقي أمام الابن والطالب في حب الوطن وان يكون مثالا صادقا أمامه لكي يكون قدوة حسنة لأبنائه وطلابه وان لا تكون وطنيتنا في الكلام فقط بل يترجمها الى عمل يومي وسلوك يقوم به الفرد داخل مجتمعه وأسرته ومدرسته لكي يكون نبراسا يقتدي به الآخرون في حب الوطن.
3. أن نزرع في نفوس أبنائنا وطلابنا كل القيم النبيلة والتي بدورها تزيد حب الوطن في نفوسهم ونبذ الطائفية والعنصرية والابتعاد عن التعصب الديني والابتعاد عن الأنانية وحب الذات وتبديلها بحب الآخرين ونكران الذات والإيثار.
4. أن نعلم أبناءنا وطلبتنا بان الوطن هو بحاجة الى كل فرد في المجتمع صغيرا او كبيرا، رجلا او امرأة وان الفرد هو جزء من أسرة والأسرة جزء من مجتمع والمجتمع هو الذي يعيش في هذا الوطن فعلى الابن أن يحترم أسرته وان لا يتعدى على عادات وتقاليد مجتمعه بذلك يكون هذا الابن محبا لوطنه ووفيا لوطنيته.
5. أن يكون إرشادنا مستمرا لأبنائنا وطلابنا بان الفرد الذي لا يحب وطنه ولا يخدم أبناء هذا الوطن بكل صدق وأمانة فهو خائن لان الوطن أمانة في أعناق كل إفراد المجتمع ومهما كان عمله ودوره في بناء هذا المجتمع وبذلك يذكرنا حديث الرسول محمد (صل الله عليه وسلم) (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)). وأخيرا نقول ان هذا الوطن الذي أكلنا من خيراته وشربنا من مائه الطيب وعشنا على أرضه الطيبة ما علينا إلا إن نكون أوفياء له وامنين عليه وان نخدمه بكل مل نستطيع لان الوطن لا يحميه إلا أبناؤه المخلصون المؤمنون وان حب الوطن من الإيمان لأنه لا يوجد خائن للوطن وهو مؤمن بالله وبرسوله لان الله والرسول يدعواننا الى حفظ الوطن وحفظ الأمانة وحفظ الدين.. اللهم اجعل هذا البلد أمنا مطمئنا وادفع عنه كل شر وسوء. كما إن الصدق صفة جميلة أكد عليه ديننا الحنيف وأكد عليها رسولنا الكريم محمد (صل الله عليه وسلم) في أحاديثه الشريفة ولذلك أصبح الصدق من صفات المؤمنين الأولى وان المؤمن صادق في أقواله وأفعاله وفي كل ما يقوم به أمام الله تعالى وأمام الناس وان أهم شيء عنده هو إرضاء الله سبحانه وتعالى وهناك سبل وإجراءات علينا نحن المربين آباء وأمهات ومعلمين ومعلمات أن نقوم بها في البيت والمدرسة لكي نغرس الصدق في نفوس أبنائنا وطلبتنا منها:
1.أن نعلمه على ان لا يتردد دائما في قول الحق حتى يكون ذلك شعاره في الحياة وهو قول الحق حتى على نفسه وبذلك نبعده عن الكذب ونشجعه على الصدق في كل جوانب الحياة.
2.أن يكون الأب والأم أنموذجا حقيقيا لأبنائهم في الصدق لكي يقتدي بهم أبناؤهم.
3.أن يكون المعلم والمعلمة الأنموذج الحقيقي لطلبتهم لكي يقتدي بهم الطلبة في الصدق قولا وعملا.
4.الإرشاد المستمر لأبنائنا في البيت ولطلبتنا الأعزاء في المدرسة بأهمية الصدق للإنسان وان الإنسان الصادق محترم في المجتمع والإنسان الكاذب يكون منبوذا ومكروها في المجتمع مع توضيح مكانة الصادق عند الله تعالى.
5.التأكيد المستمر على أهمية الصدق في كل جوانب الحياة وان الصدق هو السبيل الى النجاح وان الكذب هو السبيل الى الفشل في كل شيء. وأخيرا نقول علينا جميعا إن نكون صادقين مع الله أولا ومع أنفسنا ثانيا ومع الناس ثالثا وبذلك نكون موفقين في عملنا ويوفقنا الله سبحانه وتعالى لما فيه خير العباد والبلاد.
فما أجمل أن نستمع لصغارنا وهم يهتفون " نُحِبكِ عُمْـــآنْ"