[ود]
¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
بعد أن أعياه التعب والبحث وبدا على وجهه الحزن
سعود الحوسني يعثر على أمه بعد أربعة أيام من فقدانها في المزدلفة
جهود مضنية قامت بها بعثة الحج العمانية وشرطة عمان السلطانية وجوالة السلطنة والسلطات السعودية للعثور على الأم المفقودة
مكة المكرمة ـ من محمد بن سعيد العلوي:كان اللقاء حميميا للغاية ولحظة العناق مؤلمة بكل ما تحمله هذه الكلمة من مفردات ومعان وكانت الدموع تنهمر من مقلتيه فرحا بعودة الأم الرءوم .. فلم يصدق سعود انه يعانق أمه التي فقدها منذ أربعة أيام في مشعر مزدلفة هي الماثلة أمامه في مقر بعثة الحج العمانية بمكة المكرمة انه مشهد صعب للغاية.
لقد عادت له اللحظة الحياة من جديد كيف وقد وجد امه المفقودة منذ أربعة ايام أمام ناظريه.
وتعود تفاصيل قصة اختفاء الحاجة الوالدة رحمة بنت ظاهر الحوسنية من فلج دارس بولاية نزوى بمحافظة الداخلية ـ كما يرويها الرائد ناصر بن عبدالله الرحبي رئيس وفد شرطة عمان السلطانية في بعثة الحج العمانية لعام 1433هـ ـ انه جاءه الحاج سعود بن سعيد الحوسني في مشعر منى بالديار المقدسة يبلغه عن فقدان والدته في مشعر مزدلفة في صبيحة اليوم نفسه وقد شكلت شرطة عمان السلطانية فريق عمل بعد أن تم إبلاغ فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي رئيس البعثة بالأمر ويتكون من الرائد خميس بن سالم الحراصي من الدفاع المدني وبشرطة عمان السلطانية والملازم أول عبدالله بن محمد الصارمي ضمن وفد شرطة عمان السلطانية وعدد من جوالة وجولات السلطنة بالإضافة إلى مركز إرشاد الحجاج التائهين بمكة المكرمة التابع إلى السلطات السعودية التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن.
وقد تم البحث عن الأم المفقودة في جميع الأماكن وكذلك زيارة المراكز الصحية والمستشفيات وبلاغ أصحاب الحملات وجميع القنوات ذات العلاقة واستمر الحال على ذلك يوميا حتى وصل الحال بالفريق بالبحث في عنها ضمن المفقودين مجهولي الهوية الموجودين في المستشفيات وفي مراكز التائهين.
كما أوضح الرائد ناصر الرحبي رئيس الوفد انه تم تكليف الرائد خميس بن سالم الحراصي والملازم اول عبدالله بن محمد الصارمي من وفد الشرطة الى التوجه الى المسجد الحرام والبحث عنها في جميع الأماكن وفي مختلف الجهات .. ولم يتم العثور عليها وتم كذلك زيارة مركز إرشاد الحجاج التائهين في مكة المكرمة وقد سجل أعضاء الوفد بلاغ فقدان للوالدة رحمة في ذلك المركز وقد كان التعاون كبيرا بين السلطات السعودية.
كما قام القائد علي بن محمد الحجري رئيس الوفد الكشفي بالاتصال بجوالة المملكة العربية السعودية وطلب العون والمساعدة آملا في العثور على والدة سعود ولكن لا أمل في العثور على عليها وتشأ الأقدار ويلطف الله سبحانه وتعالى بأهل الأم الحنون وخاصة سعود الذي ظل يبكي أربعة أيام متواصلة والحزن مرتسم على وجهه لا يأكل ولا يشرب .. فماذا يفعل وأمه مفقودة .. ماذا سيقول لأبيه وأخوته وذويه كيف تتركها وهي امرأة طاعنة في السن .. لماذا تتركها وأنت تعلم انها لا تستطيع التصرف؟! .. أسئلة كثيرة تثقل بال هذا المسكين الذي أصاب جسمه الهزل واحمرت عيناه من الدمع فهو كضيم على فقد امه الحنون وهو من أتى بها الى هذه العراص الطاهرة والبقاع المقدسة فهو كل لحظة يتردد على مقر البعثة آملا في العثور على خبر سعيد ينتشله من محنته ومصيبته هذه .. إنها مشكلة كبيرة بالنسبة لابن فقد أمه ولم يعثر عليها وأيام الحج أوشكت على الانتهاء ومنهم من أنهى اركان الحج ومناسكه إلا سعود الذي لم يبرح مكانه فأمه مازالت مفقودة ولا جديد ولا امل يلوح في الأفق .. الى أن جاءت الاخبار ينقلها له الرائد/خميس بن سالم الحراصي من وفد شرطة عمان السلطانية بالعثور على أمه المفقودة .. فكانت المفاجأة السارة والخبر السعيد الذي ظل يترقبه سعود الحوسني والأمل في العثور على امه الحنون فلم يصدق سعود الخبر ولكن الرائد خميس ذهب الى سعود في مقر سكنه واحضره الى البعثة وهناك استقبله الجميع في الاستقبال وكان فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي رئيس البعثة والشيخ الدكتور ناصر بن سليمان السابعي نائب رئيس البعثة وجميع أعضاء في انتظار لحظة وصول الوالدة رحمة بنت ظاهر الحوسنية.
وحول قصة اختفاء الوالدة رحمة التي التقينا بها في مقر البعثة قالت:انها ركبت الحافلة صباح المبيت في المزدلفة حيث أن ولدها سعود هو من سوف يرمي عنها الجمرات في ايام التشريق لأنها لا تستطيع المشي او الرمي وعندما وصلت الى المسجد الحرام ظلت هناك ولم ينتبه اليها احد حيث قامت بعض النسوة بتوفير الأكل والشرب طوال تلك الفترة ولم تفكر في معرفة أين هي الآن باعتبارها في المسجد الحرام وظلت على تلك الحال تأكل مما تقدمه لها النسوة اللاتي تعرفت عليهن .. حيث قمن برعايتها ، وفي اليوم الرابع أشارت عليها بعض النساء الذهاب إلى الشرطة وفعلا توجهت الى الشرطة التي بدورها قامت بعمل اللازم والاتصال بمركز إرشاد التائهين ثم قام مركز إرشاد التائهين بالاتصال بشرطة عمان السلطانية التي قامت بدورها بإحضار الوالدة بالتعاون مع جوالة وجوالات السلطنة المشاركين في بعثة الحج العمانية.
وقد أشار فضيلة الشيخ الدكتور كهلان الخروصي الى انه من المواقف التي حدثت في مشعر منى ليلة الحادي عشر قبل الفجر بساعتين في الساعة الثالثة فجرا ان ولد المفقودة أتى إليه في الخيمة يسأله عن أمه ، وقد حاول الشيخ الدكتور بث الأمل وبعث الطمأنينة في نفسه ولكني فوجئت بأن يطلب مني الإعلان عن فقدانها بمكبر الصوت في المخيم العماني بمنى وفي ذلك الوقت المتأخر من الليل وحاول صرفه عنه ولكنه أصر على طلبه حتى قلت له بأن أمه في أمان معنا كلنا وان البعثة لن تغادر حتى تعثر عليها وتطمئن عليها.
كما أوضح فضيلته حول هذه الموضوع والذي كان أول من استقبل الوالدة رحمة أن متابعة حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن من أهم الواجبات التي تحرص عليها بعثة الحج العمانية وبالتالي فان تسخير كافة الإمكانيات للبحث عن الوالدة جاء منطلقا من دور البعثة ولن تغادر البعثة الأراضي السعودية قبل أن تطمئن على جميع الحجاج.
وكان هناك فريق آخر على أهبة الاستعداد لتقديم جميع أنواع الدعم لكي يبقى سعود في راحة تامة وهو الشؤون الإدارية والمالية بالبعثة حيث تم تجهيز مركبة لنقل سعود ووالدته لإنهاء مناسك الحج المتبقية وهو طواف الإفاضة والوادع .. وهكذا غادرت الحاجة رحمة الديار المقدسة جوا إلى السلطنة برفقة ولدها سعود إلى مدينة نزوى الجميلة بعد ان عمت الفرحة أسرة الجميع.
الوطن 2012/10/31
لقد عادت له اللحظة الحياة من جديد كيف وقد وجد امه المفقودة منذ أربعة ايام أمام ناظريه.
وتعود تفاصيل قصة اختفاء الحاجة الوالدة رحمة بنت ظاهر الحوسنية من فلج دارس بولاية نزوى بمحافظة الداخلية ـ كما يرويها الرائد ناصر بن عبدالله الرحبي رئيس وفد شرطة عمان السلطانية في بعثة الحج العمانية لعام 1433هـ ـ انه جاءه الحاج سعود بن سعيد الحوسني في مشعر منى بالديار المقدسة يبلغه عن فقدان والدته في مشعر مزدلفة في صبيحة اليوم نفسه وقد شكلت شرطة عمان السلطانية فريق عمل بعد أن تم إبلاغ فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي رئيس البعثة بالأمر ويتكون من الرائد خميس بن سالم الحراصي من الدفاع المدني وبشرطة عمان السلطانية والملازم أول عبدالله بن محمد الصارمي ضمن وفد شرطة عمان السلطانية وعدد من جوالة وجولات السلطنة بالإضافة إلى مركز إرشاد الحجاج التائهين بمكة المكرمة التابع إلى السلطات السعودية التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن.
وقد تم البحث عن الأم المفقودة في جميع الأماكن وكذلك زيارة المراكز الصحية والمستشفيات وبلاغ أصحاب الحملات وجميع القنوات ذات العلاقة واستمر الحال على ذلك يوميا حتى وصل الحال بالفريق بالبحث في عنها ضمن المفقودين مجهولي الهوية الموجودين في المستشفيات وفي مراكز التائهين.
كما أوضح الرائد ناصر الرحبي رئيس الوفد انه تم تكليف الرائد خميس بن سالم الحراصي والملازم اول عبدالله بن محمد الصارمي من وفد الشرطة الى التوجه الى المسجد الحرام والبحث عنها في جميع الأماكن وفي مختلف الجهات .. ولم يتم العثور عليها وتم كذلك زيارة مركز إرشاد الحجاج التائهين في مكة المكرمة وقد سجل أعضاء الوفد بلاغ فقدان للوالدة رحمة في ذلك المركز وقد كان التعاون كبيرا بين السلطات السعودية.
كما قام القائد علي بن محمد الحجري رئيس الوفد الكشفي بالاتصال بجوالة المملكة العربية السعودية وطلب العون والمساعدة آملا في العثور على والدة سعود ولكن لا أمل في العثور على عليها وتشأ الأقدار ويلطف الله سبحانه وتعالى بأهل الأم الحنون وخاصة سعود الذي ظل يبكي أربعة أيام متواصلة والحزن مرتسم على وجهه لا يأكل ولا يشرب .. فماذا يفعل وأمه مفقودة .. ماذا سيقول لأبيه وأخوته وذويه كيف تتركها وهي امرأة طاعنة في السن .. لماذا تتركها وأنت تعلم انها لا تستطيع التصرف؟! .. أسئلة كثيرة تثقل بال هذا المسكين الذي أصاب جسمه الهزل واحمرت عيناه من الدمع فهو كضيم على فقد امه الحنون وهو من أتى بها الى هذه العراص الطاهرة والبقاع المقدسة فهو كل لحظة يتردد على مقر البعثة آملا في العثور على خبر سعيد ينتشله من محنته ومصيبته هذه .. إنها مشكلة كبيرة بالنسبة لابن فقد أمه ولم يعثر عليها وأيام الحج أوشكت على الانتهاء ومنهم من أنهى اركان الحج ومناسكه إلا سعود الذي لم يبرح مكانه فأمه مازالت مفقودة ولا جديد ولا امل يلوح في الأفق .. الى أن جاءت الاخبار ينقلها له الرائد/خميس بن سالم الحراصي من وفد شرطة عمان السلطانية بالعثور على أمه المفقودة .. فكانت المفاجأة السارة والخبر السعيد الذي ظل يترقبه سعود الحوسني والأمل في العثور على امه الحنون فلم يصدق سعود الخبر ولكن الرائد خميس ذهب الى سعود في مقر سكنه واحضره الى البعثة وهناك استقبله الجميع في الاستقبال وكان فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي رئيس البعثة والشيخ الدكتور ناصر بن سليمان السابعي نائب رئيس البعثة وجميع أعضاء في انتظار لحظة وصول الوالدة رحمة بنت ظاهر الحوسنية.
وحول قصة اختفاء الوالدة رحمة التي التقينا بها في مقر البعثة قالت:انها ركبت الحافلة صباح المبيت في المزدلفة حيث أن ولدها سعود هو من سوف يرمي عنها الجمرات في ايام التشريق لأنها لا تستطيع المشي او الرمي وعندما وصلت الى المسجد الحرام ظلت هناك ولم ينتبه اليها احد حيث قامت بعض النسوة بتوفير الأكل والشرب طوال تلك الفترة ولم تفكر في معرفة أين هي الآن باعتبارها في المسجد الحرام وظلت على تلك الحال تأكل مما تقدمه لها النسوة اللاتي تعرفت عليهن .. حيث قمن برعايتها ، وفي اليوم الرابع أشارت عليها بعض النساء الذهاب إلى الشرطة وفعلا توجهت الى الشرطة التي بدورها قامت بعمل اللازم والاتصال بمركز إرشاد التائهين ثم قام مركز إرشاد التائهين بالاتصال بشرطة عمان السلطانية التي قامت بدورها بإحضار الوالدة بالتعاون مع جوالة وجوالات السلطنة المشاركين في بعثة الحج العمانية.
وقد أشار فضيلة الشيخ الدكتور كهلان الخروصي الى انه من المواقف التي حدثت في مشعر منى ليلة الحادي عشر قبل الفجر بساعتين في الساعة الثالثة فجرا ان ولد المفقودة أتى إليه في الخيمة يسأله عن أمه ، وقد حاول الشيخ الدكتور بث الأمل وبعث الطمأنينة في نفسه ولكني فوجئت بأن يطلب مني الإعلان عن فقدانها بمكبر الصوت في المخيم العماني بمنى وفي ذلك الوقت المتأخر من الليل وحاول صرفه عنه ولكنه أصر على طلبه حتى قلت له بأن أمه في أمان معنا كلنا وان البعثة لن تغادر حتى تعثر عليها وتطمئن عليها.
كما أوضح فضيلته حول هذه الموضوع والذي كان أول من استقبل الوالدة رحمة أن متابعة حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن من أهم الواجبات التي تحرص عليها بعثة الحج العمانية وبالتالي فان تسخير كافة الإمكانيات للبحث عن الوالدة جاء منطلقا من دور البعثة ولن تغادر البعثة الأراضي السعودية قبل أن تطمئن على جميع الحجاج.
وكان هناك فريق آخر على أهبة الاستعداد لتقديم جميع أنواع الدعم لكي يبقى سعود في راحة تامة وهو الشؤون الإدارية والمالية بالبعثة حيث تم تجهيز مركبة لنقل سعود ووالدته لإنهاء مناسك الحج المتبقية وهو طواف الإفاضة والوادع .. وهكذا غادرت الحاجة رحمة الديار المقدسة جوا إلى السلطنة برفقة ولدها سعود إلى مدينة نزوى الجميلة بعد ان عمت الفرحة أسرة الجميع.
الوطن 2012/10/31